الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العسكر «1» المصرى قد سبقه صحبة الأمير شمس الدين آقسنقر استاد الدار إلى تل العجول. هذا كله وما غير عباءته التى عليه، وذلك كله فى عشرين يوما.
وركب من تل العجول ووصل إلى قلعة الجيل فى ثالث صفر.
ثم توجه إلى ثغر الإسكندرية فى ثانى عشر صفر ودخل الثغر فى الحادى والعشرين من الشهر. وكان الصاحب بهاء الدين قد سبقه إلى الثغر وجهز الأموال والتعابى من الأقمشة، فخلع على الأمراء وأنعم عليهم بالتعابى والنفقات. ولعب الكرة بالإسكندرية. وخرج منها إلى الحمامات، ونزل بالليونة «2» ، وابتاعها من وكيل بيت المال.
وبلغه حركة التتار فعاد إلى قلعته، فوصل إليها فى ثامن ربيع الأول سنة ثمان وستين وستمائة.
ذكر توجه السلطان إلى الشام جريدة
«3»
قال: ولما بلغ السلطان حركة التتار. وأنهم تواعدوا مع فرنج الساحل، وأن التتار أغاروا على الساجور بقرب حلب، وعلى جهة أخرى وأخذوا مواش العربان، فأراح العسكر وجرد الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار بجماعة من
العسكر ليقيموا فى أوائل البلاد الشامية. وركب فى جماعة يسيرة من قلعته، وذلك فى ليلة الاثنين حادى عشرين شهر ربيع الأول ووصل إلى غزة، وتوالت الأمطار، فوصل إلى دمشق فى سابع شهر ربيع الآخر، ووردت إليه الأخبار برجوع التتار لما بلغهم خروجه، فأغار على عكا، واستولى على بلاد الإسماعيلية على ما نذكره إن شاء الله تعالى. وأقام السلطان بالشام بقية سنة ثمان وستين وستمائة.
وفى هذه السنة نصب الدرابزين على الحجرة الشريفة النبوية. وذلك أن السلطان لما توجه إلى الحجاز رأى الضريح النبوى والزوار تقف إلى جانب الحائط، فرأى أن يعمل درابزبنا ليكون حرما حول الحجرة، فأمر بعمله، فعمل وكمل، وسير إلى المدينة فى سنة ثمان وستين صحبة الشيخ مجد الدين عبد العزيز بن الخليلى، فنصب.
وفيها: كانت وفاة قاضى القضاة محيى الدين أبى الفضل يحيى بن قاضى القضاة محيى الدين أبى المعالى محمد بن قاضى القضاة زكى الدين أبى الحسن على ابن قاضى القضاة مجد الدين أبى المعالى محمد بن قاضى القضاة زكى الدين أبى الفضل يحيى بن على بن عبد العزيز العثمانى «1» . وكانت وفاته بفسطاط مصر فى رابع عشر شهر رجب سنة ثمان وستين. ودفن بالقرافة.
ومولده بدمشق فى ليلة الجمعة الخامس والعشرين من شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة، ورياسته وأصالته أشهر من أن يأتى عليها.
وفيها: توفى الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين على، وزير الصحبة، ضحى يوم الاثنين الحادى والعشرين من شعبان ودفن بكرة نهار الثلاثاء
بتربتهم بالقرافة. ومولده فى اثنين وعشرين وستمائة بفسطاط مصر، وفوضت وزارة الصحبة بعده لولده الصاحب تاج الدين محمد.
وفيها: توفى الصاحب الوزير زين الدين أبو يوسف يعقوب بن عبد الرفيع ابن زيد الزبيرى، المعروف بابن الزبير نسبة إلى الزبير بن العوام الأسدى رضى الله عنه. وكانت وفاته فى ليلة الأربعاء رابع عشر شهر ربيع الآخر. ومولده سنة ست وثمانين وخمسمائة. وكان عالما فاضلا رئيسا يتكلم باللغة التركية. وزر للملك المظفر فظفر، ثم وزر بعده للسلطان الملك الظاهر أياما، ثم عزله، فلزم داره إلى أن مات، رحمه الله تعالى، وكان له شعر حسن رقيق.
وفيها: توفى الشيخ الإمام الخطيب أصيل الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن عمر بن على العوفى الأسعردى المولد. قدم دمشق فى الدولة الصالحية وولى الخطابة بها. ثم عزل بالشيخ عز الدين بن عبد السلام، وعاد ثم عزل بالقاضى عماد الدين بن الحرستانى. وانتقل إلى الديار المصرية صحبة الملك المظفر فى سفرته التى قتل فيها. وتولى خطابة الجامع الصالحى خارج بابى زويلة.
وتولى نيابة الحكم بالشارع الأعظم نيابة عن قاضى القضاة بدر الدين السنجارى.
واستمر على الخطابة والحكم إلى أن توفى فى يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وستين فى بيت الخطابة قبل صلاة الجمعة، وجاء ريس المؤذنين كما جرت العادة فوجده ساجدا وعليه ثياب الخطابة وقد قضى نحبه، فأحضر ولده فى تلك الساعة وأعلم بموت والده، فطلع المنبر وخطب وصلى بالناس. ودفن الخطيب فى بكرة يوم السبت بسفح المقطم بقرافة سارية. وكان لطيفا حسن العبادة والصوت. وله تصانيف ونظم ونثر، رحمه الله تعالى.