الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(لقي المسلمون)؛ أي: كفَّارَ الرُّوم.
* * *
188 - بابُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ وَالرَّطَانَةِ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} .
(باب مَن تكلَّم بالفارسيَّة والرَّطانة)
بكسر الراء وفتحها: الكلام بالأَعجميَّة، وقيل: الكلام الذي لا يُفهَم.
* * *
3070 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنْتُ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنفَرٌ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ! إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا، فَحَيَّ هَلَا بِكُمْ".
الحديث الأول:
(بهيمة) تصغير بَهْمَةٍ، وهي ولَد الضَّأْن.
(سورًا) بضم المهملة، وسُكون الواو: الطَّعام الذي يُدعا إليه، وقيل: الطَّعام مُطلقًا، وهي لفظة فارسيَّةٌ.
وقيل: السُّور: الضَّبُع بلُغة الحبَشة.
(فحيهلًا) رُكِّب مِن: حَيْ وهَلَ، بسكون الياء، وفتح اللام، مع الألف وبلا أَلْفٍ، وحَيْهلًا بسُكون الياء، وبالتنوين، وجاء متعديًا بنفسه، وبالباء، وإلى، وبعلى، ويُستعمل حيَّ وحده بمعنى: أَقْبِلْ، وهلًا وحدَه.
* * *
3071 -
حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ خَالِدٍ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَتْ: أَتيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي، وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"سَنَهْ سَنَهْ" -قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَهْيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنةٌ- قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَم النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعْهَا"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ:"أَبْلِي وَأَخْلِفِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِفِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِفِي"، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ.
الحديث الثاني:
(أُم خالد) اسمها: أَمَة، بفتح الهمزة، والميم، كما سبَق في (الجنائز)، في (باب: التعوُّذ من عذاب القَبْر)، ووقَع خالدٌ في الحديث ثلاثَ مرَّاتِ كلٌّ غير الأُخرى.
(سنه) بفتح المهملة، والنُّون الخفيفة والشَّديدة.
(خاتم النبوة) هو ما كان مِثْل زِرِّ الحجَلة بين كتفَيه صلى الله عليه وسلم.
(أبلي)؛ أي: البَسيهِ حتَّى يَبلَى.
(وأخلقي) بمعناه أَيضًا، وجاز أن يكونا من الثُّلاثي؛ لأن الثُّلاثيَّ والرباعيَّ فيهما بمعنًى، وإنما عُطف عليه لتغايُر اللَّفظ، وإن اتَّحَدا معنى، وأما إِعادة:(ثُمَّ أَبلِي وأَخلِقي) فهو للتأكيد والتَّقوية، مثل:{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: 4].
هذه كلمةٌ على رواية غير أبي ذَرٍّ، والمَرْوَزي بالقاف، أما على روايتِهما بالفاء، فقال ابن الأَثير: إنَّه أشْبَهُ، فمعناه أن تكسِب خَلَفَه بعد بَلائهِ، يُقال: خلَف اللهُ لكَ، وأخلَفَ، وهو الأشهر، رباعيٌّ.
(دكن) بالمهملة، والكاف، والنُّون، كذا لأبي الهَيْثَم، ورجَّحه أبو ذَرٍّ، أي: أسوَد لونُه مِن الدَّكَن، وهو لَون يَضرِب إلى السَّواد، أي: عاشَتْ طَويلًا، حتَّى تغيَّر لَونُ قميصِها إلى الاسوِداد.
وفي بعضها -وهي أكثَر الرِّوايات-: (ذَكَرت) بالبناء للفاعل، أي: بَقِيَتْ حتَّى ذكَرتْ دهرًا طَويلًا، أو للمَفعول، أو حتَّى صارتْ مَذكُورةً عند النَّاس بخُروجها عن العادة.
وفي بعضها: (ذُكِر) بلا تاءٍ مبنيًّا للمفعول، والضَّمير للقَميص، ومعروفًا، والضَّمير له أَيضًا، أي: حتَّى ذكر دهرًا طويلًا، كما يُقال في المُسِنِّ: تَذكُر الزَّمان الفُلاني، أو للرَّاوي، أو نحوه، أي: حتَّى ذكَر
الرَّاوي ما نَسِيَ من طُول مُدَّته.
* * *
3072 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْفَارِسيَّةِ:"كَخٍ كَخٍ، أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا لا نأْكلُ الصَّدَقَةَ"؟
الثالث:
(كخ) بفتْح الكاف وكسرها، وتَسكين المُعجَمة، وتُكسَر مع التَّنوين: كلمةٌ يُزجَر بها الصِّبْيان.
وسبق في (الزكاة)، في (باب: ما يُذكر في الصَّدقة).
وللنِّزاع في هذه الألفاظ مَجالٌ، فيُقال في السُّور يحتمل أنَّه مِن تَوافُق اللُّغتين، وفي سَنَه أصلُه: حَسَنَةٌ، فحُذفت الحاءُ كما حُذفت: هد في قوله: كفَّى بالسَّيف شاهِد، فقالوا: شَا، وأما كَخْ فمِن أسماء الأصوات.
ومُناسبة هذا الباب لـ (كتاب الجِهاد): أنَّ الكلام بالفارسيَّة ربَّما يحتاج إليه المُسلمون مع رسُل العجَم وأُمَنائهم.
وقال (ك): لأَنَّ الحديث الأوَّل فيه كان في يوم الخنْدق والأحزاب بالتبعيَّة على عادة البخاريِّ في الاستِطراد في مثل ذلك.
* * *