الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرآن) لمحمود بن حمزة الكرماني (ت حوالي 500)«1» وكتاب (درة التأويل في متشابه التنزيل) للراغب الأصفهاني (ت 502)«2» اللذين أفادا فيهما من كتاب «درة التنزيل» للخطيب الإسكافي (ت 420).
ولدينا من كتب أحكام القرآن كتابا البيهقي (أحمد بن الحسين ت 458)«3» والكيا الهراسي (علي بن محمد ت 504)«4» وهما شافعيان.
وفي ميدان البلاغة والإعجاز يظفر هذا القرن بالكتاب القيم الذي صنف في تشبيهات القرآن، وهو كتاب (الجمان في تشبيهات القرآن) لابن ناقيا البغدادي (ت 485)«5» .
أما أهم التفاسير المطولة التي وصلتنا فهي:
1) تفسير القرآن لمنصور بن محمد بن عبد الجبار المروزي المتوفى
(1) وله أيضا تفسير كبير أسماه عجائب التفسير ينقل عنه السيوطي في الإتقان. وانظر ابن الجزري: غاية النهاية 2/ 291 وبروكلمان 1/ 412 والملحق 1/ 732.
(2)
انظر روضات الجنات صفحة 429 ويوجد من كتابه وكتاب الكرماني نسخ خطية كثيرة بدار الكتب والأزهر والجامعة العربية، ويبدو أن الدراسات المتصلة بالقرآن الكريم من ناحية الشكل كانت كثيرة في هذا القرن.
(3)
انظر تبين كذب المفتري لابن عساكر، صفحة 265.
(4)
المصدر السابق صفحة 288. ولدينا من كتب النسخ كتاب لأبي منصور البغدادي (ت 429) المتكلم المشهور.
(5)
انظر إنباه الرواة للقفطي 2/ 33 وقد طبع هذا الكتاب أخيرا في الكويت في سلسلة إحياء التراث الإسلامي التي تصدرها وزارة الأوقاف.
سنة 489 وهو تفسير كامل يقع في ثلاث مجلدات كبار، انتصر فيه صاحبه لمذهب أهل السنة «1» .
2) وتفسير (الكشف والبيان) لأبي إسحاق النيسابوري الثعلبي (أحمد بن محمد ت 427)«2» الذي كان من أشهر تفاسير هذا القرن فيما يبدو «3» ، والذي عني فيه الثعلبي بالحديث وبآثار الصحابة والتابعين، كما عني فيه باللغة والقراءات والأحكام الفقهية- التي ربما عقد لها بعض الفصول الخاصة- بالإضافة إلى العناية بأقوال الصوفية وتفسيرهم في بعض الأحيان. ومن أهم ميزات هذا التفسير العناية بالسند في نقل الأخبار والآثار «4» .
3) وتفسير (البرهان في علوم القرآن) لأبي الحسن الحوفي (علي ابن إبراهيم ت 430) وهو تفسير كبير أكثر فيه صاحبه من الإعراب
(1) انظر مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 136 تفسير وانظر إنباه الرواة 1/ 119.
(2)
انظر مخطوطة المكتبة الأزهرية رقم (136) 2056 تفسير ومخطوطة دار الكتب رقم 797 تفسير، ومنه أكثر من عشر مجلدات.
(3)
تلقى الواحدي (ت 468) عن الثعلبي، وبعد أن أفاض في الثناء على أستاذه قال: «وله التفسير الملقب بالكشف والبيان
…
الذي دفعت به المطايا في السهل والأوعار، وسارت به الفلك في البحار، وهبت هبوب الريح في الأقطار
…
وأصفقت عليه كافة الأمة على اختلاف نحلهم وأقروا له بالفضيلة في تصنيف ما لم يسبق إلى مثله». انظر مخطوطة دار الكتب رقم 53 تفسير ورقة.
(4)
ولهذا- وبغض النظر عن رأي الواحدي في تفسير استاذه- فإننا لا نرى الطعن على هذا التفسير والتشهير بمؤلفه رحمه الله. انظر مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، ص 76 - 77، مع تعليقنا هناك.
واختلافات النحاة- بحكم الاختصاص- واعتنى فيه باللغة والنظائر والأضداد، وبالوقف والابتداء الذي أفرد له فقرة خاصة ينهى بها وجوه القول في تفسير الآية وبيان أحكامها. وبالرغم من معارضته الشديدة للمعتزلة في الوعيد وخلق القرآن ومسائل أخرى، ومناقشته الموضوعية المركزة لهم في ذلك، فإنه قد تأثر بقول بعضهم بالصّرفة في موضوع الإعجاز، وبما أجمعوا عليه في مسألة خلق الأفعال، فيما يبدو «1» .
4) والتفسير البسيط للواحدي (علي بن محمد ت 468) صاحب التفاسير الثلاثة. وقد نازل فيه المعتزلة والقدرية وانتصر للأشعري، ويبدو أنه لم يفد من التطور الذي أصاب بعض آراء الأشعري على أيدي كبار رجال المذهب «2» وكان له في هذا التفسير عناية زائدة بالإعراب والقراءات والمشاكل اللغوية- على عادة هذا العصر- كما أنه أكثر فيه من النقل عن تفسير أستاذه الثعلبي «3» .
(1) انظر مخطوطة دار الكتب رقم 59 تفسير، وراجع في المجلد الثاني منها الأوراق:(3/ 18/ 19/ 122/ 126/ 128/ 129) وقد كان للحوفي عناية خاصة بآراء ابن جرير الطبري. وانظر ترجمته وكتبه في بروكلمان 1/ 523 والمحق 1/ 729.
(2)
قال في مسألة الختم: «وأعلم أن الختم يمنع الدخول فيه والخروج منه، كذلك الختم على قلوب الكفار يمنع دخول الإيمان فيها وخروج الكفر منها، وإنما يكون كذلك بأن يخلق الله الكفر فيها ويصدهم عن الهدى، ولا يدخل الهدى في قلوبهم .. ) وهذا معنى ما في كتاب «الإبانة» للأشعري ص 57 - 58، وللكسب عند الباقلاني والجويني تفسير آخر مغاير لهذا القول الذي يمكن عده جبرا محضا. راجع البسيط مخطوطة دار الكتب المشار إليها.
(3)
قال الواحدي في مقدمة كتابه: «وقرأت عليه مصنفاته أكثر من-
5) وتفسير الراغب الأصفهاني (الحسين بن محمد ت 502) الذي جرى فيه على منهج أشعري معتدل، وأفاد منه بعض مفسري أهل السنة فيما بعد، منهم البيضاوي المتوفى سنة 791 «1» .
6) وتفسير أبي جعفر الطوسي (محمد بن الحسن ت 460) فقيه الشيعة ومصنفهم، الذي عنى به الزيدية في اليمن أيضا كما يذكر صاحب نزهة الأنظار «2» .
7) وتفسير أبي القاسم القشيري (ت 465) المسمى «لطائف الإشارات» الذي كان يظن أنه سيضع يدنا على مدى الصلة بين الأشاعرة والصوفية، أو بين المنهجين في تفسير القرآن، فقد كان القشيري مقدّما في الأشاعرة، ورأسا من رءوس الصوفية في القرن الخامس، وهو القرن الذي يؤرخ به بعض العلماء وجود من ينتمي إلى التصوف من الأشاعرة «3» ؛
- خمسمائة جزء، وتفسيره الكبير، وكتابه المعنون بالكامل في علم القرآن» وغالبا ما يقول في النقل عنه: قال أبو إسحاق. وللواحدي بعد «أسباب النزول» وكتب أخرى في الأدب. راجع سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد 15 مخطوط دار الكتب رقم 12195 ج، وإنباه الرواة 2/ 223.
(1)
يوجد جزء من تفسير الراغب في المكتبة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء يقع في 600 صفحة، وجزءان مصوران بالجامعة العربية يشتملان على نصف القرآن تقريبا (انظر رقم 98 و 99 تفسير) وانظر كشف الظنون 1/ 36 والأعلام 2/ 278.
(2)
ورقة 28 وقد أسماه «البلاغة» وسماه غيره التبيان الجامع لعلوم القرآن، وهو الصواب. انظر السبكي 3/ 51 وسير أعلام النبلاء المجلد 15 وبروكلمان 1/ 512 والملحق 1/ 706، وطبعت بعض أجزاء هذا الكتاب بالنجف الأشرف، وبعضها الآخر في بيروت.
(3)
انظر مقدمة تبيين كذب المفتري للشيخ زاهد الكوثري، ص 19.
ولكن الكتاب- وقد نشر بعضه بعد اطلاعنا على قطعة خطية صغيرة منه «1» - يسجل نوعا من المنهج «المتميز» ، أو بعبارة أخرى: يسجل نوعا من «المغايرة» والاختلاف بين المنهجين- ولتفصيل القول في ذلك موضع آخر- يدل على ذلك أن القشيري فرغ من تأليف كتاب اللطائف سنة 434 بعد أن أخذ طريقه إلى التصوف، مخلفا وراءه تفسيره الكبير، الذي لم يصلنا، والذي فرغ منه سنة 410.
ولعل مما يلقي بعض الضوء على حديثنا السابق عن الحالة التي آل إليها أمر بعض الصوفية: الإشارة إلى تفسير صوفي آخر- صغير الحجم- هو «حقائق التفسير» «2» - الذي كان يجب أن يسمى أباطيل التفسير- لأبي عبد الرحمن السّلمي الأزدي (محمد بن الحسين ت 412)، والذي قال فيه الذهبي بحق:«إنه تحريف وقرمطة» ! حتى إن السبكي يستغرب من شيخه الذهبي أن يصف السلمي «بالجلالة» مع علمه بما في كتابه من التحريف «3» !!
8) هذا بالإضافة إلى تفسير أبي الفتح الديلمي (ت 444) وتفسير الماوردي: (ت 450) وتفسير مؤلفنا الحاكم، التي سنتحدث عنها بالتفصيل مع تفاسير المعتزلة في الباب الثاني.
أما التفاسير التي لم تصلنا فإنها أكثر من هذه بكثير، كما نجد ذلك في الفهارس وفي كتب التراجم والطبقات، وإن كان يبدو أن من أهم
(1) مصورة بمعهد المخطوطات، وتقع في سبع وثلاثين ورقة.
(2)
منه نسختان خطيتان بدار الكتب: 150 و 481 تفسير ومصورتان أخريان بمعهد المخطوطات: 130 و 131 تفسير.
(3)
طبقات الشافعية الكبرى 3/ 60. وانظر مقدمة ابن قيمية في أصول التفسير ص 92 - 93 مع تعليقنا هناك.
هذه الكتب (التفسير الكبير) لأبي القاسم القشيري «1» والتفسير الكبير أيضا لأبي محمد الجويني والد إمام الحرمين (ت 438)«2» والذي أثنى عليه ابن عساكر في تبيين كذب المفتري وقال «انه اشتمل على عشرة أنواع في كل آية» «3» ويعني بذلك فيما يبدو استيفاء وجوه الإعراب والقراءة واللغة والنظم وأسباب النزول والأحكام ونحو ذلك.
والكلمة التي نختم بها هذه الجولة في تفاسير هذا القرن هي أننا نلاحظ كثرة تفاسير الأشاعرة وأصالتها، وقد كان أكثر أصحابها على المذهب الشافعي في الفروع، وإن كان التفسير الاعتزالي لم يفقد أصالته في التجديد والجمع كما يوضح كتابنا «التهذيب» وكما يفهم في ثناء العلماء على تفسير القزويني وإعجابهم به، ولكن المعتزلة الذين آل تراثهم وفكرهم إلى الزيدية فقدوا هذه الأصالة في القرون التالية- وليس كذلك حال مجموع أهل السنة- فقد قنع الزيدية في اليمن بالحواشي والتعليقات، وبخاصة على تفسير الكشاف للزمخشري المتوفى سنة 358 هـ، وإذا اعتبرنا الزمخشري من أعلام القرن التالي فإن الزيدية أنفسهم لا يعفونه من هذا الحكم لأن بعضهم يتهمه- كما سنرى- بأنه لم يعد في تفسيره أن لخص تفسير مؤلفنا الحاكم رحمه الله.
أما تفاسير أهل السنة فقد جاءت في القرن الخامس على درجة عالية من النضج بعد تطور مذهب الأشعري واستقراره تقريبا على يد الباقلاني
(1) راجع تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 273.
(2)
يضاف إليهما تفسير أبي يوسف القزويني (ت 488) الذي بعد من أهم تفاسير المعتزلة، والذي لم نقف على شيء منه.
(3)
تبيين كذب المفتري ص 258.