الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتفَقَّه بأبي الحُسَين محمد بن محمد بن زَرقُون، وأبوَيْ محمد: ابن عليِّ بن ستاري وابن محمد الشلطيشي. وأخَذ أصُولَ الفقه عن أبي الفُتوح فاخِرِ بن عُمرَ بن فاخِر، والعربيّةَ عن أبي الحَسَن الدّباج المذكور، وأبي عليٍّ عُمرَ بن محمد بن الشَّلَوبِين. وأجازَ له أبو إسحاقَ بنُ محمد بن عُبَيْدِيس، وكان شُروعُه في القراءة كبيرًا، حدَّثنا عنه أبو محمدٍ مَوْلى أبي عثمانَ سعيد بن حَكَم. وقَدِمَ غَرْناطةَ [
…
] (1) ودرَّس بهما (2) الفقهَ وأدَّب بالعربيّة، وكان متحقِّقًا بالفنَّيْنِ، مشاركًا في كثيرٍ غيرهما من فنونِ العلم، وكان يتصَرَّفُ أثناءَ قراءتِه وإقرائه بالتِّجارة مُسافرًا، وأقرَأَ بسَبْتةَ أيضًا.
وكان حيًّا سنةَ ستٍّ وستينَ وست مئة، ومولدُه بإشبيلِيَةَ في آخِر ذي قَعْدةِ سنة سبع وثمانينَ وخمس مئة.
373 - أحمدُ بن عليِّ بن أحمدَ بن عبد الله بن محمد بن خِيَرَة، بَلَنْسِيٌّ، أبو الطاهر
.
رَوى عن أبيه وأجاز له أبو جعفر بنُ عليِّ بن عَوْن الله الحَصار، شارك فيه أباهُ.
374 - أحمدُ بن عليِّ بن أحمدَ بن عبد الرحمن بن أحمدَ بن عبد الرحمن بن يَعيشَ
بن حَزْم بن يَعيشَ بن إسماعيلَ بن زكريّا بن محمد بن عيسى بن حَبِيب بن إسحاقَ بن إبراهيمَ بن عبد الجَبّار الداخِل إلى الأندَلُس ابن أبي سَلَمةَ الفقيه ابن صاحب رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وخالِه وابن عمِّه وأحدِ العشَرة المشهودِ لهم بالجنة رضي الله عنهم أبي محمدٍ عبدِ الرحمن بن عَوْف بن عبد عَوْفِ بن عبد بن (3) الحارِث بن زُهْرةَ بن كِلابِ بن مُرّةَ بن كَعْبِ بن لؤيِّ بن غالِب بن فِهْرِ بنْ مالِك
(1) فراغ في النسختين.
(2)
هكذا في النسختين، فكأنه يشير إلى موضع آخر غير غرناطة.
(3)
سقطت من ق، ولا بد منها، وهي في م، ومصادر ترجمته، وينظر تهذيب الكمال، الترجمة (3911) من الطبعة ذات الثمانية مجلدات.
ابن النضْر بن كِنانةَ بن خُزَيْمةَ بن مُدرِكةَ بن إلياسَ بن مُضَرَ بن نِزار بن معَدَّ بن عدنان، إشبيليٌّ، أبو القاسم.
رَوى عن أبوَي الحَسَن: أبيه وعبّادِ بن سرحان. رَوى عنه أبو القاسم عبدُ الرحيم بن عيسى بن المَلْجوم (1).
وكان من سَرَواتِ الناس وأفاضِلهم، نبيهَ البيت، رفيعَ الحَسَب، آخِذًا بطَرَفٍ صالح من العلم، مولدُه عام تسعةَ عشَرَ وخمس مئة.
ذكَرَ بعضَه أبو العبّاس ابن فَرتُون، ونقَلَه من عنده أبو جعفر ابنُ الزُّبَير، وقال: كذا أوردَ الشّيخُ -يعني ابنَ فَرْتُون- هذا الاسمَ في كتابِ "الذَّيْل" وقال: ذكَرَه أبو القاسم عبدُ الرحيم ابن المَلْجوم في فِهرِستِه، قال أبو جعفر: وما أرى الشّيخَ إلا وَهِم، فإنه لم يقَعْ في فِهرِسةِ ابن المَلْجوم فيما وقَفْتُ عليه منها، وإنّما ذكَرَ فيها القاضيَ أبا الحَسَن عليَّ بن أحمد، وهو معروفٌ، ووَلَدُه أبو محمد عبدُ الرحمن معروف، ووَلَدُ أبي محمد هذا -وهُو القاضي أبو الحَسَن- معروفٌ، وبيتُهم مشهور، ولا أذكُرُ منهم أحمدَ هذا إلا أن يكونَ أخًا لأبي محمد عبد الرحمن ابن القاضي أبي الحَسَن عليّ، ولا أعلمُ ذلك ولا مَن ذكَرَه معَ شُهرةِ البيت، واللهُ أعلم. انتهى.
قال المصنِّفُ عَفا اللهُ عنه: ما نقَلَه أبو العبّاس ابنُ فَرْتُون صحيحٌ، فقد ذكَرَه أبو القاسم ابنُ المَلْجوم في فِهرِستِه كما ذكَرَ أبو العبّاس ابنُ فرْتون، ولكنّي وقَفْتُ على نُسختين من فِهرِسةِ أبي القاسم هذا إحداهما أتمُّ من الأخرى، وكلُّ واحدةٍ منهما عليها خطُّه مجُيزًا، فالنّاقصةُ منهما لم يذكُرْ فيها أبا القاسم هذا وقد أجاز فيها للمحدِّث أبي الحَجّاج يوسُفَ بن أبي عبد الله محمد بن عليٍّ الشَّرِيشي في جُمادى الأُولى سنةَ ثلاث وست مئة. والتامَّةُ منهما ذكَرَ فيها أبا القاسم هذا وأنهُ أخَذ عنه برنامَجَ أبيه وكتابَ أبيه (2) في مناسك الحجّ وأجازَهما له ولابنِه محمد معَ جميع ما يحمِلُه، وأخبَرَه بمولدِه كما ذكَرَ عامَ اثنينِ وسبعينَ
(1) ترجمة عبد الرحيم ابن الملجوم في التكملة (2389) والتعليق عليها.
(2)
في ق: "أخيه"، وهو تحريف.
وخمس مئة بإشبيلِيةَ، وعلى هذه النُّسخة خطُّ أبي القاسم المذكورِ مجُيزًا للأُستاذ أبي العبّاس أحمدَ بن أبي حَفْص عُمرَ بن يوسُف بن أحمدَ بن الخَضِر (1) الخَزْرَجيِّ، ويُعرَفُ بابن الجَزّار من بني جَرّاح، في شهر ذي حِجّة عام اثنينِ وتسعينَ وخمس مئة، فأبو العبّاس لا دَرْكَ عليه فيما نَقَلَ البتَّةَ، فأمَّا أبو جعفرٍ فإنْ يكنْ إنّما وقَفَ على المُختصَرة، وهو الظاهرُ من أمرِه، فلا دَركَ عليه أيضًا، وإن يكُنْ قد وقَفَ على التامّة ولم يَستوفِها بالنظَر فعليه في ذلك الدّركُ، وإنّما قلتُ هذا لأنَّ أبا القاسم ابنَ المَلْجوم لم يُفرِدْ لأبي القاسم الزُّهريِّ هذا ترجمةً تخُصُّه كما فعَلَ في جميع شيوخِه المذكورِينَ في تلك الفِهرِسة، وإنّما أدَرجَه في ترجمة أبيه أبي الحَسَن الزُّهْري، فيُمكنُ أن يكونَ أبو جعفر ابنُ الزُّبَير تصفَّحَ تراجمَ الفِهرِسة الكُبرى فلم يُلْفِ فيها ذكْرًا لأبي القاسم هذا، فأنكَرَ على أبي العباس ابن فَرتُون ما نقَلَ وإن كان ذلك بعيدًا ولكنّه مُمكنٌ يوقِعُ فيه الاستعجال.
وهذه النُّسخةُ التامّة هي بخطِّ المقيّد الضّابط النّبيل أبي عبد الله محمد بن عليِّ بن حَسُّون الحَضْرَمي أحدِ الفاسيِّينَ المتقِنينَ، وله روايةٌ عن أبي القاسم أحمدَ بن يوسُف الوَرّاق الجقالةِ وغيره، وكانت للمقيِّد الشّهيرِ الإتقانِ أبي عبد الله بن سَعيد الطّرّاز، وقولُ أبي جعفر ابن الزُّبَير: إلا أن يكونَ أخًا لأبي محمدٍ، إلى آخِرِ ما ذكَرَ ممَّا لا وجْهَ له ولا معنى تحتَه، وهو أخو أبي محمد بن عليٍّ بلا شكٍّ وكبيرُه، وتعرّضَ أبو جعفر ابنُ الزُّبَير لذكْرِ رجال هذا البيت. ومن تتميم ما ذكَرَ أنّ أبا الحَسَن الأعلى رابعُ أربعة إخوة، والثلاثة: أبو محمدٍ عبدُ الرحمن وأبو بكر عبدُ الله وأبو عامرٍ محمد، ولجميعِهم إجازةٌ من أبي عليّ بن سُكَّرةَ باستجازةِ أبي الطاهِر التَّميميِّ الأشْتَركُونيِّ إياه لهم، فاعلَمْ ذلك. ومن هذه البَيْتةِ أبو بكرٍ محمدُ بن أبي الحَسَن أخو أبي محمد، رَوى عن أبيه، وقَفْتُ على سَماعِه معَ طائفة على أبيه فِهرِسةَ الصَّدَفيّ بقراءة أبي محمد بن أحمد بن جُمْهُور، وبخطّه مؤرَّخًا برمضانِ ستةٍ وأربعينَ وخمس مئة، وتصحيح أبي الحَسَن لذلك بخطِّه.
(1) في ق: "الحضرمي".