الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال (ك): كان القِياس: وإيَّاكَ، لكن جعَل نفسَه مأْمورًا بالإيفاء، فكأنَّه قال: لا تَقِ نفْسي من نَعَم ابن عَوْفٍ، فيلزم منه اتقائي بالأَولويَّة.
ويحتمل أنْ لا يكون من باب التَّحذير، ويكون عَطْفًا على دَعوة المَظلوم.
(ابن عوف)؛ أي: عبد الرَّحمن.
(وابن عفان) هو عُثْمان.
(ببنيه)؛ أي: بالوِلادة.
(يَا أمير المُؤْمنين)؛ أي: نحن فُقراءُ مُحتاجون، وأنا لا أتركُهم على الاحتِياج، فلا بُدَّ لي من إعطاء الذَّهب والفِضَّة إياهم بدَلَ الماءِ والكَلأ.
والحاصِل أنَّهم لو مُنعوا من الماء والكلأ لهلَكتْ مواشيهم، واحتاجَ إلى صرْف النَّقْد عليهم، لكنَّهما أسهَل منه.
(لا أَبا لك) حقيقته الدُّعاء عليه، لكنْ هُجِرت الحقيقة، وهذا التَّركيب جائزٌ تَشبيهًا له بالمُضافِ؛ إذ الأَصل: لا أبَ لك.
* * *
181 - بابُ كِتَابَةِ الإِمَامِ النَّاسَ
(باب كتَابةِ الإمامِ النَّاسَ)
3060 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ بِالإسْلَامِ مِنَ النَّاسِ"، فَكَتَبْنَا لَهُ ألْفًا وَخَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ، فَقُلْنَا نَخَافُ وَنحنُ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ؟ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وَهْوَ خَائِفٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ: فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: مَا بَيْنَ سِتِّمِائَةٍ إِلَى سَبْعِمِائَةٍ.
* * *
3061 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي كُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي حَاجَّةٌ، قَالَ:"ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ".
(رأينا) في بعضها: (رأَيتُنا).
(ابتلينا) مبنيٌّ للمفعول.
(نخاف) فيه همزةُ استفهامٍ مقدَّرةٍ، أي: كُنَّا لا نَخافُ مع قلَّتِنا، وقد صار الأمرُ بعد هجرة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من الدُّنيا يُصلِّي الرجُل وحدَه خائفًا مع كثْرة المسلمين.
قال (ن): لعلَّه كان في بعض الفِتَن التي جَرَت بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان