الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسيرنا قطعة من صليب الصلبوت، وسيرنا ذلك إلى الرحبة، وعرفنا الناتب بها إلأمارة التى قررت. فأرسل من تثق إليه بالأمارة ليتسلم ذلك.
وسير السلطان هذا الملطف «1» إلى النائب بالبيرة، ورسم له أن يجهزه صحبة أرمنى يوصله إلى الجاثليق، وأنه إذا جهزه يرسل إلى الملك شمس الدين بهادر يعرفه بخبره وحليته. ففعل ذلك، وأرسل بهادر من أمسك هذا القاصد وسير به إلى أبغا. فلما وقف أبغا على الملطف كان فيه هلاك الجاثليق، وتقرب شمس الدين بهادر إلى السلطان بأشياء كثيرة مثل ذلك. فشعر التتار به فأمسكوه وتوجهوا به إلى الأردو، وهربت حاشيته ومماليكه، فوصلوا إلى باب السلطان وهم يزيدون على ألفى نفر من مماليك وأجناد وغيرهم، فأحسن إليهم ورتب لهم الرواتب. وأما الملك شمس الدين بهادر فإنه هرب ونجا بنفسه ووصل البيرة فتلقاه أهلها، وسير إلى السلطان. وذكر أنه أقام سبعة أيام لم يأكل شيئا.
ولما وصل تلقاه السلطان وأكرمه وأعطاه الإقطاعات بالديار المصرية وأحسن إليه.
ذكر الظفر بملك الكرج
وفى سنة اثنتين وسبعين وستمائة: ظفر السلطان بملك الكرج. وذلك أنه حضر لزيارة بيت المقدس، فاتصل ذلك بالسلطان، فأرسل من يعرف حليته فأمسك هو وثلاثة نفر من أعيان الكرج من بين الزوار، وسير [وا] إلى السلطان وهو بدمشق فطيب قلوبهم، وعرفهم أنه متيقظ لمن يدخل إلى بلاده، واحترز عليهم.
ولما سكنت الأخبار عاد السلطان والعساكر فدخل إلى قلعته فى رابع عشرين جمادى الآخرة من هذه السنة.
وفى شعبان من هذه السنة: رسم السلطان بعمارة جسرين قناطر بالقرب من الرملة لعبور العساكر، فعمرت.
وفيها: فى يوم السبت عاشر ذى القعدة حضر متولى القرافة إلى مستنيبه الأمير سيف الدين أبى بكر بن اسباسلار متولى مصر، وأخبره أن شخصا دخل إلى تربة الملك المعز وجلس عند القبر يبكى، فسأله من بالمكان عن بكائه، فأخبرهم أنه قاءان بن الملك المعز، وكان الملك المظفر قد أرسله مع أخيه الملك المنصور إلى بلاد الأشكرى كما تقدم، فأحضر وقيد واعتقل. وطولع السلطان بأمره، فأحضره وسأله عن أمره، فذكر أنه عاد إلى الديار المصرية منذ ست سنين، وأنه يتوكل للجند. فطلب منه من يعرفه، فذكر أن رجلا معتقلا بالإسكندرية كان يتردد إلى بلاد الأشكرى، فأمر السلطان باحضاره واعتقال قاءان، فحبس فى حبس اللصوص بمصر، وأجرى عليه بعض مماليك المعز نفقة.
وفيها: أفرج السلطان عن الأمير سيف الدين الجوكندار، وكان له مدة فى الاعتقال.
وفى ثانى عشر شهر رمضان من السنة: توجه الملك السعيد إلى الشام «1» ، وجرد السلطان فى خدمته الأمير سيف الدين أستاد دار وجماعة من أكابر الأمراء والخواص. ودخل إلى دمشق فى سادس عشرين الشهر، ولم يشعر به نائب السلطنة إلا وهو بينهم فى سوق الخيل، فنزلوا وقبلوا الأرض، ودخل الملك