الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد مَنَاف، وجُبير هو ابن مُطْعِم بن عَدِيِّ بن نَوفَل بن عبد مَنَاف، والأربعة أولادُ عبد منَاف: هاشِم، والمطَّلب، وعبد شَمْس، ونَوفَل.
(شيء واحد) بالشِّين المعجمة، أي: حكمُهما واحدٌ، وكان يحيى بن معين يَرويه بالسِّين المهملة مثْل سَواء.
قال (خ): وهو أجْوَد؛ لكنْ قال (ع): إنَّ الصواب رواية العامَّة بالمعجمة.
(ابن إسحاق)؛ أي: محمَّد، صاحب المغازي.
(عَاتكة) بمهملةٍ، ومثنَّاةٍ، وكافٍ، بنت مُرَّة، أي: كان الثلاثة إخوةً أشقاء، ونوفَل أخوهم لأبيهم.
* * *
18 - بابُ مَنْ لَمْ يُخَمِّسِ الأَسْلَابَ، وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ، وَحُكْمِ الإِمَامِ فِيهِ
(باب مَنْ لم يُخمِّس الأَسْلابَ)
جمع سَلَب، بفتح اللام، وهو ما كان مع كافرٍ قتلَهُ مسلمٌ، أو أثخنَه عند قيام الحَرْب، وأحكامه مفصَّلةٌ في الفقه.
(قتل قتيلًا)؛ أي: صار قَتيلًا بقتْله لئلا يَلزم تحصيلُ الحاصِل،
وذلك نحو: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] أي: الصائرين إلى التَّقوى بتلْك الهداية، أو هو القَتيل بهذا القتْل المُستَفاد من لفظ (قتَلَ) لا بقتْلٍ سابقٍ.
(وحكم) عطفٌ على (مَنْ)، فهو مجرورٌ.
* * *
3141 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أُكَونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ! هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نعمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَئِنْ رَأَيْتُهُ لا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا، فتعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، قُلْتُ: أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلتُمَانِي، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قتلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ:"أَيُّكُمَا قَتَلَهُ"؟ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قتلْتُهُ، فَقَالَ:"هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا"؟ قَالَا: لَا، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ:"كِلَاكُمَا قتلَهُ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوح"، وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ.
الحديث الأول:
(حديثة) بالجرِّ، وبالرفع على القَطْع.
(أسنانهما) بالرفع فاعِل لـ (حديثة).
(أضْلَع) بالمعجمة، وفتح اللام، ثم مهملة، أي: أَقْوى، وفي بعضها:(أصلح).
(أبو جهل) هو عَمْرو بن هشام بن المُغيرة المَخزومي، فِرْعَون هذ الأُمة.
(سوادي)؛ أي: شَخْصي.
(الأعجل)؛ أي: الأَقْرب أجَلًا، وقيل؛ إنما يُقال: الأَعْجَز.
(أنْشَب) بفتح المعجمة: أَلبَثْ.
(لمُعَاذ) بضم الميم، وخفَّة المهملة، ثم معجمةٍ، ابن عَمْرو بن الجَمُوح، بفتح الجيم، وخفَّة الميم، ثم مهملة، الأَنْصَارِيّ.
(وكانا)؛ أي: الغُلامان القائلان ذلك.
(معاذ بن عَفْراء) بفتح المهملة، وسُكون الفاء، والمد: هي أُمُّه، وإنما هو ابن الحارِث النجَّاري.
وإنما خُصِّص ابن الجَمُوح بالسَّلَب؛ لأنه القاتِل الشَّرعي باعتبار أنَّه الذي أثخنَه، وإنما قال: كلاكُما قتلَه تطييبًا لقلْبهما باعتِبار أصل الجَرْح والقَصْد لقتْله، وإنما أَخَذَ السَّيفين ليستدلَّ به على حقيقة كيفيَّة قتْلهما، نعَمْ، جاءَ في روايةٍ:(فنَفَّلَهما سلَبَه)،
وقالت المالكيَّة: إنما أَعطاهُ لأحدهما لأنَّ الإمام مخيَّرٌ يُعطيه لمن يشاء، نعَمْ، في الرواية المذكورة في (غزْوة بدْرٍ): أنَّ الذي ضرَبه ابنا عَفْراء مُعاذ ومُعوَّذ، بفتح الواو، وإعجام ذالهما، وأنَّ ابن مَسْعود هو الذي أجْهَزه، وأخَذَ رأْسَه، ووجه الجمْع بين ذلك أنَّهم اشتركُوا في جَرْحه والإثْخان من ابن الجَمُوح، وابن مَسْعود جاءَه وبه رمَقٌ فحزَّ رقَبتَهُ.
وفي الحديث المُبادَرة للخير، والغضَب لله ورسوله، وأنَّه لا ينبغي أن يُحتقَر الصِّغار في الأمور الكِبار.
* * *
3142 -
حَدَّئَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قتادَةَ، عَنْ أَبِي قتادَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، فَرَأَيتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَلَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْركَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللهِ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا، وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"مَنْ قتلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بيِّنةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ"، فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ قتلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بيِّنةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ"، فَقُمْتُ
فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ عَنِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: لَاهَا اللهِ! إِذًا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ"، فَأَعْطَاهُ، فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرِفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلَامِ.
الحديث الثاني:
(حُنين) بنونين، منصرِفٌ.
(جَولة) بفتح الجيم، أي: اختِلاطٌ، وتأخيرٌ، وتقدُّمٌ من غير هزيمةٍ، ولكن في بعض الجيْش لا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن حولَه.
(علا)؛ أي: ظهَر، وأشرَف على قتْله، وقيل: صرَعه، وجلَس عليه.
(عاتقه) هو موضِع الرداء من المَنكِب، وحبْل العاتِق عصَبُهُ.
(ما بال النَّاس)؛ أي: منهزِمين.
(أمر الله)؛ أي: حُكم الله، أو المراد: ما حالُهم بعد الانهِزام؟
فأجاب بأنَّ أمر الله غالبٌ، أي: العاقبة للمتقين.
(لا هاء الله إذن) قال (ح): كذا يَروُونه، والذي في كلامهم: لا هاءَ اللهِ ذا، أي: بلفْظ ذا الإشاريَّة، والهاء بدَلٌ من الواو، كأَنَّه قال: لا واللهِ يكُون ذا.
قال (ك): والمعنى صحيحٌ أَيضًا على: إذَنْ؛ لأنها جَوابٌ وجزاءٌ، والتقدير: لا واللهِ إذَنْ صدَق لا يكُون ولا يَعمد، وفي بعضها:(اللهُ) بالرفع، و (ها) للتَّنبيه (ولا يعمد) خبره، قال (ن): ضبَطوه بالياء والنون، وكذا قوله بعدُ:(فيعطيك).
قال (ش): (ها) مقصورٌ، أو ممدودٌ، أو في الكلام حذفٌ، أي: يجوز.
وقيل: فيه لَحْنانِ: مدُّ (ها)، وإثْبات الهمزة في (إذا)، وإنما هي ذا الإشاريَّة فُصِل بينها وبين هاء التَّنبيه باسمِه تعالى.
وفي "لُمَع ابن جنِّي": ها اللهِ ذا فتجرُّ الاسمَ بها؛ لأنها صارتْ بدَلًا من الواو، وقال أَبو البَقَاء: الجيِّد: لا هَا اللهِ ذَا، والتَّقدير: هذا واللهِ، فأخَّر ذا، ومنهم مَن يقول:(ها) بدَلٌ من همزة القسَم، وهي من الواو، وذا: مبتدأٌ، والخبر محذوفٌ، أي: هذا ما أَحلِفُ به.
قال: وقد رُوي: إذن، وهو بعيدٌ.
وقال صاحب "المُفهِم": المشهور (هاء) بالمدِّ والهمز، و (إذًا) بالهمز، وبالتنوين التي هي حرْف جوابٍ، وقيل: بقَصْرها وإسقاط الألِف من (ذا)، فتكون (ذا) صِلَةً، وصَوَّبَه جمعٌ.
وقال ابن مالك: لا هاءَ الله شاهدٌ على جواز الاستِغناء عن واو القسَم بحرْف التَّنْبيه، ولا يكون هذا الاستِثناء إلَّا مع الله، وفي اللَّفْظ بـ (هاء الله) أربعةُ أوجهٍ: هالله بهاء تليها اللام، وها الله بألفٍ ثانيةٍ قبل اللام، هو نحو: التقت حلْقَتا البِطان بألفٍ ثابتةٍ بين التاء واللام، وأن يُجمع بين ثُبوت الألِف وقطْع همزةِ الله، وحذْف الألف وقطع همزة