الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 -
أحمدُ (1) بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن محمدٍ الأزْديُّ، من أهل غَرناطةَ، يُكْنَى أبا الحَسَن، ويُعرَفُ بابنِ القَصير.
وهو والدُ المبدوءِ بذِكْرِه في هذا الكتاب؛ سمع أبا الحَسَن ابنَ باذِش (2) ولم يَذكُرْ أنه أجاز له، وله إجازةٌ من أبي الأصبَغ ابن سَهْل، وأبي بكر ابن سابقٍ الصِّقِلِّي، وآباءِ عبد الله: ابن سُليمانَ بن خليفةَ، وابن عليِّ بن حَمدِين، وابن فَرَج، وأبي عليٍّ الغَسّاني، وأبي محمد بن عَتّاب، رَوَى عنه ابنُه أبو جعفر عبدُ الرّحمن، وأبو عبد الله بنُ عبد الرحيم، وأبو القاسم بنُ بَشْكُوال، وغيرُهم. وكان فقيهًا حافظًا متقدِّمًا في أهل الشُّورى، واستُقْضيَ بوادي آش، وتُوفِّي بغَزناطةَ سنةَ إحدى وثلاثينَ وخمس مئة.
11 -
أحمدُ (3) بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن عبدِ الله بن رُشْد، قُرْطُبيٌّ، والدُ أبي الوليد الجَدّ.
كان من أهل العلم والجلالة والعَدالة، حيًّا سنةَ اثنتينِ وثمانينَ وأربع مئة.
12 - أحمدُ بن أحمدَ بن محمد بن إسماعيلَ بن محمد بن خَلَف الحَضْرَمي، من أهل إشبيليةَ، يُكْنَى أبا العبّاس، ويُعرَفُ بابن رأس غَنَمَة، بالغينِ مُعجَمةً والنون وفتحِهما
.
رَوَى عن أبي الحَسَن بن محمدِ بن خروفٍ النَّحْوي، وأبي حَفْص بن عُمر واختَصَّ به؛ رَوى عنه أبو بكر بنُ محمد بن عبد العزيز ابن أختِ أبي القاسم بن صافٍ، ورحَلَ إلى المشرق في حدودِ الخمس والتسعينَ وخمس مئة مرافقًا الشهيدَ
(1) ترجمه ابن بشكوال في الصلة (173)، والضبي في بغية الملتمس (382)، وابن فرحون في الديباج 2/ 198، وقال الضبي:"قيدتُ فهرسته بخط يدي وقرأتها بمرسية على ابنه الفقيه الأديب أبي جعفر، قدمها علينا".
(2)
ويقال فيه: الباذش، والبيذش، وهي لفظة لاتينية تعني: القدمين، وستأتي ترجمته في السفر الخامس من هذا الكتاب.
(3)
ترجمه ابن فرحون في الديباج 1/ 198.
أبا بكرٍ ابنَ أحمدَ الكِنانيَّ الآتي ذكْرُه في موضِعه من المحمَّدِينَ في هذا الكتاب، فأدَّيا فريضةَ الحجّ ولقِيا هنالك بقايا الشّيوخ فأخَذا عن طائفةٍ منهم، وقَفَلا إلى الأندَلُس واستَصحَبا فوائدَ جمّةً وغرائبَ كتُب لا عهدَ لأهل الأندَلُس بها انتَسخاها هنالك، وتوافَقا على أن يَنسَخَ أو يقابِلَ أحدُهما غيرَ ما يَنسَخُه رفيقُه أو يُقابلُه استعجالاً لتحصيلِ الفائدة، حتّى إذا ألقيا عصا التَّسْيار بمقَرِّهما إشبيليةَ انتسَخَ كلُّ واحد منهما من قِبَل صاحبِه ما فاتَه نَسْخُه بتلك البلاد. فكان ممّا جَلَباه:"الكشّاف عن حقائقِ التنزيل" صَنعةُ جارِ الله العلّامة الأوحَد أبي القاسم محمودِ بن عُمرَ بن محمد الخُوارِزْميِّ الزَّمخشَري، وكان مما تولّى نَسْخَه أبو العبّاس هذا من الأصل المُحَبِّسُ بمدرسة القاضي الفاضل أبي عليٍّ عبد الرّحيم بن عليّ بن الحَسَن بن الحَسَن بن أحمدَ البَيْسانيِّ (1)، رحمه الله، بالقاهرة، وهو مسموعٌ على مصنِّفِه، و"مقاماتُ الزّمخشَريِّ الخمسون"(2)، و"شرحُ السُّنة" تأليفُ الإمام أبي محمد الحُسَين بن مسعود البَغَويُّ (3) رحمه الله، و"تاجُ اللُّغة وصِحاحُ العربية" تصنيفُ أبي نصرِ إسماعيلَ بن حمّاد الفارابي نزيلِ نَيْسابورَ المعروفِ بالجَوْهريِّ رحمه الله، وهو مما قابَلَه أبو العبّاس هذا، وكانت النُّسخةُ التي جَلَباها من هذا الكتابِ في ثمانية أسفار بخطٍّ مشرِقي (4)، و"إكمالُ الأفعال" تأليف أبي بكر محمد بن عُمر بن
(1) ترجمته في تاريخ الإسلام 12/ 1073.
(2)
هي مقامات في الوعظ، وقد شرحها مؤلفها وتكرر طبعها وعارضها من الأندلسيين بعد دخولها إلى الأندلس على يد المترجم أحمد بن علي بن حريق المخزومي البلنسي الذي ستأتي ترجمته في هذا السفر.
(3)
انظر ترجمة البغوي في تاريخ الإسلام 11/ 250.
(4)
يستفاد من كلام المؤلف أن الصحاح لم يدخل الأندلس إلا بعد سنة 595 هـ أي بعد قرنين من ظهوره في المشرق، ويذكر الصفدي في ترجمة ابن القطاع الصقلي (ت 515 هـ) أنه لما قَدِمَ مصر سألوه عن الصحاح فذكر أنه لم يصل إليهم. وبعد دخول الصحاح الأندلس بزمن على يد المترجم عُني بعض الأندلسيين بكتابة حواش عليه منهم: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن البسطي مكمل التنبيه والإيضاح عما وقع من الوهم في كتاب الصحاح (بغية الوعاة 2/ 34)، وأبو عبد الله =
عبد العزيز بن إبراهيمَ بن عيسى الداخِل إلى الأندَلُس ابن مُزاحِم مَوْلى عُمرَ بن عبد العزيز المعروفِ بان القُوطِيّة (1) تكميلُ الشّيخ أبي القاسم عليِّ بن جعفرٍ السَّعديِّ ابن القَطّاع الآتي ذكْرُه في الغُرباءِ من هذا الكتاب إن شاء الله (2)، إلى غير ذلك من التصانيف.
وكان أبو العبّاس نبيلَ الخطِّ نقِيَّ الوِراقة حسَنَ الطريقة، كتَبَ بخطِّه الكثيرَ من دواوين العلم عمومًا ومن هذه المُسمّاة خصوصًا، باقتراح رؤساءِ عصرِه من الأُمراءِ والقضاة واغتنامِهم ما يكونُ بخطِّه عندَهم وإجزالِهم له المَثُوبةَ عليه، وكذلك كانوا يَرغَبونَ في مقابلتِه الكُتبَ ومعاناة تصحيحِها ثقةً منهم بإتقانِه وجَوْدةِ ضبطِه. وكان الفقيهُ أبو الحُسَين محمدُ بن محمد بن زَزقُونَ رحمه الله -وسيأتي ذكْرُه في موضعِه إن شاء الله (3) - ينعَى على أبي العبّاس هذا جَلْبَه "الكشّافَ" هذا، لما تضمَّنَه من المذهبِ الاعتزالي، ويقول: قد كانتِ الأندَلُس مُنَزَّهةً عن هذا
= محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الشاطبي، وله حواش على الصحاح (البغية 1/ 194)، وأبو العباس أحمد بن محمد المعروف بابن الحاج الإشبيلي، له نقود على الصحاح (البغية 1/ 359)، وإبراهيم بن قاسم البطليوسي الذي جمع بين الصحاح والغريب المصنف (البغية 1/ 422).
(1)
ترجمة ابن القوطية المتوفى سنة 367 هـ في تاريخ العلماء لابن الفرضي (1316)، وجذوة المقتبس (111)، وبغية الملتمس (223)، وإنباه الرواة 3/ 178، ووفيات الأعيان 4/ 368، وغيرها. وكتابه في الأفعال طبع في ليدن سنة 1894 م وأُعيد طبعه في مصر سنة 1952 م.
(2)
الموضع الذي يحيل عليه المؤلف في سفر مفقود، وترجمة ابن القطاع (ت 515 هـ) في تاريخ الإسلام 11/ 241، وكتابه إكمال الأفعال طبع في حيدر أباد سنة 1360 - 1361 هـ، في (3) أجزاء.
(3)
لم يصل إلينا السفر الذي فيه ترجمته من هذا الكتاب وهو مترجم في التكملة (1637)، وبرنامج الرعيني (11)، وغاية النهاية 2/ 240، ووالده مترجم في التكملة (1494)، والسفر السادس من هذا الكتاب، والتكملة المنذرية 1/الترجمة 118، وفيها مصادر ترجمته الأخرى، وجده مترجم في السفر الرابع من هذا الكتاب. قال الرعيني:"وكان من مفاخر إشبيلية هو وأبوه وجده أبو الطيب سعيد".
وأشباهِه (1) ولم يزَلْ أهلُها على مرورِ الأيام أغنياءَ عن النظرِ في مثلِه وإنّ في غيرِه
(1) عرف المذهب الاعتزالي في الأندلس قبل دخول "الكشاف" إليها بزمن بعيد ولم تكن منزهة عنه كما يقول شيخ المالكية في وقته أبو الحسين ابن زرقون؛ وممن تذكر كتب الطبقات أنهم عرفوا بالاعتزال في الأندلس في القرنين الثالث والرابع الهجريين: عبد الأعلى بن وهب (ت 261 هـ) وفرج بن سلام الذي أخذ عن الجاحظ وأدخل كتبه إلى الأندلس، وعبد الله بن مسرة والد ابن مسرة (ت 286 هـ)، ويحيى بن يحيى القرطبي المعروف بابن السمينة (ت 315 هـ)، وأبو عبد الله بن مسرة (ت 319 هـ) وقد أفرده المستشرق الإسباني أسين بلاثيوس بدراسة قيمة، وخليل بن عبد الملك المعروف بالغَفْلة، ومنذر بن سعيد قاضي القضاة، وبنوه: حكم الذي كان كما يقول ابن حزم في طرق الحمامة: 45 "رأس المعتزلة بالأندلس وكبيرهم وأستاذهم وناسكهم" وأخواه عبد الملك وسعيد؛ وممن شهر بالاعتزال أيضًا: موسى بن حُدير الحاجب وأخوه، وقد عرض ابن حزم في مواضع من كتابه "الفصل" لبعض آراء معتزلة الأندلس (انظر في هذا الموضوع رسالة الدكتور محمود مكي الجامعية: 208 - 228، وتاريخ الفكر الأندلسي لبالنثيا: 324 وما بعدها، وتاريخ الأدب الأندلسي للدكتور إحسان عباس 1/ 52 وما بعدها). هذا وقد نتج عن دخول "الكشاف" إلى الأندلس على يد المترجم أن اشتغل طائفة من الأندلسيين والمغاربة في القرن السابع وما بعده بالرد عليه أو اختصاره أو مقارنته بتفسير ابن عطية أشهر تفسير عند الأندلسيين؛ فممن رد عليه أو نبه على ما فيه من اعتزال: أبو بكر يحيى بن أحمد السكوني المتوفى سنة 626 هـ وذلك في كتابه "الحسنات والسيئات" الذي انتقى فيه مستطرف غرائبه البيانية وأبدى أيضًا ما تضمنه من سوء انتحاله في ركيك اعتزاله كما يقول ابن الزبير في صلة الصلة 5/الترجمة 536، وانظر أيضًا التكملة (ترجمة 3417) ويوجد مخطوطًا بالخزانة العامة بالرباط (حرف ق) والخزانة الملكية بالرباط أيضًا، ومنهم أبو علي عمر بن محمد السكوني قريب السابق ذكره، وأسمى كتابه:"التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في الكتاب العزيز"(نيل الابتهاج: 195) ويوجد مخطوطًا كذلك، وممن اختصر "الكشاف" وأزال عنه الاعتزال: أبو عبد الله محمد بن علي بن العابد الفاسي "بغية الوعاة 1/ 182). وممن جمع بينه وبين تفسير ابن عطية: أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن الكماد الإشبيلي (التكملة، الترجمة 2155) وأبو محمد عبد الكبير بن بقي الغافقي (برنامج الرعيني، الترجمة 12)، وأبو الحسن علي بن محمد الجياني (كما سيأتي في السفر الخامس). وانظر ما قيل من شعر في الرد على الزمخشري في أزهار الرياض 3/ 298 وما بعدها وص 323 وما بعدها.=