الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان فقيهًا مُشاوَرًا حافظًا، وخرَجَ من وَطَنِه بعدَ مَصيِره إلى الرُّوم صُلْحًا يومَ الأربعاء لأربع خَلَوْنَ من رمضانِ ثِنتَيْ عشْرةَ وخمس مئة، فسَكَن بَلَنْسِيَة إلى أن توفِّي بها عَصْر يوم الأحد لليلتَيْنِ خَلَتا من صَفَرِ خمس وعشرينَ وخمس مئة، ودُفن بمقبُرة بابِ بَيْطالة.
639 - أحمدُ بن محمد بن سَعيد، أبو جعفر
.
رَوى عن أبي الحَسَن جَرِير بن سَلَمة. رَوى عنه أبو العبّاس بن مَسْعود.
وكان من أهل العلم والاعتناءِ به، حيًّا آخرَ تسعٍ وأربعينَ وخمس مئة.
640 -
أحمدُ (1) بن محمد بن سُفْيانَ المَخْزُوميّ، شُقْري، أبو بكر.
رَوى عن أبي العبّاس بن مَعَدّ الأُقْلِيجيّ، رَوى عنه أبو الحَسَن بنُ (2) تبال الجَوْهَري.
وكان من أهل العَفاف والصّلاح والدِّين المَتِين والمعرِفة بالآداب، ذا مُشاركةٍ في غيرها، حسَنَ العِشْرة كثيرَ البِرّ بإخوانِه باذِلًا جُهدَه في مَرْضاتِهم.
توفي أوّلَ سنِّ الاكتهال، ورثاهُ صديقُه الأستاذُ الفاضل أبو محمد بن يحيى المعروفُ بعَبْدون (3) رحمَهما اللهُ فقال [البسيط]:
أوْدَى حَمِيدًا أبو بكرِ بنُ سُفيانِ
…
فمَن لُجودٍ ومعروفٍ وإحسانِ
قد صَوَّحتْ زَهَراتُ العَرْف مذقَشَعتْ
…
ريحُ المنيّة ذاك الأوطفَ الدّاني
فأيُّ قلب عليه ليس مُنصدِعًا
…
وأيُّ دمع عليه غيرُ هَتّانِ
(1) هو أحمد بن محمد بن جعفر بن سفيان المخزومي الذي تقدمت ترجمته في الرقم (590) تكرر على المؤلف بسبب سقوط اسم "جعفر" من عمود النسب.
(2)
بعد هذا بياض في النسختين، وهو أبو الحسن علي بن سليمان بن إبراهيم بن تبال النفزي الجواهري، من أهل سبتة، وتوفي بمراكش سنة 614 أو 615 هـ، وهو مترجم في التكملة الأباربة (2866).
(3)
هو عبد الله بن يحيى بن عبد الله المشهور بعبدون، مترجم في التكملة (2117).
حينَ استوَى واحتَوى العلياءَ عَنَّ لهُ
…
بالانمحاقِ وبالنَّقْص الجديدانِ
كذا الهلالُ إذا ما تَمَّ عاد بهِ
…
كَرّ اللّيالي إلى مَحْوٍ ونُقصانِ
تالله ما كان فيه ما يَسُوءُ سوى
…
أنْ لم يَدُمْ لأخِلّاءٍ وإخوانِ
وإنّما زال من دارِ الفَناءِ لكي
…
يُجاوَ اللهَ فيما ليس بالفاني
إذا مآثرُهُ في الناس تُؤْثَرُ لم
…
يُشَكَّ في أنه للحُرِّ عُمْرانِ
أطابَ نفْسي أبا بكرٍ حياتُكَ في
…
عزٍّ وهمُّك في مَحْياك شيئانِ
بِرٌّ تُقدِّمُ أو ذِكْرٌ تُخلِّفُهُ
…
ذكْرُ الفتى بجميلٍ عُمْرُه الثاني
641 -
أحمدُ (1) بن محمد بن سُليمانَ بن شُنَيْف العُقَيْليّ، بَلَنْسِي، أبو جعفر.
رَوى عن أبي الرَّبيع بن موسى بن سالم، وأبي عبد الله بن عبد الله ابن الأبّار، وأبي العبّاس (2) بن أُمَيّةَ، وأبي عليّ بن الشَّلَوبِين، وأبي القاسم أحمدَ بن عليّ بن حَرِيق، وأبي المُطرِّف أحمدَ بن عبد الله بن عَمِيرة، وقَدِمَ مَرّاكُشَ دَفَعات أُخْراها من إفريقيّةَ سنةَ ثمانٍ وخمسين وست مئة، وخَلَّفَ فوائدَ جَمّةً وتعاليقَ أدبيّةً كثيرةً وجُملةً وافرةً من كلام أبي المُطرِّف بن عَمِيرةَ نثرًا ونَظْمًا.
وكان نبيلَ الخطِّ مُتقِنَ التقييد كتَبَ الكثيرَ، وعُني بالآدابِ كثيرًا، جالسْتُه طويلًا وانتفَعْتُ من قِبَلِه ببعض ما أوصَلَه ممّا ذَكَر، وصارت إليه من قِبَلي فوائدَ أدبيّةٌ قد كان شديدَ الطّلبِ لها كثيرَ الحِرص عليها باحثًا عنها بالأندَلُس وإفريقيّةَ فلم يَلْقَها، وصار إليّ معظمُ ما قَدِمَ به بعدَ وفاتِه رحمه الله، وكان قَبْلَ خِبرتِه باديَ الجَفاء ظاهرَ النُّفور، حتى إذا ألِفَ وتُوُولفَ انبسَطَ واستَرْسَلَ وأمتَعَ مجُالِسَه من الأُنسِ بما شاء.
(1) ورد ذكره في رسالة لأحمد بن عميرة المخزومي وحَلّاه فيها بصاحبن "الوزير الفقيه أبي جعفر ابن شنيف (رسائل ابن عميرة، الورقة 217)، والمترجم ممن يستدرك على صاحب "الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام".
(2)
بعد هذا فراغ في النسختين.
توفِّي ببلدِ حاحةَ أحدِ أعمال مَرّاكُش، وكان قد توَجَّه إليها مُصرَّفًا في بعض مجًابِيها السُّلطانيّة سنةَ أربِعِ وستينَ وستَ مئة، وتُحدِّث عند وفاتِه بأنه اغتِيل بأمرِ عاملِها حينَئذٍ حسبَما نفذت به الإشارةُ إليه من قِبَلِ المُرتضَى أبي حَفْص عُمرَ ابن الأميِر أبي إبراهيمَ إسحاقَ ابن الأميِر أبي يعقوبَ بن عبد المؤمن، إذْ كان أبو العبّاس هذا من مُداخِلي أبي العلاءِ إدريسَ ابن الأميِر أبي عبد الله محمد ابن الأميرِ أبي حَفْص عُمرَ بن عبد المؤمن الخارج على المُرتضَى داعيًا لنفسِه المتلقِّب بعدَ استيلائه على مملكةِ المُرتضَى الواثِق بالله المعتمِد على الله، وشاع التشنيعُ بذلك على المُرتضَى، وقَبَّحَ الناسُ ما أتَى من ذلك، واللهُ بالمِرصاد وإليه المصير.
642 -
أحمدُ (1) بن محمد بن سُليمانَ بن عِصام، بَلَنْسِيّ، أبو جعفرٍ البلّالبي (2).
تَلا بالقراءاتِ على أبي بكر (3) بن نُمَارةَ وأطالَ صُحبتَه. وكان مُصحَفيًّا رائقَ الخطِّ جيِّدَ الضَّبط.
643 -
أحمدُ (4) بن محمد بن سُليمان بن محمد بن سُليمانَ الأنصاريّ، قُرْطُبيٌّ، نشَأَ بإشبيلِيَةَ، أبو جعفر، ابنُ الطَّيْلَسان.
لقَبٌ غَلَبَ عليه وعلى عَقِبِه بالنّسبة إليه لسبب قد تقَدَّم ذكْرُه في رَسْم ابنِ ابنِه أبي جعفر (5) بن [أبي عبد الله محمّدٍ](6) فأغنَى عن التطويل بإعادتِه.
رَوى عن آباءِ القاسم: صهرِه عبدِ الرّحمن بن محمد الشَّرّاط والخَلَفَيْنِ: ابن عبد الملِك بن بَشْكُوال وابن يوسُفَ ابن الأبْرَش. وتَلا بالسّبع على أبي الحَسَن
(1) ترجمه ابن عبد الملك في التكملة (248).
(2)
نسبة إلى بله ألبة بالثغر، كما في التكملة.
(3)
بعد هذا بياض في النسختين، وأبو بكر بن نمارة هو محمد بن أحمد بن عمران الحَجَري البلنسي، مترجم في التكملة الأبارية (1407).
(4)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (213)، والذهبي في تاريخ الإسلام 12/ 624.
(5)
الترجمة (532).
(6)
ما بين الحاصرتين كان فراغًا في النسختين.