الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى الشهر المذكور خلع وفرق بالميدان على ألف وسبعمائة نفر من الأمراء والحلقة أتمان خيل، وفرق ألفا وثمانمائة وخمسين رأسا، وذلك فى ثانى عشرين الشهر. ثم أعاد العطاء فى الثالث والعشرين منه حتى فرغ الناس وعمهم بالعطاء، ولازم صناعة الإنشاء عدة أيام بسبب الشوانى.
ذكر القبض على من يذكر من الأمراء
«1»
وفى هذه السنة فى خامس عشر ذى الحجة أمر السلطان بالقبض على جماعة من الأمراء، منهم الأمير علم الدين سنجر الحلبى الكبير، والأمير جمال الدين أقش المحمدى، والأمير جمال الدين أيدغدى الحاجبى الناصرى، والأمير عز الدين إيغان الركنى سم الموت، والأمير شمس الدين سنقر المساح، والأمير سيف الدين بيغان «2» الركنى، والأمير علم الدين سنجر طردح «3» الآمدى وغيرهم، وحبسوا فى قلعة الجبل.
وسبب ذلك أن السلطان بلغه عنهم وهو بالشقيف أنهم قد عزموا على القبض عليه، فأسرها فى نفسه إلى أن وصل إلى القاهرة وقبض عليهم واعتقلهم، ثم أفرج بعد ذلك عن بعضهم.
وفيها: فى سابع عشر ذى الحجة تقدم أمر السلطان بإراقة الخمور «4» فى سائر بلاده، والوعيد لمن يعصرها بعد ذلك بالقتل والنهب. فأهريقت بأعمال بالديار المصرية
وأبطل ضمانها، وكان فى كل يوم بالديار المصرية خاصة يزيد على ألف دينار.
وكتب بذلك توقيع قرىء على الناس بالقاهرة ومصر.
وفى هذه السنة: أمر السلطان بإنشاء جامع بمنشاة المهرانى، وهى التى على نهر النيل، والخليج الحاكمى فارق بينهما وبين مصر، فعمّر.
وفيها: توفى قاضى القضاة الشيخ شرف الدين أبو حفص عمر بن عبد الله بن صالح بن عيسى السبكى المالكى قاضى قضاة المالكية بالديار المصرية «1» . وكانت وفاته بالقاهرة فى ليلة الأحد الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة تسع وستين وستمائة. ودفن من الغد بمقابر باب النصر. ومولده بالصالحية من الأعمال القليوبية فى ذى الحجة سنة خمس وثمانين وخمسمائة. وكان رحمه الله تعالى عالما، وكان قد ولى الحسبة بالقاهرة مدة وعقود الأنكحة، ثم ولى نيابة الحكم بالقاهرة عن قاضى القضاة تاج الدين بن بنت الأعز. ثم فوض إليه القضاء أحد الأربعة كما تقدم ذكر ذلك، رحمه الله تعالى. وولى بعده قضاء المالكية القاضى نفيس الدين أبو البركات محمد بن القاضى المخلص هبة الله بن القاضى كمال الدين أبى السعادات أحمد بن شكر.
وفيها: أيضا توفى القاضى شمس الدين أبو إسحق إبراهيم بن المسلم بن هبة الله ابن البارزى قاضى حماة الشافعى، رحمه الله، وولى قضاة حماة فى سنة اثنتين وخمسين وستمائة، و؟؟؟ إلى أن توفى الآن.
وفيها: كانت وفاة الملك الأمجد تقى الدين أبى الفضائل عباس بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب. وهو آخر من مات من أولاد الملك
العادل، وكان محترما عند الملوك الأيوبية، معظما عند السلطان الملك الظاهر، لا يرتفع عليه أحد فى المجلس ولا الموكب. وكان رحمه الله دمت الأخلاق سمحا كريما عاقلا حازما. وكانت وفاته بدمشق فى يوم الجمعة ثانى عشرين جمادى الآخرة ودفن بسفح قاسيون، وليس له عقب.
وفيها: توفى القاضى كمال الدين أبو السعادات أحمد بن الوزير فخر الدين الأعز أبى الحمايل مقدام بن القاضى كمال الدين أبى السعادات أحمد بن شكر. كان أحد الأكابر المشهورين بالديار المصرية متأهل للوزارة وغيرها. وهو خال قاضى القضاة تاج الدين بن بنت الأعز، رحمهما الله تعالى، وكانت وفاته بالقاهرة فى السادس والعشرين من شهر رمضان. ودفن من الغد من يوم وفاته بسفح المقطم، وكان يومئذ ناظر بيت المال، رحمه الله تعالى.
وفيها: توفى الأمير علم الدين سنجر الصيرفى «1» وكان من أعيان الأمراء بالديار المصرية، فلما تمكن السلطان الملك الظاهر أخرجه إلى الشام وأقطعه إقطاعا جيدا وزاده عدة قرى ببعلبك، فتوجه إليها، فمات فى يوم الأربعاء سادس صفر وهو فى عشر الستين رحمه الله تعالى.
وفيها: توفى الشيخ العارف قطب الدين أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد ابن نصر بن محمد بن سبعين المرسى الزقوطى «2» ، أحد المشايخ المشهورين بسعة العلم، وله تصانيف عدة وجماعة كثيرة ينسبون إليه، وأقام بمكة سنين كثيرة إلى أن
توفى بها فى الثامن والعشرين من شوال من هذه السنة، ومولده فى سنة أربع عشرة وستمائة. والزقوطى نسبة إلى حصن من عمل مرسية يسمى زقوطة، رحمه الله تعالى.
وفيها: توفى العدل الرئيس زين القضاء أبو المكارم عبد الوهاب بن القاضى الرئيس فخر القضاء أبى الفضائل أحمد بن المرتضى أبى عبد الله محمد بن الجليس أبى المعالى عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن الحباب التميمى السعدى الأغلبى، سمع وحدّث، وهو من بيت الرياسة والعدالة والفضل بالديار المصرية منذ سكنوها، وهم من ذرية زيادة الله بن الأغلب آخر ملوك بنى الأغلب بأفريقية.
وكانت وفاته بمصر فى التاسع والعشرين من جمادى الأول من السنة. ومولده فى غرة المحرم سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وفيها: توفى الطواشى الأمير شجاع الدين مرشد الخادم المظفرى عتيق صاحب حماة ومقدم جيشها، وكان من الشجعان الأبطال، وكان إذا حمل فى جيش العدو يقول: أين أصحاب الخصى. وكان السلطان الملك الظاهر يعتمد عليه لأمانته وشجاعته. وكان يتصرف فى المملكة الحموية تصرف ملوكها للوثوق به.