الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن صاحبها الأمير سيف الدين محمد «1» بن الأمير مظفر الدين عثمان بن ناصر الدين منكورس «2» بن بدر الدين خمرد كين توفى فى هذه السنة كما تقدم، وكان السلطان يومئذ بدمشق فاستدعى ولده الأمير سابق الدين سليمان «3» فحضر»
، وأقطعه إمرة بأربعين فارسا، فكتب إلى عمه جلال الدين بتسليم القلعة إلى نواب السلطان بذخائرها، فتسلموا ذلك فى ثانى عشر شهر ربيع الأول منها. وأقطع السلطان عميه جلال الدين مسعود ومجاهد الدين إبراهيم؛ كل منهما إمرة عشرة طواشية، ووصل أهل صاحب صهيون إلى دمشق.
ذكر أخبار الإسماعيلية وابتداء أمرهم والاستيلاء على حصونهم
أول من قام بدعوتهم الحسن بن الصباح المعروف بالكيال، وهو من تلامذة ابن عطاش الطبيب. قدم مصر فى زمن المستنصر العبيدى فى زى تاجر فى سنة ثمانين وأربعمائة، ودخل عليه وخاطبه فى إقامة الدعوة ببلاد العجم فأذن له.
وكان الحسن كاتبا للرئيس عبد الرزاق بن بهرام بالرّى. وادعى أنه قال للمستنصر: «من إمامى بعدك؟» فأشار إلى نزار: فمن هنا سموا بالنزارية.
وقال ابن السمعانى فى تاريخه: إنما سموا بالإسماعيلية لأن جماعة من الباطنية ينسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق لانتساب زعيمهم المصرى إلى
محمد بن إسماعيل المذكور. وكان أول إظهار دعوتهم بالألموت وطلوع أعلامه فى سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة. وجرى لنزار ما قدمناه بعد وفاة أبيه ومسك من الإسكندرية وجىء به إلى القصر فكان آخر العهد به. وانفصل أهل الألموت من العبيديين من ذلك الوقت. وشرع الإسماعيلية فى افتتاح الحصون، فأخذوا قلعة وبنوا أخرى وأظهروا شغل السكين. وأول عملهم بالسكين؛ أن ابن الصباح كان ذا دين فى الظاهر، وله جماعة من نسبته يتبعونه، فلما حضر من مصر إلى الألموت وهى حصينة وكان أصحابها ضعفاء، فقالوا «1» لأصحابها:«نحن قوم زهاد نعبد الله ونشترى منكم نصف هذه القلعة ونقيم معكم نعبد الله» .
فاشترى نصفها بتسعة آلاف دينار. ثم قوى واستولى عليها وصاروا جماعة، فبلغ خبرهم ملك تلك البلاد فقصدهم بعساكره. فقال رجل منهم يعرف بعلى اليعقوبى:«أى شىء يكون لى عندكم إن كفيتكم أمر هذا الجيش» ؟ قالوا:
«نذكرك فى تسابيحنا» . فقال: «رضيت» . فنزل بهم وقسمهم أرباعا فى أرباع العسكر وجعل معهم طبولا وقال: «إذا سمعتم الصايح فاضربوا الطبول وقولوا «2» يا آل على» بم هجم بهم على الملك فقتله فصاح أصحابه، فضرب أولئك الطبول، فامتلأت قلوبهم خوفا وهربوا لا يلوى منهم أحد على أحد، وأصبحت خيامهم خالية، فنقلوا «3» ما فيها إلى القلعة. وسنوا السكين من ذلك الوقت.
ثم بعثوا داعيا من دعاتهم يعرف بأبى محمد إلى الشام فملك قلاعا من بلاد الناصرية.
ثم ملك بعده سنان: وهو سنان بن سليمان بن محمد البصرى، وأصله من قرية من قرى البصرة تعرف بعقر السدن «1» . وأقام فى الشام نيفا وثلاثين سنة، وكان يلبس الخشن، ولا يراه أحد يأكل ولا يشرب ولا يبول ولا يبصق، بل يجلس على ضجرة، فاعتقدوا فيه التأله.
ثم ولى مكانه أبو منصور بن محمد وكان ابن الصباح، الذى قدمنا ذكره.
[و]«2» لما قتل نزار طالبوه به، فقال:«إنه بين أعداء كثيرة والبلاد بعيدة ولا يمكنه الحضور، وقد عزم على أن يختفى فى بطن امرأة ويجىء سالما ويستأنف الولاده» . فقنعوا بذلك، وأحضر لهم جارية قد أحبلها وقال:«إنه قد اختفى فى هذه» ، فعظموها فولدت ابنا سماه حسنا. وقال:«نغير الاسم لتغيير الصورة» .
ومات حسن فى سنة خمس عشرة وخمسمائة، وخلف ولده محمدا. ولمحمد ولد اسمه حسن خلف أباه بعد موته. ولما سمع ملك خوارزم شاه قصد بلادهم.
فأظهر محمد بن حسن هذا أنه رأى على بن أبى طالب فى المنام يقول له: «تعيد شعار الإسلام وفرائضه وسننه» فعرف جماعته بذلك. ثم قال لهم: «الدين لنا، نتصرف تارة بوضع التكاليف عنكم، وتارة نأخذها منكم» . فقالوا: