الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 - بابٌ قولِ الله تعالَى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الثُّعْبَانُ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ مِنها، يُقَالُ: الْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ: الْجَانُّ وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ. {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} : فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ. يُقَالُ {صَافَّاتٍ} : بُسُطٌ أَجْنِحَتَهُنَّ. {وَيَقْبِضْنَ} : يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَّ.
(باب قوله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البقرة: 164])
قوله: (الثعبان)؛ أي: الذي في قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ ثعْبَانٌ مُبِينٌ} [الأعراف: 107].
(منها)؛ أي: من الحَيَّات، وقال الجَوْهري: ضَرْبٌ من الحيَّات طِوال.
(الجان) هو الحيَّة البَيضاء.
(والأفاعي) جمع أَفْعاة، والأُفْعُوان، بضم الهمزة، والعين: ذكَر الأَفاعي.
(والأساود) جمع: أَسْوَد هو العَظيم من الحيَّات، وفيه سَوادٌ.
(أخذ بناصيتها)؛ أي: في قوله تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: 56].
(صافات)؛ أي: في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ} الآية [الملك: 19].
(بُسُط)؛ أي: باسِطاتٍ أجنحتهنَّ ضارِباتٍ بها.
* * *
3297 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ:"اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيتَيْنِ وَالأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ".
3298 -
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبَيْنَا أَناَ أُطَارِدُ حَيَّةً لأَقْتُلها، فَنَادانِي أَبُو لُبَابَةَ: لَا تَقْتُلْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، قَالَ: إِنَّهُ نهى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ، وَهْيَ الْعَوَامِرُ.
(الطفيتين) مثنَّى الطُّفْيَة، بضم المهملة، وسُكون الفاء، وبياءٍ: حيَّةٌ في ظَهرها خَطَّان كالخُوصَتين، والطُّفْيَة: خُوصَة المقل، وجمعها: طُفًى.
(والأبتر) الحيَّة القَصيرة الذَّنَب، وهما مِن شِرار الحيَّات إذا لحظَتْه الحامِل أسقَطت الحَمْل غالبًا، وإذا وقع نظَرُها على نظَر الإنسان يطمِسُه، أي: يُعميه، جُعل ما يُفعَل بالخاصيَّة كأنَّه يُفعل بالقَصد.
وقال النَّضْر بن شُمِيل: الأبْتَر صِنْفٌ من الحيَّات أَزْرق مَقطوعُ الذَّنَب لا تَنظُر إليه حامِل إلا ألقَت ما في بطْنها.
قال بعضهم: وفي الحيَّات نوعٌ يُسمَّى الناظِر إذا وقَع بصرُه على
عين الإنسان ماتَ من ساعته، وقال بعضهم: معنى الطَّمْس قصْدُها النظَر باللَّسْع والنَّهْش.
(أطارد)؛ أي: أطلبُها، وأتبعُها لأقتُلها.
(ذوات البيوت)؛ أي: السَّاكنات فيها، ويُقال لها: الجِنان، وهي حَيَّاتٌ طِوالٌ بيضٌ قلَّ ما تضرُّ، ويُقال لها: العَوامِر، سُميت بها لطُول عمُرها.
قال الجَوْهري: عُمَّار البُيوت سُكَّانها من الجِنِّ.
وفي "مسلم": "إنَّ في المَدينة جِنًّا قد أَسلَمُوا، فإذا رأَيتُم منهم شَيئًا، فآذِنُوه ثلاثةَ أيَّامٍ، فإنْ بَدَا لكُم بعدَ ذلك فاقتُلوهُ، فإنما هو شَيطانٌ".
فقال بعضهم: الإنْذار مختَصٌّ بحيَّات المَدينة، وقيل بعُمومه في حَيَّات جميع البلاد، وهو بالاتفاق مخصوصٌ بالأَبْتَر، وذي الطُّفْيَتَين؛ فإنَّه يُقتَل على كل حالٍ بالمدينة وغيرها، في البُيوت والصَّحارى.
* * *
3299 -
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ: فَرآنِي أَبُو لُبَابَةَ، أَوْ زيدُ ابْنُ الْخَطَّابِ.
وَتَابَعَهُ يُونس، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَإِسْحَاقُ الْكَلْبِيُّ، وَالزُّبَيْدِيُّ.
وَقَالَ صَالحٌ، وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَابْنُ مُجَمِّعٍ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: رَآنِي أَبُو لُبَابَةَ وَزيدُ بْنُ الْخَطَّابِ.