الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان مكفوفَ البصَر نفَعَه الله، ومن أهل الذّكاء والمعرِفة بالقراءاتِ والحديث، موصوفًا بالصّلاح والفَضْل، حافظًا للفقه، ماهرًا في علم العربيّة، تصَدَّر للإقراءِ ببلدِه وبغيره.
قال أبو القاسم ابنُ بَقِيّ: لا أعلَمُ له رواية إلا عن جَدِّ أبي، يعني أبا القاسم المذكور.
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: إنْ أراد روايةً في الحديث فلعلّه كذلك، وإن كنّا لا نقطَعُ به، وإن أراد على الإطلاق فقد وجَدْناه أخَذَ عن أبي عبد الله ابن غَفْرَال، وتفنُّنُه في المعارف يقتضي أنّ له من الشّيوخ الذي أخَذَ عنهم غيرَ مَن ذكَرَ، واللهُ أعلم.
193 - أحمدُ بن صالح، شِلْبيّ، أبو العبّاس
.
رَوى عن أبي عبد الله بن أحمد القَنْطَريّ.
194 -
أحمدُ (1) بن طاهِر بن عيسى بن محمد بن اشْتَرِ مِنّي بن رُصَيْص بن فاخِر ابن فَرَح بن وليد بن وليد بن عبد الله بن نِعْمَ الخَلَفُ بن حَسّانَ بن قَيْس بن سَعْد بن عُبَادةَ الأنصاريُّ الخَزْرجي، دانِيٌّ شارِقيُّ الأصل. انتقَلَ جَدُّه إلى دانَيَةَ، أبو العبّاس.
تقييدُ اسم جَدِّ جَدِّه هو على صيغة الأمرِ من الاشتراءِ من المتكلِّم، وأظُنُّه لقَبًا واللهُ أعلم، وتقييدُ اسم أبيه هو بِراءٍ وصادَيْنِ مهمَلَيْن مُصَغَّرًا.
رَوى ببلده عن أبي داودَ المُقرئ الهِشَاميّ (2)، وكتَبَ الحديث به، ودرَّس الفقه، ثُم تجَوَّل بالأندَلُس في لقاءِ الشيوخ والرواية عنهم، فرَوى بمُرْسِيَةَ عن
(1) ترجمه القاضي عياض في الغنية (118)، وابن بشكوال في الصلة (168)، والضبي في بغية الملتمس (154)، وابن الأبار في التكملة (127)، وفي المعجم في أصحاب الصدفي (12)، والذهبي في تاريخ الإسلام 11/ 560، وابن فرحون في الديباج 1/ 201، ومخلوف في شجرة النور 1/ 133.
(2)
في الأصل: "المشامي"، محرفة، وهي نسبة إلى هشام المؤيد.
أبي عليٍّ الصَّدَفي، وبالمَرِيّة عن أبي عبد الله بن يحيى ابن الفَرّاء، وأبي الحَسَن عبد العزيز بن عبد الملِك بن شَفِيع، وأبي علي حُسَين بن محمد الغَسّاني، وأبوَيْ محمد: العَسّالِ وعبد القادر ابن الحَنّاط، وبأُورِيُولةَ عن أبي القاسم خَلَف بن فتوح، وسمع من أبي القاسم خَلف بن محمد الغَرْناطي.
ثم رحَلَ إلى العُدْور فأخَذَ بقَلْعة حَمّاد عن أبي مَرْوانَ الحَمْداني، وببجَايةَ عن أبي محمد المَقْرِي، بفتح الميم وسُكون القافِ وراءٍ منسوبًا، وله روايةٌ عن أبي عبد الله محمد بن عليِّ بن عُمرَ التَّميمي المازَري (1)، بميم وألِفٍ وزاءٍ مفتوحة وراءٍ منسوبًا نزيلِ المَهْديّة، ولعلّها مكاتبةً.
وقَفَلَ إلى بلده فأسمَعَ به وحدَّث، رَوى عنه أبو عبد الله ابن تريْس المِكْنَاسيُّ، وأبو العبّاس بن أبي قُوّة، وأبو الفَضْل عِيَاض لقِيَه بسَبْتةَ وسمع منه فوائدَ، وأبوا محمد: ابن (2) الأُقْليشي وابن عليٍّ الرُّشَاطي، وأبو الوليد ابنُ الدَّبّاغ.
وكان محدِّثا ضابطًا حسَنَ التقييد، ذا أُصولٍ عَتِيقة وعنايةٍ بلقاءِ المشايخ، وَرِعًا فاضلاً، عالمًا بالمسائل، تقَلَّد بدانِيَةَ ولايةَ خُطّة الشُّورى وأفتَى بها نيِّفًا وعشرينَ سنة، وعُرِض عليه قضاؤها فامتَنعَ منه، وله على "الموطَّإ" تصنيفٌ سمّاه:"الإيماء" ضاهَى به "أطرافَ الصَّحيحَيْن" لأبي مسعود إبراهيمَ بن محمد بن عُبَيد الدِّمشقي، وعَرَضَه على شيخِه أبي علي الصَّدَفي فاستَحسَنه وأمَرَ ببَسْطِه فزاد فيه، وقَفْتُ عليه وكان في كتُبي، ثم خَرَجْتُ عنه. ولهُ أيضًا مجموعٌ في رجال مُسلم بن الحَجّاج.
وقال أبو الفضل عِيَاض (3): كان علمُ الحديث أغلبَ عليه ويَميلُ في فقهه إلى الظاهر، وكان أبو محمد ابنُ القَلَنِّي يُعظِّمُه ويُثني عليه.
(1) منسوب إلى "مازر" وهي مدينة على الساحل الجنوبي لجزيرة صقلية، وهي أول ما فتح منها أسد بنُ الفرات سنة 212 هـ، وترجمة المازري المتوفى سنة 536 هـ في تاريخ الإسلام 11/ 661 وغيره، وهو مصنف "المُعلم بفوائد كتاب مسلم" المطبوع المشهور.
(2)
بعد هذا فراغ في الأصل.
(3)
الغنية (118).