الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأخيه إذا كان عَدلًا
(1)
.
20907 -
قال: وحَدَّثَنا سعيدٌ، حدثنا خالِدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن محمدِ بنِ عمرِو بنِ عَلقَمَةَ، عن عُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ، أنَّه أجازَ شَهادَةَ الأخِ لأخيهِ
(2)
.
وروِّينا عن أبى يَحيَى السّاجِىِّ أنَّه رَواه عن ابنِ الزُّبَيرِ وشُرَيحٍ والحَسَنِ والشَّعبِىِّ وعُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ، قال: وقالَ الحَسَنُ والزُّهرِىُّ: تَجوزُ شَهادَةُ الزَّوجِ والمَرأةِ
(3)
.
بابُ ما تُرَدُّ به شَهادَةُ أهلِ الأهواءِ
قال بَعضُ أصحابِنا: هو إظهارُ مَن اْظهَرَ مِنهُم نَفىَ صِفاتِ اللَّهِ تَعالَى التى قَد ورَدَ الكِتابُ بها، ودَلَّتِ السُّنَّةُ المُستَفيضَةُ مَعَ إجماعِ سَلَفِ هذه الأُمَّةِ على إثباتِها؛ نَحوَ الكَلامِ والقُدرَةِ والعِلمِ والمَشيئَةِ، وأنَّ الأفعالَ كُلَّها للَّهِ تَعالَى مَخلوقَةٌ، فقَد جاءَتِ الأخبارُ بتَكفيرِ مُنكِريها، وتبَرّأَ سَلَفُ هذه الأُمَّةِ مِن مَذهَبِ أهلِ الأهواءِ فيها.
20908 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ ابنِ الحَسَنِ الفقيهُ إملاءً فى جامِعِ المَنصورِ، حدثنا أبو داودَ سُلَيمانُ بنُ الأشعَثِ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ أبى حازِمٍ، عن
(1)
أخرجه ابن أبى شيبة (22101) من طريق الشعبى به.
(2)
ينظر المدونة 13/ 156.
(3)
ينظر المدونة 13/ 155.
أبيه، عن ابنِ عُمَرَ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال:"القَدَريَّةُ مَجوسُ هذه الأُمَّةِ، إن مَرِضوا فلا تَعودوهُم، وإِن ماتوا فلا تَشهَدوهُم"
(1)
. أخرَجَه أبو داودَ فى كِتابِ "السنن" هَكَذا
(2)
.
20909 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أبو القاسِمِ سُلَيمانُ بنُ أحمدَ الطَّبَرانِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا سفيانُ، عن عُمَرَ بنِ محمدٍ، عن عُمَرَ مَولَى غُفْرَةَ، عن رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ، عن حُذَيفَةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجوسًا، وإِنَّ مَجوسَ هذه الأُمَّةِ الَّذينَ يَقولونَ: لا قَدَرَ. فمَن مَرِضَ مِنهُم فلا تَعودوه، ومَن ماتَ مِنهُم فلا تَشهَدوه، وهُم شيعَةُ الدَّجّالِ، وحَقٌّ على اللَّهِ عز وجل أن يُلحِقَهُم به"
(3)
. أخرَجَه أبو داودَ فى كِتابِ "السنن" عن محمدِ بنِ كَثيرٍ عن سُفيانَ
(4)
.
والَّذِى رُوِىَ عن ابنِ عُمَرَ وحُذَيفَةَ
(5)
فى تكفيرِ القَدَريَّةِ نَصًّا، مَوجودٌ دِلالَةً ظاهِرَةً فى الحديث الثّابِتِ عن ابنِ عُمَرَ عن أبيه عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فى الإيمانِ، مَعَ تبَرِّى ابنِ عُمَرَ ممَّن نَفَى القَدَرَ:
(1)
الحاكم 1/ 85. وأخرجه ابن أبى عاصم فى السنة (338) من طريق أبى حازم به. وقال الذهبى 8/ 4211: منقطع بين أبى حازم وابن عمر.
(2)
أبو داود (4691). وحسنه الألبانى فى صحيح أبى داود (3925).
(3)
أخرجه أحمد (23456) من طريق عمر بن محمد به. والطيالسى (435) من طريق عمر مولى غفرة به. وقال الذهبى 8/ 4211: مولى غفرة ضعيف، وشيخه مجهول.
(4)
أبو داود (4692). وضعفه الألبانى فى ضعيف أبى داود (1010).
(5)
بعده فى نسخة المصنف: "عن النبى صلى الله عليه وسلم".
20910 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أنبأنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرَّزَّازُ، حدثنا عيسَى بنُ عبدِ اللَّهِ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ المُقرِئُ، حدثنا كَهمَسُ بنُ الحَسَنِ قال: سَمِعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ بُرَيدَةَ يُحَدِّثُ أن يَحيَى بنَ يَعْمَرَ قال: كان أوَّلَ مَن قال فى القَدَرِ فى البَصرَةِ مَعبَدٌ الجُهَنِىُّ، فانطَلَقنا حُجّاجًا أنا وحُمَيدُ ابنُ عبدِ الرَّحمَنِ، فلَمّا قَدِمنا قُلنا: لَو لَقِينا بَعضَ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسألناه عَمّا يقولُ هَؤُلاءِ القَومُ فى القَدَرِ. قال: فوافَقْنا عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ فى المَسجِدِ، فاكتَنَفتُه
(1)
أنا وصاحِبِى، أحَدُنا عن يَمينِه، والآخَرُ عن شِمالِه. قال يَحيَى: فظَنَنتُ أن صاحِبِى يَكِلُ الكَلامَ إلَىَّ، فقُلتُ: يا أبا عبدِ الرَّحمَنِ، إنَّه ظَهَرَ قِبَلَنا ناسٌ يَقرَءونَ القُرآنَ ويَعرِفونَ
(2)
العِلمَ، يَزعُمونَ أن لا قَدَرَ، وأنَّما الأمرَ أُنُفٌ
(3)
. قال عبدُ اللَّهِ: فإِذا لَقِيتُم أولَئكَ فأخبِروهُم أنِّى بَرِئٌ مِنهُم وهمْ
(4)
مِنِّى بُرآءُ، والَّذِى يَحلِفُ به عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، لَو أن
(5)
لأحَدِهِم مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فأنفَقَه، ما قَبِلَه اللَّهُ عز وجل مِنه حَتَّى يُؤمِنَ بالقَدَرِ كُلِّه خَيرِه وشَرِّه. ثُمَّ قال: حَدَّثَنِى عُمَرُ بنُ الخطابِ قال: بَيْنا نَحنُ عِندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
فى حاشية الأصل: "فأكنفته".
(2)
كتب فوقها فى الأصل: "كذا". والذى فى المصادر: "يتقفرون". أى: يطلبونه ويتبعون أثره. ينظر مشارق الأنوار 2/ 163.
(3)
الأمر أنف: أى مستأنف لم يتقدم فيه شئ من قدر أو مشيئة. معالم السنن 4/ 320.
(4)
فى م: "أنهم".
(5)
فى نسخة المصنف: "كان".
ذاتَ يَومٍ، إذ طَلَعَ رَجُلٌ شَديدُ بَياضِ الثّيابِ، شَديدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا نَرَى
(1)
عَلَيه أثَرَ السَّفَرِ، ولا نَعرِفُه، حَتَّى جَلَسَ إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فأسنَدَ رُكبَتَه
(2)
إلَى رُكبَتِه
(2)
، ووضَعَ كَفَّيه على فخِذَيه، ثُمَّ قال: يا محمدُ أخبِرْنِى عن الإسلامِ، ما الإسلامُ؟ قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"الإسلامُ أن تَشهَدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتِىَ الزَّكاةَ، وتَصومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيتَ إنِ استَطَعتَ السَّبيلَ". فقالَ الرَّجُلُ: صَدَقتَ. قال عُمَرُ: عَجِبْنا له؛ يَسألُه ويُصَدِّقُه. ثُمَّ قال: يا محمدُ، أخبِرْنِى عن الإيمانِ، ما الإيمانُ؟ فقالَ:"الإيمانُ أن تُؤمِنَ باللَّهِ، ومَلائكَتِه، وكُتُبِه، ورُسُلِه، واليَومِ الآخِرِ، والقَدَرِ كُلِّه خَيرِه وشَرِّه". فقالَ: صدَقتَ. فقالَ: أخبِرْنِى عن الإحسَّانِ. فقالَ: "الإحسانُ أن تَعبُدَ اللَّهَ كَأنَّك تَراه، فإِن لم تكنْ تَراه فإِنَّه يَراكَ". قال: فحَدِّثْنِى عن السّاعَةِ، مَتَى السّاعَةُ؟ قال: "ما المَسئولُ
(3)
بأعلمَ بها مِنَ السّائلِ". قال: فأخبِرْنِى عن أمارَتِها. قال: "أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها
(4)
، وأن تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ
(5)
، رِعاءَ الشّاءِ يَتَطاوَلونَ فى البِناءِ". ثُمَّ انطلَقَ، فقالَ عُمَرُ: فلَبِثْتُ ثَلاثًا، ثُمَّ قال لِى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا عُمَرُ، ما تَدرِى مَنِ السّائلُ؟ ". قُلتُ: اللَّهُ ورسولُه أعلَمُ. قال: "ذاكَ جِبريلُ عليه السلام،
(1)
فى م: "يرى".
(2)
فى س: "ركبتيه".
(3)
بعده فى س: "عنها".
(4)
معناه أن يتسع الإسلام ويكثر السبى ويستولد الناس أمهات الأولاد، فتكون ابنة الرجل من أمته فى معنى السيدة لأمها، إذ كانت مملوكة لأبيها، وملك الأب راجع فى التقدير إلى الولد. معالم السنن 4/ 321.
(5)
العالة: الفقراء، واحدهم عائل. معالم السنن 4/ 321.
أتاكُم يُعَلِّمُكُم دينَكُم"
(1)
.
20911 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ، أنبأنا أبو جَعفَرٍ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ يَزيدَ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عَطاءٍ، أنبأنا كَهمَسٌ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ بُرَيدَةَ. فذَكَرَ مَعناه. أخرَجَه مُسلِمُ بنُ الحَجّاجِ فى "الصحيح" مِن حَديثِ كَهمَسٍ وغَيرِه
(2)
، وأخرَجَه البخارىُّ ومُسلِمٌ مِن حَديثِ أبى هريرةَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
وشَواهِدُه كَثيرَةٌ مِن حَديثِ علىٍّ وأبِى ذَرٍّ وغَيرِهِما عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
20912 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو أحمدَ بكرُ بنُ محمدٍ الصَّيرَفِىُّ بمَروَ، حدثنا عبدُ الصَّمَدِ بنُ الفَضلِ البَلخِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ يَزيدَ المُقرِئُ، حَدَّثَنِى سعيدُ بنُ أبى أيّوبَ، حَدَّثَنِى عَطاءُ بنُ دينارٍ، حَدَّثَنِى حَكيمُ بنُ شَريكٍ الهُذَلِىُّ، عن يَحيَى بنِ مَيمونٍ الحَضرَمِىِّ، عن رَبيعَةَ الجُرَشِىِّ، عن أبى هريرةَ، عن عُمَرَ بنِ الخطابِ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُجالِسوا أهلَ القَدَرِ، ولا تُفَاتِحوهُم
(5)
". أخرَجَه أبو داودَ فى كِتابِ "السنن" عن
(1)
المصنف فى القضاء والقدر (134)، وأبو جعفر الرزاز فى مجموعه (727). وتقدم فى (8684، 8826).
(2)
مسلم (1/ 8 - 4).
(3)
البخارى (50، 4777)، ومسلم (9/ 5، 6، 10/ 7).
(4)
أخرجه أبو داود (4698)، والنسائى (5006) من حديث أبى ذر.
(5)
لا تفاتحوهم: أى لا تحاكموهم، أى لا ترفعوا الأمر إلى حكامهم. وقيل: لا تبدءوهم بالمجادلة والمناظرة فى الاعتقاديات. وقيل: لا تبدءوهم بالسلام. عون المعبود 4/ 345.
أحمدَ بنِ حَنبَلٍ عن المُقرِئِ
(1)
.
20913 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أنبأنا أبو علىٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُكرَمٍ، حدثنا إسحاقُ بنُ سُلَيمانَ، أنبأنا أبو سِنانٍ سعيدُ بنُ سِنانٍ الشَّيبانِىُّ قال: سَمِعتُ وهبَ بنَ خالِدٍ الحِمصِىَّ يُحَدِّثُنا، عن ابنِ الدَّيلَمِىِّ قال: وقَعَ فى نَفسِى شَئٌ مِنَ القَدَرِ، فأتَيتُ أُبَىَّ بنَ كَعبٍ فقُلتُ: يا أبا المُنذِرِ، وقَعَ فى نَفسِى شَئٌ مِنَ القَدَرِ خِفتُ أن يَكونَ فيه هَلاكُ دينِى أو
(2)
أمرِى. فقالَ: يا ابنَ أخِى، إنَّ اللَّهَ عز وجل لَو عَذَّبَ أهلَ سَمَواتِه وأهلَ أرضِه لَعَذَّبَهُم وهو غَيرُ ظالِمٍ لَهُم، ولَو رَحِمَهُم لَكانَت رَحمَتُه لَهُم خَيرًا مِنَ أعمالِهِم، ولَو أن لَكَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا أنفَقتَه فى سَبيلِ اللَّهِ ما قَبِلَه اللَّهُ مِنكَ حَتَّى تُؤمِنَ بالقَدَرِ، وتَعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لَم يَكُنْ ليُخطِئَكَ، وأنَّ ما أخطأكَ لَم يَكُنْ ليُصيبَكَ، وأنَّكَ إن مِتَّ على غَيرِ هذا أُدخلْتَ النّارَ، ولا عَلَيكَ أن تأتِىَ أخِى عبدَ اللَّهِ بنَ مَسعودٍ فتَسألَه. فأتَيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ مَسعودٍ فسألتُه، فقالَ مِثلَ ذَلِكَ. قال إسحاقُ: قَصَّ القِصَّةَ كُلَّها كما قال، غَيرَ أنِّى اختَصَرتُه، وقالَ لِى: لا عَلَيكَ أن تأتِىَ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ فتَسألَه. فأتَيتُ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ فسألتُه، فقالَ لِى مِثلَ ذَلِكَ، وقالَ: ائتِ زَيدَ ابنَ ثابِتٍ فسَلْه. فأتَيتُ زَيدَ بنَ ثابِتٍ فسألتُه، فقالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
= والحديث عند الحاكم 1/ 85. وأخرجه ابن حبان (79) من طريق عبد اللَّه بن يزيد به. وقال الذهبى 8/ 4212: حكيم لا يعرف.
(1)
أبو داود (4710)، وأحمد (206). وضعفه الألبانى فى ضعيف أبى داود (1012).
(2)
فى م: "و".
يقولُ: "إنَّ اللَّهَ عز وجل لَو عَذَّبَ أهلَ سَمَواتِه وأهلَ أرضِه لَعَذَّبَهُم وهو غَيرُ ظالِمٍ لَهم، ولَو رَحِمَهُم كانَت رَحمَتُه خَيرًا لَهم مِن أعمالِهِم، ولَو أنَّ لَكَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا أنفَقتَه فى سَبيلِ اللَّهِ ما قَبِلَه اللَّهُ مِنكَ حَتَّى تُؤمِنَ بالقَدَرِ، وتَعلَمَ أن ما أصابَكَ لَم يَكُنْ ليُخطِئَكَ، وأنَّ ما أخطأكَ لَم يَكُنْ ليُصيبَكَ، وأنَّه إن ماتَ على غَيرِ هذا دَخَلَ النّارَ"
(1)
.
أخرَجَه أبو داودَ فى كِتابِ "السنن" عن محمدِ بنِ كَثيرٍ عن سُفيانَ الثَّورِىِّ عن أبِى سِنانٍ
(2)
.
ورُوِّينا فى ذَلِكَ عن علىِّ بنِ أبى طالِبٍ وعُبادَةَ بنِ الصّامِتِ وسَلمانَ الفارِسِىِّ وغَيرِهِم -رضى اللَّه عنهم-.
20914 -
أخبرَنا أبو على الرُّوذْبارِىُّ فى كِتابِ "السنن"، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا جَعفَرُ بنُ مُسافِرٍ الهُذَلىُّ، حدثنا يَحيَى ابنُ حَسَّانَ، حدثنا الوَليدُ بنُ رَباحٍ، عن إبراهيمَ بنِ أبى عَبلَةَ، عن أبى حَفصةَ قال: قال عُبادَةُ بنُ الصّامِتِ لاِبنِه: يا بُنَىَّ، إنَّكَ لَن تَجِدَ طَعمَ حَقيقَةِ الإيمانِ حَتَّى تَعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لَم يَكُنْ ليُخطِئَكَ، وما أخطأكَ لَم يَكُنْ ليُصيبَكَ، سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللَّهُ القَلَمُ، فقالَ له: اكتُبْ. قال: رَبِّ وماذا أكتُبُ؟ قال: اكتُبْ مَقاديرَ كُلَّ شَئٍ حَتَّى تَقومَ السّاعَةُ". يا بُنَىَّ، إنِّى
(1)
المصنف فى القضاء والقدر (413). وأخرجه ابن ماجه (77) من طريق إسحاق بن سليمان به. وأحمد (21589)، وابن حبان (727) من طريق أبى سنان سعيد بن سنان به. وقال الذهبى 8/ 4212: إسناده صالح.
(2)
أبو داود (4699). وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (3932).
سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن ماتَ على غَيرِ هذا فلَيسَ مِنِّى"
(1)
.
20915 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ، أنبأنا بِشْرُ بنُ موسَى، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا سفيانُ، عن أبى إسحاقَ، عن أبى الحَجّاجِ الأزدِىِّ، عن سَلمانَ أنَّه سُئلَ عن الإيمانِ بالقَدَرِ، قال: تَعلَمُ أنَّ ما أصابَكَ لَم يَكُنْ ليُخطِئَكَ، وأنَّ ما أخطأكَ لَم يَكُنْ ليُصيبَكَ
(2)
.
20916 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أنبأنا بِشْرُ بنُ موسَى، أنبأنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ المُقرئُ، حدثنا أبو حَنيفَةَ، عن الهَيثَمِ، عن الشَّعبِىِّ، عن علىٍّ أنَّه خَطَبَ النّاسَ على مِنبَرِ الكوفَةِ فقالَ: لَيسَ مِنّا مَن لَم يُؤمِنْ بالقَدَرِ خَيرِه وشَرِّهِ
(3)
.
20917 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ، أنبأنا أبو بكرٍ، أنبأنا محمدُ بنُ محمدِ ابنِ حَيّانَ الأنصارِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ كَثيرٍ، أنبأنا شُعبَةُ، عن أبى إسحاقَ، عن الحارِثِ، عن علىٍّ قال: لا يَجِدُ عبدٌ طَعمَ الإيمانِ حَتَّى يُؤمِنَ بالقَدَرِ
(4)
.
(1)
أبو داود (4700). وأخرجه الطبرانى فى مسند الشاميين (59) من طريق جعفر بن مسافر به. وقال الذهبى 8/ 4213: أبو حفصة مجهول. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (3933).
(2)
أخرجه عبد الرزاق (20083)، والطحاوى فى شرح المشكل عقب (263)، وأبو نعيم فى أخبار أصبهان 1/ 55 من طريق أبى إسحاق به.
(3)
المصنف فى القضاء والقدر (398).
(4)
أخرجه العقيلى فى الضعفاء 1/ 210 من طريق شعبة به. والمزى فى تهذيب الكمال 5/ 248 من طريق أبى إسحاق به.
20918 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أنبأنا موسَى بنُ الحَسَنِ بنِ عَبّادٍ، حدثنا حَجّاجُ بنُ مِنهالٍ، حدثنا حَمّادٌ، عن سُلَيمانَ التَّيمِىِّ، عن مُجاهِدٍ قال: أتَيتُ ابنَ عباسٍ برَجُلٍ، فقُلتُ: يا ابنَ عباسٍ، هذا يُكَلِّمُكَ فى القَدَرِ. قال: أدنِه مِنِّى. فقُلتُ: هو ذا. [فقال: أدْنِه منِّى. فقلتُ: هوَ ذَا]
(1)
، تُريدُ أن تَقتُلَه؟ قال: إى والَّذِى نَفسِى بيَدِه، لَو أدنَيتَه مِنِّى لَوَضَعتُ يَدِى فى عُنُقِه فلَم يُفارِقْنِى حَتَّى أدُقَّها
(2)
.
20919 -
أخبرَنا أبو عبدِ
(3)
اللَّهِ ابنُ بَرْهانٍ وأبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ وأبو محمدٍ السُّكَّرِىُّ ببَغدادَ قالوا: أنبأنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حدثنا مَروانُ بنُ شُجاعٍ الجَزَرِىُّ، عن عبدِ المَلِكِ بنِ جُرَيجٍ، عن عَطاءِ بنِ أبى رَباحٍ قال: أتَيتُ ابنَ عباسٍ وهو يَنزعُ فى زَمزَمَ قَدِ ابتَلَّت أسافِلُ ثيابِه، فقُلتُ له: قَد تُكُلِّمَ فى القَدَرِ. فقالَ: أوَقَد فعَلوها؟ فقُلتُ: نَعَم. قال: فواللَّهِ ما نَزَلَت هذه الآيَةُ إلَّا فيهِم: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48، 49]. أولَئكَ شِرارُ هذه الأُمَّةِ، لا تَعودوا مَرضاهُم، ولا تُصَلّوا على مَوتاهُم، إنْ أرَيتَنِى أحَدًا مِنهُم فقأتُ عَينَيه بإِصبَعَىَّ هاتَينِ
(4)
.
(1)
ليس فى: م.
(2)
أخرجه ابن بطة فى الإبانة (1615) من طريق حجاج بن منهال به. وقال الذهبى 8/ 4213: إسناده صالح.
(3)
فى م: "عبيد".
(4)
المصنف فى القضاء والقدر (348). وأخرجه ابن بطة فى الإبانة (1550) عن إسماعيل بن محمد الصفار به.
20920 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ صالِحِ ابنِ هانِئٍ، حدثنا السَّرِىُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ عبدُ اللَّهِ بنُ يَزيدَ المُقرِئُ، حدثنا سعيدُ بنُ أبى أيّوبَ، أخبرَنِى أبو صَخرٍ، عن نافِعٍ قال: كان لابنِ عُمَرَ صَديقٌ مِن أهلِ الشّامِ يُكاتِبُه، فكَتَبَ إلَيه عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: إنَّه بَلَغَنِى أنَّكَ تَكَلَّمتَ فى شَئٍ مِنَ القَدَرِ، فإيّاكَ أن تَكتُبَ إلَىَّ، فإِنِّى سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"إنه سَيَكونُ فى أُمَّتِى أقوامٌ يُكَذِّبونَ بالقَدَرِ"
(1)
.
20921 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو النَّضرِ الفقيهُ، حدثنا محمدُ بنُ نَصرٍ الإمامُ، حدثنا عبدُ الأعلَى بنُ حَمّدٍ النَّرسِىُّ قال: قَرأتُ على مالكِ بنِ أنَسٍ، عن زيادِ بنِ سَعدٍ، عن عمرِو بنِ مُسلِمٍ، عن طاوُسٍ اليَمانِى أنَّه قال: أدرَكتُ ناسًا مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقولونَ: كُلُّ شَئٍ بقَدَرٍ. قالَ طاوُسٌ: وسَمِعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ يقولُ: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ شَئٍ بقَدَرٍ حَتَّى العَجزُ والكَيْسُ، أوِ الكَيْسُ والعَجزُ"
(2)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن عبدِ الأعلَى بنِ حَمّادٍ
(3)
.
20922 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو عمرِو ابنُ نُجَيدٍ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، عن عَمِّه أبى سُهَيلِ
(1)
المصنف فى الدلائل 6/ 548، وفى القضاء والقدر (356)، والحاكم 1/ 84 وصححه، ووافقه الذهبى. وأخرجه أحمد (5639) -ومن طريقه أبو داود (4613) - عن أبى عبد الرحمن عبد اللَّه بن يزيد به. وحسنه الألبانى فى صحيح أبى داود (3857).
(2)
مالك 2/ 899، ومن طريقه البغوى فى شرح السنة (73).
(3)
مسلم (2655/ 18).
ابنِ مالكٍ أنَّه قال: كُنتُ أسيرُ مَعَ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ فقالَ: ما رأيُكَ فى هَؤُلاءِ القَدَريَّةِ؟ قال: قُلتُ: أرَى أن تَستَتيبَهُم؟ فإِن قَبِلوا وإِلا عَرَضْتَهُم على السَّيفِ. فقالَ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ: ذَلِكَ رأيِى. قال مالكٌ: وذَلِكَ أيضًا رأيِى
(1)
.
20923 -
أخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ الحُرْفِىُّ ببَغدادَ، أنبأنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ الفقيهُ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِى أبى، حدثنا أنَسُ بنُ عياضٍ، حَدَّثَنِى نافِعُ بنُ مالكٍ أبو سُهَيلٍ، أن عُمَرَ ابنَ عبدِ العَزيزِ قال له: ما تَرَى فى الَّذينَ يَقولونَ: لا قَدَرَ؟ قال: أرَى أن يُستَتابوا؛ فإِن تابوا وإِلَّا ضُرِبَت أعناقُهُم. قال عُمَرُ: ذاكَ الرّأىُ فيهِم، لَو لَم تكُنْ إلَّا هذه الآيَةُ الواحِدَةُ كَفَى بها:{فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}
(2)
[الصافات: 161 - 163].
20924 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ دارِمٍ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ القَمّاطُ، حدثنا أبو سعيدٍ الأشَجُّ، حدثنا الحَكَمُ بنُ سُلَيمانَ الكِندِىُّ قال: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ وسُئلَ عن القَدَريَّةِ فقالَ: لا تُجالِسوهُم
(3)
.
(1)
مالك 2/ 900، ومن طريقه ابن بطة فى الإبانة (1834).
(2)
المصنف فى القضاء والقدر (286). وأخرجه ابن سعد فى الطبقات 5/ 384 من طريق أبى سهيل نافع بن مالك به.
(3)
المصنف فى القضاء والقدر (492). وأخرجه ابن بطة فى الإبانة (2004) من طريق أبى سعيد الأشج به.
20925 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ حَليمٍ، حدثنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ راهُويَه القاضِى بمَروَ قال: سُئلَ أبى وأنا أسمَعُ عن القُرآنِ فقالَ: القُرآنُ كَلامُ اللَّهِ وعِلمُه ووَحيُه، لَيسَ بمَخلوقٍ.
ولَقَد ذَكَرَ سفيانُ بنُ عُيَينَةَ عن عمرِو بنِ دينارٍ قال: أدرَكتُ مَشيَخَتَنا مُنذُ سبعينَ سنةً (ح).
20926 -
وأخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ، أنبأنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبْدوسٍ قال: سَمِعتُ عثمانَ بنَ سعيدٍ الدّارِمِىَّ يقولُ: سَمِعتُ إسحاقَ بنَ إبراهيمَ الحَنظَلِىَّ يقولُ: قال سفيانُ بنُ عُيَينَةَ: عن عمرِو بنِ دينارٍ قال: أدرَكتُ النّاسَ مُنذُ سبعينَ سنةً يَقولونَ: اللَّهُ الخالِقُ وما سِواه مَخلوقٌ، والقُرآنُ كَلامُ اللَّهِ عز وجل. قال أبو الحَسَنِ: قال أبى: وقَد أدرَكَ عمرُو بنُ دينارٍ أجِلَّةَ أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ البَدريّينَ والمُهاجِرينَ والأنصارِ؛ مِثلَ جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، وأبِى سعيدٍ الخُدرِىِّ، وعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، وعَبدِ اللَّهِ بنِ عباسٍ، وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ، وأجِلَّةِ التّابِعينَ، وعَلَى هذا مَضَى صدرُ هذه الأُمَّةِ
(1)
.
20927 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِاللَّهِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدَةَ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ البُوشَنجِىُّ، حدثنا أبو رَجاءٍ قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ، حدثنا القاسِمُ بنُ محمدٍ -قال:
(1)
المصنف فى الأسماء والصفات (532).
هو بَغدادِىٌّ ثِقَةٌ- حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ يَعنِى ابنَ محمدِ بنِ حَبيبِ بنِ أبى حَبيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه قال: شَهِدتُ خالِدَ بنَ عبدِ اللَّهِ القَسْرِىَّ وقَد خَطَبَهُم فى يَومِ أضحًى بواسِطٍ فقالَ: ارجِعوا أيُّها الناسُ فضَحُّوا تَقبَلَّ اللَّهُ مِنكُم، فإِنِّى مُضَحٍّ بالجَعدِ بنِ دِرهَمٍ؛ فإِنَّه زَعَمَ أنَّ اللَّهَ لَم يَتَّخِذْ إبراهيمَ خَليلًا، ولَم يُكَلِّمْ موسَى تكليمًا، سُبحانَه وتَعالَى عَمّا يقولُ الجَعدُ بنُ دِرهَمٍ. قال: ثُمَّ نَزَلَ فذَبَحَه. قال أبو رَجاءٍ: وكانَ الجَهمُ أخَذَ هذا الكَلامَ مِنَ الجَعدِ بنِ دِرهَمٍ
(1)
.
20928 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو عثمانَ سعيدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبدانَ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا حُسْنونٌ
(2)
البَنّاءُ الكوفِىُّ، حدثنا عُمَرُ بنُ إبراهيمَ بنِ خالِدٍ، حدثنا قَيسُ بنُ الرَّبيعِ قال: سألتُ جَعفَرَ بنَ محمدٍ عن القُرآنِ فقالَ: كَلامُ اللَّهِ. قُلتُ: فمَخلوفٌ؟ قال: لا. قُلتُ: فما تَقولُ فيمَن زَعَمَ أنَّه مَخلوقٌ؟ قال: يُقتَلُ ولا يُستَتابُ
(3)
.
20929 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو أُمَيَّةَ الطَّرسوسِىُّ، حدثنا يَحيَى بنُ خَلَفٍ المُقرِئُ قال: كُنتُ عِندَ مالكِ بنِ أنَسٍ فجاءَه رَجُلٌ فقالَ: ما تَقولُ فيمَن يقولُ: القُرآنُ مَخلوقٌ؟ قال: عِندِى كافِرٌ
(1)
المصنف فى الأسماء والصفات (563). وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير 1/ 64، والمزى فى تهذيب الكمال 8/ 118 من طريق قتيبة بن سعيد به.
(2)
كذا ضبطها فى الأصل.
(3)
المصنف فى الأسماء والصفات (535). وقال الذهبى 8/ 4215: هما -يعنى إبراهيم بن خالد، وقيس بن الربيع- ضعيفان.
فاقتُلوه. وقالَ يَحيَى بنُ خَلَفٍ: فسألتُ اللَّيثَ بنَ سَعدٍ وابنَ لَهيعَةَ عَمَّن قال: القُرآنُ مَخلوقٌ. فقالا: كافِرٌ
(1)
.
20930 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا زَكَريّا يَحيَى بنَ محمدٍ العَنبَرِىَّ يقولُ: سَمِعتُ عِمرانَ بنَ موسَى الجُرجانِىَّ بنَيسابورَ يقولُ: سَمِعتُ سوَيدَ بنَ سعيدٍ يقولُ: سَمِعتُ مالكَ بنَ أنَسٍ، وحَمّادَ بنَ زَيدٍ، وسُفيانَ بنَ عُيَينَةَ، والفُضَيلَ بنَ عياضٍ، وشَريكَ بنَ عبدِ اللَّهِ، ويَحيَى بنَ سُلَيمٍ، ومُسلِمَ بنَ خالِدٍ، وهِشامَ بنُ سُلَيمانَ المَخزومِىَّ، وجَريرَ بنَ عبدِ الحَميدِ، وعَلِىَّ بنَ مُسْهِرٍ، وعَبدَةَ، وعَبدَ اللَّهِ بنَ إدريسَ، وحَفصَ بنَ غِياثٍ، ووَكيعًا، ومُحَمَّدَ بنَ فُضَيلٍ، وعَبدَ الرَّحيمِ بنَ سُلَيمانَ، وعَبدَ العَزيزِ ابنَ أبى حازِمٍ، والدَّراوَردِىَّ، وإِسماعيلَ بنَ جَعفَرٍ، وحاتِمَ بنَ إسماعيلَ، وعَبدَ اللَّهِ بنَ يَزيدَ المُقرِئَ، وجَميعَ مَن حَمَلتُ عَنهُمُ العِلمَ يَقولونَ: الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ، ويَزيدُ ويَنقُصُ، والقُرآنُ كَلامُ اللَّهِ مِن صفَةِ ذاتِه، غَيرُ مَخلوفٍ، ومَن قال: إنَّه مَخلوقٌ. فهو كافِرٌ باللَّهِ العَظيمِ
(2)
.
ورُوّيناه عن عبدِ اللَّهِ بنِ المُبارَكِ، ويَزيدَ بنِ هارونَ، وعَبدِ الرَّحمَنِ بنِ مَهدِىٍّ، ويَحيَى بنِ يَحيَى، ومُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ البُخارِىِّ، ومُسلِمِ بنِ الحَجّاجِ، وأبِى عُبَيدٍ القاسِمِ بنِ سَلَّامٍ، وغَيرِهِم مِن أئمَّتِنا رحمهم الله
(3)
.
(1)
المصنف فى الأسماء والصفات (540). وأخرجه ابن حبان فى الثقات 9/ 258، والبغوى فى شرح السنة 1/ 187 من طريق يحيى بن خلف المقرئ به. وقال الذهبى 8/ 4215: يحيى واه.
(2)
المصنف فى الأسماء والصفات (542).
(3)
ذكره المصنف فى الأسماء والصفات (543، 545، 559 - 562) عنهم غير مسلم.
20931 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ هو الأصَمُ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ إشكيبٍ
(1)
قال: سَمِعتُ أبى يقولُ: سَمِعتُ أبا يوسُفَ يقول بخُراسانَ: صِنفانِ ما على الأرضِ أبغَضُ إلَىَّ مِنهُما؛ المُقاتِليَّةُ
(2)
والجَهميَّةُ
(3)
.
20932 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا حَبيب محمدَ بنَ أحمدَ بنِ موسَى المَصاحِفِىَّ يقولُ: سَمِعتُ أبى يقولُ: سَمِعتُ أيّوبَ بنَ الحَسَنِ الفقيهَ يقولُ: كان محمدُ بنُ الحَسَنِ لا يُجيزُ شَهادَةَ الجَهميَّةِ.
20933 -
أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ السُّلَمِىُّ قال: سَمِعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ محمدِ بنِ علىِّ بنِ زيادٍ يقولُ: سَمِعتُ محمدَ بنَ إسحاقَ ابنِ خُزَيمَةَ يقولُ: سَمِعتُ الرَّبيعَ يقولُ: لمَّا كَلَّمَ الشّافِعِىُّ حَفصًا الفَردَ فقالَ حَفصٌ: القُرآنُ مَخلوقٌ. قال له الشافِعِىُّ: كَفَرتَ باللَّهِ العَظيمِ
(4)
.
(1)
فى حاشية الأصل: "إشكاب". وينظر ما تقدم فى (2682، 14322، 17432، 20564، 20705).
(2)
المقاتلية: نسبة إلى مقاتل بن سليمان البلخى قال فيه ابن حبان: كان يأخذ عن اليهود والنصارى عم القرآن الذى يوافق كتبهم، وكان شَبَهيًّا يشبِّه الرب بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك فى الحديث. وقال أبو حنيفة: أفرط مقاتل فى الإثبات حتى جعله مثل خلقه. ينظر المجروحين لابن حبان 3/ 14، وميزان الاعتدال 4/ 173.
(3)
أخرجه الخطيب فى تاريخه 13/ 164، وابن عساكر فى تاريخ دمشق 60/ 122، 123 عن أبى سعيد ابن أبى عمرو به. وعبد اللَّه بن أحمد فى السنة 1/ 108 (14) عن محمد بن إشكاب به.
(4)
المصنف فى الأسماء والصفات (554)، ومن طريقه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 51/ 312. وذكره البغوى فى شرح السنة 1/ 187 عن محمد بن إسحاق به. وتقدم فى (19932).
20934 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الفَضلِ ابنُ أبى نَصرٍ العَدلُ، حَدَّثَنِى حَمِكُ
(1)
بنُ عمرٍو العَدلُ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ فُورِشَ، عن على بنِ سَهلٍ الرَّملِىِّ أنَّه قال: سألتُ الشّافِعِىُّ عن القُرآنِ، فقالَ لِى: كَلامُ اللَّهِ، غَيرُ مَخلوقٍ. قُلتُ: فمَن قال بالمَخلوقِ فما هو عِندَكَ؟ قال: كافِرٌ. فقُلتُ لِلشّافِعِىِّ رحمه الله: مَن لَقِيتَ مِن أُستاذِيكَ قالوا ما قُلتَ؟ قال: ما لَقِيتُ أحَدًا مِنهُم إلَّا قال: مَن قال فى القُرآنِ: مَخلوقٌ. فهو كافِرٌ عِندَهُم
(2)
.
20935 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ حَيّانَ القاضِى، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ زيادٍ، أنبأنا أبو يَحيَى السّاجِىُّ أو فيما أجازَ لِى مُشافَهَةً، حدثنا الرَّبيعُ قال: سَمِعتُ الشّافِعِىَّ يقولُ: لأن يَلقَى اللَّهَ العَبدُ بكُل ذَنبٍ ما خَلا الشِّركَ باللَّهِ خَيرٌ مِن أن يَلقاه بشَئٍ مِن هذه الأهواءِ. وذَلِكَ أنَّه رأى قَومًا يَتَجادَلونَ فى القَدَرِ بَينَ يَدَيه، فقالَ الشّافِعِىُّ: فى كِتابِ اللَّه المَشيئَةُ له دونَ خَلقِه، والمَشيئَةُ إرادَةُ اللَّهِ؛ يقولُ اللَّهُ عز وجل:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30، التكوير: 29] فأعلَمَ خَلقَه أن المَشيئَةَ له. وكانَ يُثبِتُ القَدَرَ
(3)
.
(1)
فى س، م:"حمل". والضبط من نسخة الأصل.
(2)
المصنف فى المعرفة (5801)، وفى الأسماء والصفات (555)، ومن طريقه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 51/ 313. وقال الذهبى 8/ 4216: ابن فورش لا أعرفه.
(3)
المصنف فى القضاء والقدر (507)، ومن طريقه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 51/ 310. وأخرجه ابن بطة فى الإبانة (1881)، وأبو نعيم فى الحلية 9/ 112 من طريق أبى يحيى الساجى به.
20936 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنِى الزُّبَيرُ بنُ عبدِ الواحِدِ الحافظُ، حَدَّثَنِى حَمزَةُ بنُ على العَطارُ بمِصرَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ قال: سُئلَ الشّافِعِىُّ عن القَدَرِ، فأنشأَ يقولُ:
ما شِئتَ كان وإِن لَم أَشَأْ
…
وما شِئتُ إن لَم تَشَأْ لَم يَكُنْ
خَلَقتَ العِبادَ على ما عَلِمتَ
…
ففِى العِلمِ يَجرِى الفَتَى والمُسِنْ
على ذا مَنَنتَ وهَذا خَذَلتَ
…
وهَذا أعَنتَ وذا
(1)
لَم تُعِنْ
فمِنهُم شَقِىٌّ ومِنهُم سعيدٌ
…
ومِنهُم قَبيحٌ ومِنهُم حَسَنْ
(1)
20937 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا أحمدَ الحُسَينَ بنَ على يقولُ: سَمِعتُ أبا بكرِ ابنَ إسحاقَ يقولُ: سَمِعتُ الرَّبيعَ يقولُ: سَمِعتُ البوَيطِىَّ يقولُ: مَن قال: القُرآنُ مَخلوقٌ. فهو كافِرٌ؛ قال اللَّهُ عز وجل: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40]. فأخبَرَ اللَّهُ أنَّه يَخلُقُ الخَلقَ بـ {كُنْ} ، فمَن زَعَمَ أنَّ {كُنْ} مَخلوقٌ، فقَد زَعَمَ أن اللَّهَ يَخلُقُ الخَلقَ بخَلقٍ
(2)
.
20938 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ قالا: سَمِعنا أبا محمدٍ جَعفَرَ بنَ محمدِ بنِ الحارِثِ يقولُ: سَمِعتُ أبا زَكَريّا يَحيَى ابنَ زَكَريّا يقولُ: سَمِعتُ المُزَنِىَّ يقولُ: القُرآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيرُ مَخلوقٍ.
(1)
المصنف فى الأسماء والصفات (376)، والقضاء والقدر (508)، ومن طريقه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 51/ 315.
(2)
المصنف فى الأسماء والصفات (556). وذكر ابن حجر فى الفتح 13/ 443 عن الربيع بن سليمان عن البويطى.
20939 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو محمدٍ المُزَنِىُّ قال: سَمِعتُ يوسُفَ بنَ موسَى المَرْوَرُّوذِىَّ سنةَ خَمسٍ وتِسعينَ ومِائَتَينِ يقولُ: كُنّا عِندَ أبى إبراهيمَ المُزَنِىِّ بمِصرَ جَماعَةٌ مِن أهلِ خُراسانَ، وكُنّا نَجتَمِعُ عِندَه باللَّيلِ فيُلقِى
(1)
المَسألَةَ فيما بَينَنا ويَقومُ لِلصَّلاةِ، فإِذا سَلَّمَ التَفَتَ إلَينا فيَقولُ: أرأيتُم لَو قيلَ لَكُم كَذا وكَذا، بماذا تُجيبونَهُم؟ ويَعودُ إلَى صَلاتِه، فقُمنا لَيلَةً مِنَ اللَّيالِى فتَقَدَّمتُ أنا وأصحابٌ لَنا إلَيه، فقُلنا: نَحنُ قَومٌ مِن أهلِ خُراسانَ، وقَد نَشأ عِندَنا قَومٌ يَقولونَ: القُرآنُ مَخلوقٌ. ولَسنا ممَّن يَخوضُ فى الكَلامِ، فَلَا نَستَفتيكَ فى هذه المَسألَةِ إلَّا لِدينِنا ولمن عِندَنا؛ لِنُخبِرَهُم عَنكَ بما تُجيبُنا فيه. فقالَ: القُرآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيرُ مَخلوقٍ، ومَن قال: إنَّ القُرآنَ مَخلوقٌ. فهو كافِرٌ
(2)
.
قال الشيخُ رحمه الله: فهَذا مَذهَبُ أئمَّتِنا -رضى اللَّه عنهم- فى هَؤُلاءِ المُبتَدِعَةِ، الَّذينَ حُرِموا التَّوفيقَ وتَرَكوا ظاهِرَ الكِتابِ والسُّنَّةِ بآرائهِم المُزَخرَفَةِ، وتأويلاتِهِمُ المُستَنكَرَةِ.
20940 -
وقَد سَمِعتُ أبا حازِمٍ عُمَرَ بنَ أحمدَ العَبدُوِىَّ الحافظَ يقولُ: سَمِعتُ زاهِرَ بنَ أحمدَ السَّرَخْسِىَّ يقولُ: لما قَرُبَ حُضورُ أجَلِ أبى الحَسَنِ الأشعَرِىِّ رحمه الله فى دارِى ببَغدادَ دَعانِى فقالَ: اشْهَدْ علىَّ أنِّى لا أُكَفِّرُ أحَدًا مِن أهلِ هذه القِبلَةِ؛ لأنَّ الكُلَّ يُشيرونَ إلَى مَعبودٍ واحِدٍ، وإِنَّما هذا
(1)
فى م: "فنلقى".
(2)
المصنف فى الأسماء والصفات (557) مختصرًا.
اختِلافُ العِباراتِ
(1)
.
قال الشيخُ رَجمَه اللَّهُ: فمَن ذَهَبَ إلَى هذا زَعَمَ أنَّ هذا أيضًا مَذهَبُ الشّافِعِىِّ رحمه الله؛ ألا تَراه قال فى كِتابِ أدَبِ القاضِى: ذَهَبَ الناسُ مِن تأوُّلِ القُرآنِ والأحاديثِ والقياسِ، أو مَن ذَهَبَ مِنهُم، إلَى أُمورٍ اختَلَفوا فيها فتَبايَنوا فيها تَبايُنًا شَديدًا، واستَحَلَّ فيها بَعضُهُم مِن بَعضٍ بَعضَ ما تَطولُ حِكايَتُه، وكُلُّ ذَلِكَ مُتَقادِمٌ؛ مِنه ما كان فى عَهدِ السَّلَفِ وبَعدَهُم إلَى اليَومِ، فلَم نَعلَمْ أحَدًا مِن سَلَفِ هذه الأُمَّةِ يُقتَدَى به، ولا مِنَ التّابِعينَ بَعدَهُم، رَدَّ شَهادَةَ أحَدٍ بتأويلٍ وإِن خَطَأه وضَفَلَه. ثُمَّ ساقَ الكَلامَ إلَى أن قال: وشَهادَةُ مَن يَرَى الكَذِبَ شِركًا باللَّهِ أو مَعصيَةً له يوجِبُ عَلَيها النّارَ، أولَى أن تَطيبَ النَفسُ عَلَيها مِن شَهادَةِ مَن يُخَفِّفُ المأثَمَ فيها
(2)
.
قالوا: والَّذِى رُوِّينا عن الشّافِعِىِّ وغَيرِه مِنَ الأئمَّةِ مِن تكفيرِ هَؤُلاءِ المُبتَدِعَةِ فإِنَّما أرادوا به كُفرًا دونَ كُفرٍ، وهو كما قال اللَّهُ عز وجل:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]. قال ابنُ عباسٍ: إنَّه لَيسَ بالكُفرِ الَّذِى تَذهَبونَ إلَيه؛ إنَّه لَيسَ بكُفرٍ يَنقُلُ عن مِلَّةٍ، ولَكِنْ كُفرٌ دونَ كُفرٍ
(3)
.
قال الشيخُ رحمه الله: فكأنَّهُم أرادوا بتَكفيرِهِم ما ذَهَبوا إلَيه مِن نَفى هذه
(1)
المصنف فى المعرفة 7/ 430.
(2)
الأم 6/ 205، 206.
(3)
تقدم فى (15951).
الصِّفاتِ التى أثبَتَها اللَّهُ تَعالَى لِنَفسِه، وجُحودِهِم لها بتأويلٍ بَعيدٍ مَعَ اعتِقادِهِم إثباتَ ما أثبَتَ اللَّهُ تَعالَى، فعَدَلوا عن الظّاهِرِ بتأويلٍ، فلَم يَخرُجوا به عن المِلَّةِ، وإِنْ كان التَّأويلُ خَطأً، كما لَم يَخرُجْ مَن أنكَرَ إثباتَ المُعَوِّذَتَينِ فى المَصاحِفِ كَسائرِ السّوَرِ مِنَ المِلَّةِ؛ لما ذَهَبَ إلَيه مِنَ الشُّبهَةِ، وإِن كانَت عِندَ غَيرِه خَطأً، والَّذِى رُوِّينا عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مِن قَولِه:"القَدَريَّةُ مَجوسُ هذه الأُمَّةِ"
(1)
فإنَّما سَمّاهُم مَجوسًا لمضاهاةِ بَعضِ ما يَذهَبونَ إلَيه مَذاهِبَ المَجوسِ فى قَولِهِم بالأصلَينِ؛ وهُما النّورُ والظُّلمَةُ، يَزعُمونَ أن الخَيرَ مِن فِعلِ النّورِ، وأنَّ الشَّرَّ مِن فِعلِ الظُّلمَةِ، فصاروا ثَنَويَّةً، كَذَلِكَ القَدَريَّةُ يُضيفونَ الخَيرَ إلَى اللَّهِ والشَّرَّ إلَى غَيرِه، واللَّهُ تَعالَى خالِقُ الخَيرِ والشَّرِّ، والأمرانِ مَعًا مُضَافانِ
(2)
إلَيه خَلقًا وإيجادًا، وإِلَى الفاعِلينَ لَهُما مِن عِبادِه فِعلًا واكتِسابًا. هذا قَولُ أبى سُلَيمانَ الخَطابِىِّ رحمه الله على الخَبَرِ
(3)
.
20941 -
وقالَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الصِّبْغِىُّ فيما أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ عنه، فى الدَّليلِ على أن القَدَريَّةَ مَجوسُ هذه الأُمَّةِ: إن المَجوسَ قالَت: خَلَقَ اللَّهُ بَعضَ هذه الأعراضِ دونَ بَعضٍ؛ خَلَقَ النّورَ ولَم يَخلُقِ الظُّلمَةَ. وقالَتِ القَدَريَّةُ: خَلَقَ اللَّهُ بَعضَ الأعراضِ دونَ بَعضٍ؛ خَلَقَ صَوتَ الرَّعدِ ولَم يَخلُقْ صَوتَ المِقدَحِ
(4)
. وقالَتِ المَجوسُ: إنَّ اللَّهَ لَم
(1)
تقدم فى (20908).
(2)
فى م: "منضافان".
(3)
فى م: "الخير". وينظر كلام الخطابى فى معالم السنن 4/ 317.
(4)
المقدح: حديدة الزند يقدح بها. ينظر التاج 7/ 39 (ق د ح).
يَخلُقِ الجَهلَ والنِّسيانَ. وقالَتِ القَدَريَّةُ: إنَّ اللَّهَ لَم يَخلُق الحِفظَ والعِلمَ والعَمَلَ. وقالَتِ المَجوسُ: إنَّ اللَّهَ لا يُضِلُّ أحَدًا. وقالَتِ القَدَريَّةُ مِثلَه. وقَد قال اللَّهُ عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} [الرعد: 27]، [النحل: 93]، [فاطر: 8]. وقالَ: {يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} [هود: 34].
قال الشيخُ رحمه الله: وإِنَّما سَمّاهُم مَجوسًا لهَذِه المَعانِى أو بَعضِها، وأضافَهُم مَعَ ذَلِكَ إلَى الأُمَّةِ.
20942 -
وقَد أخبرَنا أبو على الحُسَينُ بنُ محمدٍ الرُّوذْبارِىُّ فى كِتابِ "السنن"، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا وهبُ بنُ بَقيَّةَ، عن خالِدٍ، عن محمدِ بنِ عمرٍو، عن أبى سلمةَ، عن أبى هريرةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "افتَرَقَتِ اليَهودُ على إحدَى أو ثِنْتَينِ وسَبعينَ فِرقَةً، وتَفَرَّقَتِ النَّصارَى على إحدَى أو ثِنتَينِ وسَبعينَ فِرقَةً، وتَفتَرِقُ أُمَّتِى على ثَلاثٍ وسَبعينَ فِرقَةً"
(1)
.
قال أبو سُلَيمانَ الخَطَابِىُّ رحمه الله فيما بَلَغَنِى عنه: قَولُه: "سَتَفتَرِقُ أُمَّتِى على ثَلاثٍ وسَبعينَ فِرقَةً". فيه دِلالَة على أنَّ هذه الفِرَقَ كُلَّها غَيرُ خارِجينَ مِنَ الدّينِ؛ إذِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَهُم كُلَّهُم مِن أُمَّتِه، وفيه أنَّ المُتأوِّلَ لا يَخرُجُ مِنَ الملَّةِ وإِنْ أخطأ فى تأويلِه
(2)
.
(1)
أبو داود (4596). وأخرجه أحمد (8396)، والترمذى (2640)، وابن ماجه (3991)، وابن حبان (6247، 6731) من طريق محمد بن عمرو به. وقال الترمذى: حسن صحيح. وقال الألبانى فى صحيح أبى داود (3842): حسن صحيح.
(2)
معالم السنن 4/ 295.
قال الشيخُ رحمه الله: ومَن كَفَّرَ مُسلِمًا على الإطلاقِ بتأويلٍ لَم يَخرُجْ بتَكفيرِه إيَّاه بالتّأويلِ عن المِلَّةِ؛ فقَد مَضى فى كِتابِ الصَّلاةِ فى حَديثِ جابِرِ ابنِ عبدِ اللَّهِ، فى قِصَّةِ الرَّجُلِ الَّذِى خَرَجَ مِنَ صَلاةِ مُعاذِ بنِ جَبَلٍ، فبَلَغَ ذَلِكَ مُعاذًا فقالَ: مُنافِق. ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، والنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لَم يَزِدْ مُعاذًا على أنْ أمَرَه بتَخفيفِ الصَّلاةِ، وقالَ:"أفَتّانٌ أنتَ؟ ". لِتَطويلِه الصَّلاةَ
(1)
، ورُوِّينا فى قِصَّةِ حاطِبِ بنِ أبى بَلتَعَةَ حَيثُ كَتَبَ إلَى قُرَيشٍ بمَسيرِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إلَيهِم عامَ الفَتحِ، أن عُمَرَ قال: يا رسولَ اللَّهِ، دَعْنِى أضرِبْ عُنُقَ هذا المُنافِقِ. فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّه قَد شَهِدَ بَدرًا"
(2)
. وَلَم يُنكِرُ على عُمَرَ تَسميَتَه بذَلِكَ؛ إذ كان ما فعَلَ عَلامَةً ظاهِرَةً على النِّفاقِ، وإِنَّما يَكفُرُ مَن كَفَّرَ مُسلِمًا بغَيرِ تاويلٍ.
20943 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أحمدُ بنُ سَلمانَ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا القَعنَبِىُّ، عن مالكٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عُمَرَ، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال:"أيُّما رَجُلٌ قال لأخيه: كافِرٌ. فقَد باءَ به أحَدُهُما"
(3)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن إسماعيلَ عن مالكٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ عن عبدِ اللَّهِ بنِ دينارٍ
(4)
.
(1)
تقدم فى (5165، 5316، 5336 - 5338).
(2)
تقدم فى (18478).
(3)
مالك 2/ 984، ومن طريقه أحمد (5933)، والترمذى (2637)، وابن حبان (249).
(4)
البخارى (6104)، ومسلم (60/ عقب 111).
فعَلَى هذه الطَّريقَةِ شَهادَةُ أهلِ الأهواءِ إذا كان لَهُم تأويلٌ تَكونُ ماضيَةً.
20944 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ محمدَ بنَ صالِحِ بنِ هانِئٍ يقولُ: سَمِعتُ أبا عمرٍو المُستَملِىَ يقولُ: سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ مَنصورٍ يقولُ: سَمِعتُ عبدَ الرَّحمَنِ بنَ مَهدِىٍّ يقولُ: يُكتَبُ العِلمُ عن أصحابِ الأهواءِ، وتَجوزُ شَهاداتُهُم، ما لَم يَدْعُوا إلَيه، فإِذا دَعَوْا إلَيه لَم يُكتَبْ عَنهُم ولَم تَجُزْ شَهاداتُهُم
(1)
. يُريدُ بكِتْبَةِ العِلمِ الأخبارَ.
20945 -
قال أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ فيما أجازَ لِى رِوايَتَه عنه: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أنبأنا الرَّبيعُ قال: قال الشّافِعِىُّ فى كِتابِ أدَبِ القاضِى: إلَّا أن يَكونَ مِنهُم مَن يُعرَفُ باستِحلالِ شَهادَةِ الزّورِ على الرَّجُلِ؛ لأنَّه يَراه حَلالَ الدَّمِ أو حَلالَ المالِ، فتُرَدُّ شَهادَتُه بالزّورِ، أو يَكونَ مِنهُم مَن يَستَحِل أو يَرَى الشَّهادَةَ لِلرَّجُلِ إذا وثِقَ به، فيَحلِفُ له على حَقِّه ويَشهَدُ له بالبَتِّ به ولَم يَحضُرْه ولَم يَسمَعْه، فتُرَدُّ شَهادَتُه مِن قِبَلِ استِحلالِه الشَّهادَةَ بالزّورِ، أو يَكونَ مِنهُم مَن يُبايِنُ الرَّجُلَ المُخالِفَ له مُبايَنَةَ العَداوَةِ له، فتُرَدُّ شَهادَتُه مِن جِهَةِ العَداوَةِ
(1)
.
20946 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا تُرابٍ يقولُ: سَمِعتُ محمدَ بنَ المُنذِرِ يقولُ: سَمِعتُ أبا حاتِمٍ الرّازِىَّ يقولُ: سَمِعتُ حَرمَلَةَ يقولُ: سَمِعتُ الشّافِعِىَّ يقولُ: لَم أرَ أحَدًا أشهَدَ بالزّورِ مِنَ الرّافِضَةِ
(2)
.
(1)
الأم 6/ 206.
(2)
أخرجه أبو نعيم فى حلية الأولياء 9/ 114، وابن عبد البر فى الانتقاء 1/ 79 من طريق حرملة به.
كَذَلِكَ رَواه [غَيرُه عَنْ]
(1)
حَرمَلَةَ.
20947 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحُسَينُ بنُ محمدِ بنِ فَنْجُويَه الدّينَوَرِىُّ بالدّامَغانِ، حدثنا عبدُ
(2)
اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ شَنْبَةَ
(3)
، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إبر اهيمَ الكَرابيسِىُّ، حدثنا أبو حاتِمٍ الرّازِىُّ قال: سَمِعتُ يونُسَ بنَ عبدِ الأعلَى يقولُ: سَمِعتُ الشّافِعِىَّ يقولُ: أجيزُ شَهادَةَ أهلِ الأهواءِ كُلِّهِم إلَّا الرّافِضَةَ؛ فإِنَّه يَشهَدُ بَعضُهُم لِبَعضٍ.
قال الشيخُ رحمه الله: وكَذَلِكَ مَن عُرِفَ مِنهُم بسَبِّ الصَّحابَةِ الَّذينَ هُم سُرُجُ هذه الأُمَّةِ وصَدرُها، لَم تُقبَلْ شَهادَتُه؛ مَتَى ما كان سَبُّه إيّاهُم على وجهِ العَصبيَّةِ أوِ
(4)
الجَهالَةِ، لا على تأويلٍ أو شُبهَةٍ.
20948 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ ابنِ عَتّابٍ العَبدِىُّ ببَغدادَ وأبو الفَضلِ الحَسَنُ بنُ يَعقوبَ العَدلُ بنَيسابورَ وأبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ علىٍّ الشَّيبانِىُّ بالكوفَةِ قالوا: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ العَبسِىُّ، حدثنا وكيعٌ، عن الأعمَشِ، عن أبى صالِحٍ، عن أبى سعيدٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبّوا أصحابِى، فوالَّذِى نَفسِى بيَدِه، لَو أنَّ أحَدَكُم أنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِم ولا نَصيفَه"
(5)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن أبى
(1)
فى م: "غير".
(2)
كذا فى النسخ، وتقدم فى (4666، 8051): "عبيد".
(3)
فى س، م:"شية".
(4)
فى س، حاشية الأصل:"و".
(5)
أخرجه أحمد (11516)، وابن حبان (7253) من طريق وكيع به. وأبو داود (4658)، والترمذى =
كُرَيبٍ وغَيرِه عن وكيعٍ
(1)
.
20949 -
أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أبو مُسلِمٍ، حدثنا سُلَيمانُ هو ابنُ حَربٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن مَنصورٍ قال: سَمِعتُ أبا وائلٍ يُحَدِّثُ عن عبدِ اللَّهِ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال:"سِبابُ المُسلِمِ فُسوقٌ، وقتالُه كُفرٌ"
(2)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن سُلَيمانَ ابنِ حَربٍ، ورَواه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن شُعبَةَ
(3)
.
20950 -
أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِىُّ، أنبأنا أبو أحمدَ ابنُ عَدِىٍّ الحافظُ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ على بنِ الجَارودِ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ البوشَنجِىُّ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إسحاقَ، حَدَّثَنِى عبدُ اللَّهِ بنُ سَوّارٍ العَنبَرِىُّ قال: شَهِدَ رَجُلٌ عِندَ أبى شَهادَةً، فرَدَّ شَهادَتَه، فأتاه بَعدُ فقالَ: رَدَدتَ شَهادَتِى؟ قال: نَعَم. قال: ولِمَ؟ قال: لأنَّه بَلَغَنِى أنَّكَ تَناوَلُ أو تُبغِضُ أصحابَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. قال: ما أتَناوَلُ إلَّا عمرَو بنَ العاصِ. قال: نَعَم، أمَا إنِّى أزيدُكَ حَبسًا حَتَّى تُحدِثَ تَوبَةً
(4)
.
= (3861)، والنسائى فى الكبرى (8308) من طريق الأعمش به.
(1)
مسلم (2541) عقب (222).
(2)
أخرجه ابن حبان (5939)، والطحاوى فى شرح المشكل (846) من طريق سليمان بن حرب به. وتقدم فى (15949).
(3)
البخارى (6044)، ومسلم (64/ 117).
(4)
ابن عدى فى الكامل 3/ 1290.