الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سيوفهم، وأحضروا فى الحبال [إلى السلطان «1» ] .
ولما خلت القلعة من الفرنج أباحها السلطان للمسلمين بجميع ما فيها من أموال وغلال وذخائر. وكان بها جملة من الخيول والبغال لم يتعرض [لشىء «2» ] منها إلا لما اشتراه بالمال. وكان فى أسر الفرنج جماعة من المسلمين خلصوا فى تلك الساعة وأخذت قيودهم وقيد بها الفرنج. وجرد جماعة من المقدمين يتوجهون مع الأسرى. وسير لكل أمير جماعة، ولكل مقدم جماعة. وشرع السلطان فى تقسيم أبراج أرسوف على الأمراء، وجعل هدمها دستورهم «3» ، ورسم بأحضار الأسارى لإخرابها، فكانوا كما قال الله تعالى: يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ
«4» .
ورحل السلطان عن أرسوف بعد استكمال هدمها فى يوم الثلاثاء ثالث وعشرين شهر رجب سنة ثلاث وستين وستمائة.
ذكر ما ملكه السلطان لأمرائه من النواحى التى فتحها الله على يده
قال: لما فتح الله تعالى على السلطان قيسارية أمر الأمير سيف الدين الدوادار الرومى بكشف بلادها وتحقيق متحصلاتها، وعملت أوراق بذلك.
ولما فتح الله أرسوف طلب [السلطان] قاضى القضاة بدمشق وجماعة من
العدول ووكيل بيت المال، وتقدم بأن يملك الأمراء [المجاهدون «1» ] من البلاد التى فتحها الله على يديه ما يأتى ذكره. وكتبت التواقيع لكل منهم ولم يطلعوا عليها، ولما كملت التواقيع قرئت «2» على أربابها، وكتب بذلك مكتوب جامع بالتمليك:
ونسخته بعد البسملة:
أما بعد حمد الله على نصرته المتناسقة العقود، وتمكينه الذى «3» رفلت الملة الإسلامية منه فى أصفى البرود، وفتحه الذى إذا شاهدت العيون مواقع نفعه وعظيم وقعه علمت أنه الأمر ما يسود من يسود.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذى جاهد الكفار، وجاهرهم بأعمال السيف البتار، وأعلمهم لمن عقبى الدار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تتواصل بالعشى والأبكار.
فإن خير النعم نعمة وردت بعد اليأس، وجاءت بعد توحشها وهى حسنة الإيناس، وأقبلت على فترة من تخاذل الملوك وتهاون الناس، (وصرعت أبواب الجهاد وقد غلقت فى الوجوه، وأنطقت السنة المنابر وشفاة المحابر بالبشائر التى ما اعتقد أحد أنه بها يفوه «4» ) ، فأكرم بها نعمة على الإسلام وصلت للملة المحمدية
أسبابا، وفتحت للفتوحات أبوابا، وهزمت من التتار والفرنج العدوين، ورابطت بين الملح الأجاج والعذب الفرات بالبرين والبحرين، وجعلت عساكر الإسلام تذل الفرنج بغزوهم فى عقر الدار، وتجوس من حصونهم المانعة خلال الديار والأمصار، وتملأ خنادقهم بشاهق الأسوار، وتقود من فضل عن شبع السيف الساغب فى قبضة القيد إلى حلقات الأسار. ففرقة منها تقتلع للفرنج قلاعا وتهدم حصونا، وفرقة تبنى ما هدم التتار بالمشرق وتعليه تحصينا. وفرقة تتسلم بالحجاز «1» قلاعا شاهقة وتتسنّم هضابا سامقة، فهى بحمد الله البانية الهادمة والمفيدة العادمة والقاسمة الراحمة. كل ذلك بمن أقامه الله للأمة الإسلامية راحما، وجرد به سيفا قد شحذت التجارب حديه ففرى، وحملت رياح النصرة ركابه تسخيرا فسار إلى مواطن الظفر وسرى، وكونته السعادة ملكا إذا رأته فى دستها قالت تعظيما:«هذا ملك ما هذا بشرا» . وهو مولانا السلطان الأجل العالم العادل المؤيد المنصور، ركن الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، سيد الملوك والسلاطين، محيى العدل فى العالمين، قاتل الكفرة والمشركين، قاهر الخوارج والمتمردين، سلطان بلاد الله، حافظ عباد الله، وارث الملك سلطان العرب والعجم والترك، اسكندر الزمان، صاحب القرآن، ملك البحرين صاحب القبلتين، خادم الحرمين الشريفين، الآمر ببيعة الخليفتين صلاح الجمهور صاحب البلاد والأقاليم والثغور، فاتح الأمصار، مبيد التتار، ناصر الشريعة المحمدية، رافع علم الملة الإسلامية، مقتلع القلاع من الكافرين، القائم بفرض
الجهاد فى العالمين «1» أبو الفتح «2» بيبرس قسيم أمير المؤمنين، جعل الله سيوفه مفاتيح «3» البلاد وأعلامه أعلاما من الأسنة، على رأسها نار لهداية العباد، فإنه آخذ البلاد ومعطيها، وواهبها بما فيها، وإذا عامله الله بلطفه شكر، وإذا قدر عفا وأصلح، فكم وافقه قدر، وإذا أهدت إليه النصرة فتوحا بسيفه قسمها فى حاضريها لديه متكرما، وقال الهدية لمن حضر، وإذا خوله الله تخويلا من بلاد الكفر وفتح على يديه قلاعا جعل الهدم للأسوار، والدماء للسيف البتار، والرقاب للإسار، والنواحى المزروعة للأولياء والأنصار، ولم يجعل لنفسه إلا ما تسطره الأملاك فى الصحائف لصفاحه «4» من الأجور، وتطوى عليه طويات السّير التى غدت بما فتحه الله من الثغور باسمه باسمة الثغور.
فتى جعل البلاد من العطايا
…
فأعطى المدن واحتقر الضياعا
سمعنا بالكرام وقد رأينا «5»
…
عيانا ضعف ما فعلوا سماعا
إذا فعل الكرام على قياس
…
جميلا كان ما فعل ابتداعا
ولما كان- خلد الله سلطانه- بهذه المثابة، وفتح الفتوحات التى أجزل الله بها أجره وثوابه، وله أولياء كالنجوم إنارة وضياء، وكالأقدار نفاذا ومضاء، وكالعقود تناسقا، وكالوبل تلاحقا إلى الطاعة وتسابقا، وكالنفس الواحدة
عبودية له وتصادقا، رأى- خلد الله سلطانه- أن لا ينفرد عنهم بنعمة، ولا يتخصص ولا يستأثر بمنحة غدت بسيوفهم تستنقذ، وبعزائمهم تستخلص، وأن يؤثرهم على نفسه، ويقسم «1» عليهم الأشعة من أنوار شمسه، ويبقى للولد منهم وولد الولد ما يدوم إلى آخر الدهر ويبقى على الأبد، ويعيش الأبناء فى نعمته كما عاش الآباء. وخير الإحسان ما شمل، وأحسنه ما خلد، فخرج الأمر العالى لا زال يشمل الأعقاب والذرارى، وينير إنارة «2» الأنجم الدرارى، أن يملك جماعة أمرائه وخواصه الذين يذكرون، وفى هذا المكتوب الشريف يسطرون، ما يعين من البلاد والقرى والضياع على ما يشرح ويبين من الأوضاع وهو:
المولى الأتابك فارس الدين أقطاى الصالحى* عتيل بكمالها الأمير جمال الدين إيدغدى العزيزى النصف من زيتا الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى الصالحى نصف طور كرم الأمير بدر الدين بيليك الخزندار الظاهرى نصف طور كرم الأمير شمس الدين الدكز «3» الكركى ربع زيتا الأمير سيف الدين قليج البغدادى ربع زيتا الأمير ركن الدين بيبرس خاص ترك الكبير الصالحى أفراسين «4» بكمالها
الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار الصالحى باقة الشرقية بكمالها الأمير عز الدين أيدمر الحلى «1» الصالحى نصف قلنسوة الأمير شمس الدين سنقر الرومى الصالحى نصف قلنسوة الأمير سيف الدين قلاون الألفى الصالحى نصف طيبة الاسم الأمير عز الدين إيغان الركنى سم الموت نصف طيّبة الاسم الأمير جمال الدين أقش النجيبى نائب سلطنة الشام أم الفحم بكمالها من قيسارية الأمير علم الدين سنجر الحلبى الصالحى بثان «2» بكمالها الأمير جمال الدين أقش المحمدى الصالحى نصف بورين الأمير فخر الدين الطنبا الحمصى نصف بورين الأمير جمال الدين أيدغدى الحاجبى الناصرى نصف بيزين «3» الأمير بدر الدين بيليك الأيدمرى الصالحى نصف بيزين الأمير فخر الدين عثمان بن الملك المغيث ثلث حلمة «4» الأمير شمس الدين سلار البغدادى ثلث حلمة
الأمير صارم الدين ضراغان «1» التترى ثلث حلمة الأمير ناصر الدين القيمرى نصف البرج الأحمر الأمير سيف الدين بلبان «2» الزينى الصالحى نصف البرج الأحمر الأمير سيف الدين إيتامش السعدى نصف يما الأمير شمس الدين آقسنقر السلحدار الظاهرى نصف يمّا الملك المجاهد سيف الدين إسحق صاحب الجزيرة نصف ديابة «3» الملك المظفر علاء الدين أخوه صاحب سنجار نصف ديابة الأمير بدر الدين محمد بى بن بركة خان دير الغصون «4» بكمالها الأمير عز الدين أيبك الأفرم أمير جاندار نصف الشّويكة الأمير سيف الدين كرمون أغا [التترى «5» ] نصف الشويكة الأمير بدر الدين بيليك الوزيرى نصف طبرس الأمير ركن الدين منكورس الدوادارى نصف طبرس الأمير سيف الدين قشتمر العجمى علارّ بكمالها
الأمير علاء الدين أخو الدوادار نصف عرعرا «1» الأمير سيف الدين سنجق «2» البغدادى نصف عرعرا الأمير سيف الدين دكاجك «3» البغدادى نصف فرعون الأمير علم الدين سنجر الأزكشى نصف فرعون الأمير علم الدين سنجر طردح الآمدى «4» استابا بكمالها «5» الأمير حسام الدين إيتمش بن أطلس خان سيدا بكمالها الأمير علاء الدين كندغدى الظاهرى أمير مجلس الصبر الفوقا «6» الأمير عز الدين أيبك الحموى الظاهرى نصف أرتاح الأمير شمس الدين سنقر الألفى نصف أرتاح الأمير علاء الدين «7» طيبرس الظاهرى نصف باقة الغربية الأمير علاء الدين على سكز «8» نصف باقة الغربية
الأمير عز الدين أيدمر الفخرى الأتابكى القصير بكمالها الأمير علم الدين سنجر الصير فى الظاهرى أخصاص بكمالها الأمير ركن الدين بيبرس المعزى «1» نصف قفين الأمير شجاع الدين [طغريل الشبلى «2» ] أمير مهمندار نصف كفر راعى الأمير علاء الدين كندغدى الحبيشى مقدم الأمراء البحرية نصف كفر راعى الأمير شرف الدين يعقوب بن أبى القاسم نصف كسفا «3» الأمير بهاء الدين يعقوب «4» بن الشهرزورى نصف كسفا «5» الأمير جمال الدين موسى بن يغمور أستاد الدار العالية نصف برويكة «6» الأمير علم الدين سنجر الحلبى «7» الغزاوى نصف برويكة الأمير علم الدين سنجر أمير جاندار «8» نصف حانوتا من أرسوف الأمير سيف الدين بيدغان الركنى فرديسيا بكمالها من «9» قيسارية