الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان السلطان قبل وصول سلار البغدادى قد اعتقل الأمير سيف الدين قليج لأمر صدر منه، فأطلقه السلطان بغير شفاعه، وأحسن إليه وأعاده إلى الإمرة ولعب معه الكرة.
ذكر عود رسل السلطان من جهة الأنيرور
«1»
وفى شعبان سنة ستين وستمائة، وصل الأمير سيف الدين الكرزى «2» ، والقاضى أصيل الدين خواجا إمام، وكان السلطان بعثهما إلى الأنيرور، وذكرا أن الأنيرور أهتم بأمرهما اهتماما عظيما، وأنه أحضرهما ساعة وصولهما وعرضت عليه الهدية، وكان فى جملتها زرافة فأعجبته إعجابا عظيما، وشاهد التتار الذين سيروا إليه [ذلك]«3» ، وذكرا أنه جهز رسولا وهدية تحضر فيها بعد.
وكان فى جملة رسله إلى السلطان نفران من البحرية «4» ، فلما وصلا، أمر السلطان بتأديبهما لما بلغه من سوء اعتمادهما، وسيرهما إلى قلعة الجزيرة يعملان فيها.
ذكر عود رسل السلطان من جهة صاحب الروم ووصول رسله إلى السلطان، وما قرره السلطان من بلاده
.
وفى هذا الشهر، وصل الأمير شرف الدين الجاكى، والشريف عماد الدين الهاشمى. وكان السلطان قد سيرهما إلى السلطان عز الدين كيكاوس بن كيخسرو
صاحب الروم ووصل صحبتهما الأمير ناصر الدين نصر الله بن كوح «1» رسلان أمير حاجب، والصدر صدر الدين الخلاطى «2» رسولان منه، ومعهما كتابه إلى السلطان يذكر أنه نزل للسلطان عن نصف بلاده، وسيّر درجا فيها علائم بما يقطع من البلاد لمن يختاره السلطان ويؤمره [وسأل أن]«3» يكتب له من جهته منشورا قرين منشور صاحب الروم. فلما وصل الرسل إلى السلطان أكرمهم وجهز جيشا نجدة لصاحب الروم. وأمر بكتب المناشير، وعين الأمير ناصر الدين أغلمش السلاح دار الصالحى لتقدمة الجيش، وعين له ثلاثمائة فارس، وأقطعه فى الروم، وكتب للامير ناصر الدين الرسول المذكور منشورا بثلاثمائة فارس وأقطعه آمد وأعمالها، وتقرر سفره صحبة العسكر، وأن يتوجه صدر الدين رفيقه فى البحر صحبة رسل السلطان. ووقع الإهتمام فى كتب المناشير وتجريد الأمراء من الشام وحلب.
وفى شهر رجب من السنه، وصل الأمير عماد الدين ولد الأمير مظفر الدين صاحب صهيون رسولا من جهة أخيه الأمير سيف الدين، وصحبته الهدايا الحسنة. فأحسن السلطان إليه وكتب له منشورا فى بلاد حلب بثلاثين فارسا، وكتب له منشورا آخر فى بلاد الرومية بمائة طواش.
وفى هذه المده ورد كتاب صاحب الروم يذكر أن العدو لما بلغهم اتفاقه مع السلطان ولوا هاربين، وأنه سير إلى قونيه يحاصرها ليأخذ من بها من أصحاب أخيه.