الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى هذه السنة كانت وفاة الأمير حسام الدين لاجين العزيزى الجوكندار «1» بدمشق، ودفن بفسح قاسيون. وقيل إنه سم، وأن مملوكه جمال الدين أيدغدى واطأ عليه. وكان شجاعا كريما متواضعا يحب الفقراء ويكرمهم ويتولى خدمتهم بنفسه، رحمه الله تعالى.
ذكر مقتل الزين الحافظى
«2»
وفى أواخر سنة اثنتين وستين وستمائة، احضر هولاكو زين الدين أبا المؤيد سليمان بن عامر العقريانى، المعروف بالحافظى، وقال له ما معناه: قد ثبت عندى خيانتك وتلاعبك بالدول، وأنك خدمت صاحب بعلبك طبيبا، فخنته، واتفقت مع غلمانه على قتله. ثم انتقلت إلى خدمة الملك الحافظ الذى عرفت به ونسبت إليه، فلم تلبث أن خنته، وباطنت الملك الناصر حتى أخرجت قلعة جعبر عن يد مخدومك، ثم انتقلت إلى خدمة الملك الناصر فخنته معى، ثم انتقلت إلىّ، فأحسنت إليك إحسانا لم يخطر ببالك أن تصل إلى بعضه منى، وقد شرعت تعاملنى بما عاملت به الملك الناصر. وعدد له ذنوبا أخر من خيانته فى الأموال التى كانت قد ندبه لاستخراجها من البلاد، وأمر بقتله هو وأهله، فقتل هو وأخوته وأولاده وأقاربه ومن يلوذ بهم، وكانوا نحو الخمسين لم ينج منهم إلا ولده مجير الدين محمد وولد أخيه اختفى بالسوق وقيل إن السلطان الملك
الظاهر تسبب فى قتله، فأنه أحسن إلى أخيه عماد الدين أحمد، ورتب له راتبا كبيرا، وأمره بمكاتبة أخيه واستدعائه، وأنه إذا وصل كان له ما يقترحه، بشرط المواطأة على هولاكو وإفساد من يقدر على إفساده منهم. فلما وصلت إليه الكتب حملها إلى هولاكو وقال: إن صاحب مصر إنما يكاتبنى بمثل هذا لتقع الكتب فى يدك فتقتلنى، وقد عزمت على أن أكاتت الأمراء القائمين بدولته والأعيان، وأكيده كما كادنى. فأبى «1» هولاكو ذلك، فلم يزل يراجعه حتى أذن له. فكاتب جماعة فعلم السلطان أنها مكيدة، فكتب إليه يشكره على عرض الكتب على هولاكو، ويستصوب رأيه فى عرضها لتزول التهمة عنه، وأمر القصاد أنهم إذا وصلوا إلى شط جزيرة ابن عمر يتجردوا من ثيابهم ويتجيلوا فى إخفاء أنفسهم ليظن أنهم قصدوا السباحة فغرقوا، ففعلوا ذلك.
وجاء نواب التتار فوجدوا الثياب فأخذوها وجهزوا الكتب إلى هولاكو فقرأها.
وكان ذلك من أسباب قتله، والله تعالى أعلم.