الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظلالِها، أو الجهادُ سببُ الجَنَّةِ، وسبق شرح باقي الحديث قريبًا.
* * *
113 - بابُ اسْتِئْذَانِ الرَّجُلِ الإِمَامَ
لِقَوْلِهِ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
(بابُ استئذانِ الرَّجُلِ الإمامَ)
2967 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فتلَاحَقَ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَناَ عَلَى نَاضحٍ لَنَا قَدْ أَعْيَا فَلَا يَكَادُ يَسِيرُ، فَقَالَ لِي:"مَا لِبَعِيرِكَ"؟ قَالَ: قُلْتُ: عَيِيَ، قَالَ: فتخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَزَجَرَهُ وَدَعَا لَهُ، فَمَا زَالَ بَيْنَ يَدَيِ الإِبِلِ قُدَّامَهَا يَسِيرُ، فَقَالَ لِي:"كَيْفَ تَرَى بَعِيرَكَ"؟ قَالَ: قُلْتُ: بِخَيْرٍ قَدْ أَصَابَتْهُ بَرَكَتُكَ، قَالَ:"أَفَتَبِيعُنِيهِ"؟ قَالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا نَاضحٌ غَيْرَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"فَبِعْنِيهِ"، فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي عَرُوسٌ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ فَأَذِنَ لِي، فَتَقَدَّمْتُ النَّاسَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي خَالِي فَسَأَلَنِي عَنِ الْبَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فِيهِ، فَلَامَنِي، قَالَ: وَقَدْ كَانَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي حِينَ اسْتَأْذَنْتُهُ: "هَلْ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا"؟ فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا، فَقَالَ:"هَلَّا تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! تُوُفِّي وَالِدِي -أو اسْتُشْهِدَ- وَلِي أَخَوَاتٌ صِغَارٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أتزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فَلَا تُؤَدِّبُهُنَّ، وَلَا تَقُومُ عَلَيْهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا لِتَقُومَ عَلَيهِنَّ وَتُؤَدِّبَهُنَّ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ غَدَوْتُ عَلَيْهِ بِالْبَعِيرِ، فَأَعْطَانِي ثَمَنَهُ، وَرَدَّهُ عَلَيَّ.
قَالَ الْمُغِيرَةُ: هَذَا فِي قَضَائِنَا حَسَنٌ لَا نَرَى بِهِ بَأْسًا.
(ناضح)؛ أي: بَعِيْرٌ يُستقَى عليه.
(أعيا)؛ أي: عَجَزَ عن المشيِ.
(أن لي فقار ظهره)؛ أي: خَرَزَاتِ عِظامِ الظَّهْر، أي: على أنَّ ليَ الركوبَ عليه إلى المدينة.
(عروس) يُطلَق على الذكر والأُنثى، وسبق بيانُ الخلاف فيه.
(لامني)؛ أي: مِن حيثُ إنَّ ليس لنا ناضحٌ غيرُه.
(ورده)؛ أي: الجَمَل، فحصل له الثَّمَنُ والمُثَمَّنُ معًا.
(هذا)؛ أي: البيعَ بمثل هذا الشرطِ، وسبق في (باب الشُّروط) الخلافُ فيه.
* * *