الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
58 -
كِتابُ الجِزْيَةِ
1 - بابُ الْجِزْيَةِ وَالْمُوَادَعَة مَعَ أَهْلِ الْحَرْبِ
وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} : أَذِلَّاءُ.
وَمَا جَاءَ فِي أَخْذِ الْجزْيَةِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَالْعَجَمِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: مَا شَأْنُ أَهْلِ الشَّأْمِ، عَلَيْهِمْ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ وَأَهْلُ الْيَمَنِ عَلَيْهِمْ دِينَارٌ؟ قَالَ: جُعِلَ ذلِك مِنْ قِتلِ الْيَسَارِ.
(كتاب الجِزْية)
من الجَزاء؛ لأنها تؤخذ جَزاءً لسُكنى دار الإسلام.
(والموادعة) المُصالَحة، وجمعه بين الأمرين في التَّرجمة إشارةٌ
إلى أنَّ الجِزْية لأهل الذِّمَّة والموادَعة لأهل الحرْب، وقيل: هما بمعنًى؛ لأنَّ أخذ الجِزية موادعة، أي: مُتاركةٌ، أو أنَّ المراد بالموادَعة ما في حديث النُّعمان حيث ترَك المقاتلَة بعد المُضايقَة إلى أنْ قضَى التَّرْجُمان حديثَه، ولذلك أخَّرَ القِتال إلى الزَّوال.
(الذمة) يقال للعَهْد وللأمانة.
(أذلاء) جمع: ذَليل.
(والمسكنة) فسَّره استِطرادًا على عادته، وذلك في قوله تعالى:{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61].
(ولم يذهب) هو من قول الفِرَبْرِي، أي: لم يذهب إلى أنَّ المسكنة مأخوذةٌ من السُّكون وهو عدَم الحركة.
(والعجم) هو أعمُّ من المعطُوف عليه من وجهٍ، وأخصُّ من وجهٍ.
(قِبَل) بكسر القاف، وفتح الموحَّدة، أي: من جِهَة المعنى، وهذا مذهب مَن فرَّق بين الغنيِّ والفَقير.
* * *
3156 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ جَابِرِ بْنِ زيدٍ وَعَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، فَحَدَّثَهُمَا بَجَالَةُ سَنَةً سَبْعِينَ عَامَ حَجَّ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ عِنْدَ دَرجَ زَمْزَمَ، قَالَ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الأَحْنَفِ، فَأَتَانَا
كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ مَوْتهِ بِسَنَةٍ: فَرِّقُوا بَيْنَ كلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الْجزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ.
3157 -
حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرٍ.
الحديث الأول:
(بَجَالة) بفتح الموحَّدة، والجيم، أي: ابن عَبْدة، وقيل: ابن عَبْد.
(قال)؛ أي: بَجَالةُ.
(لِجَزْء بن معاوية) بفتح الجيم، وسُكون الزاي، وبعدها همزة، كذا قيَّده الأَصِيْلي، وقيَّده عبد الغَنيِّ بفتح الجيم، وكسر الزاي.
وقال الدَّارَقُطْني: المُحدِّثون يكسِرون الجيم، وأهل العربية يقولون: جَزْء وهو ابن معاوية بن حُصَين، بضم المهملة الأُولى، وفتح الثَّانية، التَّميمي.
وقال ابن ماكُولا: بفتْح الجيم، وكسْر الزَّاي، وبالياء.
قال (ك): وفي بعضِها بضمِّ الجيم، وفتح الزاي، وتشديد الياء.
(بين كل ذي مَحْرَم)؛ أي: بين كلِّ زوجَين منهم الذين يكونان كذلك.
والمراد أنْ يُمنَعوا من إظْهار ذلك للمُسلمين، وإلا فالسُّنَّة أن لا يُكشَف عن بَواطِن أُمورهم وما يستحلُّون به من مذاهبهم في الأَنْكحة وغيرها، وذلك كما يُشترط على النَّصارى أنْ لا يُظهِروا صَليبَهم، ولا تُقرأ عقائدُهم.
(هجر) قالوا: المراد هَجَر البحرين، وقال الجَوهَري: اسمُ بلدٍ، مذكرٌ، مصروفٌ، وقال الزَّجَّاجي: يُذكَّر ويُؤنَّث.
وإنما امتنعَ عُمر في قَبول الجِزية من المَجوس حتَّى شَهِد عبد الرَّحْمَن؛ لأنَّ رأْيَه كان: لا يقبل الجزية إلَّا (1) مِن أهل الكتاب؛ إذ لو كان عالمًا لما كان لتوقُّفه في ذلك معنًى.
* * *
3158 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ -وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا- أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ ابْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَتْ صَلَاةَ الصُّبْح مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمِ
(1)"إلَّا" ليس في الأصل.
الْفَجْرَ انْصَرَفَ، فتعَرَّضُوا لَهُ، فتبسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ، وَقَالَ:"أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ"؟ قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللهِ لا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فتنَافَسُوهَا كمَا تنافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كمَا أَهْلَكَتْهُمْ".
الثاني:
(وأملوا) الأمَل: الرَّجاء.
(الفقر) بالنَّصب مفعولٌ مقدَّمٌ لـ (أخشَى).
(فتنافسوها) هو الرَّغْبة.
* * *
3159 -
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِي، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزنيُّ وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ فِي أَفْنَاءِ الأَمْصَارِ يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَسْلَمَ الْهُرْمُزَانُ، فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَشِيرُكَ فِي مَغَازِيَّ هَذِهِ، قَالَ: نعمْ، مَثَلُهَا وَمَثَلُ مَنْ فِيهَا مِنَ النَّاسِ مِنْ عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ رَأْسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ وَلَهُ رِجْلَانِ، فَإِنْ كُسِرَ أَحَدُ الْجَنَاحَيْنِ نَهَضَتِ الرِّجْلَانِ بِجَنَاحٍ وَالرَّأْسُ، فَإِنْ كسِرَ الْجَنَاحُ الآخَرُ نهضَتِ الرِّجْلَانِ وَالرَّأْسُ، وإنْ شُدِخَ الرَّأْسُ ذَهَبَتِ
الرِّجْلَانِ وَالْجَنَاحَانِ وَالرَّأْسُ؛ فَالرَّأْسُ كِسْرَى، وَالْجَنَاحُ قَيْصَرُ، وَالْجَنَاحُ الآخَرُ فَارِسُ، فَمُرِ الْمُسْلِمِينَ فَلْيَنْفِرُوا إِلَى كِسْرَى. وَقَالَ بَكْرٌ وَزِيَادٌ جَمِيعًا، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، قَالَ: فَنَدَبَنَا عُمَرُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ، حَتَّى إِذَا كنَّا بِأرْضِ الْعَدُوِّ، وَخَرَجَ عَلَيْنَا عَامِلُ كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَقَامَ تُرْجُمَانٌ فَقَالَ: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ، قَالَ: مَا أَنتمْ؟ قَالَ: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ، كنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ وَبَلَاءٍ شَدِيدٍ، نَمَصُّ الْجِلْدَ وَالنَّوَى مِنَ الْجُوعِ، وَنلبَسُ الْوَبَرَ وَالشَّعَرَ، وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ، فَبَيْنَا نحنُ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ إِلَيْنَا نبَيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا، نعرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، فَأَمَرَنَا نبَيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نَقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ أَوْ تُؤَدُّوا الْجزْيَةَ، وَأَخْبَرَنَا نبَيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ، وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ.
3160 -
فَقَالَ النُّعْمَانُ: رُبَّمَا أَشْهَدَكَ اللهُ مِثْلَهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُنَدِّمْكَ وَلَمْ يُخْزِكَ، وَلَكِنِّي شَهِدْتُ الْقِتَالَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ كَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ انتظَرَ حَتَّى تَهُبَّ الأَرْوَاحُ وَتَحْضُرَ الصَّلَوَاتُ.
الثالث:
(أفناء النَّاس) يُقال: هو مِن أفْناء النَّاس: إذا لم يُعلَم ممن هو، وفي بعضها:(الأَمْصار) بالميم.
(الهُرْمُزَان) بضم الهاء، وسكون الراء، وضم الميم، وزايٍ، ونونٍ: علَم رجُل عظيمٍ من عُظَماء العَجَم، كان مَلِكًا بالأَهْواز.
قال ابن قُتَيبة في "المَعارِف": قتلَه عُبيد الله بن عُمر بن الخطَّاب بعد عُمر.
(مغازيّ) بتشديد الياء.
(نعم) حرف جوابٍ، وإنْ صحَّت الرِّواية بأنها:(نِعْمَ) فعلُ مَدْحٍ ضِدُّ: بِئْس، فالتَّقدير: نعم المثْل مثلُها.
(مثلها) الضَّمير فيه راجعٌ للأرض التي يدلُّ عليها السِّياق.
(شَدِخ) بمعجمتين، وإهمال الدال، أي: كُسِرَ.
(كسرى) بفتح الكاف وكسرها.
(وقيصر) غير منصرفٍ.
(فارس) هو الجيل المعروف من العجَم، فإنْ قيل: وما الرجلان؟ قيل: هما لقَيْصَر الإفْرَنجْ مثَلًا، ولكِسرى الهنْد مثلًا، واكتفَى بكسْر الجَناحَين عن كَسْر الرجلين؛ لأنَّه يَنقاس على الجَناح لا سيَّما وهو إلى الطَّائر أسهَل من الجناح، فإنْ قيل: إذا انكسَر الجَناحان والرِّجلان جميعًا لا ينتَهِض أَيضًا؛ فقيل: الغرَض أنَّ العُضو الشَّريف هو الأصل، إذا صلَح صلَح الجسَد كلُّه، وإذا فسَد فسَد الجسَدُ كلُّه بخلاف العكْس.
(مُقَرِّن) بفتح القاف، وكسر الراء المشدَّدة، وبالنُّون، والنُّعمان هو المُزني، حامِل لِواء مُزَينة يوم الفتْح، استُشهد يوم نَهاوَنْد، سنةَ
إحدى وعشرين.
(ترْجُمان) بضم التاء وفتحها، وضم الجيم، والوجْه الثَّالث فتْحها كزَعْفران.
(أو تؤدوا) فيه أخْذ الجِزية من المَجوس؛ لأنَّهم كانوا مَجوسًا، وفيه فَصاحة المُغيرة؛ لأنه بيَّن بكلامه أحوالَهم المتعلِّقة بدُنْياهم من المَطعُوم والمَلبُوس، وبدِيْنهم من العِبادة، وبمعاملتِهم مع الأعداء من طلَب التَّوحيد أو الجِزية، ولمَعادِهم في الآخِرة إلى كونهم في الجنَّة، وفي الدُّنيا إلى كونهم مُلوكًا مُلَّاكًا للرِّقاب.
(أُشهدك) الخِطاب فيه للمُغيرة وكان على مَيْسرة النُّعمان، أي: أحضَرَك اللهُ مثلَ تلك المغازي، أو هذه المقاتَلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يندمك) من الإِنْدام، يُقال: أَندمَه الله، فنَدِم.
(ولم يُخْزك) من الإخْزاء، يقال: خَزِي بالكسر: إذا ذلَّ وهانَ، وكأنُّه أشار إلى:"غيرَ خَزايا ولا نَدامَى".
(الأرواح) جمع: رِيْح، وأصلُه الواو قُلبت ياءً؛ لانكِسار ما قبلَها، فلمَّا جُمعت رُدَّت؛ لأَنَّ الجمْع يَرُدُّ الأشياءَ إلى أُصولها، وحكَى ابن جِنِّي عن بعضهم في الجمْع: أرياح، لمَّا رآهم قالوا: أَريَاح.
ولعلَّ السِّرَّ في ذلك الاحتِراز عن تمادي القِتال بسبَب دُخول اللَّيل وظُلمته والتبرك أَيضًا بأوقات العِبادة.
(ولكني) موقِع الاستِدراك أنَّ المُغيرة قصَد الاشتِغال بالقتال أوَّلَ النَّهار بعد الفَراغ عن المكالمة مع التَّرْجُمان، فقال له النُّعمان: فإنَّك وإنْ