الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا أبو مُعاويَةَ، حدثنا الأعمَشُ، عن زَيدِ بنِ وهبٍ، عن عبدِ اللَّهِ قال: حدثنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو الصّادِقُ المَصدوقُ: "إنَّ أحَدَكُم يُجمَعُ خَلقُه
(1)
فى بَطنِ أمِّه أربَعينَ يَومًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَة مِثلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضغَةً مِثلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يِبعَثُ اللَّهُ إلَيه المَلَكَ فيَنفُخُ فيه الرّوحَ، ثُمَّ يُرمَرُ بأربَعٍ: اكتُبْ رِزقَه وعَمَلَه وأجَلَه وشَقِىٌّ هو أم سعيدٌ. والَّذِى لا إلَهَ غَيرُه إنَّ أحَدَكُم لَيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ النّارِ حَتَّى ما يَكونُ بَينَه وبَينَها إلَّا ذِراعٌ فيَسبِقُ عَلَيه الكتابُ فيُختَمُ له بعَمَلِ أهلِ الجَنَّةِ فيَدخُلُها، وإِنَّ أحَدَكُم لَيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجَنَّةِ حَتَّى ما يَكونُ بَينَه وبَينَها إلَّا ذِراعٌ فيَسبِقُ عَلَيه الكِتابُ فيُختَمُ له بعَمَلِ أهلِ النّارِ فيَدخُلُها"
(2)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ نُمَيرٍ عن أبى مُعاويَةَ، وأخرَجَه البخارىُّ مِن أوجُهٍ أُخَرَ عن الأعمَشِ
(3)
.
فأخبَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أن جميعَ خَلقِه بعدَ الأربَعينَ يَكونُ عَلَقَةً أربَعينَ يَومًا، ثُمَّ جَميعَه بعدَ الثَّمانينَ يَكونُ مُضغَةً أربَعينَ يَومًا، ومَن جَعَلَ الوَلَدَ مِنِ اثنَينِ أجازَ أن يَكونَ بَعضُه ماءً وبَعضُه عَلَقَةً، وبَعضُه ماءً أو عَلَقَةً وبَعضُه مُضغَةً، وذَلِكَ بخِلافِ الظّاهِرِ.
بابُ مَن قال: يُقرَعُ بَينَهُما إذا لَم يَكُن قافَةٌ
21323 -
أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا أبو الأزهَرِ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أنبأنا الثَّورِىُّ، عن صالِحٍ،
(1)
ليس فى: الأصل.
(2)
المصنف فى القضاء والقدر (77)، والاعتقاد ص 137. وتقدم تخريجه فى (15509).
(3)
مسلم (2643/ 1)، والبخارى (3208، 3332، 6594، 7454).
عن الشَّعبِىِّ، عن عبدِ خَيرٍ، عن زَيدِ بنِ أرقَمَ قال: أُتِىَ علىٌّ -رضى اللَّه عنه- وهو باليَمَنِ فى ثَلاثَةٍ وقَعوا على امرأةٍ فى طُهرٍ واحِدٍ، فسألَ اثنَينِ: أتُقِرّانِ لِهَذا بالوَلَدِ؟ فقالا: لا. ثُمَّ سألَ اثنَينِ فقالَ: أتُقِرّانِ لِهَذا بالوَلَدِ؟ قالا: لا. ثُمَّ سألَ اثنَينِ فقالَ: أتُقِرّانِ لِهَذا بالوَلَدِ؟ قالا: لا. قال: فجَعَلَ كُلَّما سألَ اثنَينِ: أتُقِرّانِ لِهَذا بالوَلَدِ؟ قالا: لا. فأقرَعَ بَينَهُم فألحَقَ الوَلَدَ بالَّذِى صارَت عَلَيه القُرعَةُ، وجَعَلَ عَلَيه ثُلُثَى الدِّيَةِ. قال: فذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَواجِذُه
(1)
. هذا الحَديثُ مِمّا يُعَدُّ فى أفرادِ عبدِ الرَّزّاقِ عن سُفيانَ الثَّورِىِّ.
والمَشهورُ فى هذا البابِ ما:
21324 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الفقيهُ، أنبأنا أبو المُثَنَّى، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا يَحيَى، عن الأجلَحِ، عن الشَّعبِىِّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الخَليلِ، عن زَيدِ بنِ أرقَمَ قال: كُنتُ جالِسًا عِندَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءَه رَجُلٌ مِن أهلِ اليَمَنِ فقالَ: إنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِن أهلِ اليَمَنِ أتَوا عَليًّا -رضى اللَّه عنه- يَختَصِمونَ إلَيه فى ولَدٍ وقَد وقَعوا على امرأةٍ فى طُهرٍ واحِدٍ، فقالَ لِلاثنَينِ مِنهُما: طيبًا بالوَلَدِ لِهَذا. فغَلَبا -ثُمّ قال لِلاثنَينِ: طِيبَا بالوَلَدِ لِهَذا. فغَلَبا، [ثم قال للاثنينِ: طِيبَا بالولدِ لهذا. فغلبا]
(2)
، فقالَ: أنتُم شُرَكاءُ مُتَشاكِسونَ، إنِّى مُقرعٌ بَينَكُم، فمَن قَرَعَ فلَه الوَلَدُ وعَلَيه لِصاحِبَيه ثُلُثا الدِّيَةِ.
(1)
عبد الرزاق (13472)، ومن طريقه أبو داود (2270)، والنسائى (3488)، وابن ماجه (2348). وأخرجه أحمد (19329) من طريق الشعبى به. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (1987).
(2)
ليس فى: م.
فأقرَعَ بَينَهُم فجَعَلَه لِمَن قَرَعَ، فضَحِكَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت أضراسُه. أو قال: نَواجِذُه
(1)
. أخرَجَه أبو داودَ فى كِتابِ "السنن" عن مُسَدَّدٍ
(2)
.
وكَذَلِكَ رَواه محمدُ بنُ سالِمٍ الكوفِىُّ عن الشَّعبِىِّ
(3)
، ومُحَمَّدُ بنُ سالِمٍ مَتروكٌ
(4)
، والأجلَحُ بنُ عبدِ اللَّهِ قَد رَوَى عنه الأئمَّةُ؛ الثَّورِىُّ وابنُ المُبارَكِ ويَحيَى
(5)
القَطّانُ، إلا أنَّه لَم يَحتَجَّ به الشيخانِ البخارىُّ ومُسلِمٌ، وعَبدُ اللَّهِ بنُ الخَليلِ يَنفَرِدُ به، واختُلِفَ عَلَيه فى إسنادِه ورَفعِهِ:
أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِىُّ، أنبأنا أبو أحمدَ ابنُ عَدِىٍّ الحافظُ قال: سَمِعتُ ابنَ حَمّادٍ يقولُ: قال البخارىُّ: عبدُ اللَّهِ بنُ الخَليلِ الحَضرَمِىُّ، عن زَيدِ بنِ أرقَمَ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فى القُرعَةِ لَم يُتابَعْ عَلَيه
(6)
.
قال الشَّيخُ: وقَد ذَكَرَ البخارىُّ حَديثَ عبدِ الرَّزّاقِ حَيثُ قال: عن عبدِ خَيرٍ. وكأنَّه لَم يَعُدَّه مَحفوظًا، وحَديثُ ابنِ الخَليلِ كَذا رَواه جَماعَةٌ عن الأجلَحِ
(7)
، وقيلَ: عنه عن عامِرٍ الشَّعبِىِّ عن أبى الخَليلِ عن زَيدٍ
(8)
. وقيلَ:
(1)
أخرجه النسائى (3490) من طريق يحيى به. وأحمد (19342)، والعقيلى 2/ 244 من طريق أجلح به. وعند أحمد والنسائى: عبد اللَّه بن أبى الخليل. وهما واحد. ينظر تهذيب الكمال 14/ 457.
(2)
أبو داود (2269). وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (1986).
(3)
أخرجه الحميدى (786)، والطبرانى (4992) من طريق محمد بن سالم عن الشعبى عن على بن ذريح عن زيد بن أرقم.
(4)
تقدم عقب (2266).
(5)
بعده فى م: "بن".
(6)
الكامل لابن عدى 4/ 1493، والتاريخ الكبير 5/ 79.
(7)
ينظر التاريخ الكبير 5/ 79.
(8)
تقدم تخريجه قريبًا، وأبو الخليل هو عبد اللَّه بن الخليل. ينظر تهذيب الكمال 14/ 457.
عنه عن الشَّعبِىِّ عن عبدِ اللَّهِ بنِ خَليلٍ الحَضرَمِىِّ عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه-، وقيلَ: عنه عن الشَّعبِىِّ عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه-
(1)
.
وأصَحُّ ما رُوِىَ فى هذا البابِ ما:
21325 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أنبأنا أبو سعيدِ ابنُ الأعرابِىِّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ محمدٍ الزَّعفَرانِىُّ، حدثنا شَبابَةُ، حدثنا شُعبَةُ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن الشَّعبِىِّ، عن أبى الخَليلِ أوِ ابنِ الخَليلِ، عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه- أن ثَلاثَةً اشتَرَكوا فى طُهرِ امرأةٍ فادَّعَوُا الوَلَدَ، فأمَرَ علىٌّ -رضى اللَّه عنه- رَجُلًا أن يُقرعَ بَينَهُم، وأمَرَ الَّذِى قَرَعَ أن يُعطِىَ الآخَرَينِ ثُلُثَى الدّيَةِ ويَكونُ الوَلَدُ له
(2)
. وهَذا مَوقوفٌ، وابنُ الخَليلِ يَنفَرِدُ به. فاللَّهُ أعلَمُ.
وقَد ذَكَرَ الشّافِعِىُّ -رضى اللَّه عنه- هذا الحديثَ فى "القديم"، وفِى كِتابِ علىٍّ وعَبدِ اللَّهِ -رضى اللَّه عنهما-، وذَكَرَ أنَّه لَو ثَبَتَ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قُلنا به وكانَتِ الحُجَّةُ فيهِ
(3)
.
وقَد أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الوَليدِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمد قال: قال أبو عبدِ اللَّهِ يَعنِى محمدَ بنَ نَصرٍ: قال أبو ثَورٍ: قَد كان أبو عبدِ اللَّهِ -يَعنِى الشّافِعِىَّ رحمه الله قال: إذا لَم يَكُن قافَةٌ وعُدِمَ الَّذِى كان مِن قِبَلِه البَيانُ، أُقرعَ بَينَهُم
(4)
.
(1)
أخرجه المصنف فى المعرفة (6007) من طريق الأجلح به.
(2)
أخرجه أبو داود (2271)، والنسائى (3492) من طريق شعبة به. وضعفه الألبانى فى ضعيف أبى داود (499).
(3)
الأم 7/ 178.
(4)
المصنف فى المعرفة (6010).
قال الشيخُ رحمه الله: ورُوِىَ مِن وجهٍ آخَرَ عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه- مَرفوعًا:
21326 -
أخبَرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو الصَّيرَفِىُّ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ علىِّ بنِ عَفّانَ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ هو ابنُ موسَى، أنبأنا داودُ الأودِىُّ، عن الشَّعبِىِّ، عن أبى جُحَيفَةَ السُّوائىِّ قال: لَمّا كان علىٌّ -رضى اللَّه عنه- باليَمَنِ أتاه ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَحتَقّونَ فى غُلامٍ -أو قال: يَختَصِمونَ فى غُلامٍ- فقالَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم: هو ابنى. فأقرَعَ علىٌّ -رضى اللَّه عنه- بَينَهُم، فجَعَلَ الوَلَدَ لِلقارعِ، وجَعَلَ عَلَيه لِلرَّجُلَينِ ثُلُثَى الدّيَةِ. قال: فبَلَغَ ذَلِكَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فضَحِكَ حَتَّى بَدَت نَواجِذُه مِن قَضاءِ علىٍّ -رضى اللَّه عنه-
(1)
. داودُ بنُ يَزيدَ الأودِىُّ غَيرُ مُحتَجٍّ بهِ
(2)
.
ورُوِىَ عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه- فيه قَضاءٌ آخَرُ فى غَيرِ هذه القِصَّةِ:
21327 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ علىٍّ الأصبهانِىُّ الحافظُ، أنبأنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأصبَهانِىُّ، أنبأنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ القَطّانُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عيسَى، أنبأنا ابنُ المُبارَكِ، أنبأنا سفيانُ، عن قابوسَ، عن أبى ظَبيانَ -عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه- قال: أتاه رَجُلانِ وقَعا على امرأةٍ فى طُهرٍ فقالَ: الوَلَدُ بَينَكُما، وهو لِلباقِى مِنكُما
(3)
.
ورُوِىَ مِن وجه آخَرَ عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه- مُرسَلًا، وفى ثُبوتِه عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه- نَظَرٌ.
(1)
أخرجه البخارى فى التاريخ الكبير 5/ 79 عن عبيد اللَّه بن موسى به.
(2)
تقدم فى (14503، 17276).
(3)
أخرجه عبد الرزاق (13473) -ومن طريقه الطحاوى فى شرح المشكل 12/ 212 عقب (4761) - عن سفيان الثورى به. وقال الذهبى 8/ 4292: قابوس ضعِّف.