الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَختَصِمانِ فى الباقِى فقَضَى لِلكُبرَى، فلَمّا خَرَجَتا على سُلَيمانَ عليه السلام قال: كَيفَ قَضَى بَينَكُما؟ فأخبَرَتاه، فقالَ: ائتونِى بالسِّكّينِ -قال أبو هريرةَ -رضى اللَّه عنه-: وأوَّلُ مَن سَمِعتُه يقولُ السِّكّينَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إنَّما كُنّا نُسَمّيه المُديَةَ- قالَتِ الصُّغرَى: لِمَ؟ قال: لأشُقَّه بَينَكُما. قالَتِ: ادفَعْه إلَيها. وقالَتِ الكُبرَى: شُقَّه بَينَنا. قال: فقَضَى لِلصُّغرَى، وقالَ: لَو كان ابنَكِ لَم تَرضَيْنَ [أن نَشُقَّه]
(1)
". رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن أُمَيَّةَ بنِ بِسطامَ
(2)
.
بابٌ: الوَلَدُ يُسلِمُ بإِسلامِ أحَدِ أبَوَيه
قال اللَّهُ جلَّ ثناؤُه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} [الطور: 21].
21330 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو عمرِو ابنُ مَطَرٍ وأبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ السَّرّاجِ قالا: أنبأنا محمدُ بنُ يَحيَى بنِ سُلَيمانَ المَروَزِىُّ، حدثنا عاصِمُ بنُ علىٍّ، حدثنا شُعبَةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ قال: سألتُ سعيدَ بنَ جُبَيرٍ عن هذه الآيَةِ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ} قال: قال ابنُ عباسٍ: المُؤمِنُ يُلحَقُ به ذُرّيَّتُه ليُقِرَّ اللَّهُ بهِم عَينَه وإِن كانوا دونَه فى العَمَلِ
(3)
.
(1)
فى س: "أنه يشق"، وفى م:"أن تشقيه".
والحديث أخرجه ابن حبان (5066) من طريق أمية بن بسطام به. وأحمد (8480)، والنسائى (5418) من طريق محمد بن عجلان به.
(2)
مسلم (1720/ عقب 20).
(3)
المصنف فى الصغرى (2237) دون ذكر ابن السراج. وأخرجه هناد فى الزهد (179)، والطحاوى فى شرح المشكل 3/ 105 من طريق شعبة به.
21331 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا محمدُ بنُ علىٍّ الصَّنعانِىُّ بمَكَّةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عَبّادٍ، أنبأنا عبدُ الرَّزّاقِ، أنبأنا الثَّورِىُّ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ -رضى اللَّه عنهما- فى قَولِه عز وجل: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ
(1)
} قال: إنَّ اللَّهَ يَرفَعُ ذُرّيَّةَ المُؤمِنِ مَعَه فى دَرَجَتِه فى الجَنَّةِ وإِن كانوا دونَه فى العَمَلِ. ثُمَّ قرأ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ} يقولُ: وما نَقَصناهُم
(2)
.
لَم يَسمَعْه الثَّورِىُّ مِن عمرٍو، وإنَّما رَواه غَيرُه عن الثَّورِىِّ عن سَماعِه عن عمرٍو، وقَد ذَكَرناه فى غَيرِ هذا المَوضِعِ
(3)
، وحَديثُ شُعبَةَ عن عمرو مَوصولٌ.
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله فى جُملَةِ ما احتَجَّ به: وكانَ الإِسلامُ أولَى به؛ لأنَّ اللَّهَ تَعالَى أعَلَى الإِسلامَ على الأديانِ، والأعلَى أولَى أن يَكونَ له الحُكمُ، وقَد رُوِىَ عن عُمَرَ بنِ الخطابِ -رضى اللَّه عنه- مَعنَى ذَلِكَ
(4)
.
21332 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الوَليدِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمدٍ قال: قال أبو عبدِ اللَّهِ يَعنِى محمدَ بنَ نَصرٍ: حدثنا
(1)
بعده فى م: "من عملهم من شئ".
(2)
المصنف فى الاعتقاد ص 166، والقضاء والقدر (636)، والحاكم 2/ 468، وعبد الرزاق فى تفسيره 2/ 247، وتفسير الثورى ص 283، ومن طريقه ابن جرير فى تفسيره 21/ 579.
(3)
ذكره المصنف فى القضاء والقدر (637) مسندًا.
(4)
مختصر المزنى ص 318.