‌باب من استحب من السلف -رضى الله عنهم- التننزه عن ميراث السائبة وإن كان مباحا - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ٢١

القَطّانُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عيسَى، أنبأنا ابنُ المُبارَكِ، أنبأنا عبدُ اللَّهِ بنُ عُقبَةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ هُبَيرَةَ، عن قَبيصَةَ بنِ ذُؤَيبٍ قال: كان الرَّجُلُ إذا أعتَقَ سائبَةً لَم يَرِثْه، وإِذا جَنَى جِنايَةً كان على مَن أعتَقَه، فدَخَلوا على عُمَرَ بنِ الخطابِ -رضى اللَّه عنه- فقالوا: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أنصِفْنا؛ إمّا أن يَكونَ عَلَيكُمُ العَقْلُ ولَكُمُ الميراثُ، وإِمّا أن يَكونَ لَنا الميراثُ وعَلَينا العَقْلُ. فقَضَى عُمَرُ -رضى اللَّه عنه- لَهُم بالميراثِ.

[قال الشيخُ]

(1)

: وحَديثُ سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ عن عُمَرَ -رضى اللَّه عنه- مُنقَطِعٌ.

‌

‌بابُ مَنِ استَحَبَّ مِنَ السَّلَفِ -رضى اللَّه عنهم- التَّننَزُّهَ عن ميراثِ السّائبَةِ وإن كان مُباحًا

21509 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِب، أنبأنا يَزيدُ ابنُ هارونَ، أنبأنا سُلَيمانُ التَّيمِىُّ، عن أبى عثمانَ النَّهدِىِّ قال: قال عُمَرُ بنُ الخطابِ -رضى اللَّه عنه-: الصَّدَقَةُ والسّائبَةُ ليَومِهِما

(2)

.

أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ، أنبأنا أبو الحَسَنِ الكارِزِىُّ، أنبأنا علىُّ بنُ عبدِ العَزيزِ قال: قال أبو عُبَيدٍ: يَعنِى بقَولِه: ليَومِهِما. يَومَ القيامَةِ؛ اليَومُ الَّذِى كان أعتَقَ فيه سائبَتَه وتَصَدَّقَ بصَدَقَتِه له.

يقولُ: فلا يَرجِعُ إلَى الانتِفاعِ بشَئٍ مِنهُما بعدَ ذَلِكَ فى الدُّنيا، وذَلِكَ كالرَّجُلِ يُعتِقُ عبدَه سائبَةً، ثُمَّ يَموتُ المُعتَقُ ويَترُكُ مالًا ولا وارِثَ له إلا الَّذِى أعتَقَه. يقولُ: فلَيسَ يَنبَغِى له أن يَرزَأَ مِن ميراثِه شَيئًا، ولا يَرزأَ مِن ميراثِ السّائبَةِ شَيئًا إلا أن يَجعَلَه فى مِثلِهِ، وكَذَلِكَ يُروَى عن ابنِ عُمَرَ، وإِنَّما هذا مِنهُم على وجهِ الفَضلِ والثَّوابِ لَيسَ على أنَّه مُحَرَّمٌ

(1)

.

21510 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ، حدثنا يَحيَى، أنبأنا يَزيدُ، أنبأنا سُلَيمانُ التَّيمِىُّ، عن بكرِ ابنِ عبدِ اللَّهِ المُزَنِىِّ، أنَّ ابنَ عُمَرَ أُتِىَ بمالِ مَولًى كان له، فقالَ: إنَّما كُنّا أعتَقناه سائبَةً. فأمَرَ أن يُشتَرَى به رِقابٌ فيُلحِقونَها به. أى يُعتِقونَها

(2)

.

21511 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ علىٍّ الحافظُ، أنبأنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأصبَهانِىُّ، أنبأنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ القَطّانُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عيسَى، أنبأنا ابنُ المُبارَكِ، أنبأنا عبدُ اللَّهِ بنُ عُقبَةَ، عن ابنِ هُبَيرَةَ، عن زيادِ ابنِ نُعَيمٍ أخبَرَه أنَّه كان جالِسًا عِندَ ابنِ عُمَرَ حينَ جاءَه رَجُلٌ بحَقيبَةِ

(3)

وَرِقٍ، فقالوا: إنَّ فُلانًا مَولَى أبيكَ توُفِّىَ، وإنَّه أمَرَنِى أن أدفَعَ هذه إلَيكَ. قال: ويحَه! ألَا أنفَقَه فى سَبيلِ اللَّهِ؟ فجاءَه رسولُ عاصِمِ بنِ عُمَرَ: أنِ ابعَثْ إلَىَّ بميراثِه مِن مَولَى أبيه. فبَعَثَه إلَيه كُلَّه، وكانَ ابنُ عُمَرَ لا يَرِثُ السّائبَةَ، وكانَ