الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو العبّاس بنُ هارون، ومن خطِّه نقلتُ: اتّفقَ له معَ جَدِّي أبي محمد ابن جُمهُور أنْ كتَبَ في رَسْمٍ يتَضمَّنُ بيعَ قارِب "وفَرَّهُ وقَلَّبهُ" وجيءَ بالعَقْد إلى جَدّي ليَشهَدَ فيه فوقَفَ عليه وقال لصاحبِ العَقْد: وَهِم الشّيخ فيما كتَبَ، لا يقالُ في القارب:"وَفرّهُ"، وإنّما يقالُ فيه: ونَظَرَ إليه وقَلَّبه واختبَرَ عِيدانَه أو ما أشبَهَ هذا، ثُم إنَّ جَدِّي كتَبَ رَسْمَ بيع حمارٍ في يومٍ شاتٍ، وذهب بالعَقْدِ صاحبُه إلى أبي العبّاس هذا ليَشهَدَ فيه، فلمّا قرأهُ وجَدَ فيه "وَفرّ وقلَّبه"، فلم يتمالَكْ أن هَبَطَ من دُكّانِه في الشّتاء والعَقْدُ في يدِه حتى انتهَى به إلى جَدِّي وقال له: بالأمس ردَدتَ عليّ في رَسْم بيع القارِب "وَفرّه"، وها أنت قد كتبتَهُ في بيع هذا الحمار! فضحِكَ جَدِّي رحمه الله وعجِبَ من غَفْلتِه وقلةِ تحصيلِه، رحمهم الله أجمعين.
قال المصنِّفُ عَفا اللهُ عنه: معنى "فَرَّهُ": فتَحَ فاه ونظَرَ إلى أسنانِه ليَعرِفَ سِنَّه أكبيرٌ هو أم صغير، وافتَرَّ فلانٌ ضاحكاً: أبدَى أسنانَه، وقولهُم: الجوادُ عَيْنُه فُرارُه، بالضمِّ والفتح، أي: شخْصُه يُغنيك عن أن تَخبُرَه وتَفِرَّ أسنانَه.
384 - أحمدُ بن عليّ بن حَزْم، إشبيليّ، أبو عُمر
.
رَوى عن أبي الحَسَن شُرَيْح وسيأتي بعدُ إن شاء الله: أحمدُ بن عليّ بن الفَضل بن عليّ بن أحمدَ بن سَعيد بن حَزْم (1)، وأراه هذا والله أعلم.
385 - أحمدُ بن عليِّ بن حَسَن بن خَلَف بن إبراهيمَ بن عبد الله اللَّخْميُّ، غابيٌّ
.
رَوى عن أبي الحَكَم عَمْرِو بن أحمدَ بن حَجّاج.
386 -
أحمدُ (2) بن عليِّ بن الحَسَن المُرِّيُّ، بضمِّ الميم والراءِ المشدَّدة منسوباً، بَجانيٌّ، بالباءِ بواحدة وجيم معقودة مفتوحتَيْن وألِفٍ ونونٍ منسوباً.
رَوى عن أبيه. رَوى عنه أبو بكر بن موسى الشَّذُوني.
(1) الترجمة (406).
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (22).
387 -
أحمدُ (1) بن عليّ بن حَكَم بن عبد العزيز بن محمد بن يوسُف بن خَلَف بن حَكَم القَيْسيُّ.
كذا وقفْتُ على نسَبِه بخطِّ غيِر واحد من جِلّة الآخِذينَ عنه. وقال أبو عبد الله ابن الأبّار: ويقال: حَكَمُ بن محمد بن عبد العزيز بن خَلَف. وقال (2) في نسَبِه أبو جعفر ابنُ الزُّبير: أحمدُ بن عليِّ بن حَكَم بن محمد بن عبد العزيز بن خَلَف القَيْسي، فزادَ كما ترى ونَقصَ، ووقَعَ له إخلالُه فرَقَص؛ غَرناطيّ، أبو جعفر، الحَصّار، ويقال: العَطَّار.
سَمع أبا إسحاقَ بن مَروان بن حُبَيْش، وأبوَيْ بكر: ابنَ الخلف وابن العَرَبي، وأبا جعفر بنَ عليٍّ ابن الباذِش وصَحِبَه مُذْ وقتِ وفاةِ أبيه إلى وفاتِه، وآباءَ الحَسَن: شُرَيْحاً وابنَ أحمد ابن الباذِش وابن إبراهيمَ بن مَعْدان وابن عبد الله بن ثابت ويونُس بن محمد بن مُغيث، وأبا سُليمان السَّعْديّ وكان من خُلَصائه، وآباءَ عبد الله: جعفرًا حفيدَ مكِّي وابنَ أحمدَ بن الحاج (3) وابن عبد الرحمن النُّمَيْري، وأبا عِمرانَ موسى بن حَمّاد الصُّنْهاجيّ، وأبا الفَضْل عِياضًا، وأبا القاسِم عبد الرّحيم بن محمد ابن الفَرَس، وأبوَيْ محمد: عبدَ الحق بن غالب بن عَطِيّة وعبدَ الصمد المُقَيْبِري، وأبا الوليد هِشام بن أحمد بن بَقْوةَ.
وأجاز له من أهل الأندَلُس أبو بكر بنُ إسماعيلَ بن فُوْرتش، وأبو الحَجّاج ابن عليّ الأُنْدي، وأبو عبد الله بن نَجاح، وأبو الوليد يوسُف بن عبد العزيز ابن الدّبّاغ.
تنبيه: لمّا ذَكَرَ أبو عبد الله ابن الأبّار شُيوخَ أبي جعفرٍ هذا ختَمَ ذكْرَهم بقولِه: وسمع من ابن بَقْوة بعضَ "صحيح مسلم"، ولم يُجِزْ له، وأجاز له
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (238)، والذهبي في تاريخ الإِسلام 12/ 1132، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 85.
(2)
من هنا إلى قوله: "خلف" سقط من م.
(3)
في ق: "الحجاج"، محرف.
بلفظه أبو بكرٍ محمدُ بن إسماعيلَ بن فُوْرتِش السَّرَقُسْطي [جميع ما رواه](1)، وكان أبو عليٍّ قد استجاز له من شيوخِه الجِلّة بالمشرِق عدّة، وكان من أهل الصّلاح والخَيْر. واستمرَّ في ذكْرِه بما رَآه إلى آخِرِ رَسْمِه، فأوَهَم بقوله: وكان أبو عليّ قد استجاز له أنّ المعنيَّ بذلك أبو جعفرٍ هذا، وليس كذلك، وإنّما المرادُ به أبو بكرٍ محمد بن إسماعيلَ المذكور، وقد وقفتُ على نُسخةِ أسماءِ الذين استجازَ لهم أبو عليٍّ طائفة من شيوخِه المَشْرِقيّين بخطّ الراويةِ أبي الحكَم عبد الرحمن بن عبد الملِك بن غَشِلْيان، وذكر أنه نقَلَها من خطِّ أبي علي، ومن جُملتِهم أبو بكر ابن فُوْرتش هذا. ورحلةُ أبي عليّ إلى المشرِق بل مقدَمُه منه إلى الأندَلُس متقدّمٌ بسنينَ كثيرة، العشرينَ أو نحوِها، على مولدِ أبي جعفرٍ هذا، ولم يُدرِكْ من عُمُرِ أبي عليّ إلا ثمانيةَ أشهُر أو نحوَها، ولا يُتوَهَّم أنه استجاز له من الأندَلُس بعضَ بقايا شيوخِه بالمشرِق، أو يكونُ قد دخَلَ في عُموم إجازة من تأخَّرتْ وفاتُه منهم فأدرَكَ حياتَه أبو جعفرٍ هذا، فكلُّ ذلك لم يكنْ.
رَوى عن أبي جعفرٍ الحَصّار آباءُ بكرٍ: ابن عبد الله القُرْطُبي وابن عبد النور وابن عَتِيق اللارِديّ، وأبو جعفر بنُ يوسُف بن الدّلّال، وأبو الحَسَن ابن محمد بن بَقِيّ الغَسّاني، وأبو الحَجّاج بن عليّ بن عبد الرزاق، وأبو الرَّبيع ابن موسى بن سالم، وأبو زيد بن محمد القمارِشي (2)، وأبوا عبد الله: ابن أحمدَ بن صالح وابن عَتيقِ المالَقي، وأبوا عَمْرو: سالم بن صالح بن سالم (3) وعثمانُ بن حَسَن ابن دِحْيةَ، وأبو الوليد إسماعيلُ بن يحيى ابن العَطّار، وهو آخِرُ الرُّواة عنه مَوْتاً، وأبو القاسم محمدُ بن عبد الواحدِ المَلّاحي، وأبَوا محمد: ابنُ الحَسَن ابن
(1) ما بين الحاصرتين زيادة من تكملة ابن الأبار.
(2)
في م: "الغمارشي"، وهو جائز أيضًا من باب قلب الكاف الأعجمية إلى قاف أو غين، وهو "القمارشي" بخط ابن الجلاب في التكملة الأبارية (2358) واسمه عبد الرحمن بن محمد.
(3)
قوله: "بن سالم" سقط من ق.
القَرطَبي وابن محمد الكَوّاب، وأبو يحيى هانئُ بن الحَسَن (1) بن هانئ، وأبو الطاهِر أحمد بن عليّ الهَوّاري.
وكان مُقرِئًا مجوِّدًا، محدِّثًا مُكثِرًا، عَدْلًا خِيارًا، فاضلًا صالحاً وَرِعًا يتعيَّشُ مما يَعُودُ إليه في عملِ مَراوِح الحلفاء وما يُشبِهُها، كثيرَ التّلاوة للقرآن والبكاءِ عندها والخشوع فيها، خَطَبَ وأَمَّ بجامع غَرناطةَ بعدَ أبي عبد الله بن أحمد بن عَرُوس، وأسمَعَ به الحديثَ طويلًا، وأنْسَأَ اللهُ في أجَلِه فعَلَتْ روايتُه وتنوفِسَ في الأخْذِ عنه، وكان ثقةً فيما يَرويه وكتَبَ بخطِّه الكثير.
قال أبو عَمْرو سالم بن صالح بن سالم: سألتُه بغَرناطَة يومَ الأربعاء (2) جُمادى الأُخرى سنةَ ثمانٍ وثمانينَ وخمس مئة عن مقدارِ ما نَسَخ، فقال: انتسَخْتُ في عُمُري ثمانيةَ آلاف وَرَقة. ومما يؤْثَرُ من فضله أنه قُتِلَ ولدُه فسِيقَ قاتلُه وثبَتَ عليه دمُه ووَجَبَ له (3) قتلُه، فلمّا أُحضِر للموت ورأى أبو جعفرٍ السيفَ والحالُ قدِ اشتَدّ، جاءه وقال: يا بُنيّ، قتلتَ وَلَدي وقطَعْتَ كَبِدي! وعتِبَ عليه، ثُم عَفا عنه وسرَّحه، نفَعَه اللهُ وأعظم أجرَه.
مولدُه لعشَرْ خَلَوْنَ أو بقِين من رجبٍ، الشكُّ من والدتِه، سنة ثلاثَ عشْرةَ وخمس مئة. وتوفِّي فَجأة، أتى الجامعَ فركَع فيه فطَرَقَه وجَعٌ شديدٌ اضْطَرّه إلى مُبادرة الرجوع إلى دارِه، فساعةَ دخوله إلى منزله توفّي، وذلك بعدَ ظُهر يوم الخميس لليلةٍ بقِيَت من ربيع الأوّل سنةَ ثمان وتسعينَ وخمس مئة، ودُفن عقِبَ صلاة الجُمعة بعدَ يوم وفاتِه خارج باب إلبِيرةَ، وشهدَ جنازَته الوالي بغَرْناطة حينَئذ فمَن دونَه، وتهافَتَ الناسُ على نَعْشِه وعظُم تأسُّفُهم لفَقْدِ وكثُرَ ابتهالهُم إلى الله في الدُّعاء الصّالح والثناءِ الجميل عليه.
(1) في ق: "الحسين"، محرف، وهو مترجم في التكملة (3297).
(2)
بعد هذا فراغ في النسختين.
(3)
سقطت من ق.
388 -
أحمدُ (1) بن عليِّ بن خَلَف التُّجيبيُّ، إشببليٌّ، أبو القاسم بن علي.
أخو الحاجِّ أبي بكر بن علي. رَوى عنه ابنُ أُختِه أبو إبراهيمَ إسماعيلُ بن إبراهيمَ ابنِ الأديب، وكان من الفقهاء الحُفّاظ، ذا معرفة تامّة باللّسان العَرَبي، كثيرَ التقييد مُكِبًّا على الطَّلَب، عفيفاً مُبرّزاً في عَقْدِ الشروط، وكان يؤُمُّ ببعض مساجدِ إشبيِليةَ فضَيَّقَ عليه أبو حفص بنُ عُمر أيامَ استقضائه بإشبيِليَةَ، وصرَفَه عن الإمامة فيه وانتزعَ من يدِه دارَ ذلك المسجد، وكان أبو القاسم يقول: إنه بناها بمالِه، فاضْطَرّه ذلك إلى التحوُّل عن إشبيِلِيَةَ فقدِمَ مَرّاكُش، وتعَرَّف فيها بأبي القاسم بن مُثَنّى أوجَهِ خَدَمةِ الأمير حينئذِ، فأَقبَلَ عليه واستأدَبَه لولَدِه، فأقام عنده نحوَ عام، ثم رَغِبَ في العَوْد إلى وَطَنِه فأصحَبَه ابنُ مثَنّى كتابًا إلى أبي حفص بن عُمر يتضمَّنُ الوَصاةَ به والاعتناءَ بجانبه، فردَّ عليه إمامةَ مسجده ودارَ وعاد إلى دُكّانِ توثيقِه ونوَّهَ به، واستمرَّت حالُه كذلك إلى أن استُقضيَ أبو محمد بنُ حَوْطِ الله بإشبيِليةَ فوَلّاه حِسْبةَ السُّوق فحَسُنَ فيها غَناؤه، وذُكِر فيها بنقاء الجانب وتوفِية النظر فيما يَعودُ على المسلمينَ بالمنفَعة الشاملة، وكان مشكوراً (2) عند العامّة والخاصّة. ولم تطُلْ مدّتُه في هذه الخُطّة، وتوفّي في سنّ الاكتهال رحمه الله عقِبَ ذي الحجّة من سنة اثنتينِ ولست مئة.
389 -
أحمدُ (3) بن عليِّ بن خَلَف، مُرْسِيٌّ، أبو جعفرِ وأبو العبّاس، ابنُ طرشميل، والشينُ مُشرَبةٌ صوتَ الجيم.
أخَذ عن أخيه كبيِره أبي بكر، وأبي الحَسَن بن إسماعيلَ بن سِيْدَة. رَوى عنه أبو عَمْرو زيادُ ابن الصّفّار، وكان نَحويّا ماهراً أدَّبَ به زماناً، وكان بشاطِبةَ حيّاً سنةَ ثلاث (4) وخمس مئة.
(1) ترجمه السيوطي في بغية الوعاة 1/ 340 نقلاً عن المؤلف.
(2)
في ق: "مشهوراً"، وليس بشيء.
(3)
ترجمه الضبي في بغية الملتمس (186)، وابن الأبار في التكملة (85)، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 341 نقلاً عن المؤلف.
(4)
في ق: "ثلاثين"، وهو تحريف بيّن.