الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستهلت سنة خمس وستين وستمائة ذكر عود السلطان إلى الديار المصرية وبناء الجامع الظاهرى
«1»
كان خروج السلطان من دمشق فى يوم الاثنين ثانى المحرم سنة خمس وستين وستمائة. فلما وصل إلى منزلة الفوّار فارق العسكر وتوجه إلى الكرك. ولما وصل إلى بركة زيزاء تقنطر عن فرسه، وذلك فى يوم الأحد ثامن المحرم، فتأخر هناك أياما، ونزل إليه الأمير عز الدين نائبه بالكرك فأعطاه ألف دينار، وخلع عليه وسير الخلع إلى من بالكرك. ثم توجه فى محفة حملها الأمراء والخواص على أكتافهم إلى غزة. ووصل إلى بلبيس فى ثالث عشر صفر فتلقاه ولده الملك السعيد والأمير عز الدين الحلى، وزينت المدينة لمقدمه.
وفى أول شهر ربيع الأول ركب السلطان فرسه وضربت البشائر لذلك، ونزل بباب النصر وأقام هناك إلى خامس الشهر، ثم توجه إلى بركة الجب لرمى البندق.
وفى شهر ربيع الآخر، سير السلطان الأتابك والصاحب فخر الدين ولد الصاحب لكشف مكان يعمل به جامعا بالحسينية. فاتفقا على مناخ الجمال السلطانية. فقال السلطان:«أولى ما جعلت ميدانى الذى هو نزهتى جامعا «2» » .
وركب فى ثامن شهر ربيع الآخر وصحبته الوزير والقضاة ونزل إلى ميدان قراقوش،
ورتب أمور بنائه جامعا، وأن يكون بقية الميدان وقفا عليه، ورجع ودخل مدرسته بالقاهرة.
وفى هذه السنة أمر السلطان بإنشاء القناطر على بحر أبى الرجا «1» فأنشئت، وتولى عمارتها الأمير عز الدين أيبك الأفرم أمير جاندار فحصل الرفق بها للمسافرين وكانوا يجدون شدة وإزدحاما بسبب المعادى.
وفى سابع وعشرين شهر ربيع الآخر وصل الملك المنصور صاحب حماة «2» ، وكان السلطان قد توجه إلى العباسية فتلقاه إلى رأس الماء وسير له ولمن معه التشاريف، وعاد السلطان إلى قلعته. وطلب صاحب حماة التفرج فى الإسكندرية فسير إليها وسير فى خدمته الأمير شمس الدين سنقرجاه الظاهرى، فوصل إليها وعظم تعظيما كثيرا، ثم عاد، وتوجه فى خدمة السلطان إلى غزة ثم توجه إلى مملكته.
وفى جمادى الآخرة وصلت رسل صاحب «3» الدعوة وصحبتهم جملة من الذهب وقالوا: هذا المال الذى كنا نحمله قطيعة للفرنج قد حملناه لبيت مال المسلمين، وكان السلطان قد شرط ذلك عليهم عند وصول رسلهم وسؤالهم الصلح وشرطه على بيت الاسبتار فى جملة ما اشترط عليهم.