الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَصرٍ، حدثنا سفيانُ، عن الزُّهرِىِّ، عن علىّ بنِ حُسَينٍ، عن عمرِو بنِ عثمانَ، عن أُسامَةَ بنِ زَيدٍ يَبلُغُ به النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم:"أن المُسلِمَ لا يرِثُ الكافِرَ، وأنَّ الكافِرَ لا يَرِثُ المُسلِمَ"
(1)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى وغَيرِه عن سُفيانَ، وأخرَجَه البخارىُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن الزُّهرِىِّ
(2)
.
21497 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو عمرِو ابنُ نُجَيدٍ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، عن إسماعيلَ بنِ أبى حَكيمٍ، أن عُمَرَ بنَ عبدِ العَزيزِ أعتَقَ عبدًا له نَصرانيًّا، فتوُفِّىَ، فقال إسماعيلُ: فأمَرَنِى عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ أن آخُذَ مِيراثَه فأجعَلَه فى بَيتِ المالِ
(3)
.
بابُ مَن أعتَقَ عبدًا له سائبَةً
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: فالعِتقُ ماضٍ، ولَه ولاؤُه
(4)
.
21498 -
أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عُبَيدُ بنُ شَريكٍ وابنُ مِلْحانَ قالا: حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ
(1)
تقدم فى (12352 - 12354، 12589).
(2)
مسلم (1614/ 1)، والبخارى (6764).
(3)
مالك فى الموطأ برواية ابن بكير (8/ 17 و - مخطوط)، وبرواية يحيى الليثى 2/ 519، وعنه الشافعى 4/ 128، وعبد الرزاق (9866). وأخرجه ابن أبى شيبة (31982) من طريق يحيى بن سعيد به.
(4)
الأم 4/ 127.
يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ شاذانَ وأحمَدُ بنُ سلمةَ قالا: حدثنا قُتَيبَةُ، حدثنا اللَّيثُ بنُ سَعدٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُروةَ، أنَّ عائشةَ -رضى اللَّه عنها- أخبَرَته، أن بَريرَةَ جاءَت عائشةَ تَستَعينُها فى كِتابَتِها، ولَم تكُنْ قَضت مِن كِتابَتِها شَيئًا، فقالَت لها عائشَةُ: ارجِعِى إلَى أهلِكِ، فإِن أحَبَّوا أن أقضِىَ عَنكِ كتابَتَكِ ويَكونَ ولاؤُكِ لِى فعَلتُ. فذَكَرَت ذَلِكَ بَريرَةُ لأهلِها فأبَوْا وقالوا: إن شاءَت أن تَحتَسِبَ عَلَيكِ فلْتَفعَلْ، ويَكونَ ولاؤُكِ لَنا. فذَكَرَت ذَلِكَ لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ لها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "ابتاعِى وأعتِقِى؛ فإنَّما الوَلاءُ لمن أعتَقَ". ثُمَّ قامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ما بالُ أُناسٍ يَشتَرِطونَ شُروطًا لَيسَت فى كِتابِ اللَّهِ؟ مَنِ اشتَرَطَ شَرطًا لَيسَ فى كِتابِ اللَّهِ فلَيسَ له، وإِن شَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ؛ شَرْطُـ اللَّهِ أحَقُّ وأوثَقُ"
(1)
. رَواه البخارىُّ ومُسلِم فى "الصحيح" عن قُتَيبَةَ بنِ سعيدٍ
(2)
.
21499 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ، أنبأنا يَزيدُ ابنُ هارونَ، أنبأنا سفيانُ بنُ سعيدٍ، عن أبى قَيسٍ، عن هُزَيلِ بنِ شُرَحْبيلَ قال: جاءَ رَجُل إلَى عبدِ اللَّهِ يَعنِى ابنَ مَسعودٍ فقالَ: إنِّى أَعتَقْتُ غُلامًا لِى وجَعَلتُه سائبَةً، فماتَ وتَرَكَ مالًا. فقالَ عبدُ اللَّهِ: إنَّ أهلَ الإسلامِ لا يُسَيِّبونَ؛ إنَّما كانَت تُسَيِّبُ أهلُ الجاهِليَّةِ، وأنتَ وارِثُه ووَلِىُّ نِعمَتِه، فإِن تَحَرَّجْتَ مِن شَئٍ فادناه نَجعَلْه فى بَيتِ المالِ
(3)
. أخرَجَه البخارىُّ فى "الصحيح" مُختَصرًا
(1)
تقدم فى (14544).
(2)
البخارى (2561)، ومسلم (1504/ 6).
(3)
المصنف فى الصغرى 9/ 309 (4467)، والمعرفة (6067). وأخرجه عبد الرزاق (16223)، =
عن قَبيصَةَ عن سُفيانَ
(1)
.
ورَواه الشَّعبِىُّ والنَّخَعِىُّ وغَيرُهُما عن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ مُرسَلًا مُختَصَرًا
(2)
.
ورُوِىَ عن عَلقَمَةَ عن عبدِ اللَّهِ مَوصولًا، وقالَ فى رِوايَتِه: فإِن أبَيتَ فههنا وارِثونَ كَثيرٌ. فجَعَلَه فى بَيتِ المالِ.
21500 -
وفيما أجازَ لى أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ رِوايَتَه عنه، حدثنا أبو العباسِ، أنبأنا الرَّبيعُ، أنبأنا الشّافِعِىُّ، أنبأنا سفيانُ، أخبرَنِى أبو طُوالَةَ عبدُ اللَّهِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ مَعمَرٍ قال: كان سالِمٌ مَولَى أبى حُذَيفَةَ مَولَّى لامرأةٍ مِنَ الأنصارِ يُقالُ لها: عَمْرَةُ بنتُ يَعارٍ، أعَتقَته سائبَةً، فقُتِلَ يَومَ اليَمامَةِ، فأُتِىَ أبو بكرٍ -رضى اللَّه عنه- بميراثِه فقالَ: أَعطُوه عَمرَةَ. فأبَت أن تَقبَلَه
(3)
.
21501 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الوَليدِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ ابنُ محمدٍ وجَعفَرُ بنُ أحمدَ قالا: حدثنا عَمرُو بنُ زُرارَةَ، عن إسماعيلَ بنِ أيّوبَ وسَلَمَةَ بنِ عَلقَمَةَ، عن محمدِ بنِ سِيرينَ قال: نُبِّئتُ أن سالمًا مَولَى أبى حُذَيفَةَ أعتَقَتْه امرأةٌ مِنَ الأنصارِ وقالَت: اذهَبْ فَوَالِ مَن شِئتَ. فوالَى أبا حُذَيفَةَ، فلَمّا أُصيبَ اختَصَموا فى ميراثِه، فجُعِلَ مِيراثُه لِلأنصارِ.
= ومن طريقه الطبرانى (9879) - من طريق سفيان به.
(1)
البخارى (6753).
(2)
أخرجه ابن أبى شيبة (31954) من طريق الشعبى به. والشافعى 4/ 133 من طريق النخعى به.
(3)
المصنف فى المعرفة (6066)، والشافعى 4/ 133، وفيه:"عبد اللَّه بن عبد الرحمن عن معمر". وقال الذهبى 8/ 4325: سنده منقطع.
21502 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أنبأنا عبدُ اللَّهِ ابنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا محمدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، أنبأنا أبى، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى عبدُ اللَّهِ بنُ أبى بكرِ بنِ محمدِ بنِ عمرِو بنِ حَزمٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ وديعَةَ بنِ خِدامِ بنِ خالِدٍ أخِى بَنى عمرِو بنِ عَوفٍ قال: كان سالِم مَولَى أبى حُذَيفَةَ مَولًى لامرأةٍ مِنّا يُقالُ لها: سَلمَى بنتُ يَعارٍ، أعتَقَته سائبَةً فى الجاهِليَّةِ، فلَمّا أُصيبَ باليَمامَةِ أُتِىَ عُمَرُ بنُ الخطابِ -رضى اللَّه عنه- بميراثِه، فدَعا وديعَةَ بنَ خِدامٍ فقالَ: هذا ميراثُ مَولاكُم، وأنتُم أحَقُّ به. فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، قَد أغنانا اللَّهُ عنه، قَد أعتَقَتْه صاحِبَتُنا سائبَةً، فلا نُريدُ أن نَندى
(1)
مِن أمرِه شَيئًا. أو قال: نَرزأَ. فجَعَلَه عُمَرُ -رضى اللَّه عنه- فى بَيتِ المالِ
(2)
.
21503 -
أخبَرَناه أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو حامِدِ ابنُ بلالٍ، حدثنا أبو الأزهَرِ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعدٍ. فذَكَرَه بإِسنادِه ومَعناه عاليًا، وقالَ فى آخِرِه: فدَعا أبى وديعَةَ بنَ خِدامٍ وكانَ وارِثَ سَلمَى بنتِ يَعارٍ فقالَ: هذا ميراثُ مَولاكُم فخُذوه. فقالَ وديعَةُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أعتَقَتْه صاحِبَتُنا سائبَةً لأبَوَيْها، وقَد أغْنَى
(3)
اللَّهُ عنه، فلا حاجَةَ لَنا به. قال: فجَعَلَه عُمَرُ -رضى اللَّه عنه- فى بَيتِ مالِ المُسلِمينَ.
ورَواه بمَعناه أبو بكرِ ابنُ أبى الجَهمِ عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ.
(1)
نندى: نصيب. ينظر التاج 40/ 61 (ن د ى).
(2)
أخرجه البخارى فى التاريخ الصغير ص 63، 64 من طريق ابن إسحاق به.
(3)
فى م: "اغنانا".
21504 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أنبأنا الرَّبيعُ، أنبأنا الشّافِعِىُّ، أنبأنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عَطاءِ ابنِ أبى رَباحٍ، أن طارِقَ بنَ المُرَقَّعِ أعتَقَ أهلَ بَيتٍ سَوائبَ، فأُتِىَ بميراثِهِم، فقالَ عُمَرُ بنُ الخطابِ -رضى اللَّه عنه-: أعطُوه ورَثَةَ طارِقٍ. فأبَوْا أن يأخُذوه، فقالَ عُمَرُ: فاجعَلوه فى مِثلِهِم مِنَ النّاسِ
(1)
.
21505 -
وأخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ، أنبأنا الرَّبيعُ، أنبأنا الشّافِعِىُّ، أنبأنا مسلم وسَعيدُ بنُ سالِمٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن عَطاءٍ، أن طارِقَ بنَ المُرَقَّعِ أعتَقَ أهلَ أبياتٍ مِن أهلِ اليَمَنِ سَوائبَ، فانقَلَعُوا عن بضعَةَ عَشَرَ ألفًا، فذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بنِ الخطابِ -رضى اللَّه عنه-، فأمَرَ أن يُدفَعَ إلَى طارِقٍ أو ورَثَةِ طارِقٍ
(2)
. قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: أنا شَكَكتُ فى الحديثِ هَكَذا
(3)
.
21506 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ، أنبأنا يَزيدُ ابنُ هارونَ، أنبأنا عُقبَةُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأصَمُّ، عن عَطاءِ بنِ أبى رَباحٍ، أن طارِقًا أعتَقَ رَجُلًا سائبَةً فماتَ السّائبَةُ، وتَرَكَ مالًا، فرُفِعَ مالُه إلَى صاحِبِ مَكَّةَ، فأرسَلَ إلَى طارِقٍ فعَرَضَ مالَه عَلَيه، فأبَى طارِقٌ أن يأخُذَه، فكَتَبَ عامِلُ مَكَّةَ
(1)
الشافعى 4/ 133. وأخرجه الفاكهى فى أخبار مكة (1927) من طريق سفيان به.
(2)
الشافعى 4/ 79.
(3)
مسند الشافعى عقب (681).
إلَى عُمَرَ بنِ الخطابِ -رضى اللَّه عنه-، فكَتَبَ عُمَرُ: أنِ اجمَعِ المالَ واعرِضْه على طارِقٍ، فإِن قَبِلَه فادفَعْه إلَيه، وإِن لَم يَقبَلْه فاشتَرِ به رِقابًا فأعتِقْهُم. قال: فعَرَضَ على طارِقٍ فلَم يَقبَلْه، فاشتَرَى به خَمسَةَ عَشَرَ أو سِتَّةَ عَشَرَ مَملوكًا فأعتَقَهُم. قال عُقبَةُ: كأنِّى أرَى عَطاءً وهو يَعقِدُ بيَدِه خَمسَةَ عَشَرَ أو سِتَّةَ عَشَرَ
(1)
.
ورَواه قَتادَةُ وقَيسُ بنُ سَعدٍ عن عَطاءٍ قال فيه: فكَتَبَ يَعلَى ابنُ مُنيَةَ إلَى عُمَرَ بنِ الخطابِ -رضى اللَّه عنه-، فكَتَبَ عُمَرُ بنُ الخطابِ -رضى اللَّه عنه-: أنَّه أحقُّ بميراثِهِ.
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: يُشبِهُ أن يَكونَ عَطاءٌ سَمِعَه مِن طارِقٍ، وإِن لَم يَسمَعْه مِنه فحَديثُ سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ مُرسَلٌ
(2)
.
قال الشيخُ رحمه الله: يَعنِى ما رَوَى لمن خالَفَه فى هذه المَسألَةِ عن سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ أن سائبَةً أعتَقَهَ رَجُلٌ مِنَ الحاجِّ، فأصابَه غُلامٌ مِن بَنِى مَخزومٍ، فقَضَى عُمَرُ -رضى اللَّه عنه- عَلَيهِم بعَقْلِه، قال أبو المَقضِىِّ عَلَيه: أرأيتَ لَو أصابَ ابنِى؟ قال: إذن لا يَكونُ له شَئٌ. قالَ: هو إذن مِثلُ الأرقَمِ. قال: عُمَرُ -رضى اللَّه عنه-: فهو إذن مِثلُ الأرقَمِ
(3)
.
21507 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو حامِدِ ابنُ بلالٍ، حدثنا
(1)
أخرجه سعيد بن منصور (223)، وابن أبى شبة (31961) من طريق عطاء به.
(2)
الام 4/ 133.
(3)
ذكره الشافعى فى الأم 4/ 132 عن سليمان بن يسار.
أبو الأزهَرِ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، حدثنا أبى، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى أبو الزِّنادِ عبدُ اللَّهِ بنُ ذَكوانَ، عن سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ قال: قَدِمَ عُمَرُ بنُ الخطابِ -رضى اللَّه عنه- مَكَّةَ وهو خَليفَةٌ، فرُفِعَ إلَيه رَجُلٌ أعتَقَ سائبَةً أصابَ ابنًا لِلسّائبِ بنِ عائذِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخزومٍ خَطَأً، فطَلَبَ السّائبُ مِن عُمَرَ بنِ الخطابِ -رضى اللَّه عنه- دِيَةَ ابنِهِ. فقالَ عُمَرُ: إن يَكُنْ له مالٌ وَدَى ابنَكَ لَكَ مِن مالِه بالِغًا ما بَلَغَ. قال السّائبُ: فإِن لَم يَكُنْ له مالٌ؟ قال عُمَرُ -رضى اللَّه عنه-: فلا شَئَ لَكَ. قال السّائبُ: أفَرأيتَ لَو أصبناه خَطأً؟ قال: إذن واللَّهِ تَعقِلَه. قال: فقالَ السّائبُ: فإِن قُتِلَ عُقِلَ، وإِن قَتَلَ لَم يُعقَلْ عنه؟ قال: فقالَ عُمَرُ -رضى اللَّه عنه-: نَعَم. قال: فقالَ السّائبُ: هو إذن كالأرقَمِ؛ إن يُلْقَى يَلقَمْ وإِن يُقتَلْ يَنقَمْ؟ قال: فقالَ عُمَرُ -رضى اللَّه عنه-: فهو واللَّهِ ذَلِكَ. قال: فلَم يُعطِه شَيئًا
(1)
.
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: وهَذا، إذا ثَبَتَ، بقَولِنا أشبَهُ؛ لأنَّه لَو رأى ولاءَه لِلمُسلِمينَ رأى عَلَيهِم عَقلَه، ولَكِنْ يُشبِهُ أن يَكونَ عَقْلُه على مَواليه، فلَمّا كانوا لا يُعرَفونَ لَم يَرَ فيه عَقْلًا حَتَّى يُعرَفَ مَواليهِ
(2)
.
قال الشيخُ رحمه الله: والَّذِى يَدُلُّ على صحَّة هذا التّأويلِ ما:
21508 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ علىٍّ الأصبَهانِىُّ الحافظُ، أنبأنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأصبَهانِىُّ، أنبأنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارِثِ
(1)
أخرجه مالك 2/ 876 - وعنه عبد الرزاق (18425) عن أبى الزناد مختصرًا. وينظر ما تقدم فى (16190).
(2)
الأم 4/ 132.