الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} ، وَقولِهِ:{إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} إِلَى قولِهِ تَعَالَى {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}
فِيهِ عَنْ عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ، {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}: مُتَتَابِعَةً، {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} أُصُولُها، {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}: بقِيّهٍ.
(باب قول الله) عز وجل: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: 65])
(بالأحقاف) جمع حِقْف، بكسر المهملة، وهو المِعْوجُّ من الرَّمل، والمراد هنا مسَاكِن عادٍ.
(فيه عن عطاء) موصولٌ في (بدء الخلق).
(وسليمان) موصولٌ في (تفسير سورة الأحقاف).
(قال ابن عُيَيْنة: عتت)؛ أي: الرِّيح يومَ هلاكهم.
(على الخزان)؛ أي: خُزَّان الرِّيح، فخرَجتْ بلا كيلٍ ولا وزنٍ.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أَرسَل اللهُ سَفينةَ رِيحٍ إلا بمكيالٍ إلا يومَ عادٍ طغَتْ على الخُزَّان، فلم يكُن لهم عليها سَبيلٌ".
(أصولها) تفسير الإعجاز.
* * *
3343 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ".
الحديث الأول:
سبق في (الاستسقاء).
* * *
3344 -
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذهيْبه، فَقَسَمَها بَيْنَ الأَرْبَعَةِ: الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ الْمُجَاشِعِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدرٍ الْفَزَارِيِّ، وَزبدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نبهانَ، وَعَلْقَمَةَ بنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ، قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا؟! قَالَ: "إِنَّمَا أتألَّفُهُم"، فَأَقْبَلَ رَجلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِف الْوَجْنتَيْنِ، ناَتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَخلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ الله يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ:"مَنْ يُطِعِ الله إِذَا عَصَيْتُ؟ أَيَأمَنُنِي اللهُ عَلَى أَهْلِ الأرْضِ فَلَا تأمَنُوني؟ "، فَسَألهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ -أَحْسِبُهُ: خَالِدَ بْنَ الْوليدِ- فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئ هذَا -أَوْ: فِي عَقِبِ هذَا- قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، يَمرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْم مِنَ الرَّمِيةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ
الإسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَناَ أَدركتُهم لأَقْتُلَنَّهم قَتْلَ عَادٍ".
الثاني:
(بعث علي)؛ أي: من اليمَن، كما رواه النَّسائي.
(بذُهيبة) قال (ح): أنَّثَها على نيَّة القِطْعة من الذَّهب، وقد يُؤنَّث الذهب في بعض اللُّغات.
(الأقرع) بقافٍ، وراءٍ مهملةٍ.
(ابن حابس) بمهملتين، وموحدةٍ.
(المُجَاشِعي) بضم الميم، وكسر المعجمة، ثم مهملةٍ.
(وعُيَيْنة) بضم المهملة، وفتح الياء الأولى، وبنون.
(الفَزَاري) بفتح الفاء، وتخفيف الزاي، وبالراء.
(وزيد)؛ أي: ابن مُهلهِل، بضم الميم، وفتح الهاء الأُولى، وكسر الثانية.
(نبهان) بفتح النون، وسُكون الموحَّدة.
(عَلْقَمة) بفتح المهملة، وسُكون اللام، وبقاف.
(ابن عُلاثة) بضم المهملة، وتخفيف اللام، وبمثلَّثةٍ، والأربعة من نَجْد، مِن المؤلَّفة قلوبهم، وهم سادات أَقوامهم.
(صناديد)؛ أي: رُؤساء، واحدها: صِنْديد.
(غائر العينين)؛ أي: عَيناه داخلتَانِ في الرَّأْس، لاصِقتان بقَعْر
الحدَقة، ضِدُّ الجاحِظ.
(مشرف الوجنتين)؛ أي: غَليظهما.
(ناتئ الجبين)؛ أي: مُرتَفعه.
(كث اللحية)؛ أي: كثير شَعْرها.
(محلوق)؛ أي: محلُوق الرأْس، كانوا يفرقُون رؤُوسَهم ولا يحلقُونها.
وسبق أنَّ هذا ذو الخُوَيصِرة التَّميمي.
(فمنعه) لا يُنافي قولَه: (إنْ أدركتُهم لأقتلنَّهم)؛ لأنَّ المراد إدراك زمانِ خُروجهم إذا كثُروا، واعترضوا الناسَ بالسَّيف، ولم تكن هذه المعاني مجتمعةً إذ ذاك.
وقد كان هذا كما قال صلى الله عليه وسلم، فأوَّلُ ذلك في أيام عليٍّ رضي الله عنه.
(ضِئْضِئ) بكسر المعجمتين، وسُكون الهمزة الأُولى: الأَصل.
قال (ش): معناه نسلُه وعَقِبُه، ويقال: ضُؤضُؤ، ورُوي بالصاد المهملة، وهو بمعناه، قاله ابن الأَثير.
(لا يجاوز حناجرهم)؛ أي: لا يُرفَع في الأعمال الصالحة.
(يَمرقون) هو النُّفوذ حتى يخرُج من الطَّرَف الآخَر.
(من الدِّين)؛ أي: الطَّاعة، أي: يخرُجون عن طاعةِ الأئمة، وهذا نَعْت الخَوارج الذي لا يَدينون للأئمَّة ويخرُجون عليهم.