الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقتِ زِفافِها، فيَحتَمِلُ أن كان اشتغالُها
(1)
بلُعَبِها وتَقريرُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إيّاها على ذَلِكَ إلَى وقتِ بُلوغِها، واللَّهُ أعلمُ.
وعَلَى هذا حَملَه أبو عُبَيدٍ فقالَ: ولَيسَ وجهُ ذَلِكَ عِندَنا إلّا مِن أجلِ أنَّها لَهوٌ لِلصِّبيانِ، فلَو كان لِلكِبارِ لَكانَ مَكروهًا
(2)
. وذَكَرَ الحَليمِىُّ أنَّه إن عُمِلَ مِن خَشَبٍ أو حَجَرٍ أو صُفرٍ أو نُحاسٍ شِبهَ آدَمِىٍّ تامَّ الأطرافِ كالوَثَنِ وجَبَ كَسرُه ولَم يَجُزْ إطلاقُ إمساكِه لَهُنَّ، فأمّا إذا كانَتِ الواحِدَةُ مِنهُنَّ تأخُذُ خِرقَةً فتَلُفُّها، ثُمَّ تُشَكِّلُها بشَكلٍ مِن أشكالِ الصَّبايا وتُسَمّيها بنتًا أو أُمًّا، وتَلعَبُ بها، فلا تُمنَعُ مِنها. وذَكَرَ ما فى ذَلِكَ مِنَ انبِساطِ قَلبِها وحُسنِ نُشوِّها، ومُمارَسَتِها مُعالَجَةَ الصِّبيانِ.
بابُ ما جاءَ فى المَراجيحِ
21025 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنِى الحُسَينُ بنُ على بنِ محمدِ بنِ يَحيَى الدارمىُّ مِن أصلِ كِتابِه، حَدَّثَنِى أبو بكرٍ محمدُ بنُ إسحاقَ أملاه عَلَينا، حدثنا أبو كُرَيبٍ، حدثنا أبو أُسامَةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالَت: تَزَوَّجَنِى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسِتِّ سِنينَ، وبَنَى بى وأنا ابنَةُ تِسعِ سِنينَ. قالَت: فقَدِمتُ المَدينَةَ فوُعِكتُ شَهرًا، فوفَى
(3)
شَعَرِى جُمَيمَةً
(4)
، فأتَتنِى أُمُّ رُومانَ وأنا على أُرجوحَةٍ ومَعِى صَواحِبِى، فصَرَخَت بى
(1)
فى س، م:"إشغالها".
(2)
غريب الحديث 4/ 315.
(3)
فى م: "فوافى".
(4)
جميمة: مصغر الجُمَّة، وهى مجتمع شعر الناصية. فتح البارى 7/ 224.
فأتَيتُها وما أدرِى ما يُرادُ بى، فأخَذَت بيَدِى فأوقَفَتنِى على البابِ فقُلتُ: هذه هَذِه. حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِى، فأدخَلَتنِى بَيتًا، فإِذا نِسوَةٌ مِنَ الأنصارِ، فقُلنَ: على الخَيرِ والبَرَكَةِ، وعَلَى خَيرِ طائرٍ. فأسلَمتنِى إلَيهِنَّ فغَسَلنَ رأسِى وأصلَحنَنِى، فلَم يَرُعنِى إلَّا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأسلَمنَنِى إلَيهِ
(1)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن أبى كُرَيب، وأخرَجَه البخارىُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن هِشامٍ
(2)
.
21026 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ داودَ الرزازُ ببَغدادَ، حدثنا أبو سَهلِ ابنُ زيادٍ القَطّانُ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ إدريسَ الأودِىُّ، عن محمدِ بنِ عمرٍو، عن يَحيَى بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ حاطِبٍ قال: قالَت عائشَةُ -رضى اللَّه عنها-: تَزَوَّجَنِى -يَعنِى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لِسِتِّ سِنينَ، فلَمّا قَدِمنا المَدينَةَ نَزَلنا السُّنحَ فى بَنِى الحارِثِ بنِ الخَزرَجِ. قالَت: فإِنِّى لأُرَجَّحُ بَينَ عَذقَينِ وأنا ابنَةُ تِسعٍ إذ جاءَت أُمِّى فأنزَلَتنِى، ثُمَّ مَشَت بى حَتَّى انتَهَت بى إلَى البابِ وأنا أنهَجُ، فمَسَحَت وجهِى بشَئٍ مِن ماءٍ وفَرَقَت جُمَيمَةً كانَت لِى، ودَخَلَت بى على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وفِى البَيتِ رِجالٌ ونِساءٌ فقالَت: هَؤُلاءِ أهلُكِ، فبارَكَ اللَّهُ لَكِ فيهِم، وبارَكَ لَهُم فيكِ. وقامَ الرِّجالُ والنِّساءُ وخَرَجوا، وبَنَى بى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
21027 -
وقد أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أنبأنا الحُسَينُ بنُ
(1)
تقدم تخريجه فى (13957، 14583).
(2)
تقدم تخريجه عقب (14583).
(3)
المصنف فى الدلائل 2/ 411، 412 دون موضع الشاهد. وأخرجه أحمد (25769)، وأبو داود (4937) من طريق محمد بن عمرو به مطولًا. وقال الألبانى فى صحيح أبى داود (4128): حسن صحيح.