المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ما ملكه السلطان لأمرائه من النواحى التى فتحها الله على يده - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ٣٠

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌ الجزء الثلاثون

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الثاني عشر من القسم الخامس من الفن الخامس أخبار الديار المصرية]

- ‌[تتمة ذكر اخبار دولة الترك]

- ‌ذكر أخبار السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحى وهو الرابع من ملوك دولة الترك بالديار المصرية المحروسة

- ‌[سنة ثمان وخمسين وستمائة]

- ‌واستهلت سنة تسع وخمسين وستمائة

- ‌فأما ما كان من الأخبار والحوادث فى مقر ملكه بالديار المصرية

- ‌ذكر تفويض الوزارة إلى الصاحب الوزير بهاء الدين على بن القاضى سديد الدين أبى عبد الله محمد بن سليم المعروف بابن حنا

- ‌ذكر القبض على جماعة من الامراء المعزّية

- ‌ذكر تفويض قضاء القضاء بالديار المصرية لقاضى القضاة تاج الدين بن بنت الأعز

- ‌ذكر ما اعتمده السلطان فى ابتداء سلطنته ورتبه من المصالح وقرره من القربات والأوقاف والعماير

- ‌ذكر بناء قلعة الجزيرة

- ‌ذكر وصول من يذكر من الملوك إلى خدمة السلطان وما قرره لكل منهم وما عاملهم به من الإحسان

- ‌ذكر وصول الخليفة المستعصم بالله إلى الديار المصرية ومبايعته وتجهيزه بالعساكر إلى بلاد الشرق وما كان من أمره إلى ان قتل

- ‌ذكر استيلاء الأمير علم الدين سنجر الحلبى على دمشق وسلطنته بها، وأخذها منه، وتقرير نواب السلطان بها

- ‌ذكر ما اتفق بحلب فى أمر النيابة

- ‌ذكر وصول طائفة من التتار إلى البلاد الإسلامية وما فعلوه بحلب وتقدمهم إلى حمص وقتالهم وانهزامهم وما كان من خبر عودهم

- ‌ذكر الغلاء الكائن بحلب

- ‌ذكر اختلاف العزيزية والناصرية، ومفارقة الأمير شمس الدين أقش البرلى البلاد، وتولية الحلبى نيابة حلب وعزله، وعود البرلى إليها وخروجه منها، ونيابة البندقدار وعود البرلى إليها ثانية وخروجه

- ‌ذكر ما اتفق للسلطان بالشام فى مدة مقامه بدمشق وما وقع فى سفرته هذه خلاف ما قدمنا ذكره من أمر الخليفة

- ‌ذكر ركوب السلطان إلى الميدان بدمشق ولعبه بالكره ومن كان فى خدمته من الملوك

- ‌ذكر الصلح مع ملوك الفرنج

- ‌ذكر الغارة على العرب والفرنج

- ‌ذكر عود السلطان إلى الديار المصرية

- ‌ذكر أخذ الشويك

- ‌واستهلت سنة ستين وستمائة

- ‌ذكر وصول الأمير شمس الدين سلار البغدادى وشىء من أخباره

- ‌ذكر عود رسل السلطان من جهة الأنيرور

- ‌ذكر عود رسل السلطان من جهة صاحب الروم ووصول رسله إلى السلطان، وما قرره السلطان من بلاده

- ‌ذكر عود رسل السلطان من جهة الأشكرى وخبر مسجد القسطنطينية

- ‌ذكر حضور الأمير شمس الدين أقش البرلى العزيزى إلى الديار المصرية

- ‌ذكر القبض على علاء الدين طيبرس الوزيرى نائب السلطنة بالشام

- ‌ذكر وصول جماعة من التتار إلى خدمة السلطان

- ‌ذكر إنفاذ الرسل إلى الملك بركة

- ‌ذكر تفويض نيابة السلطنة بالشام إلى الأمير جمال الدين النجيبى الصالحى

- ‌ذكر وفاة شيخ الإسلام عز الدين أبى محمد ابن عبد العزيز بن عبد السلام بن أبى القاسم ابن الحسن بن أبى محمد السلمى الدمشقى الشافعى وشىء من أخياره

- ‌واستهلت سنة إحدى وستين وستمائة

- ‌ذكر البيعة للإمام الحاكم بأمر الله أبى العباس أحمد العباسى

- ‌ذكر القبض على الملك المغيث صاحب الكرك واعتقاله

- ‌ذكر أخذ الكرك

- ‌ذكر القبض على الأمراء وهم: الأمير سيف الدين بلبان الرشيدى والأمير شمس الدين أقش البرلى والأمير عز الدين الدمياطى، وما نقل من الأسباب الموجبة لذلك

- ‌ذكر توجه السلطان إلى ثغر الإسكندرية

- ‌ذكر وصول التتار المستأمنين

- ‌واستهلت سنة اثنتين وستين وستمائة

- ‌ذكر تفويض أمر جيش حماة إلى الطواشى شجاع الدين مرشد الحموى

- ‌ذكر عمارة المدرسة الظاهرية وترتيب الدروس

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف مظفر الدين موسى صاحب حمص والرحبة

- ‌ذكر جلوس السلطان بدار العدل وما رتبه عند غلو الأسعار

- ‌ذكر جلوسه بدار العدل وما قرره من مشاركة أمناء الحكم للأوصياء

- ‌ذكر وصول جماعة من عسكر شيراز

- ‌ذكر سلطنة الملك السعيد

- ‌ذكر ختان الملك السعيد ومن معه

- ‌ذكر خبر غازية الخنافة

- ‌ذكر وصول رسل الملك بركة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الاسكندرية وتقديم سيف الدين عطاء الله على عرب برقة

- ‌ذكر الواقعة الكائنة بين المسلمين والفرنج ببلاد الأندلس- وانتصار المسلمين

- ‌ذكر مقتل الزين الحافظى

- ‌واستهلت سنة ثلاث وستين وستمائة

- ‌ذكر خبر الحريق بالقاهرة ومصر واتهام أهل الذمة وما قرره عليهم من الأموال بسببه

- ‌ذكر تفويض القضاة لأربعة حكام

- ‌ذكر القبض على الأمير شمس الدين سنقر الأقرع

- ‌ذكر وفاة قاضى القضاة بدر الدين السنجارى وشىء من أخباره

- ‌واستهلت سنة أربع وستين وستمائة

- ‌ذكر عمارة جسر دامية

- ‌واستهلت سنة خمس وستين وستمائة ذكر عود السلطان إلى الديار المصرية وبناء الجامع الظاهرى

- ‌ذكر إقامة الجمعة بالجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة وشى من أخباره

- ‌ذكر إنشاء القصر الأبلق بالميدان بظاهر دمشق

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الشام وعمارة قلعة صفد

- ‌ذكر تسمير من يذكر بالقاهرة

- ‌واستهلت سنة ست وستين وستمائة

- ‌ذكر أخذ الزكاة من عرب الحجاز

- ‌ذكر ظهور الماء بالقدس الشريف

- ‌ذكر خبر الحبيس النصرانى ومقتله

- ‌ذكر بناء القرية الظاهرية قرب العباسة

- ‌ذكر إيقاع الحوطة السلطانية على الأملاك والبساتين وما تقرر على أربابها من المال

- ‌ذكر وصول الأمير شمس الدين سنقر الأشقر من بلاد التتار والصلح مع التكفور هيتوم صاحب سيس

- ‌واستهلت سنة سبع وستين وستمائة

- ‌ذكر تجديد الحلف للملك السعيد

- ‌ذكر توجه السلطان على خيل البريد إلى الديار متنكرا وعوده إلى مخيمه بخربة اللصوص ولم يعلم من به بتوجهه

- ‌ذكر وفاة الأمير عز الدين أيدمر الحلى [الصالحى نائب السلطنة

- ‌ذكر توجه السلطان الملك الظاهر إلى الحجاز الشريف

- ‌واستهلت سنة ثمان وستين وستمائة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الشام جريدة

- ‌واستهلت سنة تسع وستين وستمائة

- ‌ذكر القبض على الملك العزيز فخر الدين عثمان بن الملك المغيث صاحب الكرك والأمراء الشهرزورية

- ‌ولنرجع إلى سياقة أخبار الدولة الظاهرية:

- ‌ذكر حادثة السيل بدمشق

- ‌ذكر سفر الشوانى الإسلامية إلى قبرس وكسرها وأسر من كان بها وخلاصهم

- ‌ذكر عود السلطان إلى قلعته ووصول رسل اليمن، واهتمامه بأمر الشوانى، وما أنعم به من الخلع والخيول على الأمراء والأجناد

- ‌ذكر القبض على من يذكر من الأمراء

- ‌واستهلت سنة سبعين وستمائة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الكرك ثم إلى الشام وعزل الأمير جمال الدين النجيبى عن نيابة دمشق وتولية الأمير عز الدين أيدمر نائب الكرك نيابة السلطنة بالشام واستنابة الأمير علاء الدين أيدكن أستاد الدار بالكرك

- ‌ذكر عود السلطان من حلب ورجوعه إلى الديار المصرية وعوده إلى الشام

- ‌ذكر إيقاع الحوطة على القاضى شمس الدين الحنبلى واعتقاله

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الصيد ثم إلى الشام

- ‌واستهلت سنة إحدى وسبعين وستمائة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الديار المصرية على خيل البريد وعوده إلى الشام

- ‌واستهلت سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌ذكر الطلسم الذى وجد بباب القصر بالقاهرة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الشام

- ‌ذكر الظفر بملك الكرج

- ‌ذكر ختان الملك المسعود نجم الدين خضر ولد السلطان الملك الظاهر

- ‌ذكر نكتة غريبة

- ‌ذكر ورود كتاب متملك الحبشة

- ‌واستهلت سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌واستهلت سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌ذكر متجددات اتفقت بعد وصول السلطان إلى الديار المصرية غير ما تقدم ذكره

- ‌ذكر توجه رسل السلطان إلى أشبيلية وما كان من خبرهم

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الكرك واستبداله بمن فيها من الرجال وعوده

- ‌واستهلت سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌ذكر وصول جماعة من أمراء الروم إلى خدمة السلطان وطاعتهم له

- ‌ذكر ظهور المسجد بجوار دير البغل وإقامة شعائر الإسلام به

- ‌ذكر غزوات السلطان الملك الظاهر وفتوحاته وما استولى عليه من البلاد الإسلامية

- ‌ذكر ما استولى عليه من القلاع والحصون والبلاد الإسلامية وأضافه إلى ممالكه

- ‌ذكر فتوح سواكن

- ‌ذكر فتوح خيبر

- ‌ذكر فتوح قرقيسيا

- ‌ذكر أخذ بلاطنس وخبرها

- ‌ذكر تسليم صهيون وبرزية

- ‌ذكر أخبار الإسماعيلية وابتداء أمرهم والاستيلاء على حصونهم

- ‌ذكر استيلاء السلطان على بلاد الإسماعيلية وشىء من أخبارها

- ‌ذكر فتوح العليقة والرّصافة

- ‌ذكر فتوح بقية حصون الدعوة

- ‌ذكر أخبار هذه الحصون

- ‌ذكر غزوات السلطان وفتوحاته وما وقع من المصالحات والمهادنات

- ‌ذكر مسير السلطان إلى عكا

- ‌ذكر قصد متملك الأرمن حلب المحروسة

- ‌ذكر محاصرة التتار البيرة وتجريد العساكر وانهزام العدو

- ‌ذكر الفتوحات بالبلاد الفرنجية فى هذه السفرة

- ‌ذكر فتوح قيسارية

- ‌ذكر فتوح أرسوف

- ‌ذكر ما ملكه السلطان لأمرائه من النواحى التى فتحها الله على يده

- ‌ذكر قصد البرنس صاحب طرابلس حمص وانهزامه

- ‌ذكر إغارة العساكر على طرابلس بالشام وفتح قلعة حلبا وقلعة عرقا

- ‌ذكر إغارة العسكر على صور

- ‌ذكر فتوح صفد

- ‌ذكر غزوة سيس وأسر ملكها وقتل أخيه وعمه وأسر ولد عمه

- ‌ذكر وقعة مع الفرنج كانت النصرة فيها للمسلمين

- ‌ذكر إغارة السلطان على عكا

- ‌ذكر الصلح مع بيت الإسبتار على حصنى الأكراد والمرقب

- ‌ذكر فتوح يافا

- ‌ذكر فتوح شقيف أرنون

- ‌ذكر فتوح أنطاكية

- ‌ذكر ملخص أخبار أنطاكية

- ‌ذكر ما اعتمده السلطان فى قسمة عنائم أنطاكية وإحراقه قلعتها وما افتتحه مما هو مضاف إليها وهو: ديركوش وشقيف كفردنين وشقيف كفر تلميس

- ‌ذكر صلح القصير على المناصفة

- ‌ذكر الإغارة على صور

- ‌ذكر الإغارة على عكا

- ‌ذكر فتوح قلعة صافيتا

- ‌ذكر صلح أنطرطوس والمرقب

- ‌ذكر فتوح حصن عكّار

- ‌ذكر صلح طرابلس

- ‌ذكر فتوح القرين

- ‌ذكر صلح صور وما تقرر من المناصفة

- ‌ذكر منازلة التتار البيرة وكسرهم على الفرات وقتل مقدمهم جنقر

- ‌ذكر فتوح كينوك

- ‌ذكر إغارة عيسى بن مهنا على الأنبار

- ‌ذكر الإغارة على مرعش

- ‌ذكر غزوة سيس

- ‌ذكر شىء من أخبار بلاد سيس وسبب استيلاء الأرمن عليها

- ‌نعود إلى أخبار السلطان الملك الظاهر

- ‌ذكر منازلة حصن القصير وفتحه

- ‌ذكر وفاة الأبرنس صاحب طرابلس وما انفق بعد وفاته

- ‌ذكر غزوة النوبة

- ‌ذكر غزوات النوبة فى الإسلام

- ‌ذكر غزوة الروم وقتل التتار

- ‌ذكر رحيل السلطان عن قيسارية وهرب عز الدين أيبك الشيخى ولحاقة بأبغا وعود السلطان إلى ممالكه

- ‌ذكر ما اعتمده الأمير شمس الدين محمد بك بن قرمان أمير التركمان فى البلاد الرومية

- ‌نعود إلى سياقة أخبار السلطان الملك الظاهر

- ‌واستهلت سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحى رحمه الله تعالى

- ‌مدة حكمه

- ‌ذكر وفاة الأمير بدر الدين بيليك الخزندار

- ‌ذكر القبض على من يذكر من الأمراء والإفراج عنهم ومن مات منهم

- ‌ذكر عزل قاضى القضاة محيى الدين عبد الله بن محمد بن عين الدولة وإضافة عمله إلى قاضى القضاة تقى الدين بن رزين

- ‌ذكر وفاة الشيخ خضر وشىء من أخباره

- ‌واستهلت سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الشام وإقامته بدمشق وتجريد العساكر

- ‌[ذكر] أمر شاد الدواوين

- ‌[ذكر] وفاة الأمير جمال الدين أقش النجيبى الصالحى

- ‌ذكر وفاة الصاحب بهاء الدين

- ‌[ذكر] وفاة مجد الدين عبد الرحمن بن الصاحب كمال الدين عمر بن العديم

- ‌[ذكر] وفاة الشيخ العارف نجم الدين أبو المعالى محمد بن الخضر الشيبانى الحريرى

- ‌واستهلت سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌ذكر عود الأمراء من الغزاة وظهور الوحشة والمنافرة بينهم وبين السلطان الملك السعيد وتوجيههم إلى الديار المصرية

- ‌ذكر وصول السلطان إلى قلعة الجبل وما كان من أمره إلى أن انخلع من السلطنة

- ‌فهرس موضوعات الجزء الثلاثون

الفصل: ‌ذكر ما ملكه السلطان لأمرائه من النواحى التى فتحها الله على يده

سيوفهم، وأحضروا فى الحبال [إلى السلطان «1» ] .

ولما خلت القلعة من الفرنج أباحها السلطان للمسلمين بجميع ما فيها من أموال وغلال وذخائر. وكان بها جملة من الخيول والبغال لم يتعرض [لشىء «2» ] منها إلا لما اشتراه بالمال. وكان فى أسر الفرنج جماعة من المسلمين خلصوا فى تلك الساعة وأخذت قيودهم وقيد بها الفرنج. وجرد جماعة من المقدمين يتوجهون مع الأسرى. وسير لكل أمير جماعة، ولكل مقدم جماعة. وشرع السلطان فى تقسيم أبراج أرسوف على الأمراء، وجعل هدمها دستورهم «3» ، ورسم بأحضار الأسارى لإخرابها، فكانوا كما قال الله تعالى: يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ

«4» .

ورحل السلطان عن أرسوف بعد استكمال هدمها فى يوم الثلاثاء ثالث وعشرين شهر رجب سنة ثلاث وستين وستمائة.

‌ذكر ما ملكه السلطان لأمرائه من النواحى التى فتحها الله على يده

قال: لما فتح الله تعالى على السلطان قيسارية أمر الأمير سيف الدين الدوادار الرومى بكشف بلادها وتحقيق متحصلاتها، وعملت أوراق بذلك.

ولما فتح الله أرسوف طلب [السلطان] قاضى القضاة بدمشق وجماعة من

ص: 272

العدول ووكيل بيت المال، وتقدم بأن يملك الأمراء [المجاهدون «1» ] من البلاد التى فتحها الله على يديه ما يأتى ذكره. وكتبت التواقيع لكل منهم ولم يطلعوا عليها، ولما كملت التواقيع قرئت «2» على أربابها، وكتب بذلك مكتوب جامع بالتمليك:

ونسخته بعد البسملة:

أما بعد حمد الله على نصرته المتناسقة العقود، وتمكينه الذى «3» رفلت الملة الإسلامية منه فى أصفى البرود، وفتحه الذى إذا شاهدت العيون مواقع نفعه وعظيم وقعه علمت أنه الأمر ما يسود من يسود.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذى جاهد الكفار، وجاهرهم بأعمال السيف البتار، وأعلمهم لمن عقبى الدار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تتواصل بالعشى والأبكار.

فإن خير النعم نعمة وردت بعد اليأس، وجاءت بعد توحشها وهى حسنة الإيناس، وأقبلت على فترة من تخاذل الملوك وتهاون الناس، (وصرعت أبواب الجهاد وقد غلقت فى الوجوه، وأنطقت السنة المنابر وشفاة المحابر بالبشائر التى ما اعتقد أحد أنه بها يفوه «4» ) ، فأكرم بها نعمة على الإسلام وصلت للملة المحمدية

ص: 273

أسبابا، وفتحت للفتوحات أبوابا، وهزمت من التتار والفرنج العدوين، ورابطت بين الملح الأجاج والعذب الفرات بالبرين والبحرين، وجعلت عساكر الإسلام تذل الفرنج بغزوهم فى عقر الدار، وتجوس من حصونهم المانعة خلال الديار والأمصار، وتملأ خنادقهم بشاهق الأسوار، وتقود من فضل عن شبع السيف الساغب فى قبضة القيد إلى حلقات الأسار. ففرقة منها تقتلع للفرنج قلاعا وتهدم حصونا، وفرقة تبنى ما هدم التتار بالمشرق وتعليه تحصينا. وفرقة تتسلم بالحجاز «1» قلاعا شاهقة وتتسنّم هضابا سامقة، فهى بحمد الله البانية الهادمة والمفيدة العادمة والقاسمة الراحمة. كل ذلك بمن أقامه الله للأمة الإسلامية راحما، وجرد به سيفا قد شحذت التجارب حديه ففرى، وحملت رياح النصرة ركابه تسخيرا فسار إلى مواطن الظفر وسرى، وكونته السعادة ملكا إذا رأته فى دستها قالت تعظيما:«هذا ملك ما هذا بشرا» . وهو مولانا السلطان الأجل العالم العادل المؤيد المنصور، ركن الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، سيد الملوك والسلاطين، محيى العدل فى العالمين، قاتل الكفرة والمشركين، قاهر الخوارج والمتمردين، سلطان بلاد الله، حافظ عباد الله، وارث الملك سلطان العرب والعجم والترك، اسكندر الزمان، صاحب القرآن، ملك البحرين صاحب القبلتين، خادم الحرمين الشريفين، الآمر ببيعة الخليفتين صلاح الجمهور صاحب البلاد والأقاليم والثغور، فاتح الأمصار، مبيد التتار، ناصر الشريعة المحمدية، رافع علم الملة الإسلامية، مقتلع القلاع من الكافرين، القائم بفرض

ص: 274

الجهاد فى العالمين «1» أبو الفتح «2» بيبرس قسيم أمير المؤمنين، جعل الله سيوفه مفاتيح «3» البلاد وأعلامه أعلاما من الأسنة، على رأسها نار لهداية العباد، فإنه آخذ البلاد ومعطيها، وواهبها بما فيها، وإذا عامله الله بلطفه شكر، وإذا قدر عفا وأصلح، فكم وافقه قدر، وإذا أهدت إليه النصرة فتوحا بسيفه قسمها فى حاضريها لديه متكرما، وقال الهدية لمن حضر، وإذا خوله الله تخويلا من بلاد الكفر وفتح على يديه قلاعا جعل الهدم للأسوار، والدماء للسيف البتار، والرقاب للإسار، والنواحى المزروعة للأولياء والأنصار، ولم يجعل لنفسه إلا ما تسطره الأملاك فى الصحائف لصفاحه «4» من الأجور، وتطوى عليه طويات السّير التى غدت بما فتحه الله من الثغور باسمه باسمة الثغور.

فتى جعل البلاد من العطايا

فأعطى المدن واحتقر الضياعا

سمعنا بالكرام وقد رأينا «5»

عيانا ضعف ما فعلوا سماعا

إذا فعل الكرام على قياس

جميلا كان ما فعل ابتداعا

ولما كان- خلد الله سلطانه- بهذه المثابة، وفتح الفتوحات التى أجزل الله بها أجره وثوابه، وله أولياء كالنجوم إنارة وضياء، وكالأقدار نفاذا ومضاء، وكالعقود تناسقا، وكالوبل تلاحقا إلى الطاعة وتسابقا، وكالنفس الواحدة

ص: 275

عبودية له وتصادقا، رأى- خلد الله سلطانه- أن لا ينفرد عنهم بنعمة، ولا يتخصص ولا يستأثر بمنحة غدت بسيوفهم تستنقذ، وبعزائمهم تستخلص، وأن يؤثرهم على نفسه، ويقسم «1» عليهم الأشعة من أنوار شمسه، ويبقى للولد منهم وولد الولد ما يدوم إلى آخر الدهر ويبقى على الأبد، ويعيش الأبناء فى نعمته كما عاش الآباء. وخير الإحسان ما شمل، وأحسنه ما خلد، فخرج الأمر العالى لا زال يشمل الأعقاب والذرارى، وينير إنارة «2» الأنجم الدرارى، أن يملك جماعة أمرائه وخواصه الذين يذكرون، وفى هذا المكتوب الشريف يسطرون، ما يعين من البلاد والقرى والضياع على ما يشرح ويبين من الأوضاع وهو:

المولى الأتابك فارس الدين أقطاى الصالحى* عتيل بكمالها الأمير جمال الدين إيدغدى العزيزى النصف من زيتا الأمير بدر الدين بيسرى الشمسى الصالحى نصف طور كرم الأمير بدر الدين بيليك الخزندار الظاهرى نصف طور كرم الأمير شمس الدين الدكز «3» الكركى ربع زيتا الأمير سيف الدين قليج البغدادى ربع زيتا الأمير ركن الدين بيبرس خاص ترك الكبير الصالحى أفراسين «4» بكمالها

ص: 276

الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار الصالحى باقة الشرقية بكمالها الأمير عز الدين أيدمر الحلى «1» الصالحى نصف قلنسوة الأمير شمس الدين سنقر الرومى الصالحى نصف قلنسوة الأمير سيف الدين قلاون الألفى الصالحى نصف طيبة الاسم الأمير عز الدين إيغان الركنى سم الموت نصف طيّبة الاسم الأمير جمال الدين أقش النجيبى نائب سلطنة الشام أم الفحم بكمالها من قيسارية الأمير علم الدين سنجر الحلبى الصالحى بثان «2» بكمالها الأمير جمال الدين أقش المحمدى الصالحى نصف بورين الأمير فخر الدين الطنبا الحمصى نصف بورين الأمير جمال الدين أيدغدى الحاجبى الناصرى نصف بيزين «3» الأمير بدر الدين بيليك الأيدمرى الصالحى نصف بيزين الأمير فخر الدين عثمان بن الملك المغيث ثلث حلمة «4» الأمير شمس الدين سلار البغدادى ثلث حلمة

ص: 277

الأمير صارم الدين ضراغان «1» التترى ثلث حلمة الأمير ناصر الدين القيمرى نصف البرج الأحمر الأمير سيف الدين بلبان «2» الزينى الصالحى نصف البرج الأحمر الأمير سيف الدين إيتامش السعدى نصف يما الأمير شمس الدين آقسنقر السلحدار الظاهرى نصف يمّا الملك المجاهد سيف الدين إسحق صاحب الجزيرة نصف ديابة «3» الملك المظفر علاء الدين أخوه صاحب سنجار نصف ديابة الأمير بدر الدين محمد بى بن بركة خان دير الغصون «4» بكمالها الأمير عز الدين أيبك الأفرم أمير جاندار نصف الشّويكة الأمير سيف الدين كرمون أغا [التترى «5» ] نصف الشويكة الأمير بدر الدين بيليك الوزيرى نصف طبرس الأمير ركن الدين منكورس الدوادارى نصف طبرس الأمير سيف الدين قشتمر العجمى علارّ بكمالها

ص: 278

الأمير علاء الدين أخو الدوادار نصف عرعرا «1» الأمير سيف الدين سنجق «2» البغدادى نصف عرعرا الأمير سيف الدين دكاجك «3» البغدادى نصف فرعون الأمير علم الدين سنجر الأزكشى نصف فرعون الأمير علم الدين سنجر طردح الآمدى «4» استابا بكمالها «5» الأمير حسام الدين إيتمش بن أطلس خان سيدا بكمالها الأمير علاء الدين كندغدى الظاهرى أمير مجلس الصبر الفوقا «6» الأمير عز الدين أيبك الحموى الظاهرى نصف أرتاح الأمير شمس الدين سنقر الألفى نصف أرتاح الأمير علاء الدين «7» طيبرس الظاهرى نصف باقة الغربية الأمير علاء الدين على سكز «8» نصف باقة الغربية

ص: 279

الأمير عز الدين أيدمر الفخرى الأتابكى القصير بكمالها الأمير علم الدين سنجر الصير فى الظاهرى أخصاص بكمالها الأمير ركن الدين بيبرس المعزى «1» نصف قفين الأمير شجاع الدين [طغريل الشبلى «2» ] أمير مهمندار نصف كفر راعى الأمير علاء الدين كندغدى الحبيشى مقدم الأمراء البحرية نصف كفر راعى الأمير شرف الدين يعقوب بن أبى القاسم نصف كسفا «3» الأمير بهاء الدين يعقوب «4» بن الشهرزورى نصف كسفا «5» الأمير جمال الدين موسى بن يغمور أستاد الدار العالية نصف برويكة «6» الأمير علم الدين سنجر الحلبى «7» الغزاوى نصف برويكة الأمير علم الدين سنجر أمير جاندار «8» نصف حانوتا من أرسوف الأمير سيف الدين بيدغان الركنى فرديسيا بكمالها من «9» قيسارية

ص: 280