الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمدَ بنَ يَعقوبَ الحافظَ غَيرَ مَرَّةٍ يقولُ: كان أبو بكرٍ الجارودِىُّ إذا مَرَّ بقَبرِ جَدِّه فى مَقبُرَةِ الحُسَينِ بنِ مُعاذٍ يقولُ: يا أبَةِ لَو لَم تُحَدِّثْ بحَديثِ بَهزِ بنِ حَكيمٍ لَزُرْتُكَ
(1)
.
قال الشيخُ: وقَد سَرَقَه عنه جَماعَةٌ مِنَ الضُّعَفاءِ فرَوَوه عن بَهزِ بنِ حَكيمٍ، ولَم يَصِحَّ فيه شَئٌ.
20956 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ يَحيَى بنِ عبدِ الجَبّارِ السُّكَّرِىُّ ببَغدادَ قال: قُرِئَ على إسماعيلَ بنِ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفّارِ وأنا أسمَعُ قال: حدثنا عباسُ بنُ عبدِ اللَّهِ التَّرْقُفِىُّ، حدثنا رَوَّادُ
(2)
بنُ الجَرّاحِ أبو عِصامٍ
(3)
العَسقَلانِىُّ، حدثنا أبو سَعدٍ السّاعِدِىُّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن ألقَى جِلبابَ الحَياءِ فلا غِيبَةَ له"
(4)
. وهَذا أيضًا لَيسَ بالقَوِىِّ، واللَّهُ أعلَمُ.
بابُ ما تَجوزُ به شَهادَةُ أهلِ الأهواءِ
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: كُلُّ مَن تأوَّلَ فأتَى شَيئًا مُستَحِلًا -كان فيه حَدٌّ أو لَم يَكُنْ- لَم تُرَدَّ شَهادَتُه بذَلِكَ، ألا تَرَى أن ممَّن حُمِلَ عنه الدِّينُ ونُصِبَ عَلَمًا
(1)
أخرجه الخطيب فى تاريخ بغداد 7/ 263 من طريق محمد بن يعقوب به.
(2)
فى م: (داود). وتقدم فى (1372).
(3)
كتب فوقه فى الأصل: "خ ر". وكتب فى الحاشية: "أبو عاصم". وكتب فوته: "ص". وكتب فى الحاشية أيضًا: "كذا فى ص، صوابه: أبو عصام".
(4)
أخرجه الخطيب فى تاريخ بغداد 8/ 438 من طريق إسماعيل بن محمد الصفار به. وابن أبى الدنيا فى مكارم الأخلاق (102) من طريق أبى سعد الساعدى به. وقال الذهبى 8/ 4221: أبو سعد مجهول.
فى البُلدانِ مَن قَد يستحِلُّ
(1)
المُتعَةَ، ومِنهُم مَن يَستَحِلُّ الدّينارَ بعَشَرَةِ دَنانيرَ يَدًا بَيدٍ، ومِنهُم مَن قَد تأوَّلَ فاستَحَلَّ سَفكَ الدِّماءِ، ومِنهُم مَن تأوَّلَ فشَرِبَ كُلَّ مُسكِرٍ غَيرَ الخَمرِ، ومِنهُم مَن أحَلَّ
(2)
إتيانَ النِّساءِ فى أدبارِهِنَّ، ومِنهُم مَن أحَلَّ بُيوعًا مُحَرَّمَةً عِندَ غَيرِه، فإِذا كان هَؤُلاءِ مَعَ ما وصَفتُ أهلَ ثِقَةٍ فى دينِهِم، وقَناعَةٍ عِندَ فَى عَرَفَهُم، وقَد تُرِكَ عَلَيهِم ما تأوَّلوا فأخطَئوا فيه، ولَم يُخْرَجوا بعَظيمِ الخَطأَ إذا كان مِنهُم على وجهِ الاستِحلالِ كان جَميعُ أهلِ الأهواءِ فى هذه المَنزِلَةِ
(3)
.
20957 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِى، أنبأنا أبو سَهلِ ابنُ زيادٍ القَطّانُ، حدثنا عبدُ الكَريمِ بنُ الهَيثَمِ، حدثنا أبو اليَمانِ (ح) وأخبرَنا أبو الحُسَينِ
(4)
ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببغداد، أنبأنا عبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُسْتُويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو اليَمانِ، أخبرَنِى شُعَيبٌ، عن الزُّهرِىِّ (ح) قال: وحَدَّثَنا حَجّاجٌ يَعنِى ابنَ أبى مَنيعٍ، حدثنا جَدِّى، عن الزُّهرِىِّ، حَدَّثَنِى أبو إدريسَ عائذُ اللَّهِ بنُ عبدِ اللَّهِ الخَولانِىُّ، أنَّه أخبَرَه يَزيدُ بنُ عَميرَةَ صاحِبُ مُعاذٍ، أن مُعاذًا كان يقولُ كُلَّما جَلَسَ مَجلِسَ ذِكْرٍ: اللَّهُ حَكَمٌ عَدْلٌ -وقالَ أبو اليَمانِ: قَسطٌ- تَبارَكَ اسمُه، هَلَكَ المُرتابونَ. فقالَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ يَومًا فى مَجلِسٍ جَلَسَه: وراءَكُم فِتَنٌ يَكثُرُ فيها المالُ، ويُفتَحُ فيها القُرآنُ،
(1)
فى م: "استحل".
(2)
فى س: "استحل".
(3)
الأم 7/ 53، 54.
(4)
بعدها فى أصل المصنف: "محمد بن الحسين". وهو أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان. تقدم فى (30).
حَتَّى يأخُذَه المُؤمِنُ والمُنافِقُ، والحُرُّ والعَبدُ، والرَّجُلُ والمَرأةُ، والكَبيرُ والصَّغيرُ، فيوشِكُ قائلٌ أن يَقولَ: فما لِلنّاسِ لا يَتَّبِعونِى وقَد قَرأتُ القُرآنَ؟ واللَّهِ ما هُم بمُتَّبِعِىَّ حَتَّى أبتَدِعَ لَهُم غَيرَه. فإيّاكُم وما ابتُدِعَ؛ فإِنَّ ما ابتُدِعَ ضَلالَةٌ، واحذَروا زَيْغَةَ الحَكيمِ؛ فإِنَّ الشَّيطانَ قَد يقولُ كَلِمَةَ الضَّلالةِ على فمِ الحَكيمِ، وقَد يقولُ المُنافِقُ كَلِمَةَ الحَقِّ. قال: قُلتُ له: وما يُدرينِى يَرحَمُكَ اللَّهُ أنَّ الحَكيمَ يقولُ كَلِمَةَ الضَّلالَةِ، وأنَّ المُنافِقَ يقولُ كَلِمَةَ الحَقِّ؟ قال: اجْتَنِبْ مِن كَلامِ الحَكيمِ المُشتَبِهاتِ التى تَقولُ: ما هذه؟ ولا يُنْئِيَنَّكَ ذَلِكَ مِنه؛ فإِنَّه لَعَلَّه أن يُراجِعَ ويُلقَّى الحَقَّ إذا سَمِعَه، فإِنَّ على الحَقِّ نورًا. وفِى رِوايَةِ القاضِى: ولا يَثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عنه
(1)
.
ورَواه عُقَيلٌ عن الزُّهرِىِّ، فقالَ فى الحديثِ: ولا يَثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عَنه
(2)
.
فأخبَرَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ أنَّ زَيغَةَ الحَكيمِ لا توجِبُ الإعراضَ عنه، ولَكِن يُترَكُ مِن قَولِه ما لَيسَ عَلَيه نورٌ، فإِنَّ على الحَقِّ نورًا، يَعنِى واللَّهُ أعلمُ دِلالَةً مِن كِتابٍ أو سُنَّةٍ أو إجماعٍ أو قياسٍ على بَعضِ هَذا.
20958 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا تَمتامٌ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ المُسَيَّبِىُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ نافِعٍ، عن كَثيرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ عَوفٍ، عن أبيه، عن
(1)
فى حاشية الأصل: "منه".
والأثر عند يعقوب بن سفيان 2/ 321. وأخرجه عبد الرزاق (20750) من طريق الزهرى به. والطبرانى 20/ 114 (227)، والحاكم 4/ 466 من طريق يزيد بن عميرة به.
(2)
أخرجه أبو داود (4611) من طريق عقيل به.
جَدِّه، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"اتَّقوا زَلَّةَ العالِمِ، وانتَظِروا فيئَتَه"
(1)
.
وكَذَلِكَ رَواه مَعنُ بنُ عيسَى عن كَثيرٍ
(2)
.
20959 -
وفِى مِثلِ هذا أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا العباسِ محمدَ بنَ يَعقوبَ يقولُ: سَمِعتُ العباسَ بنَ الوَليدِ يقولُ: سَمِعتُ محمدَ بنَ شُعَيبِ بنِ شابورَ يقولُ: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ يقولُ: مَن أخَذَ بنَوادِرِ العُلَماءِ خَرَجَ مِنَ الإسلامِ
(3)
.
20960 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو عبدِ اللَّهِ إسحاقُ بنُ محمدٍ السّوسِىُّ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عيسَى التِّنِّيسِىُّ، حدثنا عمرُو بنُ أبى سلمةَ قال: سَمِعتُ الأوزاعِىِّ يقولُ: يُترَكُ مِن قَولِ أهلِ مَكَّةَ المُتعَةُ والصَّرْفُ، ومِن قَولِ أهلِ المَدينَةِ السَّماعُ وإِتيانُ النِّساءِ فى أدبارِهِنَّ، ومِن قَولِ أهلِ الشّامِ الجَبْرُ والطاعَةُ، ومِن قَولِ أهلِ الكوفَةِ النَّبيذُ والسَّحورُ
(4)
.
20961 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ، أنبأنا العباسُ بنُ الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ البَيروتِىُّ، حَدَّثَنِى أبو عبدِ اللَّهِ مِن بَجِّ
(5)
حَوْرانَ قال: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ يقولُ: [يُجْتنبُ أو يُترُكُ]
(6)
مِن قَولِ
(1)
أخرجه ابن عدى فى الكامل 6/ 2081 من طريق عبد اللَّه بن نافع به. وقال الذهبى 8/ 4222: كثير واهٍ.
(2)
أخرجه المصنف فى المدخل إلى السنن الكبرى (831) من طريق معن بن عيسى به.
(3)
المصنف فى الشعب (1923) دون ذكر محمد بن شعيب بن شابور، وفيه:"فبفيه الحجر" بدلًا من: "خرج من الإسلام".
(4)
أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 1/ 361 من طريق المصنف به.
(5)
فى نسخة المصنف: "فج". وبَجُّ حَوْرانَ: قرية كانت على باب دمشق. معجم البلدان 1/ 496.
(6)
فى م: "نجتنب أو نترك"، وأوله غير منقوط فى نسخة المصنف والأصل، وضبط أوله فى =
أهلِ العِراقِ خَمسًا
(1)
، ومِن قَولِ أهلِ الحِجازِ خَمسًا؛ مِن قَولِ أهلِ العِراقِ: شُربُ المُسكِرِ، والأكلُ عند الفَجرِ فى رَمَضانَ، ولا جُمُعَةَ إلَّا فى سَبعَةِ أمصارٍ، وتأخيرُ صَلاةِ العَصرِ حَتَّى يَكونَ ظِلُّ كُلَّ شَئٍ أربَعَةَ أمثالِه، والفِرارُ يَومَ الزَّحفِ. ومِن قَولِ أهلِ الحِجازِ: استِماعُ المَلاهِى، والجَمعُ بَينَ الصَّلاتَينِ مِن غَيرِ عُذرٍ، والمُتعَةُ بالنِّساءِ، والدِّرهَمُ بالدَّرهَمَينِ، والدّينارُ بالدّينارَينِ يَدًا بيَدٍ، وإِتيانُ النِّساءِ فى أدبارِهِنَّ
(2)
.
20962 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قال: سَمِعتُ أبا الوَليدِ يقولُ: سَمِعتُ أبا العباسِ ابنَ سُرَيجٍ يقولُ: سَمِعتُ إسماعيلَ بنَ إسحاقَ القاضِي يقولُ: دَخَلتُ على المُعتَضِدِ فدَفَعَ إلَىَّ كِتابًا نَظَرتُ فيه، وكانَ قَد جُمِعَ له الرُّخَصُ مِن زَلَلِ العُلَماءِ وما احتَجَّ به كُلٌّ مِنهُم لِنَفسِه، فقُلتُ له: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مُصَنِّفُ هذا الكِتابِ زِنديقٌ. فقالَ: لَم تَصِحَّ هذه الأحاديثُ؟ قُلتُ: الأحاديثُ على ما رُوِيَت، ولَكِنْ مَن أباحَ المُسكِرَ لَم يُبحِ المُتعَةَ، ومَن أباحَ المُتعَةَ لَم يُبحِ الغِناءَ والمُسكِرَ، وما مِن عالِمٍ إلَّا ولَه زَلَّةٌ، ومَن جَمَعَ زَلَلَ العُلَماءِ ثُمَّ أخَذَ بها ذَهَبَ دِينُه. فأمَرَ المُعتَضِدُ فأُحرِقَ ذَلِكَ الكِتابُ.
= الأصل بالضم والفتح، وضبط فى أصل المصنف بالضم فقط.
(1)
كذا فى النسخ وتاريخ دمشق، وفى معرفة علوم الحديث:"خمس".
(2)
الحاكم فى معرفة علوم الحديث ص 65، وعنده:"أبو عبد اللَّه ابن بحر" بدلًا من: "أبو عبد اللَّه من بج حوران"، وأخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق 54/ 59 من طريق المصنف به.