الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستهلت سنة ست وستين وستمائة
ذكر أخذ الزكاة من عرب الحجاز
«1»
كان السلطان قد اهتم بأمر الزكاة من سائر الجهات حتى المغرب والحجاز، وأذعن عريان بلاد برقة لذلك وقاموا بالزكاة.
وفى صفر سنة ست وستين وستمائة: وصل الأمير ناصر الدين بن محيى الدين الجزرى الحاجب من المدينة النبوية، وكان قد توجه لا ستخراج الزكاة والعشر، فأحضر صحبته مائة وثمانين جملا وعشرة آلاف درهم فاستقلها السلطان وأمر بردها عليه، ثم وصل بنو صخر، وبنو لام، وبنو عنزة وغيرهم من عريان الحجاز، والتزموا بزكاة الغنم والإبل، وتوجه معهم مشدون لاستخراج ذلك، هذا والسلطان على صفد لعمارتها.
ذكر ظهور الماء بالقدس الشريف
«2»
وفى سنة ست وستين وستمائة: ورد كتاب قاضى القدس أن الماء انتزح من بئر السقاية وعظمت مشقة الناس، فنزل رجل إلى البئر وشاهد قناة مسدودة من زمن بخت نصر الذى هدم البيت المقدس، فأحضر الأمير علاء الدين الحاج الركنى [نائب القدس «3» ] بنايين وكشف القناة السليمانية، ومشوا فيها تحت
الأرض إلى الجبل الذى تحت الصخرة المقدسة فوجدوا بابا مقنطرا ففتحوه، فخرجت عين ماء كادت تغرقهم. وكان خروج الماء فى ذى الحجة سنة خمس وستين.
ووردت كتاب الأمير الحاج علاء الدين الركنى أنه نقص ماء السقاية الذى ظهر ونزح، ودخل الصناع إليه فوجدوا سدا، فنقب فيه الحجارون مقدار عشرين يوما ووجد سقف مقلفط به مائة وعشرون ذراعا بذراع العمل، فخرج الماء وملأ القناة.
وفى هذه السنة: وصلت هدية صاحب اليمن «1» ورسله، وأحضر فيها من الخيل المسومة عشرون فرسا بالبركسطوانات «2» الأطلس المزركشة وفيلة وحمارة وحش عتابية اللون، وغير ذلك من المسك والعنبر والعود والصينى «3» وغيره، فقبلت هديته، وجهزت له هدية وصنجق وخلعة وشعار السلطنة وجوشن وكبش «4» وغيره من آلة الحرب، وسير إليه طيور جوارح. وكوتب «5» بالمقام العالى المولوى السلطانى، وكاتبه السلطان بالمملوك. وتوجه بالهدية فخر الدين المقرى «6» ووصل صحبة أحد رسوليه- وهو ابن الماكسانى التاجر- بها، وذكر أن «7» والده صاحب اليمن