المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جماع أبواب من تجوز شهادته ومن لا تجوز من الأحرار البالغين العاقلين المسلمين - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ٢١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌جِماعُ أبوابِ مَن تَجوزُ شَهادَتُه ومَن لا تَجوزُ مِنَ الأحرارِ البالِغينَ العاقِليَن المُسلِمينَ

- ‌بابُ بَيانِ مَكارِمِ الأخلاقِ ومَعاليها التى مَن كان مُتَخَلِّقًا بها كان مِن أهلِ المُروءَةِ -التى هِىَ شَرطٌ فى قَبولِ الشَّهادَةِ- على طَريقِ الاختِصارِ

- ‌باب: مَن كان مُنكَشِفَ الكَذِبِ مُظهِرَه غَيَر مُستَتِرٍ به لَم تَجُزْ شَهادَتُهُ

- ‌باب: مَن جُرِّبَ بشَهادَةِ زورٍ لَم تُقبَلْ شَهادَتُهُ

- ‌باب: مَن يُظَنُّ به الكَذِبُ ولَه مَخرَجٌ مِنه لَم يَلزَمْه اسمُ كَذَّابٍ

- ‌بابُ مَن وعَدَ غَيرَه شَيئًا ومِن نيَّتِه أن يَفِىَ به ثُمَّ وفَى به أو لَم يَفِ به لِعُذرٍ، ومَن وعَدَ ومِن نيَّتِه ألَّا يَفِىَ بهِ

- ‌باب: المَعاريضُ فيها مَندوحَةٌ عن الكَذِبِ

- ‌بابُ مَن سَمَّى المَرأةَ قارورَةً، والفَرَسَ بَحرًا على طَريقِ التَّشبيهِ، أو سَمَّى الأعمَى بَصيرًا على طَريقِ التَّفاؤُلِ

- ‌باب: لا تُقبَلُ شَهادَةُ خائنٍ ولا خائنَةٍ، ولا ذِى غِمْرٍ(3)على أخيه، ولا ظَنينٍ(4)ولا خَصْمٍ

- ‌بابُ مَن قال: لا تَجوزُ شَهادَةُ الوالِدِ لِوَلَدِه والوَلَدِ لِوالِدَيه

- ‌بابُ ما جاءَ فى شَهادَةِ الأخِ لأخيهِ

- ‌بابُ ما تُرَدُّ به شَهادَةُ أهلِ الأهواءِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ مِن أهلِ الفِقهِ يُسألُ عن الرَّجُلِ مِن أهلِ الحديث فيَقولُ: كُفّوا عن حَديثِه؛ لأنَّه يَغلَطُ، أو يُحَدِّثُ بما لَم يَسمَعْ، أو أنَّه لا يُبصِرُ الفُتيا

- ‌بابُ ما تَجوزُ به شَهادَةُ أهلِ الأهواءِ

- ‌بابُ الاختِلافِ فى اللَّعِبِ بالشِّطْرَنْجِ

- ‌بابُ كَراهيَةِ اللَّعِبِ بالحَمامِ

- ‌بابُ ما يَدُلُّ على رَدِّ شَهادَةِ مَن قامَرَ بالحَمامِ أو بالشِّطْرَنجِ أو بغَيِرهِما

- ‌بابُ شَهادَةِ أهلِ الأشرِبَةِ

- ‌باب: كَراهيَةُ اللَّعِبِ بالنَّردِ أكثَرُ مِن كَراهيَةِ اللَّعِبِ بالشَّئِ مِنَ المَلاهِى؛ لِثُبوتِ الخَبِر فيه وكَثرَتِهِ

- ‌بابُ مَن كَرِهَ كُلَّ ما لَعِبَ النّاسُ به مِنَ الجزَةِ(3)-وهِىَ قِطعَةُ خَشَبٍ يَحونُ فيها حَفرٌ يَلعَبونَ بها- والقِرْقِ(4)ونَحوِها

- ‌بابُ ما لا يُنهَى عنه مِنَ اللَّعِبِ

- ‌بابٌ: يَنبَغِى لِلمَرءِ ألَّا يَبلُغَ مِنه ولا مِن غَيِره -مِن تِلاوَةِ قُرآنٍ ولا صَلاةِ نافِلَةٍ ولا نَظَرٍ فى عِلمٍ- ما يَشغَلُه عن الصَّلاةِ حَتَّى يَخرُجَ وقتُها

- ‌بابُ ما جاءَ فى اللَّعِبِ بالبَناتِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى المَراجيحِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى ذَمِّ المَلاهِى مِنَ المَعازِفِ والمَزاميِر ونَحوِها

- ‌بابُ الرَّجُلِ يُغَنِّى فيَتَّخِذُ الغِناءَ صِناعَةً؛ يُؤتَى عَلَيه ويأتِى له، ويَكونُ مَنسوبًا إلَيه مَشهورًا به مَعروفًا، أوِ المَرأةِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ لا يَنسِبُ نَفسَه إلَى الغِناءِ، ولا يُؤتَى لِذَلِكَ ولا يأتِى عَلَيه، وإِنَّما يُعرَفُ بأنَّه يَطرِبُ فى الحالِ، فيَتَرَنَّمُ فيها

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَتَّخِذُ الغُلامَ والجاريَةَ المُغَنّيَيِن ويَجمَعُ عَلَيهِما ويُغَنّيانِ

- ‌بابُ مَن رَخَّصَ فى الرَّقصِ إذا لَم يَكُنْ فيه تَكَسُّرٌ وتَخَنُّثٌ

- ‌بابٌ: لا بأسَ باستِماعِ الحُداءِ ونَشيدِ الأعرابِ، كَثُرَ أو قَلَّ

- ‌بابُ تَحسيِن الصَّوتِ بالقُرآنِ والذِّكرِ

- ‌بابُ البُكَاءِ عِندَ قِراءَةِ القُرآنِ

- ‌بابُ شَهادَةِ أهلِ العَصَبيَّةِ

- ‌بابُ شَهادَةِ الشُّعَراءِ

- ‌بابُ الشَّاعِرِ يُكثِرُ الوَقيعَةَ فى النّاسِ على الغَضَبِ والحِرمانِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى إعطاءِ الشُّعَراءِ

- ‌بابُ الشّاعِرِ يَمدَحُ النّاسَ بما لَيسَ فيهِم حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ كَثِيرًا ظاهِرًا كَذِبًا مَحضًا

- ‌بابُ الشَّاعِرِ يُشَبِّبُ بامرأةٍ بعَينِها، لَيسَت مِمّا يَحِلُّ له وطؤُها، فيُكْثِرُ فيها ويَبتَهِرُها

- ‌بابٌ: مَن شَبَّبَ فلَم يُسَمِّ أَحَدًا لَم تُرَدَّ شَهادَتُه

- ‌بابُ مَن خَرَقَ أعراضَ النّاسِ يَسألُهُم أموالَهُم، وإِذا لَم يُعطوه إيّاها شَتَمَهُم

- ‌بابٌ: من عَضَهَ(1)غَيرَه بحَدٍّ أو نَفىِ نَسَبٍ رُدَّت شَهادَتُه، وكَذَلِكَ مَن أكثَرَ النَّميمَةَ أوِ الغِيبَةَ

- ‌بابُ ما يُكرَهُ مِن رِوايَةِ الإرجافِ وإن لَم يَقدَحْ فى الشَّهادَةِ

- ‌باب: المِزاحُ لا تُرَدُ به الشَّهادَةُ، ما لَم يَخرُجْ فى المِزاحِ إلَى عَضْهِ النَّسَبِ، أو عَضْهٍ بَحَدٍّ أو فاحِشَةٍ

- ‌بابُ ما جاءَ فى: "أكذَبُ النّاسِ الصَّبّاغونَ والصَّوّاغونَ

- ‌بابُ شَهادَةِ ولَدِ الزِّنا

- ‌بابُ ما جاءَ فى شَهادَةِ البَدَوِى على القَرَوِىِّ

- ‌بابُ ما جاءَ فى الغُلامِ يَشهَدُ قبلَ أن يَبلُغَ، والعَبدِ قبلَ أن يَعتِقَ، والكافِرِ قبلَ أن يُسلِمَ، ثُمَّ بَلَغَ الصَّبِىُّ، وعَتَقَ العَبدُ، وأسلَمَ الكافِرُ وكانوا عُدولًا فشَهِدوا بها

- ‌بابُ الشَّهادَةِ على الشَّهادَةِ

- ‌باب ما جاءَ فى الشَّهادَةِ على الشَّهادَةِ فى حُدودِ اللَّهِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى شَهادَةِ المُختَبِئِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى عَدَدِ شُهودِ الفَرعِ

- ‌بابُ الرُّجوعِ عن الشَّهادَةِ

- ‌بابُ عِلم الحاكِمِ بحالِ مَن قَضَى بشَهادَتِهِ

- ‌كتابُ الدعوى والبيناتِ

- ‌باب: البَيِّنَةُ على المُدَّعِى، واليَميُن على المُدَّعَى عَلَيهِ

- ‌بابُ الرَّجُلَيِن يَتَنازَعانِ المالَ وما يَتَنازَعانِ فيه(2)فى يَدِ أحَدِهِما

- ‌بابُ المُتَداعيَينِ يَتَنازَعانِ المالَ، وما يَتَنازَعانِ فيه فى أيديهِما مَعًا

- ‌بابُ المُتَداعيَينِ يَتَداعَيانِ شَيئًا فى يَدِ أحَدِهِما فيُقيمُ الَّذِى لَيسَ فى يَدِه بَيِّنَةً بدَعواه

- ‌بابُ المُتَداعيَينِ يَتَنازَعانِ شَيئًا فى يَدِ أحَدِهِما ويُقيمُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما على ذَلِكَ بَيِّنَةً

- ‌بابُ مَن قال: لا يُرَجَّحُ فى الشُّهودِ بكَثرَةِ العَدَدِ

- ‌بابُ المُتَداعيَينِ يَتَنازَعانِ شَيئًا فى أيديهِما مَعًا ويُقيمُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما بَيِّنَةً بدَعواه

- ‌بابُ المُتَداعيَينِ يَتَداعَيانِ ما لَم يَكُنْ فى يَدِ واحِدٍ مِنهُما، ويُقيمُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما بَيِّنَةً بدَعواه

- ‌باب: مَن عُرِفَ له أصلُ مِلكٍ فهو على مِلكِه حَتَّى يُعَلَمَ زَوالُه عنه ببَيِّنَةٍ تَقومُ عَلَيهِ

- ‌بابٌ: الرَّجُلُ يَجِئُ بشاهِدَينِ على رَجُلٍ بحَقٍّ، فلا يَمينَ عَلَيه مَعَ شاهِدَيهِ

- ‌بابُ مَن رأى الحَلِفَ مَعَ البَيِّنَةِ

- ‌بابُ القافَةِ ودَعوَى الوَلَدِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن لِغَلَبَةِ الأشباهِ تأثيرًا فى الأنسابِ، وأنَّ لها حُكمًا إذا لَم يَكُنْ ما هو أقوَى مِنها مِن فِراشٍ أو غَيِرهِ

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن الوَلَدَ الواحِدَ لا يَكونُ مَخلوقًا مِن ماءِ رَجُلَينِ

- ‌بابُ مَن قال: يُقرَعُ بَينَهُما إذا لَم يَكُن قافَةٌ

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن الوَلَدَ الواحِدَ لا يُلحَقُ بأُمَّينِ

- ‌بابٌ: الوَلَدُ يُسلِمُ بإِسلامِ أحَدِ أبَوَيه

- ‌بابُ مَتاعِ البَيتِ يَختَلِفُ فيه الزَّوجانِ

- ‌بابُ أخذِ الرَّجُلِ حَقَّه مِمَّن يَمنَعُه إيّاهُ

- ‌كتابُ العِتقِ

- ‌بابُ فضلِ إعتاقِ النَّسَمَةِ وفَكِّ الرَّقَبَةِ

- ‌بابٌ: أىُّ الرِّقابِ أفضَلُ

- ‌بابُ فضلِ العِتقِ فى الصِّحَّةِ

- ‌بابُ مَن أعتَقَ مِن مَملوكِه شِقصًا

- ‌بابُ منَ أعتَقَ شِركًا له فى عبدٍ وهو موسِرٌ

- ‌بابُ مَن قال: يَكونُ حُرًّا يَومَ تَكَلَّمَ بالعِتقِ

- ‌بابُ مَن قال: يَعتِقُ بالقَولِ ويَدفَعُ القيمَةَ

- ‌بابُ مَن أعتَقَ شِركًا له فى عبدٍ وهو مُعسِرٌ

- ‌بابُ حُكمِ المُعتَقِ نِصفُهُ

- ‌بابُ ما جاءَ فيمَن أعتَقَ جاريَةً حُبلَى أو أعتَقَ حَملَها

- ‌بابُ مَن قال فى المُعسِرِ: يُستَسعَى العَبدُ فى نَصيبِ صاحِبِه غَيرَ مَشقوقٍ عَلَيهِ

- ‌بابُ مَن أعتَقَ نَصيبَه مِن مَملوكٍ فى مَرَضِ مَوتِهِ

- ‌بابُ عِتقِ العَبيدِ لا يَخرُجونَ مِنَ الثُّلُثِ

- ‌بابُ إثباتِ استِعمالِ القُرعَةِ

- ‌بابُ مَن يَعتِقُ بالمِلكِ

- ‌بابُ مَن قال لِعَبدِه: أنتَ حرٌّ على أنَّ عَلَيكَ مِائَةَ دينارٍ، أو خِدمَةَ سنةٍ، أو عَمَلَ كَذا. فقَبِلَ العَبدُ العتقَ(2)على ذَلِكَ

- ‌كتابُ الولاءِ

- ‌بابُ مَن أعتَقَ مَملوكًا له

- ‌بابُ من والَى رجُلًا أو أسلَمَ على يَدَيه

- ‌بابُ ما يُستَدَلُّ به على نَسخِ آيَةِ المُعاقَدَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى عِلَّةِ حَديثٍ رُوِىَ فيه عن تَميمٍ الدّارِىِّ مَرفوعًا

- ‌باب: مَن وجَدَ مَنبوذًا فالتَقَطَه لَم يَثبُتْ له عَلَيه ولاءٌ

- ‌بابُ مَن قال: له عَلَيه ولاءٌ

- ‌بابُ المُسلِمِ يُعتِقُ نَصرانيًّا أوِ النَّصرانِىِّ يُعتِقُ مُسلِمًا

- ‌بابُ مَن أعتَقَ عبدًا له سائبَةً

- ‌بابُ مَنِ استَحَبَّ مِنَ السَّلَفِ -رضى اللَّه عنهم- التَّننَزُّهَ عن ميراثِ السّائبَةِ وإن كان مُباحًا

- ‌باب: المَولَى المُعتَقُ إذا ماتَ ولَم يَكنْ له عَصَبَةٌ قامَ المَولَى المُعتِقُ مَقامَ العَصَبَةِ فأخَذَ الفَضلَ عن أهلِ الفَرائضِ

- ‌باب: الوَلاءُ لِلكُبْرِ مِن عَصَبَةِ المُعتِقِ، وهو الأقرَبُ فالأقرَبُ مِنهُم بالمُعتِقِ إذا كان قَد ماتَ المُعتِقُ

- ‌بابُ مَن قال: مَن أحرَزَ الميراثَ أحرَزَ الوَلاءَ

- ‌بابُ الجَدِّ والأخِ إذا اجتَمَعا

- ‌باب: لا تَرِثُ النِّساءُ الوَلاءَ، ولا يَرِثْن إلا مَن اعتَقْنَ أو أعتَقَ مَن أعتَقْنَ

- ‌بابُ ما جاءَ فى جَرِّ الوَلاءِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى العَبدِ يَفِرُّ إلَى المُسلِميَن ثُمَّ يَجِئُ سَيِّدُه فيُسلِمُ

- ‌كتابُ المدبَّرِ

- ‌باب: المُدَبَّرُ يَجوزُ بَيعُه مَتَى شاءَ مالكُهُ

- ‌بابُ مَن قال: لا يُباعُ المُدَبَّرُ

- ‌باب: المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ

- ‌باب: المُدَبَّرُ يَجنِى فيُباعُ فى أرشِ جِنايَتِه إلَّا أنْ يَفديَه سَيِّدُهُ

- ‌بابُ كِتابَةِ المُدَبَّرِ

- ‌بابُ وطءِ المُدَبَّرَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى ولَدِ المُدَبَّرَةِ مِن غَيِر سَيِّدِها بعدَ تَدبيِرها

- ‌بابُ ما جاءَ فى إعتاقِ الكافِرِ وتَدبيِرهِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى تَدبيرِ الصَّبِىِّ ووَصيَّتِهِ

- ‌كتابُ المكاتَبِ

- ‌بابُ ما يَجوزُ كِتابَتُه مِنَ المَماليكِ

- ‌بابُ ما جاءَ فى تَفسير قَولِه عز وجل: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}

- ‌باب: المَملوكُ لا يَكونُ قَويًّا على الاكتِسابِ لَم يَجِبْ على سَيِّدِه مُكاتَبَتُهُ

- ‌بابُ مَن قال: يَجِبُ على الرَّجُلِ مُكاتَبَةُ عبدِه قَويًّا أمينًا. ومَن قال: لا يُجبَرُ عَلَيها

- ‌بابُ مَن لَم يَكرَهْ كِتابَةَ عبدِه وإِن كان غَيَر قَوِىٍّ ولا أمينٍ

- ‌بابُ فضلِ مَن أعانَ مُكاتَبًا فى رَقَبَتِهِ

- ‌باب: مُكاتَبَةُ الرَّجُلِ عبدَه أو أمَتَه على نَجمَيِن فأكثَرَ بمالٍ - صَحيحٌ

- ‌بابُ مَن قال: لا يَعتِقُ المُكاتَبُ حَتَّى يَكونَ فى الكِتابَةِ: فإِذا أدَّيتَ هذا -و(1)يَصِفُه- فأنتَ حُرٌّ

- ‌بابُ مَن كاتَبَ عبدَه أو أمَتَه على عَرْضٍ مَوصوفٍ أو على عَرْضٍ ونَقدٍ

- ‌بابُ كِتابَةِ العَبيدِ كِتابَةً واحِدَةً

- ‌بابُ حَمالَةِ العَبيدِ

- ‌باب: المُكاتَبُ عبدٌ ما بَقِىَ عَلَيه دِرهَمٌ

- ‌بابُ ما جاءَ فى المُكاتَبِ يُصيبُ حَدًّا أو ميراثًا أو يُقتَلُ

- ‌بابُ الحَديثِ الَّذِى رُوِىَ فى الاحتِجابِ عن المُكاتَبِ إذا كان عِندَه ما يُؤَدِّى

- ‌بابُ مَن لَم يَكرَه لأحَدٍ أن يأخُذَ مِن مُكاتَبِه صَدَقاتِ النّاسِ فريضَةً ونافِلَةً

- ‌بابُ مَن كَرِهَ أخذَها فأبرأَه مِن مالِ الكِتابَةِ بقَدَرِها

- ‌بابُ ما جاءَ فى تَفسيرِ قَولِه عز وجل: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33]

- ‌بابُ مَوتِ المُكاتَبِ

- ‌بابُ إفلاسِ المُكاتَبِ

- ‌بابُ كِتابَةِ بَعضِ عبدٍ

- ‌بابُ مَن قال: لِلمُكاتَبِ أن يُسافِرَ

- ‌بابٌ: المُكاتَبُ بَينَ قَومٍ لا يَكونُ لأحَدِهِم أن يأخُذَ مِنه شَيئًا دونَ صاحِبِهِ

- ‌بابُ ولَدِ المُكاتَبِ مِن جاريَتِه، ووَلَدِ المُكاتَبَةِ مِن زَوجِها

- ‌بابُ تَعجيلِ الكِتابَةِ

- ‌بابُ الوَضعِ بشَرطِ التَّعجيلِ، وما جاءَ فى قِطاعَةِ المُكاتَبِ

- ‌باب: لا تَجوزُ هِبَةُ المُكاتَبِ حَتَّى يَبتَدِئَها بإِذنِ السَّيِّدِ

- ‌بابُ كِتابَةِ المُكاتَبِ وإِعتاقِهِ

- ‌باب: المُكاتَبُ يَجوزُ بَيعُه فى حالَينِ؛ أنْ يَحِلَّ نَجمٌ مِن نُجومِه فيَعجِزَ عن أدائِه، أو يَرضَى المُكاتَبُ بالبَيعِ

- ‌بابُ كِتابَةِ اليَهودِىِّ والنَّصرانِىِّ

- ‌بابُ جِنايَةِ المُكاتَبِ والجِنايَةِ عَلَيهِ

- ‌بابُ ميراثِ المُكاتَبِ ووَلائهِ

- ‌بابُ عَجْزِ المُكاتَبِ

- ‌كتابُ عتقِ أمَّهاتِ الأولادِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَطأُ أمَتَه بالمِلكِ فتَلِدُ له

- ‌بابُ الخِلافِ فى أُمَّهاتِ الأولادِ

- ‌بابُ الوَلَدِ الَّذِى تَكونُ به أُمَّ ولَدٍ

- ‌بابُ ولَدِ أُمِّ الوَلَدِ مِن غَيِر سَيِّدِها بَعد الاستيلادِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَنكِحُ الأمَةَ فتَلِدُ له ثُمَّ يَملِكُها

- ‌بابُ ما جاءَ فى جِنايَةِ أُمِّ الوَلَدِ

- ‌بابُ عِدَّةِ أُمِّ الوَلَدِ إذا توُفِّىَ عَنها سَيِّدُها

الفصل: ‌جماع أبواب من تجوز شهادته ومن لا تجوز من الأحرار البالغين العاقلين المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

‌جِماعُ أبوابِ مَن تَجوزُ شَهادَتُه ومَن لا تَجوزُ مِنَ الأحرارِ البالِغينَ العاقِليَن المُسلِمينَ

قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: لَيسَ مِنَ النّاسِ أحَدٌ نَعلَمُه -إلا أن يَكونَ قَليلًا- يَمحَضُ الطّاعَةَ والمُروءَةَ حَتَّى لا يَخلِطَها بمَعصيَةٍ ولا تَرْكِ المُروءَةِ، ولا يَمحَضُ المَعصيَةَ وتَرْكَ المُروءَةِ حَتَّى لا يَخلِطَها بشَئٍ مِنَ الطّاعَةِ والمُروءَةِ

(1)

.

قال الشيخُ رحمه الله: هو كما قال الشّافِعِيُّ رحمه الله:

20779 -

وقَد أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ ابنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا تَمتامٌ، حدثنا أبو الوَليد، حدثنا شُعبَةُ، عن الأعمَشِ قال: سَمِعتُ إبراهيمَ يُحَدِّثُ عن عَلقَمَةَ، عن عبد اللهِ قال: لَمّا نَزَلَت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قال أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّنا لَم يَلبِسْ إيمانَه بظُلمٍ؟ قال: فنَزَلَت {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}

(2)

[لقمان: 13]. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي الوَليدِ

(3)

.

20780 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو عمرٍو هو ابنُ أبي جَعفَرٍ، أنبأنا الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيبَةَ، حدثنا عبدُ اللهِ

(1)

الأم 7/ 53.

(2)

أخرجه النسائي في الكبرى (11166) من طريق شعبة به.

(3)

البخاري (3428).

ص: 5

ابنُ إدريسَ وأبو مُعاويَةَ ووَكيعٌ، عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ، عن عَلقَمَةَ، عن عبد اللهِ قال: لَمّا نَزَلَت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ على أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقالوا: أيُّنا لا يَظلِمُ نَفسَه؟ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيسَ هو كما تَظُنّونَ؛ إنَّما هو كما قال لُقمانُ لابنِه: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} "

(1)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبي بكرِ بنِ أبي شَيبَةَ

(2)

.

20781 -

أخبرَنا الأُستاذُ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن محمدِ بنِ إبراهيمَ، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بن إبراهيمَ الشّافِعِيُّ، حدثنا أبو قِلابَةَ، حدثنا أبو عاصِمٍ، حدثنا زَكَريّا بنُ إسحاقَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن طاوُسٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إن تَغفِرْ تَغفِرْ جَمًّا، وأيُّ عبدٍ لَكَ لا أَلَمَّا".

20782 -

وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن سِنانٍ القَزّازُ، حدثنا أبو عاصِمٍ، أنبأنا زَكَريّا بن إسحاقَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن عَطاءٍ، عن ابنِ عباسٍ:{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32] قال: هو أن يأتِيَ الرَّجُلُ الفاحِشَةَ ثُمَّ يَتوبَ مِنها. قال: وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إن تَغفِرْ تَغفِرْ جَمًّا، وأيُّ عبدٍ لَكَ لا أَلَمَّا"

(3)

.

(1)

المصنف في البعث والنشور (77)، وابن أبي شيبة في مسنده (216). وأخرجه ابن حبان (253) من طريق عبد الله بن إدريس به. وأحمد (3589) من طريق أبي معاوية به. والبخاري (6937) من طريق وكيع به. والترمذي (3067) من طريق الأعمش به.

(2)

مسلم (124/ 197).

(3)

المصنف في الشعب (7055)، والحاكم 1/ 54 وصححه. وأخرجه الترمذي (3284) من طريق =

ص: 6

وبِمَعناه رَواه رَوحُ بن عُبادَةَ عن زَكَريّا بنِ إسحاقَ

(1)

.

20783 -

وقَد أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا عبدُ الرَّحمَنِ بن الحَسَنِ القاضِي، حدثنا إبراهيمُ بن الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ بن أبي إياسٍ، حدثنا شُعبَةُ، حدثنا مَنصورٌ، عن مُجاهِدٍ، عن ابنِ عباسٍ في هذه الآيَةِ:{إِلَّا اللَّمَمَ} قال: الَّذِي يُلِمُّ بالذَّنبِ ثُمَّ يَدَعُه؛ ألَم تَسمَعْ قَولَ الشّاعِرِ:

إن تَغفِرِ اللَّهُمَّ تَغفِرْ جَمّا

وأيُّ عبدٍ لَكَ لا أَلَمَّا

(2)

هذا أشبَهُ.

20784 -

وقَد أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو عبد اللهِ ابنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بن محمدٍ الصَّيدَلانِيُّ، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، أنبأنا عبدُ الرَّزّاقِ، أنبأنا مَعمَرٌ، عن ابنِ طاوُسٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: ما رأيتُ أشبَهَ باللَّمَمِ مِمَّا قال أبو هريرةَ رضي الله عنه: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ كَتَبَ على ابنِ آدَمَ حَظَّه مِنَ الزِّنا، أدرَكَ ذَلِكَ لا مَحالَةَ؛ فزِنا العَينَينِ النَّظَرُ، وزِنا اللِّسانِ النُّطقُ، والنَّفسُ تَتَمَنَّى وتَشتَهِي، ويُصَدِّقُ ذَلِكَ الفَرجُ أو يُكَذِّبُه"

(3)

. رَواه

= أبي عاصم به، وقال: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحاق.

(1)

أخرجه البزار (4960)، والحاكم 2/ 469، 4/ 245 من طريق روح بن عبادة به وصححه. وقال الذهبي 8/ 4189: هذا خبر منكر.

(2)

المصنف في الشعب (7057)، والحاكم 1/ 55. وأخرجه ابن جرير في تفسيره 22/ 64 من طريق شعبة به.

(3)

تقدم في (13639).

ص: 7

البخاريُّ في "الصحيح" عن مَحمودِ بنِ غَيلانَ عن عبدِ الرَّزّاق، ورَواه مسلمٌ عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ

(1)

.

20785 -

أخبرَنا عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بن عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ، حدثنا سُلَيمانُ بن حَربٍ، حدثنا حَمّادُ بن سلمةَ، عن عليِّ بنِ زَيدٍ، عن يوسُفَ بنِ مِهرانَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِن عبدٍ إلا وقَد أخطأَ أو هَمَّ بخَطيئَةٍ، لَيسَ يَحيَى بنَ زَكَريّا، فإِنَّه لَم يُخطِئْ ولَم يَهُمَّ بخَطيَةٍ"

(2)

.

20786 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بن إسحاقَ، أنبأنا محمدُ بن غالِبٍ، حدثنا عَفّانُ وأبو سلمةَ قالا: حدثنا حَمّادُ بن سلمةَ، عن حَبيبِ بنِ الشَّهيدِ ويونُسَ بنِ عُبَيدٍ وحُمَيدٍ، عن الحَسَنِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وعَلِيُّ بن زَيدٍ، عن يوسُفَ بنِ مِهرانَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما مِن آدَمِيٍّ". فذَكَرَ مَعناه

(3)

.

قال الشّافِعِيُّ رحمه الله: فإِن كان الأغلَبُ على الرَّجُلِ الأظهَرُ مِن أمرِه الطّاعَةَ والمُروءَةَ قَبِلْتُ شَهادَتَه، وإِذا كان الأغلَبُ الأظهَرُ مِن أمرِه المَعصيَةَ وخِلافَ المُروءَةِ رَدَدْتُ شَهادَتَه

(4)

.

(1)

البخاري (6243)، ومسلم (2657/ 20).

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة (32445)، وأحمد (2294) من طريق حماد بن سلمة به بنحوه. وقال الذهبي 8/ 4189: إسناده وسط.

(3)

الحاكم 2/ 591.

(4)

الأم 7/ 53.

ص: 8

قال الشيخُ: وتَفسيرُ هذا فيما:

20787 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا الوَليدِ الفقيهَ يقولُ: سَمِعتُ أبا العباسِ ابنَ سُرَيجٍ يقولُ وسُئلَ عن صِفَةِ العَدالَةِ فقالَ: يَكونُ حُرًّا مُسلِمًا بالِغًا عاقِلًا، غَيرَ مُرتَكِبٍ لَكَبيرَةٍ، ولا مُصِرٍّ على صَغيرَةٍ، ولا يَكونُ تارِكًا لِلمُروءَةِ في غالِبِ العادَةِ

(1)

.

قال الشيخُ: أمّا الحُجَّةُ في شَرطِ الإسلامِ والحُرّيَّةِ والبُلوغِ والعَقلِ فقَد مَضَت

(2)

.

قال الشيخُ: وأمّا الحُجَّةُ فيما بَعدَهن ففيما:

20788 -

أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أنبأنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن عُبَيدِ اللهِ ابنِ أبي بكرٍ، عن أنَسٍ: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الكَبائر، فقالَ:"الإشراكُ بالله، وعُقوقُ الوالِدَينِ، وقَتلُ النَّفسِ، وشَهادَةُ الزُّورِ. أو قال: وقَولُ الزُّورِ"

(3)

. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ شُعبَةَ

(4)

.

20789 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا عباسُ بن محمدٍ، حدثنا العباسُ بن الفَضلِ الأزرَقُ، حدثنا

(1)

المصنف في الصغرى (4292)، والمعرفة (5950).

(2)

ينظر في (20642 - 20665).

(3)

المصنف في الشعب (4860)، والطيالسى (2188). وأخرجه أبو عوانة (147) عن يونس بن حبيب به. وتقدم في (15947، 20407، 20408).

(4)

البخاري (2653)، ومسلم (88).

ص: 9

حَربُ بن شَدّادٍ، حدثنا يَحيَى بن أبي كَثيرٍ، عن عبدِ الحَميدِ بنِ سِنانٍ، عن عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ، حَدَّثَنِي أبي قال: كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ، فسَمِعتُه يقولُ:"ألَا إنَّ أولياءَ اللهِ المُصَلُّونَ، ألَا وإِنَّه مَن يُتِمُّ الصَّلاةَ المَكتوبَةَ يَراها للهِ عَلَيه حَقًّا، ويُؤَدِّي الزَّكاةَ المَفروضَةَ، ويَصومُ رَمَضانَ، ويَجتَنِبُ الكَبائرَ". فقالَ له رَجُلٌ: يا رسولَ اللهِ، وما الكَبائرُ؟ قال:"الكَبائرُ تِسعٌ أعظَمُهُنَّ إشراكٌ باللهِ، وقَتلُ نَفسِ مُؤمِنٍ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليَتيمِ، وقَذفُ المُحصَنَةِ، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، والسِّحرُ، واستِحلالُ البَيتِ الحَرامِ، مَن لَقِي اللهَ وهو بَرِيءٌ مِنهُنَّ كان مَعِي في جَنَّةٍ مَصاريعُها مِن ذَهَبٍ"

(1)

.

20790 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرٍ أحمدُ بن سَلمانَ الفقيهُ، حدثنا أحمدُ بن إبراهيمَ بنِ مِلحانَ (ح) وأنبأنا أبو عبدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أبو بكرٍ محمدُ بن جَعفَرٍ المُزَكِّي، حدثنا أبو عبدِ اللهِ البوشَنجِيُّ، قالا: حدثنا يَحيَى بن بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن أبي بكرِ ابنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَزنِي الزّانِي حينَ يَزنِي وهو مُؤمِنٌ، ولا يَشرَبُ الخَمرَ حينَ يَشرَبُها وهو مُؤمِنٌ، ولا يَسرِقُ السّارِقُ حينَ يَسرِقُها وهو مُؤمِنٌ، ولا يَنتَهِبُ نُهْبَةً يَرفَعُ النّاسُ إلَيه فيها أبصارَهُم حينَ يَنتَهِبُها وهو مُؤمِنٌ". وعن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ،

(1)

أخرجه الطبراني 17/ 47، 48 (101)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5281) من طريق العباس بن الفضل به. وتقدم في (6804) من طريق حرب. وذكر الذهبي 8/ 4190 أن حرب بن شداد ذاهب الحديث.

ص: 10

عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ وأبِي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمِثلِ حَديثِ أبي بكرٍ هذا إلا النُّهبَةَ

(1)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سعيدِ بنِ عُفَيرٍ عن اللَّيثِ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن اللَّيثِ

(2)

.

20791 -

زادَ فيه أبو صالِحٍ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: "والتَّوبَةُ مَعروضَةٌ بَعدُ". أخبَرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي عبدُ الرَّحمَنِ بن الحَسَنِ الأسَدِيُّ بهَمَذانَ، حدثنا إبراهيمُ بن الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ بن أبي إياسٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن الأعمَشِ، عن ذَكوانَ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَه بزيادَتِه إلا أنَّه لَم يَذكُرِ النُّهبَةَ

(3)

. قال أبو عبدِ اللهِ: رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن آدَمَ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ ابنِ أبي عَدِيٍّ عن شُعبَةَ

(4)

.

20792 -

أخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ العَزيزِ بن محمدٍ العَطّارُ المَعروفُ بابنِ شَبّانَ وأبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ محمدٍ الرزازُ ببَغدادَ قالا: حدثنا أبو عمرٍو عثمانُ بن أحمدَ الدَّقّاقُ، حدثنا أيّوبُ بن سُلَيمانَ الصُّغْدِيُّ، حدثنا آدَمُ ابنُ أبي إياسٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ وعَبدِ اللهِ بنِ

(1)

المصنف في الشعب (34). وأخرجه النسائي (5675، 5676). وابن ماجه (9936) من طريق الليث به مقتصرًا على الحديث الأول. وابن حبان (186) من طريق الزهري به.

(2)

البخاري (2485)، ومسلم (57/ 101).

(3)

المصنف في الشعب (5567). وأخرجه النسائي (4886)، وابن حبان (4412) من طريق شعبة به. وأحمد (8895)، وأبو داود (4689)، والترمذي (2625) من طريق الأعمش به.

(4)

البخاري (6810)، ومسلم (57/ 104).

ص: 11

أبي السَّفَرِ، عن الشَّعبِيِّ، عن عبد اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللهُ عنه"

(1)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن آدَمَ

(2)

.

20793 -

أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن يَعقوبَ الحافظُ إملاءً، حدثنا إبراهيمُ بن عبدِ اللهِ السَّعدِيُّ، أنبأنا أبو عاصِمٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ، أخبرَنِي أبو الزُّبَيرِ أنَّه سَمِعَ جابِرًا رضي الله عنه يقولُ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه"

(3)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عبدِ بنِ حُمَيدٍ عن أبي عاصِمٍ

(4)

.

20794 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا العباسُ بن الفَضلِ وأبو بكرٍ الطَّيالِسِيُّ محمدُ بن إبراهيمَ قالا

(5)

: حدثنا أبو الوَليدِ، حدثنا إسحاقُ بن سعيدٍ يَعنِي ابنَ عمرِو بنِ سعيدِ بنِ العاصِ قال: حَدَّثَنِي أبي، عن أبيه قال: كُنتُ عِندَ عثمانَ بنِ عَفّانَ رضي الله عنه، فدَعا بطَهورٍ فقالَ: شَهِدتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ما مِن مُسلِمٍ تَحضُرُه صَلاةٌ مَكتوبَةٌ، فيُحسِنُ وُضوءَها ورُكوعَها وسُجودَها إلا كانَت له كَفّارَةً لِما مَضَى مِنَ الذُّنوبِ

(1)

أخرجه أحمد (6982) من طريق شعبة به. وأبو داود (2481)، والنسائي (5011) من طريق

إسماعيل به. وابن حبان (230) من طريق الشعبي به.

(2)

البخاري (10).

(3)

أخرجه ابن حبان (197) من طريق أبي عاصم به بنحوه. وأحمد (15210) من طريق أبي الزبير به مطولًا.

(4)

مسلم (41/ 65).

(5)

بعده في م: "حدثنا إبراهيم قالا".

ص: 12

ما لَم يأتِ كَبيرَةً، وهَذا الدَّهرَ كُلَّه"

(1)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عبدِ بنِ حُمَيدٍ وغَيرِه عن أبي الوَليدِ

(2)

.

20795 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو أحمدَ ابنُ أبي الحَسَنِ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ، حدثنا عليُّ بن حُجرٍ، حدثنا إسماعيلُ بن جَعفَرٍ، عن العَلاءِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"الصَّلَواتُ الخَمسُ، والجُمُعَةُ إلَى الجُمُعَةِ كَفّاراتٌ لِما بَينَهُنَّ ما لَم يَغشَ الكَبائرَ"

(3)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عليٍّ بنِ حُجرٍ وغَيرِهِ

(4)

.

20796 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الوَليدِ الفقيهُ، أنبأنا الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا هارونُ بن سعيدٍ الأَيلِيُّ، حدثنا ابنُ وهبٍ، عن أبي صَخرٍ، أن عُمَرَ بنَ إسحاقَ مَولَى زائدَةَ حَدَّثَه عن أبيه، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ:"الصَّلَواتُ الخَمسُ والجُمُعَةُ إلَى الجُمُعَةِ ورَمَضانُ إلَى رَمَضانَ مُكَفِّراتٌ ما بَينَهُما إذا اجتُنِبَتِ الكَبائرُ"

(5)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن هارونَ بنِ سعيدٍ وغَيرِهِ

(6)

.

(1)

تقدم في (3626).

(2)

مسلم (228/ 7).

(3)

المصنف في الشعب (2819). وأخرجه الترمذي (214)، وابن خزيمة (314، 1814) من طريق علي بن حجر به. وتقدم في (4509).

(4)

مسلم (233/ 14).

(5)

المصنف في الشعب (3619)، وفي فضائل الأوقات (47). وأخرجه أحمد (9197) عن هارون بن سعيد الأيلى به.

(6)

مسلم (233/ 16).

ص: 13

20797 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، أنبأنا محمدُ بن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أنبأنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِي عمرُو بنُ الحارِثِ، أن ابنَ أبي هِلالٍ حَدَّثَه أن نُعَيمَ بنَ عبدِ اللهِ المُجْمِرَ حَدَّثَه أن صُهَيبًا مَولَى العُتْواريِّينَ حَدَّثَه، أنَّه سَمِعَ أبا سعيدٍ الخُدرِيَّ وأبا هريرةَ يُخبِرانِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه جَلَسَ على المِنبَرِ ثُمَّ قال:"والَّذِي نَفسِي بيَدِه". ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ سَكَتَ، فأكَبَّ كُلُّ رَجُلٍ مِنّا يَبكِي حَزينًا ليَمينِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال:"ما مِن عبدٍ يأتِي الصَّلَواتِ الخَمسَ ويَصومُ رَمَضانَ ويَجتَنِبُ الكَبائرَ السَّبعَ إلا فُتِّحَت له أبوابُ الجَنَّةِ يَومَ القيامَةِ حَتى إنَّها لَتَصْطَفِقُ"

(1)

. ثُمَّ تَلا {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}

(2)

.

ففِي هذه الأخبارِ وما جانَسَها مِنَ التَّغليظِ في الكَبائرِ والتَّكفيرِ عن الصَّغائرِ ما يُؤَكِّدُ قَولَ مَن فرَّقَ بَينَهُما برَدِّ شَهادَةِ مَنِ ارتكَبَ كَبيرَةً دونَ مَنِ ارتكبَ صَغيرَةً.

ومِنَ الأخبارِ التي تَدُلُّ على أن الصَّغائرَ إذا كَثُرَت بَلَغَت بصاحِبِها مَبلَغَ مُرتَكِبِ الكَبيرَةِ في رَدِّ الشَّهادَةِ وغَيرِه ما:

20798 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي عبدُ اللهِ بن محمدِ بنِ

موسَى الصَّيدَلانِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ أيّوبَ، أنبأنا أبو الوَليدِ، حدثنا مَهدِيُّ

(1)

في م: "لتصفق". والاصطفاق: الاضطراب والاهتزاز. ينظر التاج 26/ 34 (ص ف ق).

(2)

أخرجه ابن خزيمة (315)، وابن حبان (1748) من طريق ابن وهب به. والنسائي (2437) من طريق ابن أبي هلال به.

ص: 14

ابنُ مَيمونٍ، حدثنا غَيلانُ، عن أنَسٍ قال: إنَّكُم لَتَعمَلونَ أعمالًا هِيَ أدَقُّ في أعيُنِكُم مِنَ الشَّعَرِ، إنْ كُنّا لَنَعُدُّها

(1)

على عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنَّها لَهِيَ الموبِقاتُ

(2)

. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي الوَليدِ

(3)

.

20799 -

أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أنبأنا عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِيُّ، حدثنا عِمرانُ القَطّانُ، عن قَتادَةَ، عن عبدِ رَبِّه، عن أبي عِياضٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إيّاكُم ومُحَقَّراتِ الأعمالِ؛ إنَّهُنَّ لَيَجتَمِعْنَ

(4)

على الرَّجُلِ حَتَّى يُهلِكْنَه". وأنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَومٍ نَزَلوا بأرضِ فلاةٍ، فحَضَرَ صَنيعُ القَومِ، فجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بالعُودِ والرَّجُلُ يَجِيءُ بالعُوَيدِ، حَتَّى جَمَعوا مِن ذَلِكَ سَوادًا، ثُمَّ أجَّجوا نارًا، فأنضَجَت ما قُذِفَ فيها

(5)

.

ورُوِيَ في ذَلِكَ عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَزيدَ عن ابنِ مَسعودٍ رضي الله عنه مِن قَولِه غَيرَ مَرفوعٍ

(6)

.

(1)

في م: "لنعد".

(2)

المصنف في الشعب (7258). وأخرجه أحمد (12604)، وأبو يعلى (4314) من طريق مهدى بن ميمون به.

(3)

البخاري (6492).

(4)

في م: "ليجمعن".

(5)

المصنف في الشعب (285)، والطيالسى (400)، وعنه أحمد (3818). وأخرجه الطبراني (10500) من طريق عمران القطان به. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 189: رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داود القطان، وقد وثق.

(6)

أخرجه عبد الرزاق (20578) -ومن طريقه الطبراني (8796) - من طريق عبد الرحمن به.

ص: 15

20800 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا بَكّارُ بنُ قُتَيبَةَ القاضِي بمِصرَ، حدثنا صَفوانُ بن عيسَى، أنبأنا محمدُ بن عَجلانَ، عن القَعقاعِ بنِ حَكيمٍ، عن أبي صالِحٍ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ المُؤمِنَ إذا أذنَبَ ذَنبًا كانَت نُكتَةٌ سَوداءُ في قَلبِه، فإِن تابَ ونَزَعَ واستَغفَرَ صُقِلَ مِنها قَلبُه، فإِن عادَ زادت

(1)

حَتَّى يُغلَقَ بها قَلبُه، فذاكَ الرَّانُ

(2)

الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عز وجل في كِتابِه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} "

(3)

.

قال الشيخُ: ويُشبِهُ أن تكونَ هذه الأخبارُ وما جانَسَها في التَّغليظِ والتَّشديدِ فيمَن أصَرَّ على الذُّنوبِ غَيرَ مُستَغفِرٍ مِنها، ولا مُحَدِّثٍ نَفسَه بتَركِها، فقَد:

20801 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو النَّضرِ الفقيهُ، حدثنا محمدُ بن أيّوبَ، أنبأنا أبو الوَليِدِ الطَّيالِسِيُّ، حدثنا هَمّامُ بن يَحيَى قال: سَمِعتُ إسحاقَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ أبي طَلحَةَ يقولُ: سَمِعتُ عبدَ الرَّحمَنِ بنَ أبي عَمرَةَ يقولُ: سَمِعتُ أبا هريرةَ رضي الله عنه يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ عبدًا أصابَ ذَنبًا فقالَ: يا رَبِّ، إنِّي أذنَبتُ ذَنبًا، فاغفِرْه لِي. فقالَ رَبُّه: عَلِمَ عبدِي أنَّ

(1)

في م: "رانت".

(2)

ليس في: م.

(3)

المصنف في الشعب (7203 مكرر)، وفي الآداب ص 511، والحاكم 2/ 517 وصححه. وأخرجه أحمد (7952) عن صفوان بن عيسى به. والترمذي (3334)، والنسائي في الكبرى (11658)، وابن ماجه (4244) من طريق محمد بن عجلان به، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الذهبي 8/ 4193: إسناده صالح.

ص: 16

له رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به. فغَفَرَ له، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أصابَ ذَنبًا آخَرَ -ورُبَّما قال: أذنَبَ ذَنبًا آخَرَ- فقالَ: يا رَبِّ، إنِّى أذنَبتُ ذَنبًا آخَرَ، فاغفِرْ لِى. قال رَبُّه: عَلِمَ عبدِى أنَّ له رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ ويأخُذُ به. فغَفَرَ له، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أصابَ ذَنبًا آخَرَ -ورُبَّما قال: أذنَبَ ذَنبًا آخَرَ- فقالَ: يا رَبِّ، إنِّى أذنَبتُ ذَنبًا آخَرَ، فاغفِرْ لِى. فقالَ رَبُّه: عَلِمَ عبدِى أنَّ له رَبًّا يَغفِرُ الذُّنبَ ويأخُذُ به. فقالَ رَبُّه: غَفَرتُ لِعَبدِى، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ"

(1)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن محمدٍ عن

(2)

عبد اللَّهِ بنِ رَجاءٍ عن هَمَّامٍ، ورَواه مسلمٌ عن عبد بنِ حُمَيدٍ عن أبى الوَليدِ

(3)

.

20802 -

أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا أبو بكرِ بنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا النُّفَيلِىُّ، حدثنا مَخلَدُ بن يَزيدَ، حدثنا عثمانُ بن واقِدٍ العُمَرِىُّ، عن أبى نُصَيرَةَ

(4)

، عن مَولًى لآلِ أبى بكرٍ الصِّدِّيقِ -رضى اللَّه عنه-، عن أبى بكرٍ الصِّدّيقِ -رضى اللَّه عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أصَرَّ مَنِ استَغفَرَ وإِن عادَ فى اليَومِ سبعينَ مَرَّةً"

(5)

.

(1)

المصنف فى الشعب (7087)، وفى الأربعين الصغرى (9). وأخرجه أحمد (7948)، وابن حبان (622) من طريق همام بن يحيى به. والنسائى فى الكبرى (10252) من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة به.

(2)

كذا فى نسخة المصنف، وفى غيرها:"بن".

(3)

مسلم (2758/ 30). وعزاه فى تحفة الأشراف 10/ 147 (13601) للبخارى. وقال ابن حجر فى النكت الظراف 10/ 148: ولم أره فى شئ من نسخ البخارى. ولم نجده فيما بين أيدينا من نسخ البخارى.

(4)

فى حاشية الأصل: "بصيرة". وينظر الإكمال 1/ 329، وتهذيب الكمال 34/ 345.

(5)

المصنف فى الدعوات الكبير (143)، وأبو داود (1514). وأخرجه الترمذى (3559) من طريق =

ص: 17

20803 -

أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أنبأنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، سَمِعَ أبا عُبَيدَةَ يُحَدِّثُ عن أبى موسَى الأشعَرِىِّ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَه باللَّيلِ ليَتوبَ مُسِئُ النَّهارِ، وبِالنَّهارِ ليَتوبَ مُسِئُ اللَّيلِ، حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها"

(1)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن بُندارٍ عن أبى داودَ

(2)

.

20804 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ علىِّ بنِ عَفَّانَ العامِرِىُّ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن عُمارَةَ بنِ عُمَيرٍ قال: سَمِعتُ الحارِثَ بنَ سُوَيدٍ يقولُ: أتَينا عبدَ اللَّهِ يَعنِى ابنَ مَسعودٍ، فحَدَّثَنا بحَديثَينِ؛ أحَدُهُما عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والآخَرُ عن نَفسِه، فقالَ: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أشَدُّ فرَحًا بتَوبَةِ عبدِه المُؤمِنِ مِن رَجُلٍ قال بأرضِ فلاةٍ دَوِّيَّةٍ

(3)

ومَهلَكَةٍ، ومَعَه راحِلَتُه عَلَيها طَعامُه وشَرابُه، فنَزَلَ عنها

(4)

فنامَ وراحِلَتُه عِندَ رأسِه، فاستَيقَظَ وقَد ذَهَبَت، فذَهَبَ فى طَلَبِها فلَم يَقدِرْ عَلَيها، حَتَّى أدرَكَه الموتُ

(5)

مِنَ العَطَشِ فقالَ: واللَّهِ لأرجِعَنَّ فلأموتَنَّ حَيثُ كان رَحلِى. فرَجَعَ فنامَ فاستَيقَظَ، وإِذا راحِلَتُه عِندَ رأسِه عَلَيها طَعامُه وشَرابُه". قال: ثُمَّ

= عثمان بن واقد به، وقال الترمذى: غريب. . . وليس إسناده بالقوى. وضعفه الألبانى فى ضعيف أبى داود (326).

(1)

تقدم فى (16582).

(2)

مسلم (2759/ عقب 31).

(3)

الدَّوُّ: الصحراء التى لا نبات فيها، والدوية منسوبة إليها. النهاية 2/ 143.

(4)

فى م، وحاشية الأصل:"فيها".

(5)

زيادة من: نسخة المصنف.

ص: 18

قال عبدُ اللَّهِ: إنَّ المُؤمِنَ يَرَى ذُنوبَه كأنَّه جالِسٌ فى أصلِ جَبَلٍ يَخافُ أن يَنقَلِبَ عَلَيه، وإِنَّ الفاجِرَ يَرَى ذُنوبَه كَذُبابٍ مَرَّ على أنَّفِه، فقالَ له هَكَذا فذَهَبَ. وأمَرَّ بيَدِه على أنَّفِه

(1)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ مَنصورٍ عن أبى أُسامَةَ

(2)

.

قال الشيخُ: والفَرَحُ المُضافُ إلَى اللَّهِ عز وجل فى هذا الحديثِ بمَعنَى الرِّضا والقَبولِ كَقَولِه تَعالَى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53، والروم: 32] يَعنِى: راضونَ، كَذَلِكَ ذَكَرَه بعضُ أهلِ العِلمِ، وهو حَسَنٌ

(3)

.

وفِى التَّوبَةِ مِنَ الذَّنبِ أخبارٌ كَثيرَةٌ لَيسَ ههنا مَوضِعُها.

وأمَّا مَن خَرَجَ مِن أهلِ الاسلامِ مِن دارِ الدُّنيا وقَد تَلَوَّثَ بالذُّنوبِ والخَطايا، فهو فى مَشيئَةِ اللَّهِ تَعالَى؛ إن شاءَ غَفَرَ له بفَضلِه ذُنوبَه صِغارَها وكِبارَها، وإِن شاءَ عاقَبَه بعَدلِه على ذُنوبِه، ثُمَّ أخرَجَه مِن عُقوبَتِه إلَى جَنَّتِه برَحمَتِه أو بشَفاعَةِ الشّافِعينَ بإِذنِه، وفى ذَلِكَ أخبارٌ كَثيرَةٌ إلَّا أنّا

(1)

المصنف فى الأسماء والصفات (995). وأخرجه البخارى (6308) معلقًا عن أبى أسامة به. والترمذى (2497، 2498) والنسائى فى الكبرى (7742) من طريق الأعمش به بنحوه. وعند النسائى مقتصرًا على المرفوع. وأحمد (3627 - 3629) من طريق الحارث بن سويد به.

(2)

مسلم (2744/ 4).

(3)

قال الذهبى 8/ 4194: "ليت المؤلف سكت؛ فإن الحديث من أحاديث الصفات التى تُمَرُّ على ما جاءت كما هو معلوم من مذهب السلف، والتأويل الذى ذكره ليس بشئ؛ يُسأل عن معنى الرضا فيؤَوِّله بمعنى الإرادة، والنبى صلى الله عليه وسلم قد جعل فرح الخالق عز وجل أشد من فرح الذى ضلت راحلته، فتأمل هذا وكفّ، واعلم أن نبيك لا يقول إلا حقًّا؛ فهو أعلم بما يجب للَّه وما يمتنع عليه من جميع الخلق. اللهم اكتب الإيمان بك فى قلوبنا، وأيدنا بروح منك".

ص: 19

نُشيرُ ههنا إلَى ما يَقَعُ به البَيانُ بتَوفيقِ اللَّهِ تَعالَى:

20805 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ صالِحِ ابنِ هانِئٍ، حدثنا السَّرىُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا عُمَرُ بنُ حَفصِ بنِ غِيَاثٍ، حدثنا أبى، حدثنا الأَعْمَشُ، حدثنا زَيدُ بنُ وهبٍ، حدثنا واللَّهِ أبو ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ قال: كُنتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أمشِى فى حَرَّةِ المَدينَةِ عِشاءً، فاستَقبَلَنا أُحُدٌ، فقالَ:"يا أبا ذَرٍّ، ما أُحِبُّ أنَّ أُحُدًا ذاكَ لِى ذَهَبًا تأتِى عَلَيه لَيلَةٌ وعِنْدى مِنه دينارٌ، إلَّا دينارٌ أُرصِدُه لِدَينٍ، إلَّا أن أقولَ به فى عِبادِ اللَّهِ هَكَذا وهَكَذا". وأومأَ بيَدِه ثُمَّ قال: "يا أبا ذَرٍّ". قُلتُ: لَبَّيكَ وسَعدَيكَ يا رسولَ اللَّهِ. قال: "أَلا إنَّ الأكْثَرينَ هُمُ الأقَلُّونَ، إلَّا مَن قال هَكَذا وهَكَذا وهَكَذا". ثُمَّ قال لِى: "مَكانَكَ لا تَبرَحْ يا أبا ذَرٍّ حَتَّى أرجِعَ إلَيكَ". قال: وانطلَقَ حَتَّى غابَ عَنِّى، فسَمِعتُ صَوتًا، فتَخَوَّفتُ أن يَكونَ عُرِضَ لِرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأرَدتُ أن آتِيَه، ثُمَّ ذَكَرتُ قَولَه:"لا تَبْرَحْ". فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، سَمِعتُ صَوتًا خَشِيتُ أن يَكونَ عُرِضَ لَكَ

(1)

، ثُمَّ ذَكَرتُ قَولَكَ فأقَمتُ. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"ذاكَ جِبريلُ أتانِى فأخبَرَنِى أنَّه مَن ماتَ مِن أُمَّتِى لا يُشرِكُ باللَّهِ شَيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ". قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، وإِن زَنا وإِنْ سَرَقَ؟ قال:"وإِن زَنا وإِن سَرَقَ"

(2)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن عُمَرَ بنِ حَفصِ بنِ غِيَاثٍ

(3)

،

(1)

بعده فى م: "ذاك".

(2)

أخرجه أحمد (21347)، وابن حبان (170، 3326) من طريق الأعمش به. والنسائى فى الكبرى (10962) من طريق زيد بن وهب به مختصرًا.

(3)

البخارى (6268).

ص: 20

وأخرَجاه مِن أوجُهٍ أُخَرَ عن الأَعْمَشِ

(1)

.

20806 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ صالِحٍ، حدثنا السَّرِىُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا عُمَرُ بنُ حَفصٍ، حدثنا أبى، حدثنا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنِى أبو صالِحٍ، عن أبى الدَّرداءِ نَحوَه

(2)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن عُمَرَ بنِ حَفصٍ

(3)

.

قال البخارىُّ: حَديثُ أبى صالِحٍ عن أبى الدَّرداءِ مُرسَلٌ، والصحيحُ حَديثُ أبى ذَرٍّ

(4)

.

قال البخارىُّ

(5)

: وقالَ النَّضرُ بنُ شُمَيل. فذَكَرَ ما:

20807 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحُسَينُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدٍ السَّديرِىُّ البَيهَقِىُّ، أنبأنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحُسَينِ الخُسْرَوْجِرْدِىُّ، حدثنا داودُ بنُ الحُسَينِ البَيهَقِىُّ، حدثنا حُمَيدُ بنُ زَنْجُويَه، حدثنا النَّضرُ بنُ شُمَيلٍ، أنبأنا شُعبَةُ، حدثنا حَبيبُ بنُ أبى ثابِتٍ وسُلَيمانُ الأَعْمَشُ وعَبدُ العَزيزِ بنُ رُفَيعٍ قالوا: سَمِعنا زَيدَ بنَ وهبٍ

(6)

، عن أبى ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ جِبريلَ أتانِى فبَشَّرَنِى أنَّه مَن ماتَ مِن أُمَّتِى لا يُشرِكُ باللَّهِ شَيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ". قال:

(1)

البخارى (2388، 6444)، ومسلم 2/ 687 (94/ 32).

(2)

المصنف فى البعث والنشور (29) وسقط من المطبوعة: "حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبى". وأخرجه أحمد مختصرًا (27527)، وابن حبان عقب (170، 3326) من طريق الأعمش به.

(3)

البخارى عقب (6268).

(4)

البخارى عقب (6443).

(5)

البخارى عقب (6443).

(6)

بعده فى م: "يحدث".

ص: 21

قُلتُ: "وإِنْ زَنا وإِن سَرَقَ؟ قال: وإِنْ زَنَا وإِنْ سرَقَ". قال سُلَيمانُ يَعنِى لِزَيدِ بنِ وهبٍ: إنَّما يُروَى هذا الحَديثُ عن أبى الدَّرداءِ. قال: أمَّا أنا فسَمِعتُه مِن أبى ذَرٍّ

(1)

.

20808 -

وأخبرَنا أبو صالِحِ ابنُ أبى طاهِرٍ العَنبَرِىُّ، أنبأنا جَدِّى يَحيَى ابنُ مَنصورٍ القاضِى، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أنبأنا جَريرٌ، عن عبدِ العَزيزِ بنِ رُفَيعٍ، عن زَيدِ بنِ وهبٍ، عن أبى ذَرٍّ قال: خَرَجتُ لَيلَةً مِنَ اللَّيالِى، فإِذا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمشِى لَيسَ مَعَه إنسانٌ. فذَكَرَ الحديثَ قال: فلَمَّا جاءَ لَم أصبِرْ حَتَّى قُلتُ: يا نَبِىَّ اللَّهِ -جَعَلَنِى اللَّهُ فِداكَ- مَن كُنتَ تُكَلِّمُ فى جانِبِ الحَرَّةِ؟ فما سَمِعتُ أحَدًا يَرجِعُ إلَيكَ شَيئًا. فقالَ: "ذاكَ جِبريلُ عَرَضَ لِى فى جانِبِ الحَرَّةِ فقالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أنَّه مَن ماتَ لا يُشرِكُ باللَّهِ شَيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ. فقُلتُ: يا جِبريلُ، وإِن سَرَقَ وإِن زَنا؟ قال: نَعَم، وإِن سَرَقَ وإِن زَنا. قُلتُ: وإِنْ سَرَقَ وإِنْ زَنا؟ قال: وإِنْ سَرَقَ وزَنا وشَرِبَ الخَمرَ"

(2)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن قُتَيبَةَ عن جَريرٍ

(3)

.

20809 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ علىِّ بنِ عَفَّانَ العامِرِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ نُمَيرٍ، عن الأَعْمَشِ، عن المَعرورِ بنِ سُوَيدٍ، عن أبى ذَرٍّ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

(1)

أخرجه النسائى فى الكبرى (10960)، وابن حبان (213) من طريق النضر بن شميل به. وأحمد (21464)، والترمذى (2644) من طريق شعبة به. وقال الترمذى: حسن صحيح.

(2)

المصنف فى البعث والنشور (26). وأخرجه مسلم 2/ 687 (94/ 33) من طريق جرير به.

(3)

البخارى (6443).

ص: 22

"إنِّى لأعلَمُ آخِرَ أهلِ الجَنَّةِ دُخولًا الجَنَّةَ وآخِرَ أهلِ النَّارِ خُروجًا مِنها؛ رَجُلٌ يُؤتَى به يَومَ القيامَةِ فيقالُ: اعرِضوا عَلَيه صِغَارَ ذُنوبه، وارفَعوا عنه كِبارَها. فيُعرَضُ عَلَيه صِغَارُ ذُنوبِه، فيقالُ: عَمِلتَ يَومَ كذا وكَذا كَذا وكَذا، وعَمِلتَ يَومَ كَذا وكَذا كَذا وكَذا؟ فيَقولُ: نَعَم. لا يَستَطيعُ أن يُنكِرَ، وهو مُشفِقٌ مِن كِبارِ ذُنوبِه أن تُعرَضَ عَلَيه، فيُقالُ له: فإِنَّ لَكَ بمَكانِ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فيَقولُ: رَبِّ قَد عَمِلتُ أشياءَ لا أراها ههنا". فلَقَد رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَواجِذُه

(1)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ نُمَيرٍ عن أبيهِ

(2)

.

20810 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو بكرِ ابنُ عبدِ اللَّهِ، حدثنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا حَرمَلَةُ بنُ يَحيَى، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى يونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، أن عمرَو بنَ أبى سُفيانَ حَدَّثَه أن أبا هريرةَ قال لِكَعبِ الأحبارِ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لِكُلِّ نَبِىٍّ دَعوَةً مُستَجابَةً، فتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِىٍّ دَعْوتَه، وإِنِّى اختَبأتُ دَعوَتِى شَفاعَةً لأُمَّتِى إلَى يَومِ القيامَةِ، فهِىَ نائلَةٌ إن شاءَ اللَّهُ مَن ماتَ مِن أُمَّتِى لا يُشْرِكُ باللَّهِ شَيئًا". قال كَعبٌ لأبِى هريرةَ: أسَمِعتَ هذا مِن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو هريرةَ: نَعَم

(3)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن حَرمَلَةَ بنِ يَحيَى

(4)

، وبِهَذا اللَّفظِ أخرَجَه أيضًا مِن حَديثِ أبى صالِحٍ عن

(1)

المصنف فى الأسماء والصفات (91)، وفى البعث والنشور (106). وأخرجه أحمد (21393)، والترمذى (2596)، وابن حبان (7375) من طريق الأعمش به.

(2)

مسلم (190/ 314).

(3)

المصنف فى فضائل الأوقات (202).

(4)

مسلم (198/ 337).

ص: 23

أبى هُرَيرَةَ

(1)

.

20811 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ، أنبأنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى وأبو المُثَنَّى العَنبَرِىُّ قالا: حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا بِسطامُ بنُ حُرَيثٍ، عن أشعَثَ الحُدَّانِىِّ، عن أنَسٍ، عن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال:"شَفاعَتِى لأهلِ الكَبائرِ مِن أُمَّتِى"

(2)

.

20812 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغَانِىُّ، حدثنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ (ح) وأخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىُّ، حدثنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ، حدثنا شُعبَةُ، عن قَتادَةَ، عن أنَسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ نَبِىٍّ دَعوَةً قَد دَعا بها فى أُمَّتِه، وإِنِّى اختَبأتُ دَعوَتِى شَفاعَةً لأُمَّتِى يَومَ القيامَةِ"

(3)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن زُهَيرِ بنِ حَربٍ وغَيرِه عن رَوحٍ

(4)

.

20813 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، حدثنا رَوحُ بنُ عُبادَةَ، حدثنا ابنُ جُرَيجٍ، أخبرَنِى

(1)

مسلم (198/ 338).

(2)

الحاكم 1/ 69. وأخرجه أحمد (13222)، وأبو داود (4739) من طريق سليمان بن حرب به.

(3)

المصنف فى الشعب (306) بالإسناد الثانى. وأخرجه أحمد (13170، 13932) عن روح بن عبادة به. وابن حبان (6196) من طريق شعبة به.

(4)

مسلم (200/ 342).

ص: 24

أبو الزُّبَيرِ أنَّه سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنه يقولُ: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فذَكَرَه بمِثلِهِ

(1)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبى خَلَفٍ عن رَوحٍ

(2)

.

20814 -

حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ إملاءً، أنبأنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، أنبأنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ المُخَرِّمِىُّ، أنبأنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ قال: سَمِعَ عمرٌو جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنه يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأُذُنَىَّ هاتَينِ يقولُ: "إنَّ اللَّهَ تَعالَى يُخرِجُ قَومًا مِنَ النَّارِ، فيُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ"

(3)

. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ عن سُفيانَ

(4)

.

20815 -

أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا عارِمُ بنُ الفَضلِ، حدثنا حَمَّادُ ابنُ زَيدٍ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخرُجُ قَومٌ مِنَ النّارِ بالشَّفاعَةِ فيَنبُتونَ كأنَّهُمُ الثَّعاريرُ".

قالَ: قيلَ لِعَمرٍو: وما الثَّعاريرُ؟ قال: الضَّغابيسُ

(5)

. قال حَمَّادٌ: وكانَ

(1)

أخرجه أحمد (15116) عن روح بن عبادة به. وابن حبان (6460) من طريق ابن جريج به.

(2)

مسلم (201/ 345).

(3)

المصنف فى فضائل الأوقات (200)، وسعدان فى جزئه (110). وأخرجه أحمد (14312)، وابن حبان مطولًا (7483) من طريق سفيان به.

(4)

مسلم (191/ 317).

(5)

الثعارير والضغابيس: صغار القثاء، وإنما شبه حالهم بذلك لأن القثاء تطول سريعًا. غريب الحديث لابن الجوزى 1/ 122.

ص: 25

عمرٌو سَقَطَ فمُه. قال حَمّادٌ: فقُلتُ لِعَمرٍو: يا أبا محمدٍ، سَمِعتَ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ يقولُ: سَمِعتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ اللَّهَ عز وجل يُخرِجُ قَومًا مِنَ النَّارِ بالشَّفاعَةِ"؟. قال: نَعَم

(1)

. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن عارِمٍ، ورَواه مسلمٌ عن أبى الرَّبيعِ عن حَمّادٍ

(2)

، وأخرَجَه أيضًا مِن حَديثِ يَزيدَ الفَقيرِ عن جابِرٍ، واحتَجَّ فى ذَلِكَ جابِرٌ بقَولِه عز وجل:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وقالَ: إنَّه مَقامُ محمدٍ المَحمودُ الَّذِى يُخرِجُ اللَّهُ به مَن يُخرِجُ

(3)

.

20816 -

وأخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا محمدُ بنُ غالِبٍ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ أبو سلمةَ، حدثنا وُهَيبُ بنُ خالِدٍ، عن عمرِو بنِ يَحيَى، عن أبيه، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ رضي الله عنه، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دَخَلَ أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهلُ النَّارِ النَّارَ يقولُ اللَّهُ عز وجل: مَن كان فى قَلبِه مِثقالُ خَردَلَة مِن خَيرٍ فأخرِجوه. فيُخرَجونَ قَدِ امتُحِشُوا

(4)

وعادوا حُمَمًا"

(5)

. قال: "فيُلقَونَ فى نَهَرٍ يُقالُ له: نَهَرُ الحَياةِ". قال: "فيَنبُتونَ فيه كما تَنبُتُ الحِبَّةُ

(6)

فى حَميل السَّيلِ"

(7)

. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ألم تَرَوا أنَّها تَنبُتُ

(1)

المصنف فى الشعب (314). وأخرجه ابن أبى عاصم فى السنة (841)، وابن خزيمة فى التوحيد (412) من طريق حماد بن زيد به، مقتصرين على آخره.

(2)

البخارى (6558)، ومسلم (191/ 318).

(3)

مسلم (191/ 320).

(4)

امتحشوا: احترقوا، وفيه الوجهان؛ البناء للمعلوم وللمجهول. فتح البارى لابن رجب 5/ 107.

(5)

حممًا: فحمًا. مشارق الأنوار 1/ 201.

(6)

الحِبّة بالكسر: بزور البقول وحب الرياحين. وقيل: هو نبت صغير ينبت على الحشيش. النهاية 1/ 326.

(7)

حميل السيل: ما حمله السيل من كل شئ. غريب الحديث لأبى عبيد 1/ 71.

ص: 26