الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«السمع والطاعة» فكتب إلى بغداد وسائر البلاد بذلك، واستدعى القراء والفقهاء واستخدم أهل قزوين «1» فى ركابه. وسير الخليفة رسولا صحبة رسوله إلى حلب بتقوية يد نوابه «2» وأن يقتل النائب القديم ويولى هذا الواصل، فخلصوا بذلك من صولة خوارزم شاه.
هذا ابتداء أمر هذه الطائفة. وقد ذكرنا طرفا من أخبارهم فيما تقدم، فلنذكر سبب الاستيلاء على بلادهم، وكيف انتزعها السلطان الملك الظاهر منهم.
ذكر استيلاء السلطان على بلاد الإسماعيلية وشىء من أخبارها
«3»
وهى مصياف «4» والعليقة والرصافة والكهف والمنيقة «5» والقدموس والخوابى.
وكان السلطان الملك الظاهر، رحمه الله، قد كسر شوكة هذه الطائفة الإسماعيلية، وأبطل رسومهم التى كانت مقررة لهم على ملوك الديار المصرية،
وقرر عليهم قطيعة «1» يحملونها إلى بيت المال. ثم لم يرضه ذلك إلى أن استولى على حصونهم وانتزعها من أيديهم.
وأول ما استولى عليه من حصونهم مصياف: استولى عليها فى العشر الأوسط من شهر رجب سنة ثمان وستين وستمائة. وذلك أن السلطان كان قد حضر فى جمادى الآخرة من هذه السنة إلى حصن الأكراد «2» وأغار على البلاد الساحلية، ونزل بالقرب من البلاد الإسماعيلية، وحضر إلى خدمته صاحب حماة وصاحب صهيون، ولم يحضر نجم الدين [حسن «3» ] ابن صاحب الإسماعيلية ولا ولده شمس الدين.
وسيروا يطلبون أن ينقصوا من القطيعة التى كانوا يقدمون بها للفرنج وأبطلها السلطان وتقررت لبيت المال. وكان السلطان قبل ذلك قد غضب على صارم الدين ابن [مبارك] الرضى صاحب العليقة «4» لأجلهم، فتوصل صاحب صهيون فى إصلاح أمره، فحضر إلى السلطان فرضى عنه وقلده بلاد الدعوة «5» استقلالا، وأعطاه طلبخاناه، وعزل نجم الدين وولده من نيابة الدعوة. ونعت صارم الدين بالصحوبية على عادة نواب الدعوة، وتوجه فى سابع عشر جمادى الآخرة