الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورأيتُ لبعض المتأخَّرينَ أبياتًا في مغزَى هذه الأبيات وعلى طريقتِها وهي
[مخلع البسيط]:
جرَتْ سَفينٌ إلى دِياري
…
فسرّ ضرّابهنّ طيُّ
وقَرَّ عَيْني برَبْع ميِّ
…
وسرّ عُذري ميْتٌ وحيُّ
يضيعُ حظِّي وطَوْعُ عزِّي
…
حيث عويصُ هوى شجيُّ
قطري بدو وزر ظهر
…
رُشْدٌ وغَيّ سر خفيُّ
من لم يكنْ سمعُه ضعيفٌ
…
يغشيه نصٌّ لهُ قويُّ
وقَفْتُ على بعضِ ما أملاه سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمس مئة.
328 - أحمدُ بن عبد العزيز بن يوسُفَ بن محمد بن حَكِيم الأنصاريّ
.
كان من أهل العلم، حيًا سنةَ ثمانٍ وتسعينَ وأربع مئة.
329 - أحمدُ بن عبد العزيز الحَضرَميُّ، أبو القاسم المَيْرانيُّ، بميم مفتوحة وياءٍ مسفولة وراءٍ وألفٍ ونونٍ منسوبًا
.
رَوى عن ابن الحَسَن شُرَيْح، وأخشَى أن يكونَ أحمدَ بنَ عبد العزيز بن الحَسَن الحَضرميَّ المذكورَ قبلُ (1) بالرِّواية عن أبي محمد بن عَتّاب، فيُحقَّقُ إن شاء الله.
330 - أحمدُ بن عبد العزيز الصَّدَفيُّ
.
رَوى عن شُرَيْح.
331 -
أحمدُ (2) بن عبد الغَفُور الصَدَفيُّ، ابن عبد الجَبّار، القُرَشيُّ العَبْشَميُّ، شاطبيٌّ، أبو جعفر.
رَوى عن أبي إسحاقَ أحمدَ بن جماعةَ، وأبي بكرٍ عَتِيق، وآباءِ الحَسَن: طارقِ بن يَعيش وابن هُذَيْل وابن النِّعمة، وأبوَيْ عبد الله: ابن الحَسَن بن
(1) الترجمة (313).
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (230).
سَعيد الدانيِّ وابن يوسُفَ بن سَعادة، وأبي عامرٍ محمد بن حَبِيب، وأبي الوليد ابن الدّبّاغ.
رَوى عنه أبو الرَّبيع بن موسى بن سالم. وكان محدّثًا فقيهًا بَصيرًا بعَقْدِ الشروط حسَنَ الخطِّ دَرِبًا في الأحكام، واستُقضي بغير موضع من جهاتِ شاطِبةَ فحُمِدَتْ بها أحوالُه، وأصابه صمَمٌ بأخَرةٍ فكان يسمعُ بلفظِه، وكان له حظٌّ من نَظْم الشعر.
وتوفِّي قبلَ التسعينَ وخمس مئة.
332 -
أحمدُ بن عبد القادر بن إبراهيمَ بن عامِر الهَمْدانيُّ، غَرْناطيّ، أبو جعفر، الطَّوَسيُّ، بفتح الطاءِ الغُفْل والواو والسِّين الغُفْل منسوبًا (1)، نزَلَها سَلَفُه قديمًا.
رَوى عن أبي مَروانَ بن مَسَرّة. وكان شيخًا صالحاً خيِّرًا من أفاضلِ أهل العلم شديدَ الانقباض عن مخالطة الناس.
مولدُه سنةَ سبع وعشرينَ وخمس مئة، وتوفِّي سنةَ ستٍّ وست مئة.
333 -
أحمدُ (2) بن عبد القويِّ بن عبد المُعطي، بَطَلْيَوْسي، أبو عَمْرو.
سمع ببلدِه من أبي علي حُسَين بن محمد الغَسّانيِّ حين قَدِمَ عليهم سنةَ تسع وستينَ وأربع مئة، وبقُرطُبةَ من أبي عبد الله بن عَتّاب، وأبي القاسم حاتمٍ ابن الأطْرابُلُسي. وأجاز له أبو عبد الله بنُ الحبِيب بن شماخ، وابنُ سَعْدون القَرَويُّ. وكان ذا عنايةٍ بالرواية حريصًا على الأخْذِ عن المشايخ.
334 -
أحمدُ (3) بن عبد الكريم، جَيّانيٌّ، سكَنَ قُرْطُبة.
رَوى عنه محمد بن أصبَغَ دُريوِد. وكان ذا حظّ من العربيّة والشّعر مؤدِّبًا بهما.
(1) نسبة إلى طَوَسة موضع في غرناطة كما في تاج العروس نقلًا عن أبي حيان.
(2)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (67).
(3)
ترجمه الزبيدي في طبقات النحويين (288)، وابن الأبار في التكملة (10).
335 -
أحمدُ (1) بن عبد الَمَجيد بن سالم بن تَمّام بن سَعيد بن عيسى بن سعيد الحَجْري، مالَقيٌّ، أبو جعفر، الجَيّار.
رَوى عن آباءِ (2) بكرِ: عَتِيقِ بن عليِّ ابن قَنْترال (3) وعُمرَ بن عثمان الباخَرزِي، وأبوَيْ جعفرِ: ابن عليِّ بن حَكَم وابن محمد بن عيّاش الكِناني، وأبي الحَجّاج بن محمد ابن الشَّيخ، وآباءِ الحَسَن: ابن أحمدَ بن كوْثَر وابن يوسُف بن زُلَال ومحمد بن عبد العزيز الشَّقُوريِّ، وأبي خالدِ يزيدَ بن محمد بن رِفاعةَ، وأبي زكريّا بن عبد الرحمن الأصبَهاني، وأبي سُليمان بن سُليمان بن حَوْطِ الله وهُو في عِدادِ أصحابِه، وأبي الصَّبر أيوبَ بن عبد الله، وآباءِ عبد الله: ابنَي الأحمدَيْن: الإستِجيِّ والبَيْساني، وابن إبراهيمَ ابن الفَخّار وابن أيوبَ بن نُوح وابن عبد الله بن العَوِيص وابن عليِّ بن حَفْص، وآباءِ القاسم: أحمدَ بن عبد الودود بن سَمَجُون وخَلَف بن عبد الملك بن بَشْكُوال، وعبدَي الرحمن: ابن عبد الله السُّهَيْليِّ وابن محمد بن غالب، وأبي كامل تَمّام، وآباءِ محمد: ابن الحَسَن ابن القُرطُبي وابن سُليمان بن حَوْطِ الله وابن محمد بن عبيد الله (4) وعبدِ الحقِّ بن عبد الملِك بن بُونُه وعبد الوهّاب بن عليّ، وأبي مَروانَ عُبَيد الله بن عَيّاش، لقِيَهم وقرَأَ عليهم وسمع وأجازوا له.
وأجاز له من أهل الأندَلُس: أبو بكر بنُ عبد الله بن أبي زَمَنين، وأبو جعفر بنُ عبد الرحمن بن مَضاء، وأبوا (5) عبد الله: ابن أحمدَ بن عَرُوس وابن جعفر بن حَمِيد، وأبو القاسم عبدُ الرحمن بن محمد بن حُبَيْش، وأبوا محمد: عبدُ الحقِّ الإشبيليُّ نزيلُ بِجايةَ وعبدُ المُنعم بن محمد ابن الفَرَس.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (289)، والرعيني في برنامجه (135)، والذهبي في تاريخ الإسلام 13/ 759.
(2)
هكذا في النسختين، والصواب:"أبوي".
(3)
بيّض لهذا الاسم في م.
(4)
في ق: "عبد الله".
(5)
في ق: "وأبو".
ومن أهل المشرِق: أبو إبراهيمَ إسحاقَ بن إبراهيمَ التونُسيّ، وعُبَيد الله بن محمد بن عبد اللّطيف بن محمد الخُجَنْدي، وأبو بكر حَرزُ الله بن حَجّاج التونُسيُّ القَفَصي، وأبو شُجاع زاهِرُ بن رُسْتُم، وأبو الطاهِر برَكاتُ بن إبراهيمَ الخُشوعيُّ، وأبو عبد الله محمدُ بن إسماعيلَ بن أبي الصَّيف اليَمَنيُّ، والأسعدُ أبو القاسم عبد الرحمن بن مُقرَّب بن أبي القاسم عبد الكريم بن أبي الحَسَن بن أبي محمد عبد الكريم التُّجِيبي، وهو أصغرُ منه وتأخَّرتْ وفاتُه عنه، وهو ابنُ بنت الإمام أبي الطاهِر بن عَوْف، وأبوا محمد: القاسمُ بن أبي القاسم عليُّ بن عساكرَ ويونُسُ ابن يحيى ابن القَصّار، وسواهم جَرى ذكْرُهم في رَسْم أبي الطاهِر أحمدَ بن عليٍّ السَّبْتي.
رَوى عنه آباءُ عبد الله: ابنُه (1) وابنُ عبد العزيز المالَقيُّ وابن عليّ بن عَسْكر، وأبوا بكر: عَتِيقُ بن أحمد بن مجبر وابن أحمدَ بن سيِّد الناس، وأبو جعفر بن يحيى ابن مُفرِّج، وأبو الحَسَن بن محمد الرُّعَيْنيُّ وأبو عليٍّ الحُسَين بن عبد العزيز ابن الناظِر شَيْخانا، وأبو القاسم القاسمُ بن محمد بن الطَّيْلَسان، وأبوا محمد: ابن القاسم الحَرّارُ وابن محمد الباهِليّ. وحدَّث عنه بالإجازة جماعةٌ منهم: أبو عليٍّ الحَسَن بن أبي الحَسَن الماقريُّ شيخُنا، وأبو محمد طَلْحةُ، وأجاز لكلِّ من أدرَكَ حياتَه من أهل العلم جميعَ رواياتِه وما يصحُّ له التحديثُ به.
وكان محدِّثًا مُكثِرًا حافظًا شديدَ العناية بشأن الرِّواية، سَنِيًّا فاضلًا، أحرَصَ الناس على نَشْر العلم وإذاعتِه، وافرَ الحظِّ من الأدب، حسَنَ الخَطِّ (2)، طيِّبَ النفْس، جميلَ الهيئة والعِشرة، كثيرَ الإيثار، متينَ الدِّين، مشهورَ الزُّهد والوَرَع، جاريًا على مناهج السَّلَف الصّالح، مُثابِرًا على التهجُّد، يغلِبُ عليه الخُشُوع، ويُكثِرُ استعمالَ أفضل الطِّيب، حتى كان عَرْفُه يَضُوع ويَسطَعُ على بُعد،
(1) ترجمة أبي عبد الله ابن الجيار ولد المترجم في السفر الخامس من هذا الكتاب (الترجمة 1294).
(2)
في م: "الخلق".
وتحرَّفَ حينًا بالتِّجارة في العِطْر، وعلى الجُملة فكان من أجمعِ الناس لخِصال الخَيْر وممّن اتُّفِق على فضلِه وما أعَزَّ هذا الصّنف!
قال أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان: سألتُه يومًا عن ما يَدَّعيه قوم من المُناجاة والمكاشَفة، فقال لي: كنتُ ليلةً من اللّيالي قد قُمتُ إلى وِرْدٍ كنتُ ألتزمهُ فتوضّأتُ وتطيَّبتُ بماءِ الوَرد القُرطُبي على جاري عادتي، وتنفَّلْتُ بما شاء الله، ثُم إنّي قَعدتُ في مُصَلّايَ وجعلتُ أُفكّرُ وألومُ نفسي على التقصير في العمل وأقولُ: يا لَيْتَ شِعري! هل عَملي هذا متقبَّل؟ فنُوديتُ: ما أحببتَنا حتى أحببناك، ولا وفَّقْناك للعمل إلا وقد رَضِيناكَ وقَبِلناك، أو نحوَ هذا من القول.
وقال أبو القاسم أيضًا: أنشَدَني لنفسِه بمنزلِه بقُرطُبة [المجتث]:
رَضِيتُ سُقْميَ حالا
…
حقيقةً لا محالا
وصار لي منهُ أُنسٌ
…
إن دام لي وتوالَى
فحَلَّ في القلبِ نورٌ
…
من الرضا يتَلالا
فالحمدُ لله ربِّي
…
سبحانه وتعالى
ثم الصلاةُ على مَن
…
بَذّ الأنامَ كمالا
وكان قد أكملَ حَوْلًا متلزمَ الفراش لا يستطيعُ القيامَ لاعتلالٍ بركبتيه (1)، فقال هذه الأبيات، فمَنَّ اللهُ عليه بالبُرءِ وصار يتَصرَّفُ في جميع حوائجِه.
أسمَعَ الحديثَ طويلًا بمالَقةَ ثم بقُرطُبة لمّا استَدعاه إليها أبو العلاءِ إدريسُ ابنُ المنصور الملقَّبُ بعدُ من ألقابِ الخلافة بالمأمون، إذْ كان واليًا عليها، وكان ابنُه عبدُ المجيد متّصلًا بأبي العلاءِ هذا، فأقام بها أيامَ ولايته إيَّاها، وكان أبو العلاءَ يُعظّمُه وَيعرِفُ حقَّه وُيكثرُ التبرُّكَ به، ثمّ عاد إلى مالَقةَ لمّا فصلَ أبو العلاءِ عن قُرطُبة وأكبرُ أسباب إقامتِه معَه تأنيسُ ولدِه عبد المجيد المذكور، ثم وَليَ أبو العلاءِ إشبيلِيةَ فاستَدْعاه أَيضًا إليها وألَحَّ عليه في الوصول فتوجَّه نحوَه وأقام عندَه معظَّمًا
(1) في ق: "بركبته".