الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الملك داود فإنه هرب إلى جهة الأبواب، فقاتله صاحبها الملك أدر، وقتل ولده، وأمسكه وسيره إلى السلطان.
ذكر غزوات النوبة فى الإسلام
أول ما غزيت النوبة فى سنة إحدى وثلاثين للهجرة النبوية، غزاها عبد الله ابن سعد فى خمسة آلاف فارس، وأصيب فى ذلك اليوم معاوية بن حديج فى عينه، وأصيب أبرهة الصباح فى عينه، وكانوا يسمون النوبة: رماة الحدق.
وهادنهم عبد الله بن سعد بعد أن وصل دنقلة.
وفى ذلك يقول الشاعر:
لم تر عينى مثل يوم دنقلة
…
والخيل تعدو بالدروع مثقلة
ترى الحماة حولها مجدلة
…
كأن أرواح الجميع مهملة
وقال يزيد بن أبى حبيب: «ليست الموادعة بين أهل مصر والنوبة موادعة هدنة، وإنما هى هدنة امان؛ نعطيهم شيئا من قمح وعدس، ويعطوننا رقيقا، ولا بأس بما يشترى من رقيقهم» .
وكان البقط المرتب على النوبة وهو الرسم على ما قرر:
فى كل سنة أربعمائة رأس من الرقيق، وزرافة واحدة. لأمير المؤمنين ثلاثمائة وستون رأسا، وللنائب بمصر أربعون رأسا.
ويطلق لرسله، إذا وصلوا بالبقط تاما، ألف وثلاثمائة أردب قمح، لرسله منها ثلاثمائة.
وقال البلاذرى فى كتاب الفتوحات: «إن المقرر على النوبة أربعمائة رأس، يأخذون بها طعاما؛ أى غلة» .
وألزمهم المهدى العباسى بثلاثمائة وستين رأسا وزرافة.
ثم غزبت فى زمن هشام بن عبد الملك بن مروان، ولم تفتح وإنما كان قتال ونهب وسبى.
وغزاها يزيد بن أبى حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبى صفرة، على يد عبد الأعلى بن حميد. وغزاها أبو منصور تكين التركى هى وبرقة فى عام واحد، ولم تفتح النوبة.
ثم غزاها كافور الإخشيدى، وكان أكثر جيشه السودان.
فقال الشاعر:
ولما غزا كافور دنقلة غدا
…
بجيش لطول الأرض من مثله عرض
غزا الأسود السودان فى رونق الضحى
…
فلما التقى الجمعان أظلمت الأرض
ثم غزاها ناصر الدولة بن حمدان، فكبسه السودان، ونهب جيشه، وأخذت أثقاله، وذلك فى سنة تسع وخمسين وأربعمائة فى أيام المستنصر العبيدى.
ثم غزاها بعد ذلك شمس الدولة توران بن أيوب أخو الملك الناصر صلاح الدين يوسف فى سنة ثمان وستين وخمسمائة، ولم يصل إلا إلى أبريم.
وكل هذه غزوات، وإنما الفتح هذا.