الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(صُلح الحُدَيبِيَة)، وإنما لم يذكُره بلفظه اختصارًا، فإنَّه إنما يُكرِّر الحديث لفائدةٍ في اللَّفْظ، أو نُكتةٍ في الإسناد، وقد لا يكون في تكرار هذا ذلك.
* * *
152 - بابٌ إِذَا حَرَّقَ الْمُشْرِكُ الْمُسْلِمَ هَلْ يُحَرَّقُ
؟
(بابٌ: إذا حرَق المُشرِكُ المُسلِمَ، هل يُحرق؟)
3018 -
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَهْطًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! ابْغِنَا رِسْلًا، قَالَ:"مَا أَجِدُ لَكُمْ إِلَّا أَنْ تَلْحَقُوا بِالذَّوْدِ"، فَانْطَلَقُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا، وَقَتَلُوا الرَّاعِيَ، وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ الطَّلَبَ، فَمَا تَرَجَّلَ النَّهَارُ حَتَّى أُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ بِهَا، وَطَرَحَهُمْ بِالْحَرَّةِ، يَسْتَسْقُونَ فَمَا يُسْقَوْنَ حَتَّى مَاتُوا.
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: قَتَلُوا وَسَرَقُوا وَحَارَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَسَعَوْا فِي الأَرْضِ فَسَادًا.
(ثمانية) بدَلٌ من: رَهْط، أو بَيانٌ، ففيه التَّصريح بعُذرهم.
و (ن) قال: إنَّ ذلك في "مسند أبي يَعْلى المَوصِلي"، وكأنه لم يطَّلِع حينئذٍ على أن ذلك في البخاري، بل وفي مسلم أيضًا.
(فاجتووا) هو كَراهةُ الإقامة، أو أنهم استَوخَموهما كما صرَّح به البخاريُّ في مَواضع أُخرى.
(ابْغِنَا رِسْلًا) بكسر الرَّاء، أي: اللَّبَن، أي: اطلُبْه لنا، يُقال: بغَيتُك الشَّيءَ: طلبتُه لكَ، وأبغَيتُكَهُ: أعنتُك على طلَبه.
(الذود)؛ أي: من الإبِل ما بين الثَّلاثة إلى العشَرة، وبيِّن في غير هذا الحديث أنها من إبل الصَّدَقة، ففيه أنهم كانوا يُبقُون من إبِل الصَّدَقة لمَا يَعرِض من النَّوائب.
(الصريخ): صَوتُ المُستغِيث، أو الصَّارِخ.
(الطلب) جمع طالِب.
(ترجل) بالجيم، أي: ارتفَع.
(فأحميت) كذا وقَع رُباعيًّا، وهو المَعروف في اللُّغة، ولا يُقال: فحمَيت ثلاثي، وإنما فعل ذلك بهم لمَا في رواية سُلَيمان التَّيْمِيِّ، عن أنَس: أنَّهم كانوا فَعلُوا بالرِّعاءِ مثلَ ذلك، فلا يُعارِض حينئذٍ:"لا تُعذِّبوا بعَذابِ اللهِ"؛ لأن ذلك حيثُ لم تكُنْ مقاصَصةً، وعليه يُنزَّل تَبويب البخاري وإلا فلا مُناسبةَ فيه.