الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حينئذٍ ليخرج عُقْبة بن أبي مُعَيط، فإنَّه لم يُقتَل ببدْرٍ، بل حُمل أسيرًا، وقتلَه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انصِرافه من بدْرٍ على ثَلاثةِ أميالٍ من المدينة.
وسبَق الحديث آخرَ (كتاب الوضوء).
* * *
22 - بابُ إِثْمِ الْغَادِرِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ
(باب إثْم الغادِر للبَرِّ وللفَاجِر)
3186 -
و 3187 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ. وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ -قَالَ أَحَدُهُمَا: يُنْصَبُ، وَقَالَ الآخَرُ يُرَى- يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ".
الحديث الأول:
(وعن ثابت) عطفٌ على سُلَيمان، قائلُ ذلك هو شُعبة.
(لواء) هو العَلَم، وكان الرَّجل في الجاهلية إذ غَدَر رُفِع له أيَّام المَوسِم لواءٌ؛ ليعرفَه النَّاس، فيجتنبُوه.
قال زُهير:
.................. ويُنْصَبْ
…
لَكُم في كُلِّ مَجْمَعةٍ لِوَاءُ
(أحدهما) لا يَقدَح هذا الإبْهام؛ إذ كلا الرَّاويين بشَرط البُخَارِيّ.
* * *
3188 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّاد عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ لِغَدْرَتِهِ".
الثاني:
(يغدر به)؛ أي: بسبَب غَدْرتهِ، أو بقَدْر غَدْرتهِ.
* * *
3189 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ: "لا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا"، وَقَالَ يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ:"إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهْوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ"، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إلا الإِذْخِرَ؛ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ، قَالَ:"إلا الإِذْخِرَ".
الثالث:
(ونية)؛ أي: قَصْدٍ.
سبَق أول (الجهاد).
(ولا يعضد) بالجزْم والرَّفع.
(يُخْتلى)؛ أي: يُجَزُّ.
(خلاها) بالقَصر: الرَّطْب من الحَشِيش.
(الإذْخر) نبتٌ طيِّب الرَّائحة.
(لقينهم) هو الحَدَّاد.
وسبَق في (باب: كتابة العِلْم).
ووجْه مناسبة الحديث للتَّرجمة لعلَّه استُنبط من لفْظ: (فانفِروا)؛ إذ معناه لا تغدِرُوهم، ولا تخالفوهم؛ لأنَّ إيجاب الوَفاء بالخُروج مستلزِمٌ لتحريم الغَدْر، أو أنَّه أشارَ إلى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَغدِر في استِحلال القِتال بمكَّة؛ لأنَّه كان بإحلالِ الله له ساعةً، ولولا ذلك لمَا جازَ له.
وقيل: وجهه أنَّ تحريم قتْل البَرِّ لا يختصُّ ببلَدٍ، فدلَّ على أن الذي اختصَّ به الحرَم تحريم قتْل الفاجِر المستحِقِّ للقتْل، وإلا لم يكُن لمكَّة مَزيَّةٌ على غيرها، فيصدُق أنَّ الغادِر فيه بقتْل الفاجرِ والبرِّ كليهما آثمٌ، فتصحُّ التَّرجمة.