الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
347 - أحمدُ بن عبد الملِك بن مكحولٍ اللَّخْميُّ، أبو القاسم
.
رَوى عن أبي الحَسَن شُرَيْح.
348 -
أحمدُ (1) بن عبدِ الملِك بن موسى بن عبد الملِك بن وليد بن محمد بن وليد (2) بن مَروانَ بن عبد الملِك، مُرسِيٌّ، أبو العبّاس، ابنُ أبي جَمْرة.
وقد تقَدَّم رفْعُ نسَبِهم وذكْرُ أوّليّتِهم في رَسْم قريبِه أبي جعفر بن عبد الرحمن (3).
رَوى عن أبيه وتفَقَّه به، وقريبِه أبي جعفر المذكور، وأبوَي الوليد: صِهرِه الباجِيِّ وهشام بن أحمد بن وَضّاح، وأبي بكر بن موسى والدِ أبي محمد بن أبي جعفر، وسَمعَ من لفظِ أبي الحسَن بن خَلَف بن بَطّال شَرحَه صحيحَ البخاري. وأجازَ له أبو العبّاس بن عُمر العُذْريُّ، وأبو عُمرَ يوسُفُ بن عبد الله بن عبد البَرّ، ولقِيَه وأبا (4) محمدٍ عليَّ بن أحمد بن حَزْم ببَلَنْسِيَةَ معَ أبيه، وأبو عَمْرٍو عثمانُ بن سَعيد الدانيُّ ابنُ الصَيْرَفيِّ باستجازة أبيه إيّاهم له.
رَوى عنه ابنُه أبو بكر، وأبو الوليد يوسُفُ بن عبد العزيز ابن الدّبّاغ.
وكان من بيتِ علم وأصالةٍ وحسَب وجلالة، وجَدُّه عبدُ الملك الأعلى روى عن أبي سعيدٍ سَحنون بنِ سعيد بن حَبِيب بن حَسّان بن هلال بن بَكّار بن رَبيعةَ التَّنُوخيِّ القَيْرَوانيِّ الحِمْصيِّ الأصل، وعلى توالي نسَبِه ابنًا عن أب إليه يَروي "المُدوَّنَة" عن سَحنون، وكان فيما أرى آخر (5) الرُّواة عن هؤلاء الذين أجازوا له وبعض الذين لقِيَهم.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (128)، والذهبي في تاريخ الإِسلام 11/ 586، والعبر 4/ 91، وسير أعلام النبلاء 20/ 91، وابن فرحون في الديباج 1/ 217، وابن الجزري في غاية النهاية 1/ 77، وابن تغري بردي في النجوم 5/ 265، وابن العماد في الشذرات 4/ 102.
(2)
قوله: "محمد بن وليد" سقطت من م.
(3)
الترجمة (297).
(4)
يعني: ولقي أبا محمدٍ.
(5)
في ق: "أحد"، وليس بشيء.
وكان محدِّثًا راوِيةً، فقيهًا حافظًا مُشاوَرًا، ماهرًا في علم العربيّة، ذاكرًا للآداب، حاشِدًا للّغات، مُشرِفًا على التواريخ، متقدِّمًا في ذلك كلِّه، مُمَتَّعًا (1) بحواسِّه وببَصِره على طُول عُمُرِه، وكان القاضي أبو أُميّةَ بنُ عِصام (2) يعتمدُ عليه ويَستَنيبُهُ على مُرسِيَةَ إذا غابَ عنها وعلى قضاءِ إلْش، إذْ كان أبو أُميَّةَ كثيرًا ما يَجُولُ في المَشْرق يتفقَّدُ بلادَه.
واستَوطَنَ دانِيةَ كثيرًا، وتوفِّي بمرْسِتةَ بعدَ صلاة الجمُعة لأربع خَلَوْنَ من رمضانِ ثلاثةٍ وثلاثينَ وخمس مئة وقد زاحَمَ التسعين، وأُدرج في ثيابٍ شَهِدَ بها صلاةَ الجمُعة أربعينَ سنة، ودُفن بمسجدِه بإزاءِ قبرِ أبيه وجدِّه، رحمهم الله.
349 -
أحمدُ (3) بن عبد المؤمن بن موسى بن عيسى بن عبد المؤمن القَيْسيُّ، وكان أبو الحَسَن بن لَبال يُثْبِتُ نسَبَهم في بني أُميّة، شَرِيشيٌّ، أبو العبّاس.
وأخبَرَني شيخُنا أبو عليٍّ الحَسَن بن أبي الحَسَن الماقريُّ أنه يُعرَفُ بابن مؤمن، وأنّ ذلك لقَبٌ له عندَ أهل بلدِه، ولم أتلَقَّ ذلك ولا سمِعتُه عن غيره، ولعلّ ذلك إنْ صَحَّ تغييرٌ من عبد المؤمن لمكان التَّقِيّة من غَير آلِ عبد المؤمن من مشاركتِهم في الشُّهرةِ بالانتساب إلى جَدِّهم، فكثيرًا ما كانوا يفعَلونَ ذلك وُيغيِّرونَ الأسماءَ والكُنَى والأنسابَ، والمُتَّهم على الجُملة بسببِه، واللهُ أعلم.
رَوى أبو العبّاس ببلدِه عن آباءِ بكر: ابن (4) عُبَيد وابن مالك ويحيى بن عيسى بن أزهَر، وأبي الحَسَن بن أحمدَ بن لَبّال، وأبي العبّاس بن عبد الواحد
(1) في ق: "متمتعاً"، خطأ.
(2)
في ق: "عاصم"، محرف، وهو أبو أمية إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عصام، من أهل مرسية وقاضي قضاة الشرق، مترجم في التكملة الأبارية (367)، والمعجم في أصحاب القاضي الصدفي (41).
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (280)، والرعيني في برنامجه 90، والذهبي في تاريخ الإِسلام 13/ 570، والصفدي في الوافي 7/ 158، وابن تغري بردي في المنهل الصافي 1/ 355، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 331، والمراكشي في الإعلام 2/ 131.
(4)
بعد هذا فراغ في النسختين.
القَلّاد، وبإشبيلِيَةَ عن أبوَيْ بكر: ابن عبد العزيز السُّلاقيِّ ولزِمَه حَوْلًا كاملًا وابن عليّ ابن المُرْخِي، وأبي الحَسَن نَجَبةَ، وأبي الحُسَين محمّد بن محمد (1) بن زَرْقُون، وأبيه أبي عبد الله بن سَعيد، وأبي العبّاس بن محمد بن مِقْدام، وبها ثمَّ بفاسَ عن أبي ذرٍّ مُصعَبِ بن محمد (2)، وبفاسَ عن أبوَي الحَسَن: ابن عَتِيق بن مُؤْمن وابن موسى ابن النَّقِرات، وأبي الحُسَين يحيى بن محمد ابن الصَّائغ، وأبوَيْ عبد الله: ابن عبد الكريم ابن الكَتّاني وابن عليِّ ابن السَّقّاط، وبسَبْتةَ عن أبوَي الحَسَن ابنَي المحمَّدَيْن: ابن خَروف وابن عبد الله الحَضْرَميّ، وأبي الحُسَين محمد بن أحمد بن جُبَيْر، وأبي الصَّبر أيوبَ، وأبي العبّاس بن محمد بن أحمد العَزفي، وبها وبسِجِلْماسَةَ قبلَها عن أبي العبّاس بن محمد بن عليِّ بن جَوْهر اللَّيْثي الفاسِيِّ الحَصّار، وكتَبَ عنه أيامَ استقضائه بسَبْتَة وقَدَّمه في خُطّة المَناكح بها ولازَمَه كثيرًا، وبالجزيرةِ الخَضْراءِ عن الخطيبِ بها أبي الحَسَن حاجِز، وبقُرطُبةَ عن أبي جعفر بن محمد بن يحيى.
وأجاز له أبو القاسم عبد الرحيم (3) بن عيسى ابن المَلْجُوم ورآه ببلدِه فاسَ وبإشبيلِيةَ ولم يُشافِهْه. وممّن لم يَلْقَه من أهل المغرِب والأندَلُس: آباءُ عبدِ الله: ابن أحمدَ بن عبد الله الهَمْداني من أهل الجزيرةِ الخضراء وابن إبراهيمَ ابن الفَخّار وابن عبد الحقِّ التِّلِمْسيني، وابن قاسم بن عبد الكريم. ومن أهل المشرِق: أبو عبد الله محمدُ بن محمد بن الحَسَن الرَّبَعيُّ الكِرْكنتي.
رَوى عنه أبو عبد الله بنُ عبد الله ابن الأبّار، وأبو العبّاس بن يوسُف ابن فَرْتون، وشيخانا: أبو الحَسَن بن محمد الرُّعَيْنيُّ وأبو عليّ الحَسَنُ بن علي الماقريُّ ولقِيَه بمَرّاكُش. وحدَّث عنه بالإجازةِ جماعةٌ منهم: أبو بكر بنُ أحمد ابن البَنّاءِ الكاتب، وأبو الحَسَن بن يحيى ابن عمريل الكَتّاني (4) ابن الفَخّار،
(1) سقط من ق.
(2)
سقط من ق.
(3)
في ق: "عبد الرحمن"، محرف، وهو مترجم في التكملة (2389).
(4)
في ق: "الكناني".
وكان كاتبًا بليغًا فاضلًا ثقةً فيما يأثرُه، قديمَ النَّجابة، عُنيَ بالرحلة في طلب العلم، مُبرِّزًا في المعرِفة بالنَّحو، حافظًا للُّغات ذاكرًا للآداب، شُهِرَ بحفظَ تصانيفَ لُغَويّة وأدبيّة وجُملةٍ من الأشعارِ الجاهليّة والإِسلاميّة وكثيرٍ من كتُبِ الحديث المختصَرة، و "تفريعِ"(1) أبي القاسم عُبَيد الله بن الحَسَن [
…
] (2) ابن الجَلّاب وغيرِ ذلك.
وتصدّر لإقراء اللُّغة والأدبِ والعربيّة والعَروض ببلدِ وبسِواه، وصنَّفَ في "شَرح مقاماتِ الحَريريِّ" ثلاثةَ تصانيف: بسيطًا أمتَعَ فيه بذكْرِ مقاصدِهِ الأدبيّة، ووَسيطًا انتَخبَه من هذا البسيط، ووَجيزًا اقتَصرَ فيه على شَرح ما اشتَملتْ عليه من اللغات (3)، وله في شَرح "الإيضاح" كتابٌ حافل، وفي شَرح "الجُمَل" كذلك، وألَّف في العَروض، وجمَعَ مشاهيرَ قصائدِ العرب، واختَصَر "أمالي أبي عليّ القالي" وكلُّ ذلك ممَّا شهِدَ بتقدُّمِه وإدراكِه وسَعة حِفظِه وجَوْدة انتقائه.
توفِّي بشَرِيشَ في عَشْر ذي حِجّة من سنة تسعَ عشْرةَ وست مئة.
350 -
أحمدُ (4) بن عبد الواحدِ بن عيسى الهَمْداني، بسكونِ الميم ودالٍ غُفْل، غَرناطيّ، أبو جعفر.
رَوى عن أبي حَفْص وأبي مَروان ابنَيْ عمِّه محمد بن عيسى، وعن خالِه أبي عبد الله بن مالك، وكان فقيهًا مُشاوَرًا، واستُقضيَ بوادي آش.
(1) هو كتاب "التفريع في الفقه" على مذهب الإمام مالك.
(2)
فراغ في النسختين، والصواب فيه:"عبيد الله بن الحُسين بن الحسن"، ترجمه الذهبي في وفيات سنة (378) من تاريخ الإِسلام باسمه 8/ 454 وبكنيته 8/ 462 نقلاً عن طبقات الشيرازي 168 وترتيب المدارك للقاضي عياض، وسماه الشيرازي: عبد الرحمن بن عبيد الله، وسماه القاضي عياض: محمد بن الحسين، قال: ويقال: اسمه: الحسين بن الحسن، ويقال: عبيد الله بن الحسين، وهو من كبار الفقهاء المالكية في العراق.
(3)
البسيط هو المطبوع منها، والوجيز والوسيط يوجدان مخطوطين في المغرب.
(4)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (138).
مولدَه في حدود خمس مئة، واستَشهدَ نفعَه الله في دخول اللمْتَونيّينَ غَرناطة سنة تسع وثلاثينَ وخمس مئة (1)، وسنُلمعُ بذكْرِ طرفٍ من الخَبَرِ عن دخولهِم إيّاها في رَسْم أبي الحَسَن بن عبد الله بن ثابتٍ إن شاء الله (2).
351 -
أحمدُ (3) بن عبد الودودِ بن عبد الرّحمن بن عليّ بن عبد الملِك بن إبراهيمَ بن عيسى بن صالح الهلاليُّ، غَرْناطيٌّ، سكَنَ المُنَكَّبَ أحيانًا، طَنْجيُّ الأصل، أبو القاسم، ابنُ سَمَجُون بفَتْح الميم وضمّ الجيم، وهُو لقبٌ لعبد الملك (4) جَدِّ جَدِّه.
رَوى عن أبيه وأبوَيْ إسحاقَ: ابن أحمد بن صَدَقةَ وابن خَلَف ابن فَرقَد، وأبوَيْ بكرٍ: ابن مسعود بن أبي رُكَب ويحيى بن الخلف بن النَّفيس، وآباءِ الحَسَن: ابن صالح بن غرِّ الناس وابن محمدٍ المُراديِّ وابن البَرشَكيِّ البَجائي، وأبي عبد الله بن علي ابن الرَّمّامة، وأبوَي العبّاس: ابن خَلَف ابن الأبرَش وابن عليٍّ الزَّرهونيِّ المِكْناسي، وأبوَي القاسم: خَلَف بن عبد الملِك بن بَشْكُوال وعبد الرحمن ابن محمد بن حُبَيْش، لقِيَهم وأجازوا له وأخَذَ عنهم قراءةً وسَماعًا. وكتَبَ إليه مجُيزًا ولم يلقَهُ أبو بكر ابنُ العَرَبي وأبو الطاهِر السِّلَفيُّ وغيرُهما.
رَوى عنه آباءُ جعفر: ابن عبد المجِيد الجَيّار وابن عثمانَ الوَرّاد وابن يوسُفَ ابن الدّلّال، وآباءُ عبد الله: ابن أحمدَ الواشِريُّ وابن سعيدٍ الطَّرّاز وابن عليِّ بن عَسْكَر وابن (5) الفَحّام، وأبو العبّاس بن عليِّ بن هارون، وأبو عَمْرٍو
(1) من قوله: "واستشهد" إلى هنا سقط من ق.
(2)
في السفر الخامس من هذا الكتاب (الترجمة 453).
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (258)، والذهبي في تاريخ الإِسلام 13/ 187.
(4)
في ق: "عبد الله"، محرف، وما أثبتناه من م وهو الموافق لما في التكملة، وما في سلسلة النسب.
(5)
بعد هذا بياض في النسختين. على أن ابن الفحام هذا الراوي عن أبي القاسم بن سَمَجُون لا يكنى أبا عبد الله، بل يكنى أبا جعفر، وهو أحمد بن علي بن محمد الأنصاري المالقي، وتوفي سنة 645 هـ وهو مترجم في هذا السفر من هذا الكتاب (414)، وفي التكملة الأبارية (307) وغيرهما.
سالمُ بن صالح بن سالم، وأبوا القاسم: القاسمُ ابن الطَّيْلَسان ومحمد بن عبد الواحد المَلّاحيُّ، وأبو موسى عِمرانُ السَّلَوي (1)، وأبَوا الوليد: إسماعيلُ بن يحيى العَطّار ومحمد بن أحمد ابن الحاجّ، والعَطّارُ هذا آخِرُ السامِعينَ عليه بالأندَلُس.
وآخِرُ الرُّواةِ عنه بالإجازة أبو الحَجّاج بن محمد بن أبي رَيْحانة.
وكان من أهل الفضلِ التامّ وحُسن العِشرة وكرَم الصُّحبة وبَراعةِ الخطِّ، والمعرفةِ الكاملة بطُرُق الرِّواية والحَذْق بعلم الأدب، وكان أغلَبَ عليه معَ وفورِ الحظِّ من علوم شتّى يَقْرِضُ نَفِيسَ الشِّعر ويُجيدُ إنشاءَ الخُطَب والرَّسائل، ومنظومُه كثيرٌ في الزُّهد وغيرِه، ومنه ما كتَبَ به شافعًا في حقِّ بعض طلبةِ العلم إلى أحدِ أصدقائه من أهل الأدب [الكامل]:
أهلُ الأصالةِ لا يَضيعُ لديهِمُ
…
رجُلٌ حَسِيبٌ قد توشَّح بالأدبْ
وموصَّلُ المكتوبِ إنْ باحثتَه
…
جمَعَ الصّيانة والتعفُفَ والطّلبْ
واستُقضيَ بالمُنَكَّب وغيِرها من بُنَيّاتِ غَرناطة، وكان من بيتِ علم وقضاءٍ ترَدَّد منهم في ثمانية عشَرَ قاضيًا من سَلَفِه وشُهِر بالعَدْل والنّزاهة والطهارة وتمشِية الحقّ والإنصاف، إلى أن أسَنَّ وضَعُف عن تقليدِ القضاء فلازَمَ إقراءَ الحديث وإفادةَ العِلم وعَلَتْ روايتُه لعُلوِّ سِنّه فتُنوفِسَ في الأخْذِ عنه وعُرِف بالثقةِ والعدالة.
مَولدُه صَبيحةَ اليوم المُتَجَلّي عن اللّيلة الثانيةَ عشْرةَ من صَفَرِ ثمان وعشرينَ وخمسَ مئة، وتوفّي بغَرناطةَ فُجاءةَ بعدَ صلاة العشاء من ليلة الأحد الرابعةَ عشْرةَ من ربيع الآخِر سنةَ ثمان وست مئة.
قال أبو القاسم المَلّاحيّ: فارقْتُه عند المغرِب بسُوق العَطّارينَ بغَرْناطة فنُعِيَ لي عند الصُّبح، ودُفن إثْرَ صلاة العصر من يومِه برَوْضة سَلَفِه بمقبُرة باب إلبِيرةَ، وكان الحفلُ في جَنازته عظيمًا والثناءُ عليه جَسِيمًا.
(1) في ق: "السلاوي"، وهي صحيحة أيضًا.
352 -
أحمدُ (1) بن عبد الوَدُود بن غالِب بن تَمّام بن رخون (2)، كذا وقَفْتُ على نسَبِه بخطِّه، مُرْباطري، أبو جعفر.
رَوى عن أبوَيْ عبد الله: ابن عبد الرحيم (3) ابن الفَرَس وابن يوسُفَ بن سَعادة، وأبي علي حُسَين بن محمد ابن عَرِيب، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حُبَيْش.
وكان فقيهًا مُشاوَرًا نبيهَ البيت رائقَ الخَطّ، معَ إتقان وضَبْط ذا عنايةٍ بالرواية، ووَلِيَ أحكامَ بلدِه فحُمِدت سيرتُه.
353 -
أحمدُ (4) بن عبد الوَلي بن أحمد بن عبد الوَليّ: بَلَنْسِيٌّ، أبو جعفر، البَتّي، بالباءِ بواحدة والتاءِ معلُوّةً مشدَّدةً منسوبًا.
كان قائمًا على الآداب وكتُب النَّحو واللُّغة والأشعارِ الجاهليّة والإِسلامية، وقد كتَبَ عن بعض الوُزَراء، قال فيه الرُّشاطيُّ: كاتبٌ شاعرٌ بليغٌ مطبوعُ القول كثيرُ التصَرُّف مليحُ التظَرُّف، فممّا أُنشِدتُه له [الطويل] (5):
غَصَبْتِ الثُّرَيّا في البِعادِ مكانَها
…
وأودعتِ في عينيَّ صادقَ نَوْئها
وفي كلّ حالٍ لا تزالي بخيلةً
…
فكيف أعَرْتِ الشَّمسَ حُلّةَ ضَوْئها
وقَفْتُ على هذينِ البيتَيْن كما رسَمتُهما بخطّ الراوِية النّسّابة أبي محمد بن عليّ الرُّشاطي في كتابِه "اقتباسِ الأنوار والتماسِ الأزهار" في الإنساب (6)، وكَتْبُه
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (217).
(2)
في ق: "زرقون"، خطأ، وفي التكملة:"ذنون"، وما أثبتناه من م، ولعله اختيار المؤلف.
(3)
في ق: "عبد الرحمن"، محرف، وما أثبتناه من م وهو الذي في التكملة بخط ابن الجلاب.
(4)
ترجمه ابن العماد في الخريدة 4/ 1/ 355، والضبي في بغية الملتمس (442)، وابن الأبار في التكملة (75)، وابن سعيد في المغرب 2/ 357، والصفدي في الوافي 7/ 160، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 1/ 341، والمقري في نفح الطيب 4/ 21 وفيه خلط بين ترجمة هذا وترجمة أبي جعفر البني -بالنون-.
(5)
البيتان في المطرب (179)، والتكملة (75).
(6)
تتمة عنوان الكتاب: "في أنساب الصحابة ورواة الآثار". وهو على نمط كتاب الأنساب للسمعاني، وفيه فوائد أدبية وتاريخية وجغرافية أندلسية قيمة كما يبدو من القطع التي وصلت إلينا منه =
فيهما: "لا تزالي" لحنٌ فاحش؛ لأنَّ الشاعرَ لم يُرِدِ الأمرَ ولا ما يَتنزَّلُ منزلتَه من الدُّعاء فيَنجزمَ الفعلُ لذلك بحَذْفِ نونِه، وصوابُه: لم تَزالي كما أنشَدَه أبو نَصْر الفتحُ بن عُبَيْد الله (1) في كتابِه "قلائدِ العِقْيان"(2) وعَزا البيتَيْنِ إلى أبي جعفر ابن البِنيِّ اليَعْمُريّ (3)، بباءٍ بواحدة مكسورة ونونٍ مشدَّد منسوبًا (4)، قال أبو عبد الله
= وهي موجودة في خزانة القرويين بفاس. وقد عُني باختصار هذا الكتاب والاقتباس منه والتذييل عليه جماعة من المغاربة والمشارقة، منهم أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الأشبيلي المعروف بابن الخراط، واختصاره أحسن من الأصل كما يقول الغبريني في عنوان الدراية (21)، وينقل عن هذا الاختصار كثيرًا ابن الشباط التوزري في صلة السمط، وتوجد من هذا الاختصار نسخة في الأزهر. ومنهم أبو عبد الله محمد بن علي الأنصاري المرسي الذي اختصره اختصارًا مفيدًا وقف عليه ابن الأبار (التكملة، الترجمة 1620) وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الغساني الغرناطي، ووصف اختصاره ابن عبد الملك بالحسن ونقل عنه (السفر السادس، الترجمة 933). وذيل عليه أبو محمد عبد الله بن قاسم الحرار وسماه: "حديقة الأنوار في تذييل اقتباس الأنوار"(التكملة، الترجمة 2172) كما اختصره من المشارقة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي، وسمى اختصاره:"القبس"، وتوجد منه مصورة في معهد المخطوطات بالجامعة العربية، وقد طبع. وانتقده القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية فردّ عليه الرشاطي بكتاب آخر وقف عليه ابن الأبّار بخطه. وترجمة الرشاطي في الصلة (651)، ومعجم الصدفي (200)، وبغية الملتمس (943)، ووفيات الأعيان 3/ 106، وتاريخ الإِسلام 11/ 728، والوافي 17/ 327.
(1)
في ق: "عبد الله"، وكذلك في وفيات الأعيان. وانظر ترجمة الفتح في السفر الخامس من هذا الكتاب (الترجمة 1020).
(2)
انظر القلائد (297).
(3)
ترجمته في القلائد (298)، والمطمح (91)، والمطرب (118) وكناه أبا محمد، وأخبار وتراجم أندلسية (37) وكنيته فيها أبو العباس، ومعجم البلدان في مادتي "بنّة" بالنون وأبذة، والمغرب 2/ 357 نقلًا عن القلائد. ووهم فوضع الترجمة تحت اسم أحمد بن عبد الولي. وذكر له صاحب المعجب أبياتًا في هجاء ابن حمدين، والخريدة 4/ 355.
(4)
نسبة إلى بنّة بالنون وهي حصن من أعمال الفرج كما في معجم البلدان (1/ 501). وروى السلفي عن البلغي الأندلسي، وعنه نقل ياقوت نسبته إلى أبْذة بالباء، واليعمري في نسبه يؤكد هذا فقد كانت أبذة بلد اليعمريين بالأندلس، وجعله المراكشي في المعجب من أهل مدينة جيان، وذلك تجوز منه إذ كانت أبذة من عمل جيان.