المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11 - باب صفة إبليس وجنوده - اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح - جـ ٩

[شمس الدين البرماوي]

فهرس الكتاب

- ‌111 - بابُ عَزْمِ الإِمَامِ عَلَى النَّاسِ فِيمَا يُطِيقُونَ

- ‌112 - بابٌ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ أَخَّرَ الْقِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ

- ‌113 - بابُ اسْتِئْذَانِ الرَّجُلِ الإِمَامَ

- ‌114 - بابُ مَنْ غَزَا وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسِهِ

- ‌115 - بابُ مَنِ اخْتَارَ الْغَزْوَ بَعْدَ الْبِنَاءِ

- ‌116 - بابُ مُبَادَرةِ الإِمَامِ عِنْدَ الْفَزَعِ

- ‌117 - بابُ السُّرْعَةِ وَالرَّكْضِ فِي الْفَزَعِ

- ‌119 - بابُ الْجَعَائِلِ وَالْحُمْلَانِ فِي السَّبِيلِ

- ‌120 - بابُ الأَجِيرِ

- ‌121 - بابُ مَا قِيلَ فِي لِوَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌122 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ

- ‌123 - بابُ حَمْلِ الزَّادِ فِي الْغَزْوِ، وَقَوْلِ اللهِ تَعالَى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}

- ‌124 - بابُ حَمْلِ الزَّادِ عَلَى الرِّقَابِ

- ‌125 - بابُ إِرْدَافِ الْمَرْأَةِ خَلْفَ أَخِيهَا

- ‌126 - بابُ الاِرْتِدَافِ فِي الْغَزْوِ وَالْحَجِّ

- ‌127 - بابُ الرَّدْفِ عَلَى الْحِمَارِ

- ‌128 - بابُ مَنْ أَخَذَ بِالرِّكَابِ وَنَحْوِهِ

- ‌129 - بابُ السَّفَرِ بِالْمَصَاحِفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ

- ‌130 - بابُ التَّكْبِيرِ عِنْدَ الْحَرْبِ

- ‌131 - بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي التَّكْبِيِر

- ‌132 - بابُ التَّسْبِيحِ إِذَا هَبَطَ وَادِيًا

- ‌133 - بابُ التَّكْبِيرِ إِذَا عَلَا شَرَفًا

- ‌134 - بابٌ يُكْتَبُ لِلْمُسَافِرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي الإِقَامَةِ

- ‌135 - بابُ السَّيْرِ وَحْدَهُ

- ‌136 - بابُ السُّرْعَةِ فِي السَّيْرِ

- ‌137 - بابٌ إِذَا حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فَرَآهَا تُبَاعُ

- ‌138 - بابُ الْجِهَادِ بِإِذْنِ الأَبَوَيْنِ

- ‌139 - بابُ مَا قِيلَ فِي الْجَرَسِ وَنَحْوِهِ فِي أَعْنَاقِ الإِبِلِ

- ‌140 - بابُ مَنِ اكْتُتِبَ فِي جَيْشِ فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ حَاجَّةً، وَكَانَ لَهُ عُذْرٌ هَل يُؤْذَنُ لَهُ

- ‌141 - بابُ الْجَاسُوسِ

- ‌142 - بابُ الْكِسْوَةِ لِلأُسَارَى

- ‌143 - بابُ فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ

- ‌144 - بابُ الأُسَارىَ فِي السَّلَاسِلِ

- ‌145 - بابُ فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ

- ‌146 - بابُ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ الْوِلْدَانُ وَالذَّرَارِيُّ

- ‌147 - بابُ قَتْلِ الصِّبْيَانِ فِي الْحَرْبِ

- ‌148 - بابُ قَتْلِ النِّسَاءِ فِي الْحَرْبِ

- ‌149 - بابٌ لَا يُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللهِ

- ‌150 - بابٌ {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}

- ‌151 - بابٌ هَلْ لِلأَسِيرِ أَنْ يَقْتُلَ وَيَخْدَعَ الَّذِينَ أَسَرُوهُ حَتَّى يَنْجُوَ مِنَ الْكَفَرَةِ

- ‌152 - بابٌ إِذَا حَرَّقَ الْمُشْرِكُ الْمُسْلِمَ هَلْ يُحَرَّقُ

- ‌153 - بابٌ

- ‌154 - بابُ حَرْقِ الدُّورِ وَالنَّخِيلِ

- ‌155 - بابُ قَتْلِ النَّائِمِ الْمُشْرِكِ

- ‌156 - بابٌ لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ

- ‌157 - بابٌ الْحَرْبُ خَدْعَةٌ

- ‌158 - بابُ الْكَذِبِ فِي الْحَرْبِ

- ‌159 - بابُ الْفَتْكِ بأَهْلِ الْحَرْبِ

- ‌160 - بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الاِحْتِيَالِ، وَالْحَذَرِ مَعَ مَنْ يَخْشَى مَعَرَّتَهُ

- ‌161 - بابُ الرَّجَزِ فِي الْحَرْبِ، وَرَفْعِ الصَّوْتِ فِي حَفْرِ الْخَنْدَقِ

- ‌162 - بابُ مَنْ لَا يَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ

- ‌163 - بابُ دَوَاءِ الْجُرْحِ بِإِخْرَاقِ الْحَصِيرِ وَغَسْلِ الْمَرْأَةِ عَنْ أَبِيهَا الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَحَمْلِ الْمَاءِ فِي التُّرْسِ

- ‌164 - بابُ مَا يُكْرَه مِنَ التَّنَازُعِ وَالاِخْتِلَافِ فِي الْحَرْبِ، وَعُقُوبَةِ مَنْ عَصَى إِمَامَهُ

- ‌165 - بابٌ إِذَا فَزِعُوا بِاللَّيْلِ

- ‌166 - بابُ مَنْ رَأَى الْعَدُوَّ فَنَادَى بأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا صَبَاحَاهْ! حَتَّى يُسْمِعَ النَّاسَ

- ‌167 - بابُ مَنْ قَالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ فُلَانٍ

- ‌168 - بابٌ إِذَا نَزَلَ الْعَدوُّ عَلَى حُكْمِ رَجُلٍ

- ‌169 - بابُ قَتْلِ الأَسِيرِ، وَقَتْلِ الصَّبْرِ

- ‌170 - بابٌ هَلْ يَسْتأْسِرُ الرَّجُلُ؟ وَمَنْ لَمْ يَسْتَأْسِرْ، وَمَنْ رَكَعَ رَكَعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ

- ‌171 - بابُ فَكَاكِ الأَسِيرِ

- ‌172 - بابُ فِدَاءِ الْمُشْرِكِينَ

- ‌173 - بابُ الْحَرْبِيِّ إِذَا دَخَل دَارَ الإِسلامِ بِغَيْرِ أَمَان

- ‌174 - بابٌ يُقَاتَلُ عَنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَلَا يُسْتَرَقُّونَ

- ‌175 - بابُ جَوَائِزِ الْوَفْدِ

- ‌176 - بابٌ هَلْ يُسْتَشْفَعُ إلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ؟ وَمُعَامَلَتِهِمْ

- ‌177 - بابُ التَّجَمُّلِ لِلْوُفُودِ

- ‌178 - بابٌ كَيْفَ يُعْرَضُ الإِسْلَامُ عَلَى الصَّبِيِّ

- ‌179 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْيَهُودِ: (أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا)

- ‌180 - بابٌ إِذَا أَسلَمَ قَوْمٌ فِي دَارِ الْحَرْبِ، وَلَهُمْ مَالٌ وَأَرَضُونَ، فَهْيَ لَهُمْ

- ‌181 - بابُ كِتَابَةِ الإِمَامِ النَّاسَ

- ‌182 - بابٌ إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ

- ‌183 - بابُ مَنْ تَأَمَّرَ فِي الْحَرْبِ مِنْ غَيْرِ إِمْرةٍ إذَا خَافَ الْعَدُوَّ

- ‌184 - بابُ الْعَوْنِ بِالْمَدَدِ

- ‌185 - بابُ مَنْ غَلَبَ الْعَدُوَّ، فأَقَامَ عَلَى عَرْصَتِهِمْ ثلَاثًا

- ‌186 - بابُ مَنْ قَسَمَ الْغَنِيمَةَ فِي غَزْوِهِ وَسَفَرِهِ

- ‌187 - بابٌ إِذَا غَنِمَ الْمُشْرِكُونَ مَالَ الْمُسْلِمِ ثُمَّ وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ

- ‌188 - بابُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ وَالرَّطَانَةِ

- ‌189 - بابُ الْغُلُولِ، وَقَوْلِ اللهِ تَعالَى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ}

- ‌190 - بابُ الْقَلِيلِ مِنَ الْغُلُولِ

- ‌191 - بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ذَبْحِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ فِي الْمَغَانِمِ

- ‌192 - بابُ الْبِشَارَةِ فِي الْفُتُوحِ

- ‌193 - بابُ مَا يُعْطَى الْبَشِيرُ

- ‌194 - بابٌ "لا هِجْرةَ بَعْدَ الْفَتْحِ

- ‌195 - بابٌ إِذَا اضْطَرَّ الرَّجُلُ إِلَى النَّظَرِ فِي شُعُورِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَالْمُؤْمِنَاتِ إِذَا عَصَيْنَ اللهَ، وَتَجْرِيدِهِنَّ

- ‌196 - باب اسْتِقْبَالِ الْغُزَاةِ

- ‌197 - بابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْغَزْوِ

- ‌198 - بابُ الصَّلَاةِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ

- ‌199 - بابُ الطَّعَامِ عِنْدَ الْقُدُومِ

- ‌57 - كتاب فرض الخُمُس

- ‌1 - بابُ فَرْضِ الْخُمُسِ

- ‌2 - بابٌ أَدَاءُ الْخُمُسِ مِنَ الدِّينِ

- ‌3 - بابُ نَفَقَةِ نسَاء النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ

- ‌4 - بابُ مَا جَاءَ فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا نُسِبَ مِنَ الْبُيُوتِ إِلَيْهِنَّ

- ‌5 - بابُ مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ، وَمَا اسْتَعْمَلَ الْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ قِسْمَتُهُ، وَمِنْ شَعَرِهِ وَنَعْلِهِ وَآنِيَتِهِ مِمَّا يَتَبَرَّكُ أَصْحَابُهُ وَغَيْرُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ

- ‌6 - بابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُمُسَ لِنَوَائِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمَسَاكِينِ، وَإيثَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الصُّفَّةِ وَالأَرَامِلَ حِينَ سَأَلَتْهُ فَاطِمَةُ وَشَكَتْ إِلَيْهِ الطَّحْنَ وَالرَّحَى أَنْ يُخْدِمَهَا مِنَ السَّبْيِ، فَوَكَلَهَا إِلَى اللهِ

- ‌7 - بابُ قَوْلِ اللهِ تعالَى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}؛ يَعْنِي: لِلرَّسُولِ قَسْمَ ذلِكَ

- ‌8 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أُحِلَّتْ لَكُمُ الْغَنَائِمُ

- ‌9 - بابٌ الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ

- ‌10 - بابُ مَنْ قَاتَلَ لِلْمَغْنَمِ هَلْ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ

- ‌11 - بابُ قِسْمَةِ الإِمَامِ مَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ، وَيَخْبَأُ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرْه أَوْ غَابَ عَنْهُ

- ‌12 - بابٌ كَيْفَ قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ؟ وَمَا أَعْطَى مِنْ ذَلِكَ في نَوَائِبِهِ

- ‌13 - بابُ بَرَكَةِ الْغَازِي فِي مَالِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوُلَاةِ الأَمْرِ

- ‌14 - بابٌ إِذَا بَعَثَ الإِمَامُ رَسولًا فِي حَاجَةٍ، أَوْ أَمَرَهُ بِالْمُقَامِ، هَلْ يُسْهَمُ لَهُ

- ‌15 - بابٌ وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَ الْخُمُسَ لِنَوَائِبِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌16 - بابُ مَا مَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأُسَارَى مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمَّسَ

- ‌17 - بابٌ وَمِنَ الدَّلِيِلِ عَلَى أَنَّ الْخُمُسَ لِلإِمَامِ، وَأَنَّهُ يُعْطِي بَعْضَ قَرَابَتِهِ دُونَ بَعْضٍ مَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي الْمُطَّلِبِ وَبَنِي هَاشِمٍ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ

- ‌18 - بابُ مَنْ لَمْ يُخَمِّسِ الأَسْلَابَ، وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ، وَحُكْمِ الإِمَامِ فِيهِ

- ‌19 - بابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْخُمُسِ وَنَحْوِهِ

- ‌20 - بابُ مَا يُصِيبُ مِنَ الطَّعَامِ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ

- ‌58 - كِتابُ الجِزْيَةِ

- ‌1 - بابُ الْجِزْيَةِ وَالْمُوَادَعَة مَعَ أَهْلِ الْحَرْبِ

- ‌2 - بابٌ إِذَا وَادَعَ الإِمَامُ مَلِكَ الْقَرْيَةِ هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ لِبَقِيَّتِهِمْ

- ‌3 - بابُ الْوَصَايا بأَهْلِ ذِمَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - بابُ مَا أَقْطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَحْرَيْنِ، وَمَا وَعَدَ مِنْ مَالِ الْبَحْرَيْنِ وَالْجِزْيَةُ، وَلِمَنْ يُقْسَمُ الْفَيْءُ، وَالْجِزْيَةُ

- ‌5 - بابُ إِثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا بِغَيْرِ جُرْمٍ

- ‌6 - بابُ إِخْرَاجِ الْيَهُودِ مِنْ جَزِيرةِ الْعَرَبِ

- ‌7 - بابٌ إِذَا غَدَرَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ هَلْ يُعْفَى عَنهُمْ

- ‌8 - بابُ دُعَاءِ الإِمَامِ عَلَى مَنْ نَكَثَ عَهْدًا

- ‌9 - بابُ أَمَانِ النِّسَاءِ وَجِوَارِهِنَّ

- ‌10 - بابٌ ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَجِوَارُهُمْ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ

- ‌11 - بابٌ إِذَا قَالُوا: صَبَأْنَا، وَلَمْ يُحْسِنُوا: أَسْلَمْنَا

- ‌12 - بابُ الْمُوَادَعَةِ وَالْمُصَالَحَةِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بِالْمَالِ وَغَيْرِهِ، وَإِثْمِ مَنْ لَمْ يَفِ بِالْعَهْدِ

- ‌13 - بابُ فَضْلِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ

- ‌14 - بابٌ هَلْ يُعْفَى عَنِ الذِّمِّيِّ إِذَا سَحَرَ

- ‌15 - بابُ مَا يُحْذَرُ مِنَ الْغَدْرِ

- ‌16 - بابٌ كَيْفَ يُنْبَذ إلَى أَهْلِ الْعَهْدِ

- ‌17 - بابُ إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ

- ‌18 - بابٌ

- ‌19 - بابُ الْمُصَالَحَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَيامٍ أَوْ وَقْتٍ معْلُومٍ

- ‌20 - بابُ الْمُوَادَعَةِ مِنْ غَيْرِ وَقْتٍ

- ‌21 - بابُ طَرْحِ جِيَفِ الْمُشْرِكِينَ فِي الْبِئْرِ، وَلَا يُؤْخَذُ لَهُمْ ثَمَنٌ

- ‌22 - بابُ إِثْمِ الْغَادِرِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ

- ‌59 - كِتَابُ بَدْءِ الخَلقِ

- ‌1 - مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}

- ‌2 - بابُ مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ

- ‌3 - باب فِي النُّجُومِ

- ‌4 - بابُ صِفَةِ الشمسِ وَالْقَمَرِ

- ‌5 - بابُ مَا جَاء فِي قوْلِهِ: {وهو الذي أرسل الرياح نُشُرًا بين يدي رحمته}

- ‌6 - باب ذكرِ الْمَلَائكَةِ

- ‌7 - بابٌ لإذَا قَالَ أحَدكم: "آمِين"، وَالْمَلَائكَةُ فِي السَّمَاءِ، فَوَافَقَتْ إحدَاهُمَا الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنَبِهِ

- ‌8 - بابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ

- ‌9 - بابُ صِفَةِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ

- ‌10 - بابُ صِفةِ النَّارِ، وَأنَّها مَخْلُوقَةٌ

- ‌11 - بابُ صِفَة إِبْلِيسِ وَجُنُودِهِ

- ‌12 - بابُ ذِكرِ الْجِنِّ وَثَوَابِهِم وَعِقَابِهِم

- ‌13 - وقولُ الله جَلَّ وعزَّ: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} إِلَى قوِلِه: {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

- ‌14 - بابٌ قولِ الله تعالَى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}

- ‌15 - بابٌ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنمٌ يَتْبَعُ بِها شَعَفَ الْجِبَالِ

- ‌16 - بابٌ خَمسٌ مِنَ الدَّوابَ فَواسِقُ يُقْتَلْنَ في الحرَمِ

- ‌17 - بابُ "إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكم فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي إِحدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَفِي الأُخْرَى شِفَاءً

- ‌60 - كتاب الأنبياء

- ‌1 - بابُ خَلْقِ آدَمَ صَلواتُ اللهِ عليهِ وَذُرِّيَّتِهِ

- ‌2 - بابٌ "الأرواحُ جُنُودٌ مُجنَّدَةٌ

- ‌3 - بابُ قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}

- ‌4 - بابُ قول الله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} الى آخر السُّورة

- ‌4 / -م - بابُ {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ}

- ‌5 - بابُ ذِكرِ إدريسَ عليه السلام، وَقَوْل اللهِ تَعَالَى: {وَرَفعناهُ مَكانًا عَلِيًّا}

- ‌6 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ}، وَقولِهِ: {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} إِلَى قولِهِ تَعَالَى {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}

- ‌7 - بابُ قِصةِ يَأْجوج وَمَأْجُوجَ

- ‌8 - باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}

- ‌9 - باب {يَزِفُّونَ}: النَّسَلَان فِي الْمَشْيِ

- ‌11 - باب قوله عز وجل: {ونَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}

- ‌12 - باب قولِ الله تعالَى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ}

- ‌13 - باب قِصَّةِ إِسحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عليهما السلام

- ‌14 - باب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ} إلى قوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}

- ‌15 - باب {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [النمل: 54 - 58]

- ‌16 - باب {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}

- ‌17 - باب قول الله تعالَى: {وإلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}

- ‌18 - باب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ}

- ‌19 - باب قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}

- ‌20 - باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}

- ‌21 - باب {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}: كَلَّمَهُ

- ‌22 - باب قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا} إِلَى قَولِهِ {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}

- ‌23 - باب {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} إلَى قَوْلِهِ: {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}

- ‌24 - باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}

- ‌25 - باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}

- ‌26 - باب طُوفَانٍ مِنَ السَّيْلِ

- ‌27 - حَدِيثُ الْخَضِرِ مَعَ مُوسَى عليهما السلام

- ‌28 - بابٌ

- ‌29 - بابٌ {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ}

- ‌30 - بابٌ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} الآيَةَ

- ‌31 - بابُ وَفَاةِ مُوسَى، وَذِكْرُهُ بَعْدُ

- ‌32 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}

- ‌33 - بابٌ {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} الآيَةَ

- ‌34 - بابُ قول الله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبً} إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ، لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}، وَاسْأَلِ {وَالْعِيرَ}، يَعْنِي: أَهْلَ الْقَرْيَةِ وَأَهْلَ الْعِيرِ، {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، يُقَالُ إِذَا لَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ: ظَهَرْتَ حَاجَتِي وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا، قَالَ: الظِّهْرِيُّ أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ داَبَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ، مَكَانَتُهُمْ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ {يَغْنَواْ} يَعِيشُوا {يَأْيَسُ} يَحْزَنُ {ءَاسَى} أَحْزَنُ

- ‌35 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}

- ‌36 - بابٌ {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} يَتَعَدَّوْنَ يُجَاوِزُونَ فِي السَّبْتِ {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} شَوَارِعَ، إِلَى قَوْلِهِ: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}

- ‌37 - بابُ قَوْلهِ تَعَالَى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}

- ‌38 - بابٌ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ: كَانَ يَنَامُ نِصْفَ الليلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا

- ‌39 - بابٌ {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَفَصْلَ الْخِطَابِ}

الفصل: ‌11 - باب صفة إبليس وجنوده

(وكلمته)؛ أي: فيما وقَع من الفِتْنة بين الناس والسَّعي في إطفاءِ ثائرتها.

(أتَرُون) بالضم، أي: أتظنُّون أني لا أُكلِّمه إلا بحضُوركم، وفي بعضها بلفْظ المصدَر، أي: إلا وَقْت سَمعكم، وأني لا أكُلِّمُه سِرًّا دُون أن أفتَح بابًا، أي: من أَبواب الفِتَن، أي: أكُلِّمُه طلَبًا للمُصالحة لا تهيِيجًا للفِتْنة.

وغرَضُه أنَّه لا يُريد المُجاهرة بالإنْكار على الأُمراء، وفيه الأدَب معهم، وتبليغُهم ما يقُول الناسُ فيهم.

(أن كان) بفتح (أَنْ)، أي: لأَنْ كان.

(فتندلق) بمثنَّاةٍ، ونونٍ، ومهملةٍ، وقافٍ، أي: يخرج بسُرعةٍ.

(أقتابه) بقافٍ، ومثنَّاةٍ: هي الأَمْعاء، يُقال: اندلَق السَّيف من غِمْده: إذا خرَج من غير أن يُسَلَّ.

* * *

‌11 - بابُ صِفَة إِبْلِيسِ وَجُنُودِهِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَيُقْذَفُونَ} : يُرْمَوْنَ. {دُحُورًا} : مَطْرُودِينَ. {وَاصِبٌ} : دائِمٌ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مَّدْحُورًا} : مَطْرُودًا، يُقَالُ:{مَّرِيدًا} :

ص: 347

مُتَمَرِّدًا. (بَتَّكَهُ): قَطَّعَهُ {وَاسْتَفْزِز} : استخِفَّ. {بِخيلِكَ} : الْفُرْسَانُ. وَ (الرَّجْلُ): الرَّجَّالَةُ، وَاحِدُها: رَاجِلٌ، مِثْلُ: صَاحِبٍ وَصَحْبٍ، وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ. {لأحتنكنَّ} لأَسْتَأصِلَنَّ. {قَرينٌ}: شَيْطَانٌ.

* * *

(باب صِفَة إبليسَ وجُنوده)

قوله: (ويقذفون)؛ أي: من قوله تعالى: {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا} [الصافات: 8، 9].

(مطرودين) تفسير دُحُورًا، مِن جعْل المصدر بمعنى المَفعول جمعًا.

(مدحورًا)،؛ أي: من قوله تعالى: {فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39].

(مريدًا)؛ أي: في قوله تعالى: {وَإِنْ يَدْعُونَ إلا شَيْطَانًا مَرِيدًا} [النساء: 117].

(بتكه)؛ أي: في قوله تعالى: {فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} [النساء: 119]، أي: ليُقطِّعُنَّ.

(واستفزز)؛ أي: في قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} الآية [الإسراء: 64].

(لأحتنكن)؛ أي: في قوله تعالى: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} [الإسراء: 62].

ص: 348

(قرين)؛ أي: في قوله تعالى: {فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36].

* * *

3268 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ اللَّيْثُ: كتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ أنَّهُ سَمِعَهُ وَوعَاهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ:"أَشَعَرْتِ أَنَّ الله أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي؟ أتانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، قَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بن الأَعْصَم، قَالَ: فِيمَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكرٍ، قَالَ: فَأيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذرْوَانَ"، فَخَرَجَ إِلَيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ:"نَخْلُها كَأَنَّها رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ"، فَقُلْتُ: اسْتَخْرَجْتَهُ؟. فَقَالَ: "لَا، أَمَّا أَناَ فَقَد شَفَانِي اللهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثيِرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شرًّا، ثُمَّ دُفِنَتِ الْبِئْرُ".

الحديث الأول:

(يفعل الشيء وما يفعله)؛ أي: في النِّساء فقط، أي: في إتْيانهنَّ، وكان قد أُخِذ عنهنَّ بالسِّحر، وهذا مما تضمَّنه قوله تعالى:{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة: 102]، فلا ضَرَر فيما

ص: 349

لحقَه من السِّحر على نبُوَّته، ولا نقْصَ فيما أصابَه منه على شَريعته.

قال (ن): لا استِنْكارَ في العقْل أنَّ الله تعالى يخرق العادةَ عند النُّطْق بكلامٍ ملفَّقٍ، أو تركيب أجسادٍ، أو المَزْج بين قِوًى على تَرتيب لا يَعرِفُه إلا السَّاحر.

وفيه استِحباب الدُّعاء عند حُصول المكروهات، وكمالُ عَفْو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك مصلَحةٍ لخَوف مفسدةٍ أعظَم منها.

وقال (ع): إنما سُلِّط السِّحر على جسَد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظَواهرِ جوارحه لا على عقْله واعتقاده، وكان يظهَر له من نشَاطه ومتقدِّم عادته القُدرة عليهنَّ، فإذا دَنا منهنَّ أخذَتْه أخْذة السِّحر، فلم يتمكَّن من ذلك.

(أفتاني) وفي بعضها: (أنبأَني)، أي: أخبَرَني.

(مطبوب)؛ أي: مَسحُورٌ.

(لَبِيد) بفتح اللام، وكسر الموحَّدة.

(ابن الأعصم) بمهملتَين: اليَهودي.

(مُشْط) بضم الميم، وسُكون المعجمة، وضمِّها، وبكسرها مع إسكان الشِّين.

(مُشَاقة) بضم الميم، وخفَّة المعجمة، والقاف: ما يُغْزَل من الكَتَّان، وفي بعضها:(مُشَاطَة): ما يخرُج من الشَّعر بالمُشْط.

(جُفّ) بضم الجيم، وشدَّة الفاء: وعاءُ طَلْع النَّخْل، أي: غِشاؤُه الذي عليه، ويطلَق على الذَّكَر والأُنثى، ولهذا قيَّده بقوله:(ذكَر).

ص: 350

قال (ش): وطَلَعةٌ -بالتَّنوين- صفةٌ لذكَر، وهو الذي يُدعَى بالكُفُرَّى.

(ذَرْوَان) بفتْح المعجمة، وسُكون الراء، وفي بعضها:(ذِي أَروان)، وكلاهما صحيحٌ مشهورٌ، والأول أصحُّ، وهي بئرٌ بالمدينة في بُستان لبني زُرَيق، بضم الزَّاي، وفتح الراء، وبقافٍ.

(رؤس الشياطين) قال (ح): فيه قولان:

أحدهما: أنها مُستَدِقَّةٌ كرؤُوس الحيَّات، والحيَّة يقال لها: الشَّيطان.

والثاني: فاحشةُ المنظَر سَمِجَة الأشكال، فهو مثَلٌ في استِقباح صُورتها، وسُوء مَنْظَرها.

ففي الحديث إثْبات السِّحر خلافًا لمن أنكَره مُعتلًا بأنَّه لو جاز لم يُؤمَن أن يؤثِّر فيما يوحى إلى الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- من أَمْر الدِّين؛ وأُجيب: بأن تأثيره إنما هو في الأجسام، لأنَّهم بشَرٌ، فهم كغيرهم إلا فيما خصَّهم الله به من العِصْمة في أَمْر الدِّين.

وليس تأْثير ذلك فيهم بأكثَر من القتْل، وقد قُتل يحيى بن زكرِيَّا، ولا السُّمِّ، وقد سُمَّ صلى الله عليه وسلم بخيبر، والسِّحر ثابتٌ، فهو ابتلاءٌ من الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم:"إنَّا مَعشَر الأنبياءِ يُضاعَفُ لنا الثَّوابُ"، وقد قال تعالى:{وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ} الآية [البقرة: 102]، وقال:{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق: 4]، واتفَق على وُجوده العرَب،

ص: 351

والفُرس، والهنْد، والرُّوم، ولهذا فرَّع الفُقهاء على السِّحْر أحكامًا كثيرة.

(دُفنت) مبنيٌّ للمَفعول.

وفيه أنَّ آثار الفِعل الحَرام تُزال، وأنَّ ما اشتُهر بين العامة من عقْد الرِّجال عن المُباشَرة صحيحٌ حقٌّ.

* * *

3269 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يعقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُم إِذَا هُوَ ناَمَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيل فَارْقُدْ، فَإنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَة، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلُّها، فَأصْبَحَ نشَيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ".

الثاني:

(قافية)؛ أي: مُؤخَّر العنُق.

(مكانها)؛ أي: في مكانها، أي: يضرِب كلَّ عُقدةٍ في مكان القافيَة قائلًا: قَد بَقِيَ (عليك ليل طويل فارقد)، سبَق في (التهجُّد)، في (باب: عقْد الشَّيطان).

* * *

ص: 352

3270 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ ناَمَ لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ:"ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنيهِ، أَوْ قَالَ: فِي أُذُنِهِ".

الثالث:

(بال) يحتمِل حملَه على الحقيقة، وعلى المَجاز.

* * *

3271 -

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا همَّامٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِم بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَمَا إِنَّ أَحَدكم إِذَا أتى أَهْلَهُ وَقَالَ: بِسْم اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَرُزِقَا وَلَدًا، لَمْ يَضُرُّهُ الشَّيْطَانُ".

الرابع:

(لم يَضُره) بضم الرَّاء المشدَّدة وفتحها.

سبَق في (باب: التَّسمية).

* * *

3272 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ، وإذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمسِ فَدَعُوا

ص: 353

الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ".

3273 -

"وَلَا تَحَيَّنُوا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمسِ وَلَا غُرُوبَها؛ فَإِنَّها تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْني شَيْطَانٍ، أَوِ الشَّيْطَانِ"، لَا أَدرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ.

الخامس:

(حاجب) قيل: طرَفُ قُرْص الشَّمس الذي يَبدُو عند الطُّلوع، ولا يَغيب عند الغُروب، وقيل: النَّيازك التي تَبدو إذا حان طُلوعها، وقال الجَوهري: حواجِب الشَّمس: نَواحيها.

وسبَق في (مَواقيت الصلاة).

(تَحَينُوا) التحيُّن: تفعُّلٌ من الحِيْن، وهو طلَب وقْتٍ معلومٍ.

(قرني الشيطان) جانبا رأْسه، يُقال: إنَّ الشَّيطان ينتصِب في مُحاذاة مَطلِع الشمس، فإذا طلعتْ كانت بين قَرنيَه، أي: جانبَي رأْسه، فتقَع السَّجدة له إذا سجَد عَبَدَةُ الشَّمس للشَّمس.

* * *

3274 -

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يُونس، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي صَالحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ شَيْءٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَمنَعهُ، فإِنْ أَبَى فَلْيَمْنعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ".

ص: 354

السادس:

(فليقاتله)؛ أي: حتى لَو هلَك المارُّ بذلك لم يجِبْ القِصاص.

سبَق في (باب: يردُّ المصلي مَن مرَّ بين يديه).

* * *

3275 -

وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهيْثَم: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زكاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبحَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَكَ، وَهْوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ".

السابع:

(وكلني) بالتشديد والتخفيف.

سبق في (الوكالة).

* * *

3276 -

حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عُرْوَةُ، قَالَ أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

ص: 355

"يَأتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُم فَيقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ، وَلْينْتَهِ".

الثامن:

(فليستعذ)؛ أي: فليَستعِذ بالله بالإعراض عن الشُّبُهات الواهيَة الشَّيْطانية.

(ولينته)؛ أي: بإثْبات البَراهين القاطِعة الحقَّانيَّة على أنْ لا خالقَ له تعالى بإبْطال التَّسلسُل ونحوه.

وقال الطِّيْبِي: أي: لِيَتْرُك التَّورُّط في هذا الخاطِر، وليَستَعِذْ بالله في وَسْوَسة الشَّيطان، كان لم يَزُل التفكُّر بالاستعاذة فليقُم، وليَستعذ بأمرٍ آخر.

وإنما أمره بذلك ولم يأمر بالتأمُّل والحِجاج والاحتِجاج؛ لأنَّ العِلْم باستغنائه تعالى عن المُوجِد أمرٌ ضروريٌّ لا يقبل المناظَرة له.

وعليه قال (خ): لو أذِن النبيُّ صلى الله عليه وسلم في محاجَّته لكان الجواب سهلًا على كل مُوحِّدٍ، ولكان الجواب مأْخوذًا من فَخوى كلامهم، فإنَّ أول الكلام يُناقِض آخره؛ لأن جميع المَخلوقات داخلةٌ تحت اسم الخَلْق، ولو جاز أن يُقال: مَن خلَق الخالقَ لأَدَّى إلى ما لا يتناهى، ولأنَّ السبَب في مثله إحساسُ المرء في عالم الحِسِّ، وما دام هو كذلك لا يَزيدُ فكرهُ إلا زَيْغًا عن الحقِّ، ومن كان هذا حالَه فلا عِلاجَ

ص: 356

له إلا اللَّجأ إلى الله تعالى، والاعتِصام بحَوله وقوَّته.

* * *

3277 -

حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ بُكَيْر، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فتَحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ".

التاسع:

سبَق أول (الصوم).

* * *

3278 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمرٌو، قَالَ: أَخْبَرني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مُوسَى قَالَ لِفَتَاهُ: {ءَاتنا غَدَاءَنَا} {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}، وَلَم يَجد مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَ اللهُ بِهِ".

العاشر:

(أمره الله) في بعضها: (أَمَرَ الله) بلا هاءٍ، والغرَض من ذكْره

ص: 357

-وهو معلومٌ من القرآن- الجُملةُ الأخيرة، وفي بعضها بعدَ لفظ ابن عبَّاس:(إنَّ نَوفًا زعَم أنَّ مُوسَى بني إسرائِيْل ليسَ صاحِبَ الخَضِر، فقال: كَذَب، حدثنا أُبيٌّ).

* * *

3279 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر رضي الله عنهما، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ، فَقَالَ:"ها إِنَّ الْفِتْنَةَ ها هُنَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ ها هُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ".

الحادي عشر:

(ها) حرْفٌ، والغرَض أنَّ مَنْشأَ الفِتَن هو من جِهة المَشرِق، وقد كان كما أخبَر صلى الله عليه وسلم.

* * *

3280 -

حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ جَعفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عَطَاءٌ، عَنْ جَابِر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا اسْتَجْنَحَ -أَوْ كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ- فَكُفُّوا صِبْيَانكُم؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تنتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهبَ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ فَحُلُّوهُم، وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأَطْفِئْ مِصبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرْ إِناَءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَلَوْ

ص: 358

تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا".

الثاني عشر:

(أو قال: جنح) بضم الجيم وكسرها لُغتان، وهو ظَلامه، يُقال: جَنَح، واستَجْنَح: أقبَلَ ظَلامُه، وأصْل الجُنوح: المَيْل، هذه رواية الكافَّة، وعند النَّسَفي، وأبي الهيْثَم، والحَمُّوي:(أو كانَ جُنْحُ).

(فكفوا)؛ أي: امنَعُوهم من الخُروج ذلك الوقْت لخَوف إيذاء الشَّياطين؛ لكثْرتهم وانتِشارهم.

(فَحُلوهم) بحاءٍ مهملةٍ مضمومةٍ، وبخاءٍ معجمةٍ مفتوحةٍ.

(وأغلق) الخِطَاب لكلِّ واحدٍ، فناسَب:(كُفُّوا) بالجمع، أو المراد هناك كما هنا؛ إذ هو مُقابَلة جمعٍ بجمعٍ، أي: كُفَّ أنتَ صبيَّك.

(وخمر) من التَّخمير، وهو التغطية.

(تعرض) بضم الراء وكسرها، أي: وإنْ لم تُغطِّ الكلَّ فلا أقلَّ [من] أنْ تضَع عليه عُودًا بالعرْض، وتمدَّه عليه.

وفائدة التَّغطية صِيانتُه من الشَّيطان، ومن النَّجاسات، ومن الحشرات، ومن الوباء الذي ينزل من السَّماء في بعض ليالي السنَة، وغيرِ ذلك.

وفي الحديث الحثُّ على ذِكْر الله، وأنَّه تعالى جعَل هذه الأشياءَ سببًا للسَّلامة.

* * *

ص: 359

3281 -

حَدَّثَنِي مَحمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بْنَةِ حُيَيٍّ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ، فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دارِ أسُامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّها صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ"، فَقَالَا: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا، أو قَالَ: شَيْئًا".

الثالث عشر:

(رِسْلكما) بكسر الراء وفتْحها: أي: هِيْنَتكُما؛ فما هنا شيءٌ تكرهانِه.

(يجري) قيل: هو على ظاهره، وأنَّ الله تعالى جعَل له قوَّةً وقُدرةً على الجَرْي في باطن الإنسان مجرى الدَّمِ، وقيل: استِعارةٌ لكثْرة وَسوستِه، فكأنَّه لا يُفارقه كما لا يُفارقُه دمُه.

وقيل: يُلقي وَسْوستَه في مَسامَّ لطيفةٍ من البدَن، فتصِل إلى القَلْب.

وفيه التحرُّز عن سُوء الظنِّ بالناس، وكمالُ شفَقته على أُمته؛ لأنه خافَ أن يُلقي الشَّيطان في قلوبهما شيئًا فيَهلكان؛ فإنَّ ظنَّ السُّوء

ص: 360

بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كفرٌ.

وسبق الحديث.

* * *

3282 -

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمزَةَ، عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صرَدٍ قَالَ: كانْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبي صلى الله عليه وسلم وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فَأَحَدُهُمَا احمَرَّ وَجْهُهُ وَانتفَخَتْ أَوْداجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَها ذَهبَ عَنْهُ ما يَجدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهبَ عَنْهُ ما يَجدُ"، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَعوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ"، فَقَالَ: وَهلْ بِي جُنُونٌ؟

الرابع عشر:

(هل بي جنون) هذا كلامُ مَن لم يَفْقَه في دين الله، ولم يتهذَّب بأنْوار الشريعة الكريمة، وتوهَّم أنَّ الاستعاذة مختصَّةٌ بالمَجانين، ولم يعلَم أنَّ الغضَب من نَزَغات الشَّيطان، ويحتمل أنه كان من المنافقين، أو من جُفاة العرَب.

وفيه أنَّه ينبغي لصاحب الغضَب أن يَستعيذَ بالكلمة المشهورة، وأنَّه سبَبٌ لزواله.

* * *

ص: 361

3283 -

حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِم بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ أَحَدكم إِذَا أتى أَهْلَهُ قَالَ: جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلدٌ لَمْ يَضُرُّهُ الشَّيْطَانُ، وَلَم يُسَلَّطْ عَلَيْهِ". قَالَ: وَحَدَّثَنَا الأعمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ.

الخامس عشر:

(لم يضره)؛ أي: لم يُسلَّط عليه بالكُليَّة حتى لا يكونَ له عملٌ صالحٌ، وإلا فلا مَعصومَ من وَسوَسة الشَّيطان إلا الأنبياء.

(قال: وحدثنا الأعمش) قائلُ ذلك هو شُعبة.

* * *

3284 -

حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ صَلَّى صَلَاةً فَقَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ"، فَذَكَرَ.

السادس عشر:

(فشد عليَّ)؛ أي: حَمَلَ عليَّ.

(فذكره)؛ أي: الحديثَ بتمامه، وهو:(فأَردْتُ أنْ أَربطَهُ إلى سَاريَةٍ).

ص: 362

وسبَق في (باب: رَبْط الأسير في المسجد).

* * *

3285 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يحيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، فَإِذَا قُضِيَ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِها أَدبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الإنْسَانِ وَقَلْبِهِ، فَيقولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى لَا يَدرِي أثَلَاثًا صَلَّى أم أَرْبَعًا، فَإِذَا لَم يَدْرِ ثَلَاثًا صلَّى أَوْ أَرْبَعًا سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ".

السابع عشر:

(قضى)؛ أي: فَرَغَ.

(ثوب)؛ أي: أُقِيم الصلاة.

(يخطر) بضم الطَّاء وكسرها.

وسبق الحديث أوَّلَ (الأذان).

* * *

3286 -

حَدَّثَنَا أبو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ أَبِي الزِّناَدِ، عَنِ الأَعَرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كلُّ بني آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ بإصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ، غَيْرَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، ذَهبَ

ص: 363

يَطْعُنُ، فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ".

الثامن عشر:

(فطعن) يُقال: طعَن بالرُّمح، وبأُصبَعه، يَطعُن، بالضم، وطعَن في العِرْض والنَّسَب، يَطعَن بالفتْح على المشهور، وقيل: باللغتين فيهما.

(في الحجاب)؛ أي: في الجِلْدة التي فيها الجَنِين، أو الثَّوب الملفُوف على الطفْل.

* * *

3287 -

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ المُغِيرَةِ، عَنْ إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَدِمتُ الشَّأمَ قَالُوا أبو الدَّرْداءِ قَالَ: أَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نبَيِّهِ صلى الله عليه وسلم؟

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنا شُعبةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، وَقَالَ: الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ نبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ يَعنِي: عَمَّارًا.

التاسع عشر:

(أفيكم)؛ أي: في العِراق.

(أجاره)؛ أي: حمَاهُ ومنَعهُ، وهو عمَّار بن ياسِر مِن السَّابقين في الإسلام، المُنزَّل فيه:{وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]، وقال صلى الله عليه وسلم:"مَرحَبًا بالطَّيِّب المُطيَّب".

* * *

ص: 364

3288 -

قَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ: أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ أَخْبَرَهُ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمَلَائِكَةُ تتحَدَّثُ فِي الْعَنَانِ -وَالْعَنَانُ الْغَمَامُ- بِالأَمرِ يَكُونُ فِي الأَرْضِ، فتَسْمَعُ الشَّيَاطِينُ الْكَلِمَةَ، فتَقُرُّها فِي أُذُنِ الْكَاهِنِ، كَمَا تُقَرُّ الْقَارُورَةُ، فَيَزِيدُونَ مَعها مِائَةَ كَذِبةٍ".

العشرون:

(العَنان) بفتح المهملة، وخفة النون الأُولى.

(والعَنان: الغمام) هو مُدرَجٌ في الحديث، وعبارة الجَوْهري: العَنان: السَّحاب.

(فَيقُرُّهَا) بضم القاف، وشدَّة الراء، وفي بعضِها مِن الإقرار.

قال (خ): يُقال: قرَّرت الكلامَ في أذُن الأصمِّ، إذا وضعتَ فمَك على صِماخه فتُلقيه فيه.

(كما تُقَر القارورة) بضم التاء، وفتح القاف، أي: تَطْبيق رأْس القارُورة برأْس الوِعاء الذي يُفرَغ منه فيها.

وقال أهل اللُّغة: التَّقرير يَرِد: بذْل الكلام في أذُن المخاطَب حتى يَفهمَهُ، والقُرُّ أيضًا الصَّوت.

وقال القابِسيُّ: معناه يكون لمَا يُلقيه إلى الكاهِن حِسٌّ كحِسِّ القارُورة عند تحريكها مع اليَدِ، أو على الصَّفا.

* * *

ص: 365

3289 -

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدكم فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدكم إِذَا قَالَ: ها ضَحِكَ الشَّيْطَانُ".

الحادي والعشرون:

(تثاءب) بالمدِّ، والتخفيف، وفي بعضها:(تَثاوَبَ) بالواو، وهو نَفَسٌ يَنفتِح منه الفَمُ، يَدفَع البُخارات المُحتقِنة في عضَلات الفَكِّ، ويَنشأُ من امتِلاء المعِدة، وثِقَل البدَن، فيُورث الكسَل، وسُوء الفَهْم، والغَفْلة.

(فليرده)؛ أي: يكظِمُه، ويضَع يدَه على الفَمِ؛ لئلا يَبلُغ الشَّيطانُ مُرادَه من تَشويه صُورته، ودُخوله فمَه، وضَحِكه منه.

(ها) حكايةُ صَوتِ المتثائِب.

وفيه ذَمُّ الاستِكثار من الأكل، وقال (خ): معناه التَّحذير من السبَب الذي يتولَّد منه التثاؤُب، وهو التوسُّع في المَطاعِم، وإنما أضافَه للشَّيطان؛ لأنه الذي يدعُو الإنسانَ إلى إعطاء النَّفْس شَهوتَها من الطَّعام، ويُزيِّن له ذلك، وإذا قال: بها، أي: بالَغَ في التَّثاؤُب.

(ضحك الشيطان) فَرَحًا بذلك، وقيل: لم يَتثاءَب نبيٌّ قطُّ.

* * *

ص: 366

3290 -

حَدَّثَنَا زكرِيَّاءُ بْنُ يَحيَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللهِ! أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولَاهمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُم، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللهِ! أَبِي أَبِي، فَوَاللهِ مَا احتَجَزُوا حَتَّى قتلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللهُ لَكمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ.

الثاني والعشرون:

(أخراكم)؛ أي: الطَّائفة المتأَخِّرة، أي: عبادَ الله! احذَرُوا المتأَخِّرين وراءكم، أو اقتلُوهم.

والخِطاب للمُسلمين، وأراد إبليسُ -لعنَةُ الله عليه- بذلك تَغليطَهم ليُقاتل بعضُ المسلمين بعضًا، فرجَعت الطائفةُ المتقدِّمة قاصدِين قِتَال الأُخرى ظانِّين أنهم من المشركين.

(فاجتلدت)؛ أي: تضارَبَ الطَّائفتان.

ويحتمِل أنَّ الخِطاب للكافِرين، أي: فاقتلُوا أُخراكُم، فتراجعتْ أُولاهم، فتجالَد أُولى الكفَّار، وأُخرى المسلمين.

(اليمان) بتخفيف الميم، والنون، بلا ياءٍ بعدها، وهو لقَبٌ، واسمه: حُسَيْل، مُصغَّر الحسْل، بمهملتين ابن جابِر العَبْسي، بموحَّدةٍ بين مهملتين، أسلَم مع حُذَيفة، وهاجر إلى المدينة، وشَهِد أُحدًا،

ص: 367

وأصابَه المُسلمون في المعركة فقتَلُوه يظنُّونه من المشركين، وحُذَيفة يَصيحُ ويقول: هو أَبي لا تَقتُلوه، فلم يَسمعُوه.

(احتجزوا)؛ أي: امتَنعوا منه، وتصدَّق حُذَيفة بدِيَتِه على مَن قتلَه، وهو عُقْبة بن مَسعود، فعَفا عنه.

(بقية خير)؛ أي: بَقيَّة دُعاءٍ واستغفارٍ لقاتِل أبيه حتى ماتَ.

وقال التَّيْمي: ما زال في حُذَيفة حُزْن على أبيه مِن قتْل المسلمين إِيَّاه.

* * *

3291 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أبو الأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: سَألْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْتِفَاتِ الرَّجُلِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ:"هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ".

الثالث والعشرون:

سبَق في (باب: الالتفات في الصلاة).

* * *

3292 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قتادة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 368

حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحيَى بْنُ أَبِي كثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قتادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُم حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِه، وَلْيِتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّها، فَإِنَّها لَا تضُرُّه".

الرابع والعشرون:

(الصالحة) إما صفةٌ مُوضِحةٌ؛ لأنَّ غير الصَّالحة تُسمَّى حُلُمًا، أو مخصصةٌ، والصَّلاح إما باعتبار صُورتها، أو تعبيرها، ويُقال لها أيضًا: الصَّادقة، والحسَنة، وأما الحُلُم فضِدُّها، وهي الكاذبة، أو السيِّئة.

(حلم) بفتح اللام، أي: رأَى في المَنام ما يكرهُه.

قال (خ)(1): يُريد أنَّ الصَّالحة بشارةٌ من الله تعالى يُبشِّر بها عبدَه؛ ليُحسِن بها ظنَّه، ويُكثر عليها شُكره، والكاذِبة هي التي يُريها الشَّيطان الإنسانَ، فيَحزُنه، فيَسوء ظنُّه بربِّه، ويقلَّ حظُّه من شُكره، ولذلك أمَره أن يبصُق ويتعوَّذ من شرِّه كأنَّه يقصِد به طَرْد الشيطان.

* * *

3293 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالكٌ، عَنْ سُمَيٍّ

(1)"خ" ليس في الأصل.

ص: 369

مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحدٌ عَمِلَ أكثَرَ مِنْ ذَلِكَ".

الخامس والعشرون:

(عدل) بفتح العين، أي: مِثْل ثَواب إِعتاق عشْر رِقابٍ.

(حِرْزًا)، بكسر المهملة: الموضع الحَصِين، ويُسمَّى التعويذ حِرْزًا.

* * *

3294 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالحٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيدٍ: أَن مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَاهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: اسْتَأذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمنَهُ وَيَستكثِرنه، عَالِيَةً أَصوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"عَجبْتُ مِنْ هؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ"، قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهبْنَ، ثُمَّ قَالَ:

ص: 370

أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ! أتهبْنَنِي وَلَا تَهبْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَ: نعم، أَنْتَ أفظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ".

السادس والعشرون:

(ابن زيد)؛ أي: ابن الخَطَّاب أخي عُمر.

(أضحك الله سنك)؛ أي: أَدام سُرورك، فالمراد لازِم الضَّحك، وإلا فقد قال تعالى:{فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} [التوبة: 82]، إلا أنْ يُقال: ليس هو صلى الله عليه وسلم داخِلًا في هذا.

(ابتدرن)؛ أي: استَبقْنَ.

(تهبن) بفتح الهاء: من الهيْبة.

(أفظ وأغلظ) إما أنَّ المراد أَصْلُ المعنى، أي: فَظٌّ غليظٌ، حتى لا تقَع مُشاركةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك، أو ذلك صِفةٌ مشبَّهة؛ لقَصْد الثُّبوت، فلا تَفضيلَ فيه، أو أن إقامتَه صلى الله عليه وسلم الحُدود ونحو ذلك يتضمَّن الفَظاظة والغِلَظ فيه لا مطلقًا؛ لقوله تعالى:{وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور: 2].

(فجًّا)؛ أي: طريقًا واسعًا، لا يُعارَض هذا بما قال أيُّوب عليه السلام وهو نبيٌّ:{مَسَّنِيَ الشَّيطاَنُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: 41]؛ لأن التركيب في قصَّة عُمر لا يدلُّ إلا على الزَّمَن الماضي، وذلك أيضًا مخصوصٌ بحالة الإسلام، ومقيَّدٌ أيضًا بحالِ سُلوك الطَّريق، فجاز أن

ص: 371