الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأنبار توهموا أن السلطان دهمهم، فعدّوا إلى البر الآخر «1» ، واقتتل عيسى وخفاجة، ودام القتال نصف نهار، وكانت هذه الإغارة فى ثامن عشر شعبان.
ذكر الإغارة على مرعش
«2»
وفى سنة ثلاث وسبعين وستمائة: توجه عسكر حلب صحبة الأمير حسام الدين العين تابى إلى جهة مرعش، وأغاروا على بلاد سيس، وحازوا غنائم كثيرة، وقلعوا أبواب ربض مرعش، وغرق ربيعة بن الظاهر بن غنام فى نهر هناك.
ذكر غزوة سيس
«3»
كان صاحب سيس قد اعتمدوا ما يقتضى فسخ الهدنة التى وقع الإتفاق عليها فى سنة ست وستين عند إطلاق ولده ليفون «4» ، وقطع الهدايا المقررة عليه، وخالف الشروط من أنه لا يجدد بناء ولا يحصن قلعة، وصار لا يطالع بخبر صحيح كما تقرر معه، ثم لم يقتصر على ذلك إلى أن صار يلبس الأرمن السراقوجات ويخيف «5» القوافل ويدّعى أنهم من عسكر التتار، فاقتضى ذلك أخذ كينوك وإخرابها كما ذكرنا، فتصور «6» صاحب سيس من ذلك. فذكر السلطان لرسوله سوء اعتماده، وأرسل إليه يعرفه أنه عزم على قصد سيس، ثم أسر السلطان
فى نفسه قصده ولم يبده لأحد، بل أظهر الحركة إلى الشام، وعرض العساكر فى يوم واحد تحت القلعة، وخرج ثالث شعبان سنة ثلاث وسبعين وستمائة، ووصل إلى دمشق فى سلخ الشهر، وخرج منها فى سابع شهر رمضان بجميع العساكر. ولما وصل إلى حماة خرج الملك المنصور صاحب حماة بعساكره، ثم سار وفى خدمته العساكر والعربان. فجرد الأمير شرف الدين بن مهنا، والأمير حسام الدين العين تابى إلى جهة البيرة بصورة جاليش العسكر المنصور فوصلوا إليها. ولما وصل السلطان إلى سرمين رحل منها إلى جهة الدربساك، وأخر الأثقال وبعض العسكر صحبة الأمير شمس الدين سنقر جاه بسرمين، وجرد الأمير عز الدين الأفرم أمير جاندار، والأمير مبارز الدين الطورى لتمهيد جوانب النهر الأسود، فقطعته العساكر بمشقة. ونزل السلطان بين الدربساك وبغراس، وأمر جماعة من مقدمى الألوف أن يتوجه كل منهم إلى جهة، فطلعوا تلك الجبال، وأمر الناس بوقود الشموع فقطعوا تلك الجبال والأوعار والمضايق. وكان السلطان قد حمل ثلاثين مركبا لأجل التعدية، ونزل السلطان داخل باب اسكندرونة خلف السور الذى بناه الملك هيتوم والد ليفون صاحب سيس، ثم رحل إلى قرب المثقب، وملكت العساكر جسر المصيصة وملكوا المصيصة، وغلبت العساكر على ما فيها، وقتلوا من وجدوه بها، وغنم الناس ما لا يحصى كثرة من البقر والجاموس والغنم، وحضر إلى الطاعة جماعة كبيرة من التركمان والعربان بمواشيهم وخيولهم، فجهزهم السلطان إلى البلاد الإسلامية، وساق مطلبا فى تاسع وعشرين شهر رمضان، فوصل إلى سيس، فعدل عنها ووصل دربند «1» الروم، ووجد بقايا من حريم
التتار فسبين، وعاد فبات فى تلك الجبال، وعيّد بمدينة سيس، وهى كرسى ملك الأرمن، وبها بستان متملكها ومناظره. فانتهبت مدينة سيس وهدمت وأحرقت وتحصن أهلها بقلعتها. ولما فرغ من إحراق المدينة وهدم قصور التكفور، وعادت الجاليشية بما سبوه من حريم المغول وأولادهم، وسيقت الغنائم، وعاد السلطان ورعت العساكر الزروع. ووصل الأمير جمال الدين المحمدى، والأمير عز الدين الدمياطى إلى طرسوس ووجدوا بها من الخيل والبغال مقدار ثلاثمائة رأس فاستاقوها. وتوجه الأمير مبارز الدين الطورى، والأمير عز الدين كرجى إلى قريب البحر وقاتلوا جماعة من العدو، ووجدوا مراكب فى البحر فدخلوا إليها وأخذوها وقتلوا من فيها. ووصل الأمير سيف الدين الزينى إلى قلعة البرزين، ووصل الأمير بدر الدين الأيدمرى إلى أذنة، وغنموا نساء وأطفالا. وأغارت للعساكر فى «1» تلك الجبال وقتلوا رجالا كثيرة. ووصل الأمير بدر الدين بيسرى والأمير سيف الدين أيتمش السعدى إلى أياس، وكان خبر العسكر قد وصل إلى من بها من الفرنج فنقلوا أموالهم إلى المراكب فأحرقت العساكر وقتلت جماعة كبيرة فى البر والبحر، وحضر بعد ذلك كتاب والى إسكندرونة يتضمن: أن العساكر لما قصدت أياس ركب جماعة منها من الفرنج والأرمن قريب ألفى نفس هاربين فغرقوا جميعهم، وأخذ الأمير بدر الدين أمير سلاح جشارات خيول. هذا ما يتعلق بعزوة سيس.
وأما العسكر والعربان الذين توجهوا إلى جهة البيرة فوصلوا إلى رأس عين وغنموا غنائم كثيرة، وانهزم من كان فى تلك الجهة من التتار، وعاد العسكر سالما منصورا. ووصل السلطان إلى المصيصة وأحرقت من الجانبين.