الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السّيَرَ فأجاد فيها، وكتَبَ عن بعضِ وُلاةِ قُرطُبة. واستُقضيَ بغير موضِع من بلاد الأندَلُس وبلاد إفريقيّة، ثم استُعمل في الإشراف على المَجابي السّلطانيّة ببلد نَفْزاوةَ، فتقلَّدَه على كُرْه وتقِيّة، فكان داعيةً إلى امتحانِه في نفسِه ومالِه، وفَصَلَ عن بلاد إفريقيّةَ متوجّهًا إلى الحجّ فتوفِّي بقُوص قبل أن يحُجّ، وَفَّر اللهُ له أجرَ قصدِه وهجرتِه، وكانت وفاتُه في رجَبِ ست وأربعينَ وست مئة.
378 - أحمدُ بن عليِّ بن أحمدَ بن محمد بن غالِب الحَضْرَميُّ، مالَقيٌّ، أبو جعفر
.
رَوى عن أبي الحَجّاج بن محمد ابن الشّيخ، وأبي الرَّبيع بن موسى بن سالم، وأبي زيدٍ بن يَخْلفْتن الفازازي (1)، وأبي سُليمانَ ابن حَوْطِ الله، وأبي القاسم محمد بن عبد الواحد المَلّاحي، وأبي محمد بن الحَسَن ابن القُرْطُبي.
379 - أحمدُ بن عليِّ بن أحمد بن مَيْمونٍ المَخْزوميُّ، أبو بكر
.
رَوى عن أبي الأصبَغ (2) ابن المُرابِط سنةَ ستّ وسبع وعشرينَ وخمس مئة، وقد تقَدَّم التنبيهُ عليه أثناءَ ذكْرِ أحمدَ بن عبد العزيز بن مَيْمون فراجِعْه إن شاء الله (3).
380 -
أحمدُ (4) بن عليِّ بن أحمدَ بن يحيى بن خَلَف بن أفلَحَ، بالفاء والحاء الغُفْل، ابن رَزْقُون، بالراءِ والزاي، ابن سَحْنون بن مَسْلَمةَ الداخِل إلى الأندَلُس من باجةِ القَيْروان وبالنِّسبة إليه كان عَقِبُه يُعرَفون، ونزَلَ مُرسِيَةَ، القَيْسيُّ ثم العَبْسيُّ، أبو العبّاس، المُرْسِيُّ لطُول سُكناه وسكنى سَلَفِه بها.
(1) في م: "الفازاني"، محرفة.
(2)
بعد هذا بياض في النسختين.
(3)
الترجمة (326).
(4)
ذكره ابن خير الإشبيلي في فهرسته (530)، وترجمه ابن الأبار في التكملة (152)، والمعجم في أصحاب القاضي الصدفي (21)، والذهبي في تاريخ الإِسلام 11/ 802، والمشتبه (336)، ومعرفة القراء الكبار 1/ 551، وابن فرحون في الديباج 1/ 219، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 83، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 4/ 291، والسيوطي في طبقات المفسرين (4).
ثم استَوطنَ الجزيرةَ الخَضْراءَ بعدَ أن جالَ في طلب العلم ببلادِ الأندَلُس كثيرًا.
تَلا في مُرسِيةَ بالسبع على أبي الحُسَين يحيى بن إبراهيم ابن البَيّاز، وأجاز له، ورَوى بها عن أبي عليّ بن سُكّرة، وتلا ببَلَنْسِيةَ بالثّمانِ: السبع وقراءةِ يعقوبَ، على أبي داود بن نَجاح، وبشاطِبةَ بالثّمانِ على أبي الحَسَن بن عبد الرحمن ابن الدُّوْش، وأجازا له، وتلا بقُرطُبةَ على أبي الحَسَن بن خَلَف العَبْسيِّ بقراءتَيْ نافع وعاصم ولم يُكمِلْهما عليه، ورَوى عنه بعضَ مَرويّاتِه، وعن أبي بكر خازِم (1)، وأبي القاسم خَلَف بن إبراهيمَ ابن النّخّاسِ (2) وتلا عليه بالسّبع وبقراءةِ محمد بن مُحَيْصِن، وأجازوا له، وتلا فيها برواية وَرش على أبي الحَسَن (3) ابن الجَزّار الكَفِيف.
ورَوى عن أبي عبد الله بن فَرَج، وأبي علي الغَسّانيِّ وأكثَرَ عنه وتلا عليه بقراءةِ قالون. وتفَقَّه بمالَقةَ عندَ أبي عبد الله بن سُليمانَ بن خَليفةَ، ولازَمَه، وأبي المُطرِّف عبد الرحمن بن قاسم الشَّعْبيِّ، وأجازا (4) له. وأخَذَ بإشبيلِيَةَ عن أبوَي الحَسَن: شُرَيْح وتلا عليه بالسَّبع وبقراءة يعقوبَ وابنِ عبد الرحمن ابن الأخضَر.
رَوى عنه ابنُه أبو الحَسَن، وابنُ عَتِيق بن مُؤْمن، وأبوا بكر: عَتِيق بن مؤمن وابنُ خَيْر، وأبو إسحاق بن على بن يوسف الجذامي (5)، وأبو حَفْص بن (6) عُذْرة، وأبو الخليل مُفرِّج بن سَلَمةَ، وأبوا عبد الله: ابنُ عبد الملِك بن النّسرة وابن أحمدَ بن محمد القُباعي، وأبو القاسم عبدُ الرحمن بن عليٍّ السَّبْتيّ القَرّاق، ومحمد بن أحمد بن فُطَيْس الغافِقي.
(1) في ق: "حازم"، مصحف، وهو خازم بن محمد.
(2)
في ق: "النحاس"، مصحف، وهو مشهور.
(3)
بعد هذا فراغ في النسختين.
(4)
في ق: "وأجازوا".
(5)
اضطربت العبارة في ق، وما هنا من م وهو الصواب.
(6)
بعد هذا فراغ في النسختين.
وكان مُقرئًا، مُفسّرًا، محدّثًا، فقيهًا مُشاوَرًا، نَحويًّا، عَدَديًّا، استُقضيَ بكُورةِ أرْكَشَ فحُمِدت سِيرتُه واشتَدّت وطأتُه على أهل الفساد والدَّعارة ثم صُرِف عن القضاء ولازَمَ الإقراء وإسماعَ الحديث بمسجد الرُّمّانة (1) من الجزيرةِ الخَضْراء، وقد كان قبلُ يُقْرئُ بمسجدِها الجامع وبمسجد الرّايات منها.
قال جابرُ بن محمد القُرَشيُّ في "مشيَخة ابن خَيْر" من جَمْعِه: إنه توفِّي بالجزيرةِ الخَضْراء سنةَ خمس وأربعينَ وخمس مئة، وقيل: في ذي القَعْدة من سنة اثنتينِ وأربعينَ وخمس مئة، ورجَّحَه أبو عبد الله بن عبد الله ابن الأَبّار. ومن عَقِبِه الأستاذُ الحافظ أبو القاسم محمدُ بن عبد الرحيم (2) بن عبد الرحمن بن الطيِّب المُقرئُ بسَبْتة الضَّريرُ نفَعَه الله.
ذكَرَ أبو القاسم المُرْسِيُّ رحمه الله أنه دخَلَ عليه، يعني أبا عبد الله بنَ سُليمان بن خَليفة، زائرًا في اجتيازِه إلى شرق الأندَلُس، قال: فوجدتُه وببَصرِه وَعْك، وكنتُ قد قصَدتُه لأسألَه عن أشياءَ من تفسير ألفاظِ الحديث وقد رَسَمتُ في بطاقةٍ ما عنه أسألُه، فقال لي من قَبْل أن يَرى البطاقة: هاتِ ما في يدِك، فقلتُ: أصلحَكَ الله، وما في يدي؟ وقبَضتُ يدي أُخفيها منه، فقال لي: نعَمْ، في يدِك شيءٌ، قلت: وما يُدريك؟ قال: رأيتُ البارحةَ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ معَه حتى كان يَدخُلُ علينا رجلٌ لا أراهُ إلا أنت، فكان يقولُ لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: خُذْ منه، فإنّ أباه من خَدَمةِ بيتِ الله الحرام، فكنتُ أراك تُعطيني شيئًا لا أقفُ عليه الآن، وهذه رابعةُ أربعَ عشْرةَ مرّةً رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطيتُه البطاقةَ وفسَّرَها لي رحمه الله.
381 -
أحمدُ (3) بن عليِّ بن أحمدَ الأنصاري، سَرَقُسْطي، نزَلَ الإسكندَريّة، أبو العبّاس، ابنُ الفقيه.
(1) من هنا إلى قوله: "الجامع" سقط من ق.
(2)
في ق: "عبد الرحمن"، محرف، وما أثبتناه من م، وهو الصواب، وترجمته في غاية النهاية لابن الجزري، وتوفي سنة 701 هـ.
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (218).
تَلا بمصرَ على أبي عبد الله بن الحَسَن الدّاني، وبمكّة شرَّفها الله على أبي علي ابن إمام الحرَمَيْن عبد الله بن عُمر المُقرئ ابن العَرجاء، ولقِيَ بها أبا شُجاع عُمرَ بنَ أبي الحَسَن محمد بن أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نَصر، بفتح النّون والصّاد، البِسْطاميَّ ثم البَلْخيَّ، وأبا الفَتْح عبدَ الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي سَهْل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماح، بميم وحاءٍ غُفْل، الكَرُوخيَّ الهَرَويّ، وأجاز له منها أبو القاسم عبدُ الرحمن وأبو المُظفَّر محمدٌ ابنا عليِّ بن الحُسَين الشَّيْباني الطَّبري. وروى ببغدادَ عن أبي الفَضْل محمد بن ناصِر بن محمد بن عليٍّ السَّلامي، وأبي محمد (1) عبد الخالق (2) بن أحمدَ بن عبد القادرِ بن محمد بن يوسُف.
ومن شيوخِه سوى مَن سُمِّي: محمدُ بن أحمدَ بن محمد بن سَهْل الأُمَويُّ الأندَلُسيُّ المُقرئ، سمع منه وحمَّله أبو جعفرٍ روايةَ "شمائل النبيِّ صلى الله عليه وسلم" لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرةَ بن موسى بن الضّحّاك السُّلَميِّ التِّرمذي بعُلوٍّ عن أبي القاسم الخَليليِّ عن أبي القاسم الخُزاعيِّ عن الهَيْثم بن كُلَيْب الشّاشيِّ عن التِّرمذي، وذلك وَهْمٌ منه، وإنّما يَرويها عن أبي شُجاع المذكور عن أبي القاسم الخَليليِّ المذكور، وهو أحمدُ بن أبي منصُور محمد بن أبي طاهِر محمد بن عبد الله الزِّياديِّ (3) البَلْخيِّ الدِّهْقان، والخُزاعيُّ هو عليُّ بن أحمدَ بن محمد بن الحَسَن بن عبد الله بن محمد بن اللَّيث بن ذُهْل بن الجَرّاح بن الحارِث ابن صاحبِ رسُول الله صلى الله عليه وسلم ومُكلِّم الذِّئب أهبانَ بنِ أَوْس رضي الله عنه، يُعرَفُ
(1) هكذا في النسختين، وتأمل التعليق الآتي.
(2)
في ق: "بن عبد الخالق"، خطأ، وتوفي عبد الخالق سنة 548 هـ (تاريخ الإِسلام 11/ 929) وتوفي محمد بن ناصر السلامي سنة 550 هـ (تاريخ الإِسلام 11/ 991)، وكنية عبد الخالق "أبو الفرج"، ولا نعرف من أبنائه من يُكنى أبا محمد، وهما: أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق، وأبو نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق، وعبد الخالق من طبقة محمد بن ناصر السلامي، وهو المشهور من البيت اليوسفي.
(3)
من هنا إلى قوله: "الحسن" سقط من ق.
بابن المَراغي، وأبو سعيدٍ الهيثمُ بن كُلَيْب بن سُرَيْج (1) بن مَعْقِل (2) المَروَزيُّ الشّاشِيُّ النّحويُّ الأديب، هذا هو الصّواب. وقد راجَعَه أبو جعفر ابنُ الزُّبير في برنامَج رواياتِه فاعلَمْه.
رَوى عنه من أهل الأندَلُس جماعة منهم: أبو بكر بن عليّ الإشبيليُّ، وأبو الحَجّاج بن محمد ابن الشّيخ، وأبو عبد الله بن عبد الرحمن بن مُحارِب، وأبو العبّاس بن سُليمانَ البَيّاسيّ [
…
] (3)، ومن أهل بلادِ المشرِق والراحلين (4) إليها من العُدوة خَلْقٌ كثيرٌ منهم: الأحامدُ: ابنُ جعفرِ بن مَخْلوف وابنُ محمد بن يحيى العَبْدَريُّ أبو العبّاس وابنُ القاضي أبي الفَضْل عبد الله ابن القاضي أبي عليّ الحُسَين بن حَديد أبو طالبٍ وفتاهُ جوهر أبو الدُّر وحسن بن محمد بن طاهر بن إسماعيل وزيد بن الحسن بن زيد بن الحَسَن الكِنْديُّ أبو اليُمْن، وسِباعُ بن جَميل الإسكندَرانيُّ أبو الوَحش، وشُكرُ بن صَبْرةَ بن سَلامةَ بن حامِد بن كثِير أبو الثّناء، وعبد الله بن ظافر (5) بن عبد الله، وابن فَرّاج القَيْروانيُّ، وعبدُ الرحمن بن يوسُفَ ابن قاضي التّلِمْسيني، وعبدُ العالي بن مُختار بن عبد المُنعم، وعبدُ المُحسِن بن عبد السّلام بن خَلَف بن سَلامةَ بن عمّار العَوْفي، ومكّي بن عليّ، ومنهم: آباءُ الحَسَن العَلِيُّونَ: ابنُ محمد بن أحمدَ الأُميي وابنُ عبد الملِك الشراي الصِّقِلِّي وابنُ أبي محمد فاضلُ بن سَعْد الله بن صَمَدُون الصُّورِيُّ، وهو لتَقِيّةَ (6) بنتِ
(1) في النسختين: "شريح"، خطأ، وتنظر ترجمته في وفيات سنة (335) من تاريخ الإِسلام 7/ 697، وهو صاحب المسند المشهور، وتبصير المنتبه لابن حجر 2/ 780، وسير أعلام النبلاء 15/ 359.
(2)
في ق: "مغفل"، مصحف، وينظر التعليق السابق.
(3)
بياض في النسختين.
(4)
في ق: "والداخلين"، وهو تحريف.
(5)
في ق: "ظاهر"، محرف.
(6)
في ق: "وهو حفيد لتقية"، وهو غلط محض، فأبو الحسن علي بن فاضل بن سعد الله هذا هو ابن تقية بنت أبي الفرج غيث بن علي الأرمنازي الصوري، وبه كانت تكنى (ينظر تكملة إكمال ابن الصابوني في باب تقية، ووفيات الأعيان 1/ 297).
[غيثِ الأَرمَنازي](1)، وابن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله النّقاوسي، وابنُ القاضي الوجيه أبي المكارِم المُفَضَّل بن عليّ بن مُفرّج بن حاتم بن الحَسَن بن جعفرِ بن إبراهيمَ بن الحَسَن اللَّخْميُّ المَقْدِسي ابن عمِّ أبي الحَسَن ابن العَصّارة (2)، وابن أبي الفَضْل الفرشاني، ويَسار بن عليّ بن مُفرِّج المَقْدِسي ابنُ عمِّ أبي الحَسَن المذكور، وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن عليّ بن الزُّبَير اللَّخْمي، وأبوا علي: حُسَين بن أبي البرَكات محمد بن حُسَين بن خَليفةَ الميسري وعبد الوهّاب بن إسماعيلَ بن مظفّر بن فُرات التاجرانِ، وأبو الفَوارس عَنانُ بن أبي القاسم بدمان، وآباءُ القاسم: عبدُ الرحمن بن عبد المجِيد بن إسماعيلَ بن عثمانَ بن حَفْص الصَّفْراوي وابنُ حَسّان الجُهَنيُّ ومحمدُ بن إبراهيمَ بن عُمر بن إبراهيمَ بن أحمدَ بن العبّاس الخطيبُ، وأبَوا محمد: ابن صَدَقَة وعبد الكريم بن أبي بكر بن عبد الملك بن عبد الغَفّار الرَّبَعي، وأبو المَحاسِن حاتمُ بن محمد بن الحُسَين، وأبو المكارِم المُفضَّل المَقْدِسيُّ المذكور، وأبَوا المنصُور المُظَفَّران: ابن أحمدَ بن مظفَّر بن مُؤْمن وابن سِوار بن هِبةَ بن عليّ بن مُظفَّر اللَّخْميُّ الإسكندَريُّ المُقرئ، وأبو هاشم عبدُ المطّلب بن أبي المعالي الفَضْل بن عبد المطَّلب ابن الحُسَين بن أحمد بن الحُسَين بن محمد بن الحُسَين بن عبد الرحمن بن عبد الملِك بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطَّلب الهاشميُّ رئيسُ الحنَفيّة بحَلَب.
وكان من جِلّة المُقرئينَ وأكابرِ المحدِّثينَ المُسنِدين، زاهدًا وَرِعًا فاضلًا عابِدًا مجتهدًا منقطعًا إلى الله تعالى، راوِيةً ثقةً في نَقْلِه ضابطًا لِما يَرويه مشهورَ الجلالة معظَّمًا عندَ العامّة والخاصّة طيّبَ النفْس حسَنَ اللّقاء والبِشْر، أديبًا يَنظِمُ مُقطَّعاتٍ من الشّعر فيُجيدُ فيها، ومنه قولُه في خِضاب الشَّيب [الوافر]:
(1) فراغ في النسختين، أكملناه من مصادر ترجمتها.
(2)
في ق: "القصارة"، ولم نقف على ترجمته.