الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - بابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُمُسَ لِنَوَائِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمَسَاكِينِ، وَإيثَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الصُّفَّةِ وَالأَرَامِلَ حِينَ سَأَلَتْهُ فَاطِمَةُ وَشَكَتْ إِلَيْهِ الطَّحْنَ وَالرَّحَى أَنْ يُخْدِمَهَا مِنَ السَّبْيِ، فَوَكَلَهَا إِلَى اللهِ
(باب الدَّليل على أنَّ الخُمُس لنَوائب رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم)
(وإيثار)؛ أي: اختِيار.
(أهل الصفة) هم الفُقراء والمَساكين الذين يسكُنون صُفَّةَ مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(والأرامل) جمع أَرْمَل، وهو الرَّجل الذي لا امرأةَ له، والأَرمَلَة التي لا زَوجَ لها.
(حين) ظَرْفٌ للإيثار.
(أن يخدمها) مفعولٌ ثالثٌ لـ (سأَلت)، وقد وصَلَ هذا أَحْمد عن عليٍّ مُطوَّلًا، وأصله في "الصَّحيح".
3113 -
حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام اشْتكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِسَبْيٍ، فَأَتَتْهُ تَسْأَلهُ خَادِمًا، فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ، فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ:"عَلَى مَكَانِكُمَا"، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ:"أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاه؟ إذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ".
(ابن أبي ليلى) قال ابن الأَثير في "جامع الأُصول": إذا أطلقَه المُحدِّثون فالمراد عبد الرَّحمن بن أبي لَيْلَى، وإذا أطلقَه الفُقهاء فهو محمَّد بن عبد الرَّحمن.
(خادمًا) يُطلَق على العبْد والجارية.
(لم توافقه)؛ أي: لم تُصادفه، ولم تجتمع به.
(على مكانكما)؛ أي: اِلْزَماهُ، ولا تُفارِقاه.
(حتَّى) غايةٌ لمُقدَّرٍ، أي: فدخَل في مَضاجِعنا، فحُذف لظُهوره.
(أدلكما) أسنَد الأمرَ إليهما والسائلُ فاطمةُ وحدَها؛ لأن سُؤالها كان برِضَا عليٍّ.
(خير) وجْه الخَيْريَّة أنَّ فائدة الذِّكْر ثَواب الآخرة، والخادِم مَنفعته الطَّحْن ونحوه، والثَّوابُ أشرَفُ وأكثَر وأبقَى، فهو خيرٌ.