الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجَزاء مثلَه؟ والقارِصة نملَةٌ؛ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: 15].
قيل: لعلَّه في شَرعه كان جائِزًا، ويُقال: المُؤذي طبْعًا يُقتَل شَرعًا قياسًا على الأَفْعى، ولا يُقال: لَومه يدلُّ على أنَّه غير جائزٍ، بل لأنَّه خِلاف الأَولى، وحسَناتُ الأبرار سيِّئات المُقرَّبين.
* * *
154 - بابُ حَرْقِ الدُّورِ وَالنَّخِيلِ
(باب حَرْق الدُّور والنَّخيل)
قيل: صَوابه: إِحْراق.
3020 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرٌ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ"؟ وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، قَالَ: وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا"، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ، فَقَالَ رَسُولُ جَرِيرٍ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ! مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْوَفُ، أَوْ أَجْرَبُ، قَالَ: فَبَارَكَ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ
وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ.
الحديث الأول:
(تريحني) مِن الإراحة بالراء، والمهملة.
(الخَلَصَة) بمعجمةٍ، ولامٍ، ومهملةٍ مفتوحاتٍ، وقيل: بسُكون اللام، وقيل: بضمِّ المُعجمة، وفتح اللام؛ حكاه ابن دُرَيد، وقيل: بضمِّ الخاء، واللام: بيت صنَمٍ ببلاد دَوْسٍ، وقيل: هو اسمٌ للصَّنَم، وضعَّفه الزَّمَخشَري بأنَّ (ذُو) لا تُضاف إلا إلى أسماء الأَجناس.
(خَثْعَم) بفتْح المُعجَمة، وسُكون المثلَّثة، وفتح المُهملة: قَبيلةٌ من اليمَن.
(كعبة اليمانية) ضاهَوا به الكعبة الحَرام، بتخفيف الياء على المَشهور؛ لأن الألف بدَلٌ من إحدى ياءَي النَّسَب، وقد جاء بالتَّشديد، والإضافةُ فيه من إضافة الموصوف إلى صفته، أي: كعبة الجِهَة اليَمانيَة.
وإنما أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه كان فيه صنَمٌ يعبدونه اسمه الخَلَصة.
(أحْمُس) بفتح الهمزة، وسُكون المهملَة الأولى: قَبيلةُ جَرير، وهو في اللُّغة الشُّجاع، والشَّديد، والصلب في الدِّين، والقِتال.
(هاديًا) إشارةٌ إلى قُوَّة التَّكميل.
(مهديًا) إشارةٌ إلى قوَّة الكَمال أنْ جعلَه كامِلًا مُكمِّلًا.
قيل: وفيه تقديمٌ وتأخيرٌ، فإنه لا يكون هاديًا لغيره حتى يكونَ مَهديًّا في نفْسه.
قلتُ: يجوز أن يُجعَل مَهديًّا حالًا من الضَّمير في هاديًا، فلا تقديمَ ولا تأخيرَ.
واسم رسولِ جَرِيْر الذي بشَّر النبيَّ صلى الله عليه وسلم بذلك: حُصَين -بضم المُهملة الأُولى- ابن رَبِيْعة الأحْمُسِي، أَبو أَرْطاةَ بسكون الراء، والمهملة.
(أجوف)؛ أي: مُجوَّف ضِدُّ المُصمَت، أي: خالٍ عن كلِّ ما يكون في البَطْن، ووجْه الشَّبَه بينهما عدَم الانتِفاع به، وكونُه في مَعرِض الفَناء بالكُليَّة، لا بقاءَ ولا ثباتَ دوامًا.
قال (ش): إنَّ (أجْوَف) رواية مُسَدَّد، وشَرَحه بأبيض البَطْن.
قال (ع): وهو تصحيفٌ، وإفسادٌ للمعنى.
(أجرب) قال (خ): معناه مَطْليٌّ بالقَطِران؛ لمَا به من الجرَب، فصار أسود، أي: صارتْ سوداءَ من الإحراق.
وفيه استحباب إرسال البَشير بالفُتوح، والنِّكايةِ بآثار الباطِل، والمبالغة في إزالته.