الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه أن الجنة مخلوقةٌ، وأنَّ المُحاجَّة جائزةٌ، وأنَّ الكسْب حقٌّ، وأنه لا جَبْر ولا قَدَرَ، ولكن أمرٌ بين أمرين.
* * *
3410 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى في قَوْمِهِ".
الحديث الرابع:
يأتي في (الرقائق).
* * *
32 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}
(باب قول الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} [التحريم: 11])
3411 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ
كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".
(كَمُلَ) مثلَّث الميم، ولا يلزم من الكمال نبوَّتُهما؛ إذ هو يُطلق لتمام الشيء ونبَاهته في بابه، فالمراد نبَاهتهما في جميع الفضائل التي للنِّساء، وقد نُقل الإجماع على عَدَم نُبُوتهنَّ.
(آسِية) بالمد، وكسر المهملة، وخفة الياء، كانت مؤمنةً تُخفي إيمانها، قال تعالى:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} الآية [التحريم: 11].
(ومريم) أُمُّ المَسيح، حملَتْ به ولها ثلاث عشرةَ سنةً، وعاشتْ بعدما رُفع ستًّا وستين سنةً، وماتت ولها مائةٌ واثنتا عشرة سنةً، وفيه اختلاف.
فإن قيل: هل يلزم أن تكون أكملَ من عائشة؟ قيل: لا؛ لأنَّ (كمُلَ) و (لم يكمُل) فِعلان ماضيان.
(الثريد)؛ لأنه أفضَل طعام العرَب.
قال شاعرهم:
إذَا ما الخُبْزُ تأدِمُهُ بلَحْمٍ
…
فذاكَ: أمانة اللهِ الثَّريدُ
وقال (ن): الثَّريد من كلِّ طعامٍ أفضَل من المرَق، فثَريد اللَّحم أفضَل من مرَقه بلا ثريدٍ.
والمراد بالفَضيلة نفْعُه، والشَّبَع منه، وسُهولة مَساغه، والالتِذاذ به، وتيسُّر تَناوله، وتمكُّن الإنسان من أَخْذ كفايته منه بسُرعةٍ.