الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، سَمِعْتُ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَرَجَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ رَجُلًا تَنَصَّرَ يَقْرَأُ الإنْجيلَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ وَرَقَةُ: مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُوسَى، وَإِنْ أَدْرَكَنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. النَّامُوسُ: صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي يُطْلِعُهُ بِمَا يَسْتُرُهُ عَنْ غيْرِهِ.
(فرجع)؛ أي: من غار حراء.
وسبق الحديث مبسوطًا أول "الجامع".
* * *
22 - باب قَوْلِ اللهِ عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا} إِلَى قَولِهِ {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}
{آنَسْتُ} : أَبْصَرْتُ، {نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ} الآيةَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْمُقَدَّسِ} : الْمُبَارَكُ. {طُوًى} : اسْمُ الْوَادِي. {سِيرَتَهَا} : حَاَلَتهَا. وَ {النُّهَى} : التُّقَى. {بِمَلْكِنَا} : بِأَمْرِناَ. {هَوَى} : شَقِيَ. {فَارِغًا} إلا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى. {رِدْءًا} كَيْ يُصَدِّقَنِي، وَيُقَالُ: مُغِيثًا أَوْ مُعِينًا. يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ. {يَأْتَمِرُونَ} : يَتَشَاوَرُونَ. وَ (الْجِذْوَةُ): قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ.
{سَنَشُدُّ} : سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا، وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهْيَ عُقْدَةٌ. {أَزْرِي} : ظَهْرِي. {فَيُسْحِتَكُم} : فَيُهْلِكَكُمْ. {اْلْمُثْلَى} : تأْنِيثُ الأَمْثَلِ، يَقُولُ بِدِينِكُمْ، يُقَالُ: خُذِ الْمُثْلَى، خُذِ الأَمْثَلَ. {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} يُقَالُ: هَلْ أتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ؟ يَعْنِي: الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ. {فَأَوجَسَ} : أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الْوَاوُ مِنْ {خِيفَةً} لِكَسْرَةِ الْخَاءِ. {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}: عَلَى جُذُوعِ. {خَطْبُكَ} : بَالُكَ. {مِسَاسَ} : مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا. {لَنَنسِفَنَّهُ} : لَنُذْرِيَنَّهُ. (الضَّحَاءُ): الْحَرُّ. {قُصِّيِه} : اتَّبِعِي أثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ تَقُصَّ الْكَلَامَ، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}. {عَن جُنُبٍ}: عَنْ بُعْدٍ، وَعَنْ جَنَابَةٍ، وَعَنِ اجْتِنَابٍ: وَاحِدٌ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى قَدَرٍ} : مَوْعِدٍ {وَلَا تَنِيَا} . {يَبَسًا} : يَابِسًا. {مِن زِينَةِ اْلقَوْمِ} : الْحُلِيِّ الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ. {فَقَذَفْنَاهَا} : أَلْقَيْتُهَا. {أَلْقَى} : صَنَعَ. {فَنَسِيَ} مُوسَى، هُمْ يَقُولُونَهُ: أَخْطَأَ الرَّبَّ. {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} في الْعِجْلِ.
(باب قول الله عز وجل {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [طه: 9])
قوله: (سيرتها)؛ أي: من قوله تعالى: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} [طه: 21].
(النُّهي)؛ أي: في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: 54].
(بملكنا) في قوله تعالى: {مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} [طه: 87].
(هوى)؛ أي: في قوله تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه: 81].
(فارغًا)؛ أي: في قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} [القصص: 10]: إلا مِن ذِكْر موسى.
(ردءًا)؛ أي: في قوله تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} [القصص: 34].
(مغيثًا) بمعجمةٍ، ومثلَّثةٍ.
(أو معينًا) بمهملةٍ، ونونٍ.
(نبطش)؛ أي: في قوله تعالى: {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ} [القصص: 20].
(والجذوة)؛ أي: في قوله تعالى: {آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ} الآية [القصص: 29].
(سنشد)؛ أي: في قوله تعالى: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [القصص: 35].
(غيره)؛ أي: غير ابن عبَّاس في تفسير قوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه: 27].
(تَمْتَمة) بفتح التاء المثنَّاة مكررةً، مع الميم: هي التردُّد في حَرْف المثنَّاة، وانحرافُ اللِّسان إليها عند التكلم.
(فأفأة) بتكرير الفاء، مع الهمزة: هو التردُّد في الفاء عنده.
(أزري)؛ أي: في قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: 31].
(فيسحتكم)؛ أي: في قوله تعالى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} [طه: 61].
(المثلى)؛ أي: في قوله تعالى: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [طه: 63].
(خيفة)؛ أي: في قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [طه: 67].
(فذهبت الواو) أي: لأنَّ أصلَه: خَوْفَةً، فقلبت الواو ياءً؛ لسُكونها وانكسار ما قبلَها.
(في جذوع)؛ أي: من قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71].
(على)؛ أي: استعيرت الفاءُ لمعناها، وهو الاستعلاء لبَيان شدَّة التمكُّن بالمظروف.
(خطبك)؛ أي: في قوله: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ} [طه: 95].
(مساس)؛ أي: في قوله تعالى: {فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه: 97].
(لننسفنه)؛ أي: في قوله تعالى: {لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} [طه: 97].
(الضحى)؛ أي: من قوله تعالى: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه: 59].
(قصيه)؛ أي: من قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} [القصص: 11].
(وقد تكون)؛ أي: أنه إما مشتقٌّ من القَصَص، وهو اتباع الأثَر، أو مِنْ قَصَص الكلام كما في:{نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3].
(عن جنب)؛ أي: في قوله: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} [القصص: 11]، ومدارُ المُناداة على البُعد.
(على قدر)؛ أي: في قوله تعالى: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} [طه: 40].
(ولا تنيا)؛ أي: في قوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا} [طه: 42].
(سوى)؛ أي: من قوله تعالى: {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [طه: 58].
(يبسًا)؛ أي: في قوله تعالى: {طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} [طه: 77].
(من زينة)؛ أي: في قوله تعالى: {حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا} [طه: 87].
(هم)؛ أي: قومُ السَّامري يقولون: فنَسِيَ، ومعناه: أخطَأَ موسى الربَّ حيث تركَه ها هنا وذهبَ إلى الطُّور يطلبُه هناك.
هذا آخِرُ ما أشار إليه من تفسير الآيات.
* * *
3393 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: "حَتَّى أتى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأخ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ".