الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفائدة الجمْع بين التَّرجمتين: أنَّا إذا قدَّرنا الإيمانَ قولٌ وعملٌ دخَلَ أداءُ الخُمُس في الإيمان، وإنْ قُلنا: إنه التَّصديق دخَل أداؤُه في الدِّين.
* * *
3 - بابُ نَفَقَةِ نسَاء النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ
(باب نفَقَة نِساءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم)
3096 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَؤُنةَ عَامِلِي فَهْوَ صَدَقَةٌ".
الحديث الأول:
(دينارًا) تنبيةٌ بالأَدنى على الأعلى، كما في:{إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ} [آل عمران: 75] والكلامُ خبَرٌ لا نهيٌ، أي: لستُ أُخَلِّفُ بعدي دينارًا يُقْتَسَم، فالرواية بالرفْع لا بالجَزْم، ولأن النهي يقتضي إمكانَ وُقوعه، وهو لا يُمكن.
(بعد نفقة نسائي)؛ أي: لأنهنَّ محبوساتٌ عن الأزْواج بسبَبه، أو لعِظَم حقُوقهنَّ في بيت المالِ؛ لفَضْلهنَّ، وقِدَم هِجْرتهنَّ، وكونهنَّ أُمهات المُؤْمنين، ولذلك اختصَصْنَ بمَساكنهنَّ، ولم يَرِثْها ورثتُهنَّ.
(ومؤنة عاملي) قيل: القائِم على هذه الصِّفات، والنَّاظِر عليها، وقيل: كلُّ عاملٍ للمُسلمين من خليفةٍ وغيره؛ لأنه عاملُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ونائبٌ عنه في أُمته، وقيل: حافِرُ قَبْري.
* * *
3097 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكلُهُ ذُو كَبِدٍ، إلا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفًّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ، فَفَنِيَ.
3098 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلا سِلَاحَهُ وَبَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً.
الحديث الثاني:
(ذو كبد)؛ أي: حيَوانٌ: إنسانٌ أو بهيمةٌ.
(الشطر) هو النِّصف، قيل: المراد به وَسْقٌ من الشَّعير، ويحتمل أن يُراد بالشَّطْر البعض.
(رَف) بفتْح الراء: شِبْهُ الطَّاقِ.
(ففني) هذا يقتضي أنَّ الكيل سبَبٌ للفَناء، ومُوجِبٌ للنُّقصان، ولا يُعارِض حديث:"كِيْلُوا طَعامَكُم يُبارَكْ لكُم فيهِ"؛ لأنَّ ذاك في