الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ مَن أعتَقَ مِن مَملوكِه شِقصًا
21355 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أبو الوَليدِ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا هَمّامٌ (ح) قال: وحَدَّثَنا محمدُ بنُ كَثيرٍ المَعنَى، أنبأنا هَمّامٌ، عن قَتادَةَ، عن أبى المَليحِ، قال أبو الوَليدِ: عن أبيه، إن رَجُلًا أعتَقَ شَقيصًا
(1)
له مِن غُلامٍ، فذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"لَيسَ للَّهِ شَريكٌ". زادَ ابنُ كَثيرٍ فى حَديثِه: فأجازَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عِتقَه
(2)
.
قال الشيخُ رحمه الله: ويَحتَمِلُ أن يَكونَ هذا فيمَن أعتَقَ شِقصًا له مِن غُلامٍ مُشتَرَكٍ بَينَه وبَينَ غَيرِه، ويَحتَمِلُ غَيرَه.
21356 -
وقَد أخبرَنا أبو جَعفَرٍ كامِلُ بنُ أحمدَ المُستَملِى، أنبأنا بشرُ بنُ أحمدَ الإسفَرايينِىُّ، حدثنا داودُ بنُ الحُسَينِ البَيهَقِىُّ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أنبأنا عَبّادُ بنُ العَوّامِ، عن سعيدٍ، عن قَتادَةَ، عن أبى مَليحٍ، أن رَجُلًا مِن قَومِه أعتَقَ ثُلُثَ غُلامِه، فرُفِعَ ذَلِكَ إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"هو حُرٌّ كُلُّه؛ لَيسَ للَّهِ شَريكٌ"
(3)
. وهَذا فيما وضَعْنا البابَ له أظهَرُ، واللَّهُ أعلَمُ.
21357 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ القَطّانُ، حدثنا أحمدُ بنُ يوسُفَ السُّلَمِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ يوسُفَ قال: ذَكَرَ سفيانُ، عن
(1)
فى م: "شقصا". والشِّقص والشقيص: النصيب. مشارق الأنوار 2/ 257.
(2)
أبو داود (3933). وأخرجه النسائى فى الكبرى (4970) من طريق أبى الوليد به. وأحمد (20716) من طريق همام به مطولًا. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (3329).
(3)
أخرجه ابن أبى شيبة (20974) من طريق عباد بن العوام به. والنسائى فى الكبرى (4971) من طريق سعيد به.
خالِدِ بنِ سلمةَ المَخزومِىِّ قال: جاءَ رَجُلٌ إلَى عُمَرَ -رضى اللَّه عنه- بعَرَفَةَ فقالَ: إنِّى أعتَقتُ شِقصًا مِن غُلامِى هذا. قال: أُعتِقَ كُلُّه؛ لَيسَ للَّهِ شَريكٌ
(1)
. كَذا وجَدتُه فى كِتابِى، وهو فى "الجامع" رِوايَة عبدِ اللَّهِ بنِ الوَليدِ العَدَنِىِّ عن سُفيانَ: فقالَ عُمَرُ -رضى اللَّه عنه-: عَتَقَ كُلُّه. لَيسَ فيه ألِفٌ.
21358 -
وأمّا الحَديثُ الَّذِى أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بالُويَه مِن أصلِ كِتابِه، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِى أبى، حَدَّثَنِى عبدُ الرَّزّاقِ، حدثنا عُمَرُ بنُ حَوشَبٍ، حَدَّثَنِى إسماعيلُ بنُ أُمَيَّةَ، عن أبيه، عن جَدِّه قال: كان لَهُم غُلامٌ يُقالُ له طَهمانُ أو ذَكوانُ. قال: فأعتَقَ جَدُّه نِصفَه، فجاءَ العَبدُ إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فأخبَرَه، فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"تَعتِقُ فى عِتقِكَ، وتَرِقُّ فى رِقِّكَ". قال: فكانَ يَخدُمُ سَيِّدَه حَتَّى ماتَ
(2)
. تَفَرَّدَ به عُمَرُ بنُ حَوشَبٍ، وإِسماعيلُ هو ابنُ أُمَيَّةَ بنِ عمرِو بنِ سعيدِ بنِ العاصِ، وعَمرُو بنُ سعيدٍ لَيسَ له صُحبَةٌ.
21359 -
وأمّا الحَديثُ الَّذِى أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الوَليدِ، حدثنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ سَلَّامٍ، حدثنا خَليفَةُ بنُ خَيّاطٍ، حدثنا عبدُ الواحِدِ بنُ واصِلٍ، حدثنا محمدُ بنُ فضاءٍ، عن أبيه، عن عَلقَمَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ المُزَنِىِّ، عن أبيه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُعتِقُ
(1)
أخرجه عبد الرزاق (16708)، وابن أبى شيبة (20971) من طريق سفيان به. وعندهما ذكر الثلث بدل الشقص.
(2)
أحمد (15402)، وعبد الرزاق (16705)، ومن طريقه أبو داود فى المراسيل (197). وقال الهيثمى فى المجمع 4/ 248: رواه أحمد وهو مرسل ورجاله ثقات.
الرَّجُلُ مِن عبدِه ما شاءَ؛ إن شاءَ ثُلُثًا، وإِن شاءَ رُبُعًا، وإِن شاءَ خُمُسًا، لَيسَ بَينَه وبَينَ اللَّهِ ضَغْطَةٌ
(1)
". وقالَ فى مَوضِعٍ آخَرَ: "سَقطَةٌ"
(2)
. قال الأُستاذُ أبو الوَليدِ: قال أصحابُنا: هو الَّذِى يُعتِقُ مِن ذا ثُلُثَه، ومِن ذا رُبُعَه، و
(3)
ماتَ، أو أوصَى بنِصفِ عِتقِ هذا وبِنِصفِ عِتقِ هذا، لا يُبطِلُ أحَدُهُما الآخَرَ، ويَعتِقُ مِن كُلِّ واحِدٍ قَدرُ ما أعتَقَه.
قال الشيخُ رحمه الله: هذا تأويلٌ حَسَنٌ، إلا أن محمدَ بنَ فضاءٍ هذا ضَعيفٌ لا يُحتَجُّ به، تَكَلَّمَ فيه يَحيَى بنُ مَعينٍ وسُلَيمانُ بنُ حَربٍ وأبو عبدِ الرَّحمنِ النَّسائىُّ رحمهم الله
(4)
.
21360 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الوَليدِ، حدثنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا حِبّانُ، عن ابنِ المُبارَكِ، عن سُفيانَ، عن الأشعَثِ، عن الحَكَمِ، عن علىِّ بنِ أبى طالِبٍ -رضى اللَّه عنه- قال: إذا كان لِرَجُلٍ عبدٌ فأعتَقَ نِصفَه لَم يَعتِق مِنه إلا ما عَتَقَ
(5)
. هذا مُنقَطِعٌ.
(1)
الضَّغطة والضُّغطة: القهر والإكراه والتضييق. ينظر النهاية 3/ 90، 91، وتاج العروس 19/ 452 (ض غ ط).
(2)
أخرجه الطبرانى فى الأوسط (7160) من طريق عبد الواحد بن واصل به.
(3)
بعده فى م: "من".
(4)
هو محمد بن فضاء بن خالد الأزدى الجهضمى، أبو بحر البصرى. ينظر الكلام عليه فى: التاريخ الكبير 1/ 209، وتاريخ ابن معين برواية الدورى 1/ 202، والضعفاء والمتروكين للنسائى 1/ 234، وتهذيب الكمال 26/ 277. وقال ابن حجر فى التقريب 2/ 200: ضعيف.
(5)
أخرجه عبد الرزاق (16707) من طريق الثورى به.