الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم حضروا عند الملك بركة، وكانوا قد علموا آدابه التى تعتمد معه، وهى الدخول عليه من جهة اليسار، فإذا أخذت الكتب منهم انتقلوا إلى جهة اليمين، ويكون القعود الى الركبتين. ولا يدخل أحد معه إلى حركاته بسيف ولا سكين ولا عدة، ولا يطا برجله عتبة الخركاه، ولا يقلع الإنسان عدته إلا على الجانب اليسار، ولا يترك القوس فى القربان، ولا يخليه موترا ولا يخط فى تركاشه نشابا، ولا يأكل الثلج، ولا يغسل ثوبه فى الأردو.
قال: ووجد الملك بركة فى؟؟؟ تسع خمسمائة رجل مكسوة لبادا أبيض، مستورة من داخلها بالصندات والخطاى «1» مرصعة بالجواهر واللؤلؤ، وهو جالس على تخت، وإلى جانبه الخاتون الكبرى، وعنده خمسون أو ستون أميرا «2» على كراص الخركاه. ولما دخلوا إليه أمر وزيره بقراءة الكتاب، ثم نقلهم عن اليسار إلى اليمين، وسألهم عن النيل، وقال:«سمعت أن عظماء لابن آدم ممتدا على النيل يعبر الناس عليه؟» فقالوا: «ما رأينا هذا» قال: وأخذ قاضى القضاة الذى عنده هذا الكتاب وفسره وبعث به نسخة إلى القان. وقرىء كتاب السلطان بالتركى على من عنده، ففرحوا به. وأعادوا الرسل بجوابه، وسير معهم رسله، فكان وصولهم فى ذى القعدة من هذه السنة.
ذكر توجه السلطان إلى الاسكندرية وتقديم سيف الدين عطاء الله على عرب برقة
قال: ولما فرغ السلطان من هذا المهم توجه إلى ثغر الإسكندرية متصيدا،
فعدّى فى ذى القعدة من السنة وسار إلى تروجة «1» ، ومنها إلى الحمامات، وسار إلى منزلة الكرش بالقرب من العقبة الصغرى، وضرب حلقة هناك، ووصلت المسيرة إلى قرب العقبة الصغرى، وعيّد عيد الأضحى، وصلى صلاة العيد، ونحر الأضاحى، وبلغه أن بعض العربان قد عصوا فى البرارى، فجرد إليهم جماعة، وحضر جماعة من عرب هوارة وعرب سليم فكتب عليهم الحجج بعمارة البلاد، وألا يقربوا أحدا من العربان العصاة.
وعاد السلطان إلى الإسكندرية، وصلى فى الجامع الغربى «2» ، ولعب الكره بميدانها. وزار الشيخ الشاطبى «3» ، ورجع إلى القاهرة فلما وصل إلى تروجة رسم بتقديم سيف الدين عطاء الله بن عزار «4» على عرب برقة، وتحدث معه فى أمر العربان وكونهم ينتفعون من مصر بأثمان الخيول المحلوبة والأغنام، وأنهم يستنتجون الأغنام ويزرعون ولا يقومون بحق الله. فالتزم المذكور بحفظ البلاد واستخراج الزكاة من العربان. وأنعم عليه السلطان بصنجق «5» ونقارات «6» ، وتوجه «7» .