الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله، والمَعروف في كلام العرب ها الله، وقد ورَد في هذا: إذن، وليس ببعيدٍ.
(صدق)؛ أي: أبو بكر رضي الله عنه.
(فأعطاه)؛ أي: أعطَى أَبا قَتادة السَّلَب، ومقتضى الظاهر: فأَعطاني، ولكنْ عدَل للغَيبة التفاتًا، أو تجريدًا، أو هو مفعولٌ ثانٍ، والأول محذوفٌ، وإنما أعطاه بلا بيِّنةٍ لعِلْمه صلى الله عليه وسلم ذلك بطريقٍ من الطُّرق، لا نقول بإقرارِ مَن هو في يده فقط؛ لأنَّ الحقَّ للجيش كلِّه.
(مَخْرِفًا) بفتح الميم، وكسر الراء وفتحها: البُستان، سُمي به لمَا يُخترَف من ثمار نَخيله.
(سلِمة) بكسر اللام.
(تأثلته) بالمثلَّثة بعد الألِف، أي: اتخذتُه أثل مال.
وفيه فضيلة أبي بكر، رضي الله عنه وإصابته بحضْرته صلى الله عليه وسلم، وجواز الاجتِهاد، ومَنْقبةٌ لأبي قَتادة.
* * *
19 - بابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْخُمُسِ وَنَحْوِهِ
رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(باب ما كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُعطِي المُؤلَّفة)
هم ضُعفاء النيَّة في الإسلام، شُرَفاء يُتوقَّع بإسلامهم إسلامُ نُظَرائهم.
(رواه عبد الله بن زيد) وصلَه مسلم.
* * *
3143 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ لِي:"يَا حَكِيمُ! إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نفسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نفسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى"، قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ الْعَطَاءَ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبى أَنْ يَقْبَلَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءَ، فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ؛ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّي.
الحديث الأول:
(أرزأ) بتقديم الراء على الزاي، أي: أنقُص، ورجُلٌ مُرزَاء، أي:
كريمٌ يُصيب منه النَّاس خيرًا.
سبق الحديث في (الزكاة)، في (باب: الاستعفاف عن المسألة).
* * *
3144 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّهُ كَانَ عَلَيَّ اعْتِكَافُ يَوْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَفِي بِهِ.
قَالَ: وَأَصَابَ عُمَرُ جَارِيَتَيْنِ مِنْ سَبْيِ حُنَيْنٍ، فَوَضَعَهُمَا فِي بَعْضِ بُيُوتِ مَكَّةَ، قَالَ: فَمَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَبْيِ حُنَيْنٍ، فَجَعَلُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللهِ! انْظُرْ مَا هَذَا؟ فَقَالَ: مَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّبْيِ، قَالَ: اذْهَبْ فَأَرْسِلِ الْجَارِيَتَيْنِ. قَالَ نَافِعٌ: وَلَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجعْرَانَةِ، وَلَوِ اعْتَمَرَ لَمْ يَخْفَ عَلَى عَبْدِ اللهِ.
وَزَادَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مِنَ الْخُمُسِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي النَّذْرِ، وَلَمْ يَقُلْ: يَوْمَ.
الثاني:
(يوم) سبق في (الاعتكاف): (ليلة)، ولا مُنافاةَ لجواز اجتِماع نَذْرهما.
ورواية نافِع مرسلةٌ؛ لأنه تابعيٌّ، وكذا ما رواه عن عُمر؛ لأنَّه لم يُدركه.
(لم يخف) فيه إشارةٌ إلى أنَّه سَمع ذلك من ابن عُمر، وقد أنكَروا عليه ذلك بعُمرته صلى الله عليه وسلم من الجِعْرَانة حين انصرَف من حُنَين عام ثمان مشهورةٌ، وليس كل ما علِم به ابن عُمر حدَّث به نافِعًا، وممن رواها أنَس في "الصحيحين".
(وزاد جرير)؛ أي: زاد لفْظ: (عن ابن عُمر)، فصار متصِلًا، وقال أَيضًا:(من الخُمُس)، أي: كانت الجاريتان من الخُمُس.
(ورواه معمر) موصولٌ في (المغازي).
(ولم يقل: يوم)؛ أي: نقَص هذه اللَّفْظة.
* * *
3145 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ رضي الله عنه، قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَكَأَنَّهُمْ عَتبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ:"إِنِّي أُعْطِي قَوْمًا أَخَافُ ظَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ، وَكَلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْغِنَى، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ"، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَم.
وَزَادَ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمَالٍ، أَوْ بِسَبْيٍ فَقَسَمَهُ، بِهَذَا.
الثالث:
سبق في (الجمُعة)، في (باب: من قال في الخطبة: أما بعد).
(الظلع) بفتح المعجمة، واللام: المَيل والاعوِجاج، وفي بعضها:(ظلَعَهم)، وهو الغمْز في المَشي، وفي بعضها:(جزَعهم)، وفي بعضها:(هلَعَهم)، وهو أفحَش الجزَع، واقتصر (ش) على أنَّه بالظاء المعجمة.
قال: وأصل الظَّلَع داءٌ يدخل في قوائم الدوَابِّ تغمز منها.
قال: ورجلٌ ظالِعٌ: أي: مائلٌ مذنبٌ، وقيل: إنَّ المائِل بالضَّاد.
(بكلمة) الباء للبدَليَّة، أي: بدَل كَلِمته.
(زاد أبو عاصم) موصولٌ في (العيدين).
(بسبي) بمهملةٍ، وموحَّدةٍ، وفي بعضها بمعجمةٍ، وهمزٍ.
* * *
3146 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَبيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أُعْطِي قُرَيْشًا أَتَأَلَّفُهُمْ؛ لأَنَّهمْ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ".
الرابع:
(أتالفهم)؛ أي: أطلُب إِلْفَهم.
(حديثو عهد)؛ أي: قَريبو عهْدٍ بالكُفر، وفي بعضها:(حديث)
بالإفراد؛ لأنَ فَعِيلًا يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث، والجمْع ودُونَه، وإنْ كان بمعنى الفاعِل.
* * *
3147 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَني أَنسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الإبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ؟ قَالَ أَنسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْع مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ"؟ قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُ الأَنْصَارَ، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَوَاللهِ مَا تنقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ"، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمْ:"إِنَّكمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَوْضِ"، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ.
الخامس:
(رحالكم) جمع: رَحْل، وهو مَسكَن الرَّجل، وما يَستصحِبُه من الأثاث.
(خير)؛ أي: من المَال.
(أثرة) بفتح الهمزة، والمثلَّثة: الإِيثار، يُقال: استَأْئر فُلان بالشَّيء: استبدَّ به، أي: ستَرون استِقلال الأُمراء بالأَموال، وحرمانكَم منها.
مرَّ في (كتاب الشرب): أنَّه يقال بضم الهمزة وكسرها، وإسكان الثاء وفتحها.
* * *
3148 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِم: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِم: أنَّهُ بَيْنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ النَّاسُ، مُقْبِلًا مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأَعْرَابُ يَسْأَلونه، حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدُوني بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا".
السادس:
(مقبلًا) في بعضها: (مَقفَله)، أي: مَرجِعَه.
(علقت)؛ أي: السَّمُرة مجازًا، أو الأعراب.
(العضاه) وهو كلُّ شجَرٍ يعظُم وله شَوكٌ.
سبَق في أول (الجهاد)، في (باب: الشَّجاعة).
* * *
3149 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْركَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.
السابع:
(نَجْرَانِي) بفتح النُّون الأُولى، وسُكون الجيم، وبالراء: نسَبٌ لبلْدةٍ باليمَن، وقال (ش): بلدةٌ بين الشَّام والحِجاز واليمَن.
(فجذبه)؛ أي: جبَذَه، فهما بمعنًى.
وفيه زُهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرَمه، وحُسن خُلُقه إنَّه لعلَى خُلُقٍ عظيمٍ.
* * *
3150 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ
مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُنَاسًا فِي الْقِسْمَةِ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، فَآْثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْقِسْمَةِ، قَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ رَحِمَ اللهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ".
الثامن:
(الأقْرع) بفتح الهمزة، وسكون القاف، وبراءٍ، ومهملةٍ، ابن حَابِس، بمهملتين، وكسر الموحَّدة.
(عيَيْنة) بفتح المهملة، وفتح الياء الأُولى، وسُكون الثَّانية، والنُّون، قيل: فقال عبَّاس -بالموحَّدة الشَّديدة- ابن مِرْدَاس -بكسر الميم- في ذلك الوقت شعرًا:
أَتجعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبيْدِ
…
بين عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ
وما كانَ حِصْنٌ ولا حابِسٌ
…
يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ في مَجمَعِ
ومَا كنُتُ دُون امرئٍ منهُما
…
ومَنْ تخفِضِ اليَومَ لا يُرفَعِ
والعُبيد مصغَّرٌ: علَم فَرَسه.
* * *
3151 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: كُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي، وَهْيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ.
وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ.
التاسع:
(أقطعه)؛ أي: أعطاه قِطْعةً من الأراضي التي جعلَها الْأَنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَدِم المدينةَ، أو من أراضي بني النَّضِير كما في الحديث المُرسَل الذي بعده.
* * *
3152 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا ظَهَرَ عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ الْيَهُودَ مِنْهَا، وَكانَتِ الأَرْضُ لَمَّا ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلْيَهُودِ وَلِلرَّسُولِ وَلِلْمُسْلِمِينَ، فَسَأَلَ الْيَهُودُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتْرُكَهُمْ عَلَى أَنْ يَكْفُوا الْعَمَلَ، وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"نُقِرُّكُمْ عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا"، فَأُقِرُّوا حَتَّى