الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ مَن قال: لا يَعتِقُ المُكاتَبُ حَتَّى يَكونَ فى الكِتابَةِ: فإِذا أدَّيتَ هذا -و
(1)
يَصِفُه- فأنتَ حُرٌّ
21650 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ رحمه الله، أخبرَنِى أبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحَسَنِ القاضِى بهَمَذانَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا عَفّانُ بنُ مُسلِمٍ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن عاصِمِ بنِ سُلَيمانَ وعَلِىِّ بنِ زَيدٍ، عن أبى عثمانَ، عن سَلمانَ قال: كاتَبتُ أهلِى على أن أغرِسَ لَهُم خَمسَمِائَةِ فسيلَةٍ، فإِذا عَلِقَتْ فأنا حُرٌّ، فأتَيتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فذَكَرتُ ذَلِكَ له، فقالَ:"اغرِسْ واشتَرِطْ لَهُم، فإِذا أرَدتَ أن تَغرِسَ فآذِنِّى". فآذَنتُه، فجاءَ فجَعَلَ يَغرِسُ، إلَّا واحِدَةً غَرَستُها بيَدِى، فعَلِقنَ جَميعًا إلَّا الواحِدَةَ
(2)
.
21651 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أنبأنا موسَى بنُ إسحاقَ القاضِى، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أبى شَيبَةَ، حدثنا زَيدُ بنُ الحُبابِ، عن الحُسَينِ بنِ واقِدٍ، حَدَّثَنِى عبدُ اللَّهِ بنُ بُرَيدَةَ، عن أبيه، أن سَلمانَ -رضى اللَّه عنه- لَمّا قَدِمَ المَدينَةَ أتَى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بهَديَّةٍ على طَبَقٍ فوَضَعَها بَينَ يَدَيه، فقالَ:"ما هذا يا سَلمانُ؟ ". قال: صَدَقَةٌ عَلَيكَ وعَلَى أصحابِكَ. قال: "إنِّى لا آكُلُ الصَّدَقَةَ". فرَفَعَها، ثُمَّ جاءَه مِنَ الغَدِ بمِثلِها فوَضَعَها بَينَ يَدَيه، فقالَ:"ما هذا؟ ". قال: هَديَّةٌ لَكَ. قال: فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأصحابِه: "كُلوا". قال: "لِمَن أنتَ؟ ". قال: لِقَومٍ. قال: "فاطلُبْ إلَيهِم أن يُكاتِبوكَ". قال:
(1)
فى م: "أو".
(2)
المصنف فى الصغرى (4506)، والحاكم 7/ 212، 218 وصححه. وأخرجه أحمد (23730) عن عفان به. وقال الذهبى 8/ 4347: إسناده قوى.
فكاتَبونِى على كَذا وكَذا نَخلَةً أغرِسُها لَهُم ويَقومُ عَلَيها سَلمانُ حَتَّى تُطعِمَ. قال: ففَعَلوا. قال: فجاءَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فغَرَسَ النَّخلَ كُلَّه، إلَّا نَخلَةً واحِدَةً غَرَسَها عُمَرُ، فأطعَمَ نَخلُه مِن سَنَتِه إلَّا تِلكَ النَّخلَةَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَن غَرَسَها؟ ". قالوا: عُمَرُ. فغَرَسَها رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن يَدِه فحَمَلَت مِن عامِها
(1)
.
21652 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ الحِيرِىُّ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، عن مَحمودِ بنِ لَبيدٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: حَدَّثَنِى سَلمانُ الفارِسِىُّ. فذَكَرَ الحديثِ بطولِه فى قِصَّةِ سَبَبِ إسلامِه، وفيه: قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كاتِبْ يا سَلمانُ". فكاتَبتُ صاحِبِى على ثَلاثِمِائَةِ نَخلَةٍ أُحييها، وأربَعينَ أوقيَّةً، وأعانَنِى أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالنَّخلِ ثَلاثينَ وَدِيَّةً
(2)
وعِشرينَ وَدِيَّةً وعَشْرًا، كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم على قَدرِ ما عِندَه. وذَكَرَ الحديثِ فى الحَفرِ قال: وخَرَجَ مَعِى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جاءَها، فكُنّا نَحمِلُ إلَيه الوَدِىَّ ويَضَعُه بيَدِه ويُسَوِّى عَلَيها، فوالَّذِى بَعَثَه بالحَقِّ ما ماتَت مِنها وديَّةٌ واحِدَةٌ، وبَقِيَت علىَّ الدَّراهِمُ، فأتاه رَجُلٌ مِن بَعضِ المَعادِنِ بمِثلِ البَيضةِ مِنَ الذَّهَبِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أينَ الفارِسِىُّ المُسلِمُ المُكاتَبُ؟ ". فدُعِيتُ له، فقالَ:"خُذ هذه يا سَلمانُ فأدِّ ما عَلَيكَ". فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، وأينَ تَقَعُ هذه
(1)
المصنف فى الدلائل 6/ 97، والحاكم 2/ 16، وابن أبى شيبة (22283) مختصرًا. وأخرجه أحمد (22997) عن زيد بن الحباب به. وقال الذهبى 8/ 4348: إسناده حسن.
(2)
الوديَّة: النخلة الصغيرة. ينظر النهاية 5/ 170.
مِمّا علىَّ؟ قال: "فإِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّى بها عَنكَ". فوالَّذِى نَفسُ سَلمانَ بيَدِه لَوَزَنتُ لَهُم مِنها أربَعينَ أوقيَّةً فأدَّيتُها إلَيهِم. وعَتَقَ سَلمانُ
(1)
.
قال الشيخُ رحمه الله: فى الرِّوايَةِ الأولَى زيادَةٌ فى عَدَدِ الفُسْلانِ
(2)
، وفيها اشتِراطُ الحُرّيَّةِ، وأنَّ واحِدَةً مِنها لَم تَعْلَقْ، وهِىَ ما لَم يَغرِسْه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وفِى الرِّوايَةِ الثّالِثَةِ نُقصانٌ عن عَدَدِ الفُسْلانِ
(2)
، وزيادَةُ الأربَعينَ أوقيَّةً، وفِى كِلتَيهِما مَعَ الرِّوايَةِ الثّانيَةِ أنَّ ذَلِكَ كان بشَرطِ العُلوقِ أوِ الإطعامِ، وكأنَّ العَقدَ كان مَعَ الكُفّارِ، وكانَ القَصدُ مِنه حُصولَ العِتاقِ، فأذِنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فى اشتِراطِه بقَولِه:"اشتَرِط لَهم". لِكَونِه شَرطًا صَحيحًا فى حُصولِ العِتاقِ به وإِن كان عَقدُ الكِتابَةِ يَفسُدُ بهِ.
21653 -
وقَد أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ، حدثنا علىُّ بنُ عاصِمٍ، أنبأنا حاتِمُ بنُ أبى صَغيرَةَ، عن سِماكِ بنِ حَربٍ، عن زَيدِ بنِ صوحانَ، عن سَلمانَ فى قِصَّةِ إسلامِه، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لِمَن أنتَ؟ ". قُلتُ: لامرأةٍ مِنَ الأنصارِ جَعَلَتنِى فى حائطٍ لها. قال: "يا أبا بكرٍ". قال: لَبَّيكَ. قال: "اشتَرِه". قال: فاشتَرانِى أبو بكرٍ -رضى اللَّه عنه- فأعتَقَنِى
(3)
.
وهَذا يُخالِفُ الرِّواياتِ قَبلَه، وقَد يَجوزُ أن يَكونَ عِتاقُه لَم يَحصُلْ بأن لَم
(1)
المصنف فى الدلائل 2/ 91 - 97. وأخرجه أحمد (23737) من طريق محمد بن إسحاق به.
(2)
فى م: "الفسيلات".
(3)
المصنف فى الدلائل 2/ 82 - 92، والحاكم 3/ 599 - 602 وصححه. وقال الذهبى 8/ 4348: علىّ واهٍ.