الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستهلت سنة اثنتين وسبعين وستمائة
ذكر الطلسم الذى وجد بباب القصر بالقاهرة
قال المولى محيى الدين عبد الله بن عبد الظاهر، رحمه الله تعالى، فى السيرة الظاهرية: لما كان يوم عاشوراء من هذه السنة وجد ما سنذكره «1» ، وذلك أنه كان قد رسم بنقض علو أحد أبواب «2» القصر المسمى بباب البحر قبالة دار الحديث الكاملية، لأجل نقل عمد منه لبعض العمائر السلطانية، فظهر صندوق فى حائط مبنى عليه، وللوقت أحضرت الشهود وجماعة كثيرة وفتح الصندوق. فوجد فيه صورة من نحاس أصفر مفرغ على كرسى شكل الهرم، ارتفاعه قدر شبر له أربعة أرجل تحمل الكرسى، والصنم جالس عليه متوركا، وله يدان مرفوعتان ارتفاعا جيدا، يحمل صفيحة يكون دورها قريب الثلاثة أشبار، وفى هذه الصفيحة أشكال بايتة «3» ، الأوسط صورة رأس بغير جسد، وعليه دوائر مكتوب عليها كتابة بالقبطى بالقلفطريّات «4» ، وإلى جانبها فى الصفيحة شكل له قرنان يشبه شكل السنبلة، وإلى الجانب الآخر شكل على رأسه صليب، وآخر فى يده عكاز وعلى رأسه صليب وتحت أرجلهما أشكال طيور. وفوق رءوس الأشكال كتابة كثيرة أكثر من
نصف الصفيحة. وعلى الأشكال كتابة. ووجد مع هذا الصنم فى الصندوق لوح من الواح الصبيان التى يكتبون فيها فى المكاتب مدهون وجهه الواحد «1» أبيض، ووجهه الآخر أحمر، وفيه كتابة قد تكشّط أكثرها من طول المدة وقد بلى اللوح وما يقيت الكتابة تلتئم ولا الخط يفهم.
قال: والوجه الأبيض مكتوب بقلم الصفيحة القبطىّ. وذكر ما ظهر من الكتابة على الوجه الأحمر وهى ثلاثة عشر سطرا، ذكر ألفاظا غير ملتئمة، إلا أن المفهوم منها على غير التئامة:«الإسكندر ذو الملك يزجر» . وذكر ما ظهر فى كل سطر، وأخلى لما تكشط منه مما لا فائدة فى ذكره، والذى شرحه من السطر الثانى عشر ما صورته:«شد أيضا كل امار «2» أشد به» . قال: وقيل إن هذا اللوح بخط الحاكم خليفة مصر. وأعجب ما فيه اسم السلطان وهو بيبرس. قال:
ولما شاهد السلطان ذلك أمر بقراءته، فعرض على قراء الأقلام، فقرىء، وهو بالقلم الفبطى، ومضمونه طلسم عمل للظاهر بن الحاكم، وفيه أسماء ملائكة وعزائم ورقىّ وأسماء روحانية وصور ملائكة، وأكثره حرس للديار المصرية وثغورها وصرف الأعداء وكفهم عن طروقهم إليها، وابتهال إلى الله بأقسام كثيرة بحماية الديار المصرية، وصونها من الأعداء، وحفظها من كل طارق ومن جميع الأجناس.
قال: وتضمن هذا الطلسم كتابه بالقلفطريات «3» وأوفاق وصور وخواص لا يعلمها إلا الله تعالى. وحمل هذا الطلسم إلى السلطان فبقى فى ذخائره.