الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يأتي في رَسْمِه إن شاء الله (1). وله قصيدةٌ بارعةٌ طويلة في مَدْح النبيِّ صلى الله عليه وسلم تزيدُ على ثلاث مئة بيت وعشرينَ بيتًا وسَمّاها بـ "خُلاصةِ الصَّفا من خصائصِ المصطفى"، ومطلَعُها (2) [الطويل]:
لأحْمَدَ خيرِ الخَلْقِ أُهدي تحيتي
…
محمدًا الأُمِّيْ بحُكمٍ وحِكمةِ
ومَقطَعُها [الطويل]:
مَدَحتُ رسُولَ الله والمدحُ دونَهُ
…
ولو ملأَ المُدّاحُ كلَّ صحيفةِ
فماذا يقولُ العالَمونَ وربُّهمْ
…
كسَاهُ من الأمداح أسبغَ حُلّةِ؟!
ولكنّ في جُهدِ المُقلِّ لنفسِهِ
…
رجاءً وحُسنُ الظنِّ بيتُ القصيدةِ
وكتَبَ عليها بخطّه من نَظْمِه [البسيط]:
تَقرَّبَ الناسُ للمَوْلى بجُهدِهمُ
…
من مَدْح مَن ساد كلَّ الخَلْق في الأزَلِ
أمُّوا الجَنَابَ بأمداح ومعذرةٍ
…
وحُمتُ حولَ الحِمى في غايةِ الخَجَلِ
ثم اطّلعتُ على تقصيرِ مُطنِبِهمْ
…
فالعَجْزُ من مبدإِ الإدراكِ من عملي
769 - أحمدُ بن محمد بن ناظِر، أبو جعفر
.
رَوى عن أبي زَيْد بن عيسى، ابنُ الحَشّاء، وكان راويةً مُتقنًا مُفيدًا.
770 -
أحمدُ (3) بن محمد بن نَجَوْت الحَجْري، بسُكونِ الجيم، شُقْريّ، سكَنَ شاطِبة، أبو القاسم ابنُ يامِين.
(1) وردت ترجمة أبي بكر بن حبيش في السفر السادس (الترجمة 446): "محمد بن الحسن بن يوسف: مرسي أبو بكر بن حبيش"، وليس فيها شيء مما أحال عليه هنا. وما أشار إليه المؤلف موجودة في ترجمة ابن حبيش عند المقري في نفح الطيب 4/ 145 - 146 نقلًا عن رحلة ابن رشيد، وانظر الجزء الثاني من هذه الرحلة 2/ 409.
(2)
من هنا حتى نهاية البيت الأول ليس في م.
(3)
له ترجمة مطولة في اختصار القدح المعلى (53).
رَوى ببلدِه عن أبي الحَجّاج بن طُمْلُوس (1)، وأبي الحَسَن بن قُطْرال (2)، وأبي عبد الله بن عبد العزيز بن سَعادة، وأبي عُمر أحمدَ بن هارونَ بن عاتٍ، حدَّثنا عنه أبو محمد عبدُ الله الرُّوميُّ مَوْلى الرئيس أبي عثمانَ بن سَعيد بن حَكَم.
وكان متحقّقًا بالأدب رَيّانَ منه، بارِعًا في نَثْر الكلام ونَظْمِه عُنيَ بذلك كلِّه أشدَّ العناية، وكتَبَ عن رئيس بلدِه أبي الحُسَين بن عيسى مدّةً ثم عن أخيه أبي بكر، انتَقلَ بعدَ الحادثة عليه إلى ثَغْر منُورقة فكتَبَ به عن حاميه الرئيس به أبي عثمانَ بن حَكَم المذكور (3) مدّةً، ثم آثَرَ التحَوُّلَ إلى بَرِّ العُدْوة فاستَوطنَ تونُسَ وتوفِّي بها في جُمادى الأُولى سنةَ إحدى وستينَ وست مئة.
ومن نَظْمِه: ما خاطَبَ به الرئيسَ أبا عثمانَ بن حَكَم المذكورَ [البسيط]:
أنفِقْ من المالِ ما آتاك مَكسَبُهُ
…
ولا تَصُدَّنّه ما (4) جاء عن طُرُقِهْ
والمالُ كالماء إن سُدَّت مسالكُهُ
…
فجارُ غَمْرتِهِ لا بدَّ من غَرَقِهْ
فراجَعَه أبو عثمانَ [البسيط]:
من يُمسِكِ المالَ بُخلًا لا مِساكَ لهُ
…
ومَن يُفرّقْه جُودًا كنتُ من فِرَقِهْ
لا تَشْدُدَنْ وَرِقًا للضّعفِ تحذَرُهُ
…
فالغُصنُ يقوَى إذا خفَّفْتَ من وَرَقِهْ
وكتَبَ إلى الرئيس أبي عثمانَ المذكورِ يُودِّعُه لمّا عزَمَ على الانتقال إلى تونُس بقصيدةٍ أوّلُها [الطويل]:
* ألا في سبيلِ الله أستودعُ العُلا *
(1) هو أبو الحجاج يوسف بن محمد بن طملوس، مترجم في التكملة الأبارية (3494).
(2)
علي بن عبد الله بن محمد الأنصاري القرطبي، مترجم في التكملة أيضًا (2843).
(3)
هو أبو عثمان سعيد بن حكم بن عمر القرشي الآتية ترجمته في السفر الرابع من هذا الكتاب (الترجمة 67)، وتنظر مقدمة التكملة لابن الأبار بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف.
(4)
في ق: "من".
يقولُ فيها [الطويل]:
سلامٌ وإنْ كان الوداعُ حقيقةً
…
ولكنْ أُوَرّي بالسّلام تعَلُّلا
ودِدتُ وحلوُ العَيْش أشهَى لُبانةٍ
…
لوَ انّي بمُرِّ العَيْش أَفْدي الترَحُّلا
فجاوَبَه الرئيسُ بقصيدةٍ أوّلُها [الطويل]:
عزيزٌ علينا أن نُقيمَ وتَرحَلا
…
ونختطَّ شِقَّ الشوق بعدَك منزِلا
وليسَ بِبَيْنٍ ما جَرى عن مودّةٍ
…
ألا إنّما البَيْنُ الذي جرَّه القِلَى
وسَمِع أبو القاسم بنُ يَامينَ قولَ أبي عبد الله بن أبي الحُسَين يَصِفُ دخولَ ضَوْء البدرِ من خُلَل الشّراجيب من أبيات [الطويل]:
تجَلَّى فلمّا أبْصرَ الحُسنَ باهرًا
…
تقسَّمَ من فَرْطِ الحياءِ نُجوما
فقال موطِّئًا له [الطويل]:
ومجلسِ إيناسٍ كأنّ كُؤوسَهُ
…
غدَتْ لشياطينِ السموم (1) رُجوما
تَخالُ نَداماهُ أزاهرَ رَوْضةٍ
…
سقاها ندَى ربِّ المَحلِّ سُجوما
ألَمَّ بها بَدْرُ الدُّجُنّةِ واعتَلى
…
وأمَّل في وقتِ الهجودِ هجوما
فأهدَى لأجفانِ الشّراجيبِ نُورَهُ
…
وقصَّرَ عنها هَيْبةً ووُجوما
تجَلَّى
…
البيت.
وسألهُ أبو العبّاس الغَسّانيُّ الكاتبُ إجازةَ شَطْرٍ قاله في جُلَّنارٍ نُثِر على ماء، وهو [الوافر]:
* ألا فانظُرْ لزَهْرِ الجُلَّنارِ *
فقال ابنُ يامين:
* بمَتْنِ الماءِ منه جُلُّ نارِ *
(1) في ق: "الهموم"، محرفة.